أشرف كاره
الإعصار الصينى القادم
لا شك أن معرض القاهرة الدولى للسيارات (أوتوماك فورميلا 2015) الذى اختتم أعماله الثلاثاء الماضى– السابع عشر من مارس– قد أكد على مدى سير سوق السيارات المصرية على الطريق الصحيح– إلى حدٍ كبير– مع ملاحظة التعافى بشكل كبير للعديد من قطاعاته، وهو الأمر الذى ظهر بوضوح من خلال نسبة المشاركة الكبيرة لوكلاء السيارات العاملين بالسوق من جهة، ومن خلال نسبة الحضور الجماهيرى الكبير وكذا اهتمام العديد منهم بالسؤال والحصول على سيارة جديدة من جهة أخرى.
إلا أن المراقب عن كثب لما قدمه المعرض من رسالة للسوق– بقطاع سيارات الركوب بصفة خاصة– يجد أن عدد الشركات التى مثلت الصناعة الصينية (سواء أكانت مستوردة أو مجمعة محلية) قد تخطى حاجز الـ40% من عدد الشركات المشاركة بالمعرض، وليس ذلك فحسب، بل شاهدنا عدداً من تلك السيارات تتمتع بقدر ملحوظ من الجودة العالية التى بدأت فى التكشير عن أنيابها لالتهام القسط الأكبر من مبيعات السوق خلال السنوات القليلة المقبلة، وبالرغم من ارتفاع أسعار السيارات الصينية نسبياً عند مقارنتها بكل من السيارات الأوروبية، اليابانية والكورية.. إلا أنها ما زالت دون مستويات أسعار منافسيها– مع مراعاة أن السيارات الأوروبية المنشأ تتمتع عنها بميزة التخفيضات الجمركية السنوية بموجب اتفاقية التجارة الحرة المبرمة مع الاتحاد الأوروبى، وهو الأمر الذى شجع العديد من الشركات الممثلة لعلامات تجارية صينية للإعلان عن شروعهم أو استعداداتهم لتجميع العديد من الطرازات الصينية الواعدة بالسوق المصرية للسيارات.
واليوم يتأكد لكافة المصريين أن مصطلح (فانوس رمضان) الذى أطلق على هذه السيارات منذ ما يزيد على 15 عاماً ماضية قد أصبح طى النسيان خاصة مع تأكيد خبراء السوق بذلك الوقت أن السيارات الصينية سوف تأخذ نفس دورة حياة السيارات اليابانية ومن بعدها السيارات الكورية، فاليوم أصبحت السيارات اليابانية بعيدة المنال على العديد من المستهلكين خاصة محدودى الميزانية– بعد أن كانت يوماً من الأيام هى البديل الاقتصادى للسيارات الأوروبية والأمريكية بسبعينيات وثمانينيات القرن الماضى– ولتأخذ موقعها (سعرياً) السيارات الكورية التى أخذت بدورها فى الصعود السعرى ليفتح الباب أمام السيارات الصينية لتكون أسعارها أفضل البدائل (السعرية) لأصحاب الميزانيات المحدودة ومع مراعاة ارتفاع جودتها ومستويات تجهيزاتها وهو ما شجع الكثيرين على اتخاذ القرار للتوجه نحو شرائها.
إن المنافسات الشرسة الدائرة الآن لاقتطاع الحصة الأكبر من كعكة مبيعات السيارات بالسوق المصرية إنما تؤكد أنها يوماً بعد يوم سوف تميل ميلاً كاملاً نحو الإعصار الصينى القادم... والذى أتوقع معه أن تصل مبيعات السيارات بالسوق المصرية إلى ما يزيد على 50% من مبيعات السوق قبل حلول عام 2020، فماذا سيكون حال المنافسين؟ إنها بضع سنوات قليلة ليصلنا الجواب.