الفنان سامح الصريطى وكيل أول نقابة المهن التمثيلية لـ السوق العربية
أنا ضد منع عرض الأعمال الهابطة.. ومع تجاهلها ودعم الأعمال الفنية الجيدة
فنان بدرجة مثقف. حاصل على تأشيرة مسبقة ودائمة للدخول إلى قلوب وعقول المشاهدين فى مصر والعالم العربى بلا استئذان، استطاع ان يسجل اعماله فى ذاكرة الدراما المصرية لما تحمله من رسالة ورقى، يختار أدواره بدقة، حافظ على تاريخه بصبر وحب الناس بدءاً من مشواره الفنى فى فرقة (أنغام الشباب) حتى اخر اعماله (السيدة الاولى).. مدافع قوى عن المهنة ويعشق العمل التطوعى والخدمى حتى اختاره زملاؤه لمنصب وكيل أول للنقابة وحول صناعة السينما والدراما الفنية فى مصر، عن قلة الأعمال التاريخية والدينية وكيفية مواجهة أفلام الإسفاف والبلطجة ودور الفن فى تشكيل ثقافة الشعوب كان لنا هذا اللقاء مع الفنان سامح الصريطى.. والسطور التالية تحمل التفاصيل.
الدولة تخلت عن الإنتاج السينمائى.. فأصبح فريسة لأصحاب المال الخاص
ماذا عن الأفلام التى ظهرت مؤخرا تحمل إسفافا وبلطجة؟
من بداية صناعة السينما وعلى مستوى العالم يوجد نوعان من الافلام أفلام تجارية وأفلام فنية) وهذا ليس جديدا فى مجال العمل الفنى فى مصر، لكن ما يبقى منها هو الافلام التى تحمل مقومات الخلود والبقاء وتتلاشى الافلام التجارية واستشهد بقول الله عز وجل (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض).
وفى النهاية جميع الأفلام تعكس الواقع ولكن هناك منتجا يتناولها لتحقيق مكسب تجارى على حساب القيم الفنية والأخلاقية وآخر يعلى من القيم الفنية والسلوكيات الإيجابية وربما الواقع أكثر مما تعرضه الأفلام، حيث نسب البلطجة التى ظهرت فى الفترة الاخيرة تفوق ما نشاهده فى الأفلام وأولا واخيرا ما لا يدعو إلى الفضيلة ولا يحمل مبادئ (الحق والخير والجمال) لا يوصف بانه فن.
كيف ترى العلاج؟ وما دور النقابة؟
عن طريق دعم الأعمال الجيدة والنقابة لا علاقة لها بذلك لأنها ليست جهة منتجة ولا رقابية بجانب أنها لا تملك أن تمنع منتجاً فنياً إلا اذا كان مخالفا للقانون المتعارف عليه ولكن هذا دور وزارة الثقافة التى يجب تنتج أو تضع آلية فى دعم الفن الجيد وهذا اذا كانت الدولة مؤمنة حقا بدور الفن بشكل عام كقوى ناعمة والسينما بشكل خاص كواحدة من اهم مصادر الدخل القومى بعدما تخلت للأسف عن الإنتاج السينمائى فى السبعينيات وقضت على مؤسسة السينما وتركت الفن فريسة لرأس المال المستغل والذى يلعب على الكسب المضمون من خلال مخاطبة الغرائز فى الإنسان وليس عقله ووجدانه.
ما سبب إحجام بعض المنتجين عن الأعمال الجيدة؟
السبب يرجع إلى الرغبة فى تحقيق المكسب السريع بصرف النظر عن الجودة والقيمة الفنية وذلك من خلال مخاطبة الغرائز كما ذكرنا.. وهذه الأعمال تذهب جفاء ولا تبقى فى الذاكرة بعد تحقيق هدفها وهو المكسب السريع.. لأن الأعمال الجيدة تحتاج إلى جهد كبير وإخلاص، وقد لا تحقق مكاسب مالية سريعة ولكنها تظل تدر أرباحا مدى الحياة وقد تحصل على جوائز فى مهرجانات عديدة وليس ادل على ذلك مثلا من فيلم الناصر صلاح الدين وفيلم المومياء اللذين لم يحققا أرباحا تجارية فى وقتهما.
ماذا عن أصحاب الأصوات التى تصرح بأن (الجمهور عايز كده)؟
أنا شخصيا أقول (إن الجمهور مش لاقى غير كده) بدليل إقباله على الأعمال الجيدة فى حالة وجودها، وخير مثال الكم الهائل من الشباب والجماهير المقبلة على الأوبرا فمن يحترم الجمهور ويخاطب عقله ووجدانه يحقق النجاح.
ما سبب قلة الأعمال التاريخية أو الدينية؟
هذا صحيح على مستوى السينما لارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم وجود مؤسسات إنتاجية ضخمة أو تابعة للدولة أما التليفزيون فالقنوات الفضائية تعتمد على عرض الأعمال التى تحقق كثافة مشاهدة عالية لتحقيق أرباح من وراء الإعلانات فالأعمال التاريخية لا تتمتع بكثافة مشاهدة عالية بعكس الأعمال الاجتماعية وللأسف غاب دور الشركات الحكومية فى إنتاج هذه الأعمال.
