المايسترو سليم سحاب لـ«السوق العربية» والعزف على أوجاع الوطن
كورال «أطفال مصر» بدأته بـ130 طفلا وسوف يصل لعشرة آلاف
بعيدا عن شعارات وخطب المنظمات الحقوقية والمتاجرة بقضية أطفال الشوارع وأصحاب دكاكين وسبوبة دور الرعاية يوجد أناس لا هم لهم ولا مصلحة سوى الاهتمام بالأطفال انفسهم فى محاولة جادة والتى تعد الأولى فى مصر والوطن العربى ورغبة فى البحث عن (الكنوز المدفونة) لدى هؤلاء الأطفال بسبب قسوة المجتمع أو معطيات الظروف، وربما إن وجدت غواص ليكتشفها لأصبح لدينا أم كلثوم أخرى وعبدالوهاب وعبدالحليم وأكثر من زويل. أصحاب الفكرة دخلوا بها حيز التنفيذ الفعلى قبل الإعلان عنها ومازلوا مستمرين بجد وإصرار وخلفهم أجهزة الدولة لدعمهم ليخرج لنا إبداعات (كورال أطفال مصر) إلى النور ليجوب العالم وحول بداية وتحديات المشروع كان لنا هذا اللقاء مع الموسيقار والمايسترو سليم سحاب صاحب الفكرة والقائم على تنفذها.
متى بدأت لديكم فكرة عمل كورال من أطفال الشوارع؟
بدأت الفكرة حينما كنت أفكر فى حال المقيمين فى الشوارع والقائمين على بيع المنديل وغيرها وكنت اتساءل: ماذا لو أتيحت الفرصة لهؤلاء فمن الممكن أن تجد من بينهم عبقريا ومبدعا وفنانا، مثلا الدكتور زويل ذاته لو لم تتح له فرصة التعليم والسفر إلى أمريكا ما أصبح الدكتور أحمد زويل العالم المعروف الآن وتحول التفكير إلى هاجس ماذا يجب أن نقدم لهؤلاء الأطفال ومما ساهم فى تخمر الفكرة لدى بشكل أكبر عندما اطلعت على تجربة البرازيل وفنزويلا اللذين شكلا من أطفال الشوارع (أوركسترا) يجوب العالم ويبهره بعروضه بعدما كانت البرازيل تقتل أطفال الشوارع مثل القطط والكلاب الشاردة وقمنا بالاتصال بدور الرعاية وبدأنا تفعيل الفكرة منذ صيف العام الماضى جمعت حوالى 1000 طفل قمت بالاستماع لهم طفلا طفلا وقد انتقيت 170 طفلا كبداية للكورال وقد واجهت صعوبات منها عدم استجابة الأطفال فى البداية لدرجة اصابتنى باليأس ثم أصررت على استكمال المشوار بالإضافة إلى اختيار الاغانى التى تتناسب مع مساحة أصواتهم وتكثيف التدريب وعمل معسكر وساعدنا الدكتور محمد البطران فى ذلك وقمنا باستقطاب بعض الأطفال من الإسكندرية وأسوان وبعض دور الرعاية المسيحية فى رسالة لتواحد النسيج المصرى وقد حاربنا فكرة التطرف عن طريق الحب والتفاهم.
ماذا عن التحديات التى واجهت المشروع؟
أولا التحديات النفسية لدى هؤلاء الأطفال نظرا لكرهم المجتمع والحياة وعدم النظر إلى المستقبل وانعدام فكرة الأمل لديهم ولله الحمد أصبح الأمر مختلف والأمانة قبل أن توجد تحديات أو عوائق مادية قامت وزارة الشباب والرياضة بالتكفل بالمشروع ووضعت جميع الإمكانات اللوجستية والمادية والفنية تحت تصرف المشروع بالإضافة إلى تخصيص أتوبيسات الوزارة لنقل الأطفال أيام التدريب من دور الرعاية إلى مسرح الوزارة وقد قمنا بعمل بروتوكول مع الوزارة وزارة التضامن الاجتماعى ينص على تغطية جميع احتياجات المشروع بالإضافة إلى بروتوكول مع جامعة القاهرة برعاية دكتور جابر نصار رئيس الجامعة ووافق على إقامة حفل آخر ثلاثاء من كل شهر على مسرح الجامعة لدعم أطفال الكورال ولى موعد قريب مع وزير الثقافة لعمل حفالات فى دار الأوبر وارغب فى أن يصل عدد أطفال الكورال إلى 100000 طفل.
