تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات استراتيجية بالغة الأهمية، تشير إلى إعادة توزيع مراكز النفوذ الدولي في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية. 

فمع استمرار انشغال روسيا في صراعاتها الخارجية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، والانكماش النسبي في حضورها الإقليمي، تظهر الصين كقوة صاعدة بخطى هادئة  ثابتة، مستندة إلى أدوات القوة الناعمة والدبلوماسية الاقتصادية. بل بدأت تدخل بثقل في المعادلات السياسية، كما ظهر في وساطتها الناجحة بين طهران والرياض، وفي مبادراتها لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

كما شهد الصراع العسكري بين الهند وباكستان مؤخراً إبراز التطور الكبير في الصناعة العسكرية الصينية، والتي بدأت تنافس بل وتتفوق في بعض المجالات على نظيرتها الغربية، وخاصة الأمريكية.  

- و في أعقاب الهجوم الفلسطيني الكبير في 7 أكتوبر 2023، و أعلان إسرائيل حربًا شاملة على غزة، مدعومةً بأسلحة أمريكية متطورة وحتى بقوات أمريكية مباشرة في بعض الجبهات، كما توسّعت عملياتها باحتلال أجزاء من لبنان و سوريا و  تواجد القوات الأمريكية في البحر الأحمر  .  

الأمر الذي أدي الي تصارع الاحداث السياسية في المنطقة و التي كانت من أهم نتائجها:-

- تراجع النفوذ الإيراني وفقدان  قدرتها على تمويل الميليشيات التابعة لها بفلسطين و سوريا و لبنان .

  -صعود المحور التركي-القطري كبديل للنفوذ الإيراني .

- انهيار نظام الأسد الذي فتح الباب أمام صراع جديد بين القوى الإقليمية (تركيا، إيران، الخليج) والدولية (الولايات المتحدة) للسيطرة على عملية إعادة الإعمار وتشكيل الحكومة الجديدة .

 ولا ننسا الآثار السياسية والاقتصادية المترقبة من زيارة الرئيس ترامب للمنطقة موخراً.

‏ 

السؤال الان : هل ستنجح المنطقة في الخروج من هذه المرحلة الانتقالية إلى استقرار دائم، أم ستظل ساحة لصراعات بالوكالة؟ 

الإجابة تعتمد على قدرة القوى الإقليمية على المواجة.

اخيرا :-

التاريخ يثبت أن الدولة التي تمتلك جيشا قويا و سلاحا متطور تستطيع حماية حدودها و فرض قرارتها دون ضغوط خارجية . 

عاشت مصر حرة بوحدة شعبها .