المهندس إبراهيم الفيومى رئيس مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل وتنمية إفريقيا لـ(السوق العربية):
أقول للرئيس السيسى: نحن على العهد يا ريس
لم تعرف البشرية منذ خلق ادم عليه السلام والى الان شعبا ارتبط بنهر او نهرا ارتبط بشعب مثلما ارتبط المصريون بنهر النيل فقديما قالوا ان (مصر هبة النيل) أو ان النيل هو هبة الله لمصر فقد تغنى بها الشعراء فى قصائدهم.
فمنذ عهود الفراعنة الذى حظى النيل فيه بالتقديس والاحترام بقيام الملوك بإلقاء الفتيات الجميلات بها حتى يأتى بالخير فهو كان احد اسباب النجاة للعالم فى زمن القحط فى عهد يوسف عليه السلام بل بفضله اصبحت مصر مخزنا للغلال فى كل العهود الرومانية والإغريقية والاسلامية وبعد عصور الفراعنة وما زال هذا النهر هو سر الحياة لكل من يعيش على ارض الكنانة ام الدنيا مصر ولكن فى الاونة الاخيرة اصبح الامن المائى المرتبط بالامن القومى المصرى مهددا بسبب محاولات إثيوبيا بناء سدود النهضة وتغيير نظرة دول المنبع الى دول المصب وهو ما جعل الجيولوجى المهندس ابراهيم الفيومى الفيومى رئيس مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل وتنمية إفريقيا يبحث عن بدائل لتجنب نهر النيل الجفاف من خلال دراسات لربط نهر النيل بنهر الكونغو ما دفع «السوق العربية» لاجراء هذا الحوار معه ليكشف فيه العديد من الانفرادات والحقائق والاسرار بالصور للمرة الاول.
مصر تخوض حربًا ممنهجة.. ولا بد من تكاتف الشعب مع الجيش والشرطة لعبور المرحلة الحالية
فى البداية نود معرفة لماذا تسعى لخلق نوع من التكامل الافريقى العربى؟
هذا التكامل الافريقى- العربى بدأ منذ عهد الرئيس عبدالناصر الذى سعى الى خلق نوع من التكامل والتوحد لكن لم يكتمل هذا الحلم بعد رحيله.
ما اهمية هذا التكامل الان؟
القارة الافريقية هى اغنى قارة فى العالم لانها تمتلك احتياطيا كبيرا جدا من مياه ومعادن وماس ودهب ولذلك نقول ان الدول الكبرى تريد السيطرة على هذه القاره وتأتى بوابة افريقيا من مصر، فالبداية من سنه 1990 عندما حدث اكتشاف الامراض السرطانية فى مصر وانتشارها السريع بسبب البذور الزراعية والاسمدة المسرطنة حتى وصل العدد اليوم الى 7 ملايين مريض تقريباً و11 مليونا مصابون بالكبد، والمصابون بالفشل الكلوى 14 مليونا وبهذا يصل العدد الى 40% من الشعب المصرى مصابون بهذه الامراض، ايضاً لدينا قرى كاملة تحتضن هذه الامراض ولا تملك تكلفة العلاج او الاجهزة المعالجة لهم، وفى سنة 1996 وما بعدها بدأت اسرائيل تظهر تواجدها فى افريقيا من خلال الزراعة بحجة تصديرها الى اوروبا.
وجود اسرائيل فى إفريقيا ليس صدفة ولكن مخطط له وممنهج وبناء إثيوبيا للسد ليس صدفة وجميع وزراء الرى السابقين على علم بما يحدث ولذلك طلبنا من الحكومة محاسبتهم قانوناً ويتم عرضهم على النائب العام، ولا بد من محاسبة اى مسئول قدم معلومات خاطئة للشعب المصرى، وانا قمت بتقديم قضايا لاربع وزراء الى النائب العام، فمنهم من قام بتسليم مستندات خاصة بالسد العالى الى الجانب الإثيوبى دون الرجوع الى الحكومة المصرية، اذا نحن فى منهجية لما يحدث فى مصر ثم بعد ذلك حدثت المشاكل الداخلية وهذه الاحداث ليست صدفة، اننا نوصل لمرحلة قطع المياه عن الشعب المصرى بجانب الامراض هذا يعتبر الموت بعينه للمصريين.