ما سبب تراجع قطاع الإنتاج عن المنافسة؟
تم التراجع بسبب وجود أزمة اقتصادية منذ 3 سنوات وعدم توافر سيوله للإنتاج
ردك على من يرى أن الريادة المصرية للفن تراجعت لصالح آخرين؟
هذا ليس صحيحا وهذا الكلام مجرد مصطلحات إعلامية مختلقة وقد تكون لبث الفتنة والتفرقة بين الشعوب العربية، فمصر بتاريخها وعراقتها فى ستظل قلعة الفن لان بساط الفن ولا ننسى أن هناك من الأساتذة المصريين من قاموا بفتح معاهد فنية فى العالم العربى بغرض تقدم وتطور ورقى الفنون بأشكالها المختلفة وكذلك مخرجون وكتاب ومؤلفون شاركوا فى تطوير المسرح العربى ونتمنى أن تصبح المنطقة العربية كلها مليئة بالتجارب الفنية الثرية لأن هذا يعود بالفائدة على الشعب العربى كله.
مع أو ضد (منع) الأعمال الهابطة أو المسفة من العرض؟
أنا ضد المنع ومع الحرية وضد فرض وصاية على الشعب لأن الشعب هو صاحب القرار فى نجاح أو رسوب الأعمال، خاصة أن الممنوع مرغوب فاذا منعت عملا من العرض سيقبل عليه الجمهور أكثر، والأفضل هو التجاهل حتى لا يتم الترويج له والأفضل والأصح أن نواجه تلك الأعمال عن طريق إيجاد البديل من خلال إنتاج ودعم الأعمال الجيدة.
متى يعود المسرح؟
المسرح بشكل عام مزدهر عن طريق المبدعين والفنانين من الشباب وتجدهم بكثرة فى مسرح الغد والهناجر وساقية الصاوى وغيرها، أما البحث عن مسرح النجوم فهو شىء مختلف فهم قاموا بعمل ما عليهم ويجب علينا أن نلقى الضوء على هؤلاء الشباب فهم مكسب اذا استطاعت الدولة دعمهم حيث ترجع مكونات المسرح إلى (مشاهد- ودار عرض... ومحتوى) أولا يجب الاهتمام بدو العرض مثلما كان يحدث زمان والاهتمام بالمشاهد عن طريق توافر طرق مواصلات سهلة وأتاحت التذاكر مع الاهتمام بالمضمون.
هل يؤثر الفن فى ثقافة الشعوب بما يسمى القوة الناعمة؟
الفن هو ثقافة الشعوب ذاتها وهو الذى يقوم بمد يدها إلى العالم بالحب والسلام لان رسالته تكمن فى الخير والجمال ولدينا خير مثلا السيدة أم كلثوم كانت توحد ملوكا ورؤساء بالفن لأن الفن يخاطب الوجدان فى الإنسان وهو كارت التعارف أمام الشعوب جميعا لأنه هو المرآة التى تعكس حضارة الشعوب وثقافتها والتعرف على ثقافة الآخرين.
هل تأثر الفن المصرى فى فترة حكم الإخوان؟
لم يتأثر بسبب ضآلة المدة لان الفن المصرى صاحب جذور منذ ايام الفراعنة فلا يتأثر بعام ولا بعشرة لأنه منتج شعبى لا أحد يستطيع التأثير عليه.
لماذا أصدرت النقابة بيانا ضد برامج المقالب الكوميدية؟
لأنها تتسبب فى إهانة الفنانين وانها غير مجزية وتؤثر على الرموز من اهل الفن.. والنقابة لا تملك وقف البرامج
هل توافق على توصيف كلمة (سينما نظيفة)؟
لا اعرف شيئا عن هذا المصطلح ما أعرفه هو هل يوجد فن ام لا وهو ما يقدم عن طريق جميع وسائل الإعلام وليس السينما فقط.
ما سبب قلة عدد الأعمال الفنية التى عرضت فى رمضان هذا العام عن غيرها؟
حالة الركود التى شهدها السوق المصرى خاصة عقب الثورة.
أيهما أقرب لك ثورة 25 يناير أم 30 يونيو؟
بالتأكيد الاثنتان فخمسة وعشرون يناير هى ثورة شعب ثار ضد نظام وكان لها أهداف لم تتحقق وأفرزت نظاما أسوأ، وهناء جاءت ثورة 30 يونيو لتحقق تلك الأهداف.
ما التحديات التى تقف أمام الفن المصرى؟
بالطبع هناك بعض التحديات منها الجمارك التى تفرض على أدوات التصوير ما يساهم فى عدم مواكبة تلك الآليات والتقنية بجانب الارتفاع المبالغ فيه فى رسوم التصوير والإيجارات فى بعض الأماكن التى نهتم بإبرازها للعالم ما يضطر المنتج إلى البحث عن البديل بجانب الظروف الاقتصادية وعدم وجود سيولة.
هل اعترضت ابنتك ابتهال من دخولها إلى المضمار الفنى والتمثيل؟
انا لم امنعها ولكنى لم أساعدها ودورى اقتصر على النصح والتوجيه وكنت أشفق عليها من ضغوط المهنة وهى لله الحمد مستقرة وتعتمد على نفسها.