السوق العربية المشتركة | الدكتور أسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية لـ«السوق العربية»:

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 15:22
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

الدكتور أسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية لـ«السوق العربية»:

د. أسامة سليم يتحدث لمحرر «السوق العربية»
د. أسامة سليم يتحدث لمحرر «السوق العربية»

مصر خالية تماما من الطاعون ومستعدون لمواجهة أنفلونزا الطيور

كشف الدكتور أسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية فى حواره الخاص مع السوق العربية عن خلو مصر تماما من الطاعون وعزا ذلك إلى اهتمام الدولة بالحفاظ على صحة الثروة الحيوانية من الأمراض المتوطنة والوافدة، والجهود التى تبذلها الهيئة فى هذا الصدد.



وقال إن الدولة وفرت 68 مليون جنيه لعمليات التحصين والوقاية للثروة الحيوانية، رغم أن التحصين يحتاج لنحو 168 مليونا، ولذلك قررنا فرض رسوم رمزية على علميات التطعيم لتعويض الفارق فى التكلفة الإجمالية حتى لا تتحمل الدولة أعباء إضافية فى ظل الأوضاع الاقتصادية.

< ما المهام الأساسية للهيئة العامة للخدمات البيطرية منذ إنشائها؟

- الهيئة العامة للخدمات البيطرية تم إنشاؤها سنة 1984 بقرار جمهورى وفى السابق كانت تسمى مصلحة الطب البيطرى ثم بعد ذلك أصبحت الهيئة لها استقلالية ولكنها تابعة لوزارة الزراعة، وترتكز مهام الهيئة العامة للخدمات البيطرية بشكل أساسى على الحفاظ على الصحة الحيوانية بمعنى الحفاظ بالكامل على صحة الثروة الحيوانية فى مصر من الأمراض المتوطنة او الوافدة أى التى قد ترد من خارج مصر، وهذا يتضمن أيضا حماية صحة الحيوانات التى تستورد من داخل مصر أو التى تستورد من الخارج، وبشكل عام تعتبر الهيئة العامة للخدمات البيطرية هى السلطة المسئولة عن صحة الحيوان فى مصر.

< هل للهيئة العامة للخدمات البيطرية أهمية قصوى بالنسبة لكل مواطن؟

- بالطبع لها أهمية كبرى لكل مواطن على ارض مصر، فهناك علاقة وطيدة بين الهيئة والمواطنين، فهيئة الخدمات البيطرية تعد هى خط الدفاع الاول عن صحة المواطنين، لأن هناك أكثر من 300 مرض يصاب بها الإنسان أصلها أمراض حيوانية ولو تم عمل حماية بيطرية سليمة للحيوانات لتجنب إصابتها بهذه الأمراض فسينجو الإنسان من الإصابة بها، وأيضا الحيوانات هى المصدر الرئيسى للبروتين الحيوانى ولا يستطيع الإنسان الاستغناء عنه وطالما نحافظ على الصحة الحيوانية فنحن بذلك نحافظ على إنتاجية اللحوم الحمراء والألبان وأيضا الدواجن والبيض والأسماك وكل هذه المجموعات التى تحتوى على البروتينات الحيوانية، إذن نحن هنا نحافظ على صحة الإنسان ونحافظ على التغذية الخاصة به، ومن حق الإنسان أن يعيش فى بيئة نظيفة وصحية ولو حافظنا على صحة الحيوان وحمايته من الأمراض الوبائية نكون بذلك قد ضمنا للإنسان أيضا العيش فى بيئة نظيفة وصحية لا تعرض صحته لأى مخاطر ولو راجع كل إنسان برنامجه اليومى يلاحظ أن الطبيب البيطرى دائما ما ينصح بشرب اللبن على الفطار وغذاء البرويتن والحيوانى بشكل عام والعشاء كوب زبادى لأنه يعرف جيدا أهمية هذه الأطعمة والمشروبات.

