السوق العربية المشتركة | (قارة) الصين الغريبة..!؟

السوق العربية المشتركة

الجمعة 29 نوفمبر 2024 - 00:42
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
(قارة) الصين الغريبة..!؟

(قارة) الصين الغريبة..!؟

لم تكن زيارتى الأخيرة للصين بالأسبوع الماضى- هى الأولى من نوعها- وذلك لحضور فعاليات الدورة العشرين من معرض (CIAACE) المتخصص بإلكترونيات السيارات وكمالياتها ومنتجات العناية بها، وهو الأمر العادى فى القيام بعمل أى زيارة دولية لأحد المعارض المتخصصة والمرتبطة بالسيارات.. إلا أن هذه الزيارة كانت الأولى للعاصمة الصينية (بكين)، حيث كانت زياراتى السابقة لمدن صينية أخرى شأن هونج كونج، شنغهاى، زوهاى وهافاى.. التى تختلف جميعها فى الشكل والمضمون عن العاصمة الصينية (بكين) والتى كانت أهم ملاحظاتى بها ما يلى:



عدم الشعور بالازدحام السكانى خاصة مع سكنى بمنطقة تقترب من كل من مطار بكين الدولى وكذا أرض معارضها الجديدة بالرغم من كون الصين هى أكبر دولة من ناحية التعداد السكانى الذى يتخطى حاجز المليار ونصف المليار نسمة، وهو ما ينم عن تنظيم صارم من القائمين على شئون الدولة بضرورة توفير المناطق والطرق ووسائل المواصلات التى تستوعب هذا العدد الهائل من السكان من جانب، بل وتشعرهم بعدم الاختناق- بكل أنواعه- من جانب آخر.

ازدياد قوة العملة الصينية (اليوان) أمام العملات العالمية من جانب ونمو الاقتصاد الصينى بشكل (متوحش) من جانب آخر وهو ما يشير إلى زيادة (صعوبة) الاستيراد (مصرياً) من الصين خلال السنوات القادمة- خاصة للمنتجات ذات الجودة العالية- بسبب الخسارة النسبية المستمرة لقيمة الجنيه المصرى أمام اليوان الصينى وكذا التحسن التنافسى لجودة المنتجات الصينية أمام شبيهاتها العالمية ومن ثم انحسار إمكانيات الاستيراد للمنتجات (منخفضة الجودة والرخيصة) التى درج العديد من المستوردين المصريين على استيرادها سابقاً- ومثال ذلك السيارات الصينية التى كانت تستورد منذ أكثر من عشر سنوات ماضية بأسعار رخيصة- فى حين أنها اقتربت سعراً من بعض الأسعار للسيارات الكورية واليابانية وحتى الأوروبية، كما ارتفعت جودتها بطبيعة الحال.. وقد يكون أبلغ المثال على ذلك مجموعة أسعار الطرازات الجديدة التى تم تقديمها لأول مرة بمعرض القاهرة الدولى للسيارات (أوتوماك فورميلا 2015) الذى تم افتتاحه الخميس الماضى.

بالرغم من ملاحظاتى السلبية على بعض سلوك الأفراد الصينيين بخاصة فيما يخص (بند النظافة الشخصية العامة) إلا أنهم يملكون قدراً كبيراً من الاعتزاز بـ(صينيتهم) وهو أمر طبيعى مع شعب يمثل قرابة ربع سكان كوكب الأرض من جانب وعدم إلمام الكثير منهم باللغات الأجنبية مما يصعب من عملية التعامل معهم.. وهو أمر ملحوظ بقوة فى (بكين) بالمقارنة مع المدن الصناعية والتجارية الأخرى التى قمت بزيارتها سابقاً.

لا شك أن دولة الصين التى يمكن تسميتها (قارة) الصين مع كل ما تحمل بين جوانبها من مميزات وعيوب.. إنما هى خارج المنافسة خاصة مع النمو غير العادى الذى تحظى به لدرجة أهلتها لتصدر العالم فى العديد من الشئون خاصة بصناعة السيارات التى نعنى بالتحدث عنها هنا، وهو الأمر الذى بالرغم من كونه يمثل فوزاً رائعاً لكل مواطن صينى- يعد خسارة متنامية للعديد من الدول المصارعة لرفع مستوى اقتصادها كـ(مصر)، وغيرها من الدول النامية.