هنا .. القاهرة
عنوان لا يتغير مهما تغير الزمن ومهما تبدلت الوجوه والأسماء وتبدلت المعالم وناطح البناء بالوديان السحاب تظل القاهرة عاصمة التحضر عاصمة الماضي والحاضر والمستقبل.
أبوابها العالقة بجدرانها القديمة لاتزال تشهد على تاريخها مهما حاول البعض النيل منها او إسقاطها عمدآ في لحظة فارقة من لحظات تعطل التاريخ فيها ، لحظة اراد البعض التسيد ومنح بلده ونفسه ركوب الأمواج ليعتلي المشهد وهو لا يدري أن باب واحد من أبوابها القديمة أقدم من عواصم ظن أصحابها أنها الأجدر بصناعة التاريخ الحديث او المعاصر.
فمنذ إندلاع ثورات الربيع العربي المصطنع للنيل من الأمة العربية والنيل من مصرنا الغالية والقاهرة تصنع التحدي وفي صمت كالعادة تبهر الجميع وكلما حاول من يريد إيقاعها نال شر هزيمة جعلته يفكر ألف مرة من يقف خلف هذا البلد الصامد برغم المحن.
فصناعة التاريخ نوع من أنواع الفنون كانت ولا تزال القاهرة منبر من منابر الفن بالمنطقة العربية بل وبالشرق الأوسط ، ولما لا وتاريخ السينما المصرية يشهد على أن افلامها ساعدت دول كثير في إعادتها لقلب العروبة النابض مثال على ذلك الشمال الأفريقي وتعلم اللغة العربية من خلالها بعدما أضاع المحتل الفرنسي هويتهم وطمسها لعقود.
لتصبح القاهرة وافلامها سفراء فوق العادة عندما تحل أفلامهم ودرامتها ضيفأ علي كل بيت عربي مانحة الجميع التحدث باللهجة العامية المصرية وهو الخليط الأوحد بعروبتنا أجمع الكل على أنها اللهجة البسيطة السلسة والتى ساعدت على ترابط الشعوب خلال العقود الماضية ولا تزال ترسخ بحاضرنا ثوابت لا تنتهي إلا بإنتهاء اليشرية جمعاء.
حتي بالمحفل الرياضي وهي أيضا صناعة لا غني عنها أجاد فيها المصريون ومن القاهرة كانت الريادة ونيل شرف التحدي وإقتناص البطولات لتتزين القاهرة بأعلام الدولة المصرية عند كل بطولة تشارك فرقها فيكون التحدي صناعة الرجال ، حاول فيها البعض كبح جماح الأبطال وصنع تاريخ زائف فتكون النهاية الوقوع عند كل جوله ارادو فيها النيل من الأبطال ظنآ أن الأموال الطائلة تستطيع صنع رجال قادرة على المواجهه وهو لا يعلم أن المعدن النفيس قابع بأركانها لا يصدآ ويشتد بريقه ويتوهج عندما تسلط عليه الأضواء مرة تلو الأخري.
هنا القاهرة ينطق بها المذياع فتحرك القلوب وتشعل الحناجر بالهتاف فلا ينقص من قدرها إلا كل حاقد او غيور ، يشهد علي كل ما سبق نيلها شريان الحياة ومعالمها الجالسة على عرش التاريخ منذ ولادته وحتي كتابة هذه السطور.
الكل يشهد على أن القاهرة هي عاصمة المجد منها كانت الشرارة الأولي لتحرر من الإستعمار وشهد الجميع على أنها قلب العروبة النابض بالحب من دونها يصبح العرب دون غطاء مهما كانت حزائنهم عامرة بالأموال ، فعزيمة أبنائها تهتز الأرض من تحتها وصوتهم العالي يخطف القلوب ويولد الخوف لدي الأعداء.
هنا القاهرة سينما ومسرح ودراما تاريخ وصناعة اكاديمية تظهر للجميع براعة المصري في تجسيد الأداء فيظهر كما الحقيقة الدامغة ، يعمق كل ما سبق أصوات وموسيقي وكلمات جعلت المشاعر تتحرك ليتعلم الجميع معاني الحب الصادق ، وكل من اراد أن يبقي بعد الموت جاء للقاهرة هوليود الشرق حتي يسجل اسمه في لوحة الشرف والتي تضم أسماء واسماء على مر الزمان في كل الفنوان والعلوم.
هنا القاهرة أصابعي تعجز على المسك بالقلم وكتابة مجرد مقال عنها فالمعني يحتاج كتاب اوصف من خلاله لماذا قال المذيع عبر الأثير هنا القاهرة وما التوصيف اللائق للمعني في ظل محاولة البعض النيل من مكانتها في محاولة منهم صنع تاريخ زائف فمن يصنع تاريخ المدن أبنائها أم الإستعارة مهما دامت لن تحقق يومآ المعادلة.