ما رأيك فيمن قالوا ان سد النهضة الاثيوبى سيجلب الخير لمصر؟
من قال ذلك لا يعرف شيئا عن اضرار السد الاثيوبى وهذه التصريحات كان يجب الا تخرج من مسئول لان هذا الكلام يعتبر خيانة لمصر وغير صحيح، ومصر قادرة على صناعة وتصدير الكهرباء الخاصه بها وبالاسعار التى تناسبنا ويؤكد الفيومى أن شركة توزيع الكهرباء فى اثيوبيا شركة اسرائيلية.
هذا الحديث يجعلنا نسأل عما هو الدور الاسرئيلى فى قضية السد الاثيوبى؟
اسرئيل هى من تدير عملية انشاء السد الاثيوبى وهو ما جعلنى اقوم برفع دعوى قضائية اطالب فيها الحكومة بتسليم ملف المفاوضات الى احدى الجهات السيادية، الان من يفاوض من الجانب الاثيوبى ضباط بالموساد الاسرائيلى فلا يعقل ان يفاوض مهندس او دبلوماسى من مصر ولكم ان تعلموا ان الفترة الماضية قام ليبرمان بنفسه بتسويق هذا السد فى الدول الاوروبية.
ماذا يعنى ذلك من وجهة نظركم؟
ان مصر فى حالة حرب ممنهجة وهو ما يدعو لان يقف الشعب بجانب القوات المسلحة لصد هذه الحرب على كل المحاور، نحن اليوم نشاهد كل انواع الحروب، الان نشاهد حربا ضد المصريين عن طريق زيادة الامراض خاصة مرض السرطان الذى اصاب اكثر من 6 ملايين مصرى فى اقل من 20 سنة فقد ظهر المرض فى مصر منتصف التسعينيات من القرن الماضى بسبب المبيدات والبذور المسرطنة والمعروف مصدرها وكان الهدف من دخولها الى مصر هى تدمير الصحة تمهيد للحصار المائى فبدون الصحة والماء لا يستصيع الناس العيش على الارض والتحكم وتقليل نسبة المياه وهذا بدوره يضعف الكائن المصرى ويجعله ضعيفا جسمانياً وقد يؤثر على الاجيال القادمة من الناحية الجينية للنسل البشرى.
لا بد من تغيير سياسة ارتباط العمل داخل الوزارات بالاشخاص القائمين عليها ووضع استراتيجيات واضحة حتى يسير الكل عليها.
وكل ما اقوم به من عمل فى هذا المشروع اخبر به الامن القومى.
لماذا يحارب مشروع نهر الكونغو؟
انا اشرف على فريق عمل انا اقل واحد فيه، فهو يضم العديد من الكفاءت العلمية والقامات الكبيرة التى تعمل فى صمت ونقوم بالتواصل مع عدد من الجهات المعنية ولكن اضع دائما ثقتى فى جهة واحدة فقط ولى الشرف فى التعامل معها وهى وزارة الدفاع ولا اثق فى احد غير وزارة الدفاع ولا اتعامل مع احد سوى هذه الوزارة، ومن خلال ذلك انا قمت بتدريب فريق العمل على هذا المنهج من الصدق والنظام.
ماذا عن باقى الجهات فى الدولة؟
كل مشروع او فكرة تقدم لوزارة او مسئول تقدر تفيد مصر تقوم لها فزاعة من اجل تضييع الفرص على بناء مصر، إلا اذا قدمت للقوات المسلحة فقد تعودنا على ذلك من الدروس السابقة لقواتنا المسلحة.