كيف قمت بمعالجة هذه التحديات؟
قمنا بعمل علاج نفسى لهم إلا أننا اتخذنا الموسيقى وسيلة لإبعادهم عن التطرف وليس هدفا فى ذاته وهناك قصة واقعية فى تلك الأيام بطلها المطرب اللبنانى (فضل شاكر) حينما دخل التنظيم الإرهابى توقف عن الغناء لأنهم لا يتماشى مع بعضهم البعض بعكس (عازف القانون اللبنانى) فى الفرقة اللبنانية حكى لى أنه كان يعمل قناصا ويقوم بالقتل مقابل 500 دولار على الشخص ولكن عندما تعلم الموسيقى أصبح أضعف من أن يقتل صرصارا وانظروا إلى الفن فى عبدالوهاب وأم كلثوم.
ما لديكم من مشروعات فنية جديدة؟
لدى مشروع ثان هو تعليم الأطفال من سن 5 سنوات العزف لعمل مشروع (كورال وأوركسترا أطفال مصر) وسوف أقوم بتعليمهم على الطريقة (سوزكى) والتى تهدف إلى تعليمهم العزف فى خلال 3 شهور فقط.
ماذا عن الأصوات التى لم تصل إلى سليم سحاب خاصة بالأقاليم؟
سوف أقوم بالتجوال فى جميع المحافظات من إسكندرية إلى أسوان ونقيم جميع هؤلاء الأطفال داخل مدينة واحدة لتكوين الكورال والأوركسترا.
إلى مدى أنت راضٍ عن نتائج المشروع؟
للحقيقة قناعات الفنان لم تنته ولكن الحمد لله قد تم إنجاز الكثير فى خلال 3 شهور عمل فقط مع العلم أنه تخللهم إجازات والتدريب يسير بشكل جيد ونقدم لهم العديد من الخدمات والدعم المادى والمعنوى وهناك فكرة انشاء (صندوق ضمان مستقبل أطفال مصر) لدعم مشروعاتهم مثل إقامة بعض المشروعات التى تتناسب مع ميولهم مثل النجارة والصناعة وقد اتخذت الموسيقة كوسيلة جذب لكى يرجعوا إلى أنفسهم والمجتمع وسوف نقوم بعمل حفالات خارج مصر ونجوب العالم كله.
هل يتأثر المجتمع بما يسمى (بالقوة الناعمة) من موسيقى وفنون؟
بالطبع انه قوة هائله لم تستغل ويمكننا المقارنة انظر على المجتمع حينما كانت توجد الفنون فى المدارس لم يكن هناك إرهابيا وحينما سقطت ظهر الإرهاب وصرح لى وزير التربية والتعليم بان لديهم مشروعا يطبق فى 5 محافظات وهو تعليم الحروف الأبجدية عن طريق الأغانى والموسيقى.
أكثر الحالات التى أثرت فى سليم سحاب من أطفال الشوارع؟
بالفعل يوجد حالات معينة تأثرت بها وهم 3 حالات تم استقطبهم من الشارع خاصة الطفل الذى ظهر معى فى برنامج الإعلامية لميس الحديدى الذى غناه كل الأغانى وبها قسوة الأيام وكره للحياة ولكن لله الحمد تغير الآن، بالإضافة إلى احد الحالات التى قامت بالرجوع إلى الشارع بعد الظهور معى وبحثت عنه لمدة 3 ساعات وللحقيقة يوجد لدى المواطن المصرى واعى حيث رفضوا المساعدة له حتى يكون دافع له للرجوع مرة أخرى إلى الكورال.
كيف كانت بداية سليم سحاب مع الفن والموسيقى؟
مع أبى الذى كان يميل إلى الموسيقى الشرقية وأمى التى كانت تفضل الموسيقى الغربية فحدث لدى مزج بين الموسيقتين، وتولدت لدى فكرة أن أصبح قائد اوركسترا وأنا أبلغ من العمر 10 سنوات بعد مشاهدتى فيلماً لقائد أوركسترا إيطالى اسمه روبرتو بنزر بعد أن تأثرت به
من وجهة نظرك ما سبب انتشار موسيقى الإسفاف والمهرجانات؟
بسبب التكنولوجيا والإنترنت مع انخفاض المستوى الاقتصادى فالموسيقى إحدى منظومة النجاح فانظر إلى الفن والموسيقى أيام طلعت حرب والنهضة الاقتصادية وهناك تأكيد لابن خلدون على أهمية الموسيقى فى حياة الشعوب وخرج لنا الإرهاب حينما انتهت دروس الموسيقة من المدارس.
ماذا تتمنى فى مطلع 2015؟
أمنيتى الأولى والاخيرة أنا أشاهد مصر دولة عظمى قبل أن أموت.