< هل تكفل ميزانية الهيئة لها الالتزام بالمهام الرئيسية الخاصة بها؟

- ما يحدث هو أننا كجهاز حكومى نأخذ الميزانية الخاصة بنا من الحكومة، وكما نعلم الهيئة العامة للخدمات البيطرية تخضع ككل مؤسسات الدولة لكل المعايير التى تخضع لها كل الجهات الحكومية، وان كان هناك فائض فى الميزانية فنأخذ حصتنا من الفائض كأى مؤسسة أخرى ونحاول أن نسد كل احتياجاتنا، أما إن كان هناك عجز فى الميزانية فنتحمل أيضا من هذا العجز وبالتالى يكون هناك عجز فى ميزانيتنا وكل ذلك منظومة دولة، ومنطقى جدا اننا نحترمها والطبيعى عندما نضع أو نفكر خارج الصندوق بشكل غير تقليدى فالاجابة دائما ما تكون لا، ويوجد نقص حاد ولو تحدثنا عن الوقاية والتحصين نحو90 % من الثروة الحيوانية، وكان الاحتياج المالى للهيئة 2014 كنا نحتاج إلى 168 مليون جنيه والدولة قررت توفر 68 مليون جنيه فقط، إذن يوجد نقص حوالى 100 مليون جنيه ولكن ليس من المفروض أن نضغط على الدولة بشكل مستمر، ولذلك فكرنا فى 2012 أن نجعل التحصين بمقابل رمزى أى يساوى التكلفة فقط ونتحمل المسئولية كحكومة ومربٍ كصاحب رأس مال، لكنه اذا تكلمنا عن حيوان واحد فقط يكون رأس المال حوالى 20 الف جنيه ولو مزرعة صغيرة نتكلم فيها عن آلاف الجنيهات، وان كانت مزرعة كبيرة اذن نتكلم عن ملايين الجنيهات، وأصحاب رؤوس الأموال صغيرة أو كبيرة يجب أن يتحملوا المسئولية ويشاركوا الحكومة فى المسئولية فهذا شىء مقبول جدا ففى النهاية كلنا نعمل على حل المشكلة وحماية الثروة الحيوانية ونكون بذلك حافظنا على أموال صاحب رأس المال وحققت للشعب المصرى الحفاظ على البروتين وعلى الاقتصاد المصرى بشكل عام، وفى النهاية نكون حققنا منظومة متكاملة.

< ما موقف الأطباء البيطريين الذين يعملون بالقطاع الخاص أو العاطلين عن العمل؟

- كلهم زملاء أعزاء ونتمنى لهم أن يعملوا معنا ولكن مسئولياتهم الشخصية كمصريين عندما يتنبهوا لوجود عدوى أو مرض فى مكان ما أن يبلغوا الهيئة العامة ويكونوا بذلك عيونا للهيئة ولم يضرهم أى شىء. بالعكس سوف يكافأون على ذلك وهو الدور الذى نتمناه، وكل من يعمل فى القطاع الخاص نتمنى أن يكون بيننا وبينه ترابط وعلى استعداد أن نساعدهم لعمل تدريبات أو اخد دورات لأن فى النهاية هم جزء من الخدمة والمهنة أيضا، وكلما زاد مستواهم الطبى عاليا استطعنا مواجهة الأمراض والأوبئة ولكى نكون على ارتباط ولا يكونوا مستقلين عن الهيئة ونحن فى النهاية نخدم شيئا واحدا وهو الصحة الحيوانية.

< إذا ما شرط التعيين بالهيئة؟

- مؤخرا ومن سنة 97 كان التكليف متوقفا الا فى أعداد قليلة تعين بالمحافظات المختلفة، ومنذ عامين طلبنا 8000 ثم خفضنا العدد إلى 6800 وأخيرا رئاسة الوزراء وافقت على 2150 لكى تعينهم الهيئة بالمحافظات وحتى هذه اللحظة لم نضع اى شروط للتعيين وهذا العدد الذى ذكرته هو تعيين المحافظات وليس الهيئة، لأن المحافظات تعانى من نقص الأطباء البيطريين فهناك وحدات بيطرية ليس بها اطباء، ولكى يكون هناك عدالة يجب ألا تكون هناك محسوبية وواسطة، وفى النهاية هؤلاء اولادنا والهيئة جزء من الحكومة وما ينطبق عليها ينطبق علينا أيضا.

