أشرف كاره
مطلوب.. كتالوج للقيادة؟!
لا شك أننا جميعاً نعلم أن مستوى قيادة الكثيرين بالقطر المصرى تقترب (عفواً) لمستوى قيادة (الحناطير).. قد يكون هذا هو الانطباع العام الذى يمكن الخروج به إذا ما تعرض الإنسان للقيادة لفترات طويلة على الطرق المصرية بخاصة بالقاهرة الكبرى، فالأمر أصبح أشبه بسيرك (غير قومى) يفعل فيه كل من يشاء ما يشاء.
فمع اهتمامى الأسبوع الماضى بتجربة مرسيدس (GLA 200) على العديد من الطرق الممهدة وغير الممهدة.. المزدحمة وغير المزدحمة.. وبالمناطق الراقية وكذلك الشعبية لدراسة ردود أفعال السيارة من جانب والمردود من تفاعل الناس نحو رؤيتهم للسيارة وهى تمر فيما بينهم من جانب آخر.. وذلك على غير عادتى بأن أقود بمثل تلك (التشكيلة من جوانب المدينة) بشكل مكثف- من منطلق التزامى بخطوط سير محددة لأعمالى اليومية بأغلب الأحيان- فلم أستطع الخروج بانطباع نحو المارة سوى بمدى إعجابهم الشديد بالسيارة لدرجة بلغت لدى البعض الدوران حول السيارة بالكامل للتعرف عليها.. إلا أن الطامة الكبرى كانت مع (سائقى العديد من المركبات)، سواء الخاصة (الملاكى)، الأجرة، المايكروباص والنقل بأنواعه.. وهو ما خرجت عنه بالانطباعات الصارخة التالية:
السيارات الخاصة: بشكل عام يعد قائدوها الأفضل فى الخلق، إلا أن الكثير منهم يفتقد معنى القيادة الصحيحة لدرجة تصل إلى الجهل التام بأبسط القواعد المرورية، الأمر الذى يهيئ الفرصة للتسبب فى الحوادث بشكل يسير.
سيارات الأجرة (التاكسى): وهو ما تعجبت له فى أن الكثير منهم يتسم بنفس مواصفات قائدى السيارات الخاصة ولكن مع نوع من الإصرار على ارتكاب بعض الأخطاء بشكل متعمد ومستفز إعلاناً منهم بأنهم الأحق بالطريق (أوليس هم الذين يقودون طوال النهار على هذه الطرق؟!) وهو ما يستلزم بلا شك إعادة تامة لتأهيلهم حيث إنهم يحملون بين أيديهم العديد من الأرواح بصفتهم وسيلة نقل عامة بالنهاية.
سيارات الميكروباص: الذين عُرفوا سابقاً بعفاريت الأسفلت، إلا أن الواقع المؤلم الآن قد اضطر لسحب هذا اللقب منهم مقابل منحم لقب (بلطجية الأسفلت)، وبالتالى فهم لهم الحق التام بجميع الأخطاء، بل ولا يمكن إلا أن نرفع لهم القبعة لتحيتهم على كل ما يرتكبونه من تجاوزات فى القيادة والأخلاق.. وإلا سيندم من يحاول الدخول معهم ولو فى حوار.. فهل من رادع لهم؟ الواقع المؤلم أنه لا يوجد رادع حيث تمكن الكثيرون منهم فى (التكامل بالمصالح) مع مطبقى القانون (المرور) ومن ثم لا يمكن إلا تأكيد التحية لهم على كل (مصائبهم).
النقل والشاحنات: شأن (بلطجية الأسفلت) لا يمكن إلا الابتعاد عنهم حيث إنهم “أسياد الطريق”.
الباصات والنقل العام: هم الأكثر احتراماً (بشكل عام) بين الجميع لأنهم بأغلب الأحيان يكونون على دراية تامة بأهمية ما يحملون معهم من أرواح، علاوة على صرامة تدريباتهم فى القيادة بالمقارنة النسبية بالآخرين.
أما التكاتك والدراجات البخارية: فهم (مجانين الأسفلت).
وفى النهاية لا يمكننى إلا أن أعرض تعليقا لطيفا من أحد قائدى السيارات عندما لاحظ اهتمامى بتطبيق قوانين المرور وأساليب القيادة الصحيحة أثناء مرورى معه بنفس الطريق قائلاً: “إنت فاكر نفسك فى ألمانيا“ فما كان منى إلا أن رددت عليه قائلاً: “يا ريت”.
ومما تقدم، لا يمكن التعليق على كل تلك التجاوزات من جميع هذه الفئات من قائدى (المركبات بمختلف نوعياتها) إلا بقولنا أنهم جميعاً بحاجة لـ(كتالوج القيادة) لإعادة تأهيلهم للقيادة الصحيحة التى طالما سمعنا بالمثل الشعبى القائل (زى الكتاب ما بيقول)، وإلا الاستمرار فى هذا السيرك الغريب وصولاً لنقاط اللا عودة.