الكويت لا تنسى.. ولكن: الشيخة الزين الصباح ترفع راية السيادة والفخر
لقد أثلج صدري موقف الشيخة الزين الصباح، سفيرة الكويت لدى الولايات المتحدة الأميركية، كمثال يحتذى به في الدبلوماسية الشجاعة والحس الوطني، حيث جاءت تصريحات وزير التجارة الأميركي الأسبوع الماضي لتثير موجة من الاستياء، حيث انتقد فيها السياسات التجارية للكويت، مستحضرا دور بلاده في حرب تحرير الكويت ومشيرا حسب قوله إلى المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة في تلك الحرب، فيما جاء رد السفيرة الكويتية قاطعا ومشرفا وحاسما ليؤكد على أن الكويت لا تنسى من وقف إلى جانبها، لكنها في الوقت نفسه ترفض أي تطاول على سيادتها، مبينة الحقيقة.
لقد أكدت الشيخة الزين الصباح في تصريحاتها التي لا تقبل اللبس والويل أن عمليات «درع الصحراء» و«عاصفة الصحراء» كانت نموذجا ماليا مبتكرا، حيث تم تمويلها من قبل الكويت ومساهمات الحلفاء، قائلة إن ذلك يعكس التزام الكويت العميق بدعم الحلفاء وتخفيف الأعباء المالية عنهم، وظهرت دبلوماسية الصباح حين قالت إن هذا يعكس أيضا روح التعاون والشراكة الحقيقية التي تجمع بين الكويت والولايات المتحدة، والتي لم تكن مجرد علاقات سياسية بل امتزجت بالدماء والتضحيات.
وفي رأيي فإن كر ذلك على لسان سفيرتنا، إنما هو من باب لا تنسوا الفضل فيما بينكم، حتى لا يقال إننا لا نثمن مواقف من وقف إلى جوارنا في محنتنا التي كانت.
إن من خلال حديثها مع الوزير الأميركي، أظهرت الشيخة الزين الصباح أن الكويت لا تفرض تعريفات حمائية على المنتجات الأميركية، مما يعكس التزامها بسياسات السوق المفتوحة. وهذا يظهر بوضوح أن الكويت تظل شريكا موثوقا في التجارة والاستثمار، حتى في وجه الانتقادات. إن تأكيدها على الشراكة الكويتية - الأميركية لا يقتصر فقط على الجانب العسكري، بل يتعداه إلى التعاون الاقتصادي والتجاري، مما يعزز قوة العلاقات بين البلدين.
كما أشارت السفيرة إلى الجهود الكبيرة التي بذلت بعد الحرب لمكافحة حرائق آبار النفط، مظهرة كيف أن الكويت، بتعاونها الدولي، استطاعت أن تتجاوز الأزمات البيئية والاقتصادية. وهذا يؤكد أن الكويت ليست فقط دولة تتطلع إلى مصلحتها الخاصة، بل هي أيضا جزء من المجتمع الدولي الذي يسعى للسلام والاستقرار.
إن موقف الكويت الثابت في الدفاع عن سيادتها وكرامتها هو ما يجعلها دولة محترمة في الساحة الدولية.
نحن ككويتيين نعتز بشجاعة دبلوماسيينا ونؤمن بأن الكويت ستظل دائما تذكر من وقف إلى جانبها، لكننا لن نقبل بأي تطاول على بلادنا.
إن الكويت تمتلك تاريخا غنيا من التعاون والشراكة، ومن المهم أن نحافظ على هذا الإرث ونستمر في الدفاع عن حقوقنا ومصالحنا.
في النهاية، أقول بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن كل الكويتيين إن موقف الشيخة الزين الصباح يظهر ويؤكد أن الكويت ليست مجرد دولة ، بل هي مثال للدبلوماسية الفعالة والريادة في العمل الدولي، ومع استمرار التحديات، يجب أن نكون متضامنين وموحدين في دعم قيادتنا ودبلوماسيتنا، لكي نضمن مستقبلا مشرقا ومزدهرا للكويت.
د . يوسف العميري