< كيف يمكن أن نواجه مرض انفلونزا الطيور والقضاء عليه؟

- المرض موجود من 2006 وما يساعد على انتشاره وتوطينه هذا العام وخلال السنوات الماضية هى العشوائية الزائدة عن الحد سواء فى التربية المنزلية أو التجارية، فنحتاج إلى الجد كن القطاع العشوائى أن ينظر اليه بطريقة غير تقليدية وان يتم رفع مستوى الاداء منه لكى نقدر على تطبيق برامج السيطرة على المرض لانه لا يوجد شىء، خطط ولا استراتيجية مع عشوائية، وهناك دول كثيرة نجحت فى السيطرة على المرض ومواجهته، ويحتاج أيضا إلى شغل مجتمعى من جهات عدة وليس الطب البيطرى فقط بل يطلب منا عمل برامج التحصين، وهناك مزارع مبنية على ارض الدولة ليس لها ترخيص اقامة ولا تشغيل وترمى الفضلات فى الشارع وهنا تكون مسئولية المحليات والبيئة، ومواطنون لم يطبقوا قانون 70 لسنة 2009 والذى يؤكد أن الفراخ قبل أن تخرج من المزرعة يجب أن تفحص جيدا وان يكون هناك تفتيش على الفراخ غير السليمة وهذه مسئولية الشرطة وهى قصة متكاملة ومطلوب أن يتكاتف الكل ويشترك فيها.

< ماذا عن مرض الحمى القلاعية وكيفية مواجهته؟

- هو مرض متوطن فى مصر لكن الحمد لله حاليا الحالات نادرة جدا فى مصر، وهذا المرض مصيبة كبيرة للأبقار والجاموس ويجب على المربين أن يبلغونا بالحالات أولا بأول فكما نعلم الوقاية خير من العلاج ولكما تم الإبلاغ مبكرا عن ظهور حالة فهذا يحد من انتشار المرض، وللأسف هناك البعض لا يبلغ عن الحالات أو يأتوا متأخرين فيكون المرض انتشر وبالطبع بالنسبة للمربى ليس هناك خسارة عليه انما الخسارة علينا نحن فالعمل الوقائى كلما كان مبكرا كان افضل، وهناك كثير من المواطنين يتكاسلون عن الابلتغ عن الحالات وهو اهمال كبير ونحن كمن يتحمل فاتورتة فى النهاية، انا ارسل رسالة إلى الفلاحين والأهالى “لو سمحتوا الحيوانات هى مشروعنا للحوم والبن وكل شىء فلا تدمروه بأيدكم وكلما بادرت بالتبليغ عن الحالات فنستطيع القيام بالوقاية مبكرا وعمل اللازم”.

< هل اللقاحات متوافرة أم لا؟

- نحن نضع خطة سنوية ونطلب الاحتياج على حسب التعداد الحيوانى ويجب أن يكون هناك وقفات تلقيحية على حس هذا التعداد، وان يكون هناك توافر فى السيولة المائية، والحمد لله إلى الان لم يحدث أى مشاكل فى التحصين، ولكن يجب أن يمتثل المربون للقرار الجديد بجعل اللقاح بمقابل مادى وأن التلقيح خلال سنة لا يكلف صاحبه 35 جنيها والدولة حاليا لا تقدر على توفير مبالغ صعبة وهو مبلغ لا يساوى أى شىء مقابل ما نقوم به للمربى.

< أيضا سمعنا عن مرض الطاعون؟ ما هو؟

- هو مرض يصيب الأغنام والماعز ولكن نسبته قليلة جدا من الإصابات ويكون فى بعض البؤر الموجودة قليلة وهو طاعون مقترات ويوجد لدينا فرق وقائية تأخد عينات من الحيوان المصاب ونعمل تحاليل واذا كانت النتيجة إيجابية أو سلبية نقوم بالتحصين مجانا لهذه الحالة وحولها بنصف قطر بحوالى 10 كيلومترات وهو ما يسمى التحصين الحلقى ونقوم بتحصينات للمزرعة كلها وما حولها بمجرد البلاغ.