حدثنا عن بدء المشروع ولماذا تم التفكير فيه؟
البداية كانت فى عام 2009، فقد احسست بالخطر على الاجيال القادمة بسبب الحديث عن سدود اثيوبيا والاضرار بالامن القومى المائى لمصر ما دفعنى للعمل على ايجاد بدائل للتوفير الماء، واحقاقا للحق فالفكرة مطروحة منذ نهاية السبعينيات، فقد طرحها الرئيس الراحل السادات وطلب باجراء دراسات من خلال شركة امريكية وهو ما حدث وجاءت النتائج ايجابية جدا ولكن ماتت الفكرة باغتيال الرئيس السادات ومن يومها لا حس ولا خبر عن المشروع، ونحن اليوم نتحدث الى الشعب حتى نقول له ثق اننا نعمل بجهد كبير من اجل الوقت، وعندما ارسل لنا وزير الرى السابق قال لنا نريد ان نعمل كفريق عمل واحد بيينا وبين الوزارة، وفى وقتها وصل الى مرحلة الشجاعة الى القول ان مصر تحتاج الى مياه، وفى وقتها قمنا بتعديل الخطط والتصميمات بالنسبة لمجرى لنهر القديم والجديد، ايضاً قام الدكتور احمد الشناوى بتصميمات تعديل وتجهيز نهر النيل القديم والجديد، ايضا الدكتور عبدالعال حسن عطية وهو الاب الروحى لجيولوجيى هذا المشروع وضع خرائط بالاقمار الصناعية وادارية، وتمت مناقشتها مع اعلى الجهات والمستويات العلمية والحرب تأتى من بعض الاشخاص من خلال الفضائيات وقولهم بعض المعلومات دون الرجوع الى الدراسات التى نقوم بها، فنحن الان لدينا فريق عمل لبحث الدراسات السياسية والاستراتيجية والافريقية وتقوم بذلك الدكتورة ردينا ياسين وذلك لمعرفة التحركات التى تتم حولنا من دول وقبائل افريقية.
ما حكاية اللجان المنبثقة عن اللجان مع المشروع؟
هذا هو حال كل الافكار التى تقدم للوزارات فلا بد من تشكيل لجان واللجان تشكل لجانا وهلم جرا والمحصلة دائما صفر فقد اجتمعت لجنة مكونة من ثلاثة افراد مع وزير الرى السابق وعقدنا اجتماعا معهم واتفقنا على مبدأ "الهندسة غير عاجزة عن حل اى مشكلة" وقمنا بتسليم الدراسات بما فيها المسار النهائى الى الجهات السيادية والجهات السيادية تقوم بتسليم وزارة الرى.
الدكتور احمد الشناوى عمل 406 خرائط ولوحات تصميمات تنفيذية فى تعديل المسار القديم والجديد.
هل هذا هو السبب انك لجأت للرئيس السيسى؟
نعم لجأت للرئيس السيسى وعرضت عليه المشروع وأقول بكل ثقة بعد هذا اللقاء انه لن يستطيع احد ايقاف المشروع كائنا من كان وسيصل الماء لمصر.
هل يعنى ذلك انك حصلت على وعد من الرئيس بتفيذ المشروع؟
لن افصح عما حدث فى لقاء الرئيس السيسى الان ولكن اوجه رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسى «انا ما برجعش فى كلمتى وعلى الاتفاق ياريس».
كم يبلغ طول المسار وما حقيقة ما يثار ان هناك رفضا من بعض الدول والقبائل للمشروع؟
يبلغ طول المسار حوالى 2400 كيلومتر ولا يوجد اى سدود فى هذا المشروع وهذه نقطة مهمة جداً لانها قائمة على رفع المياه من ناحية وضخها من ناحية اخرى وبذلك نحصل على الكهرباء الجديدة غير المكلفة.. وبالمناسبة هذه الكهرباء اقل فى التكلفة من سد النهضة بنسبة 35% وبهذا نضمن بيع منتجنا من الكهرباء.
اما عن الدول والقبائل فقد تم الاتفاق على ان نقوم بتنفيذ المشروعات الزراعية والحيوانية بالتعاون مع السودان الشمالى والجنوبى والقبائل، وهم متفقون معنا وقمنا بالتواصل مع جميع القبائل، وتم طرح متطلباتهم علينا، فنحن نمتلك الامكانيات التى تساعدهم فى الزراعة والرى، وانضم الينا 7 شركات فى التجارة والصناعه لانشاء ارض زراعية ومدن صناعية.
ما هدفكم من ذلك؟
الهدف الاساسى هو تحقيق الاستفادة القصوى للشعوب الافريقية هذا من ناحية، ايضاً من ناحية اخرى نسعى الى مزاحمة الجانب الاسرائيلى فى هذه الدول بعدما اصبح لها نفوذ كبير منذ ما يقرب من 20 سنة وتحديدا بعدما انسحبت مصر من افريقيا بعد محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الاسبق مبارك التى تسببت فى غياب الدور المصرى بالكامل عن افريقيا وترك الساحة للموساد منفردا.
المشروع جاهز هندسيا فلماذا تتم مهاجمة فريق العمل خاصة بعد الحديث ان مصر لن تدفع مليما واحدا فى المشروع؟
نعم اؤكد ان مصر لن تدفع مليما واحدا فى المشروع ولكن لن افصح عن عملية التمويل الان واتعجب ممن تحدثوا عن ان المشروع سيتكلف 600 مليار دولار من أين لهم بهذه الارقام غير الصحيحة بالمرة.
هل تتعاملون مع جهات بحثية فى مصر وما هى؟
نقوم بالعمل مع مركز بحوث الصحراء واكتشفنا انه يمتلك اقوى الباحثين فى العالم فى بحوث الصحراء.
ايضاً فى الوقت القادم سوف نقوم بالعمل مع اكاديمية البحث العلمى لاننا نحتاج العمل مع كافة المؤسسات حتى ننجز هذا العمل الكبير. بجانب قيامنا بالتوقيع على اتفاق مع الهيئة العربية للتصنيع لصناعة المواسير التى ستستخدم فى المشروع ونحن نقبل بأى قطر تقوم الهيئة بتصنيعه لان الارتفاع ليس كبيرا فلن يزيد على 105 أمتار فقط.
كم يأخذ هذا المشروع من الوقت؟
لن افصح الان ولكن اقول وبكل ثقة ان هناك كارثة والمسئولون عن الملف لا يدركون خطورة الموقف فنحن لا نمتلك رفاهية الوقت ولا بد ان ننجز هذا المشروع فى خلال 30 شهرا وذلك بسبب دخول مصر فى مرحلة الصراع مع الوقت ولابد من تنفيذ المشروع قبل الوقت المحدد.
كم تبلغ كمية المياه الموفرة لهذا النهر؟
حوالى 110 مليارات متر مكعب من المياه، وواجهتنا مشكلة ايضاً وتمت مناقشتها مع مركز بحوث الصحراء وهى استعداد الدولة لاستقبال المياه حتى لا يتم الاستفادة منها وبالتالى تصب فى البحر المتوسط من خلال التخطيط ووضع شبكات المياه والابتعاد التام عن المياه الجوفية لانها ليست ملكا لنا بل للاجيال القادمة.
وبسؤاله عن وجود اكبر خزان مياه جوفية بمحافظة قنا بديلاً عن نهر الكونغو؟
الدكتور احمد الشناوى اكد ان خزان المياه الجوفى موجود ولكن مياهه لا تجدد اما من الناحية الاخرى فاذا كنا نمتلك خزانا جوفيا لماذا وزارة الرى اكدت وجود ابار بها مياه مالحة، اما بالنسبة لتحلية مياه البحر فهى مكلفة جداً.
هل هذه المياه تحتاج الى مساحة اكبر من بحيرة ناصر؟
نفى وقال: كنا فى جمعية المهندسين وكان حاضرا بها الدكتور يونان وهو من اعظم الناس فى علم الهيدروليك، واكد ان توشكى تحتاج الى هذه المياه، موضحاً ان الطمى المتراكم فى بحيرة ناصر لن يتحرك الا بهذا الكم الكبير من المياه.
حدثنا عن الاتفاقيات مع الدول والقبائل وأشكالها القانونية؟
لدينا فريق عمل قانونى وتم التوقيع لاكثر من اتفاقية من اكثر من قبيلة ويتم تسليم هذه الاتفاقيات الى الجهات السيادية.
ولا بد من العمل بمنطلق تنمية افريقيا وربط نهر الكونغو بنهر النيل حتى نعطى لهم الثقة اننا لا نأتى اليهم من اجل مصالحنا فقط، فدولة الكونغو تعانى من فيضانات هذه المياه فى موسم الامطار.
فى عام 2012 اجتمعنا مع الجهات السيادية ومعنا وزراء الرى والخارجية واكدنا لهم ان هذا السد سوف يقوم بتخزين 74 مليار متر مكب من المياه بدلا من 14 مليارا والسد الثالث سوف يحتجز 200 مليار من المياه، وهذه السدود مخطط لها منذ سنة 1956، وهذه السدود مخالفة للاتفاقيات الدولية التى تنص على عدم انشاء السدود على الانهار الدولية التى تضر بمصلحة الدول المجاورة، واكدنا انه يجب علينا ان نقدم القضية الى محكمة العدل الدولية ولكن الحكومة اختارت الحلول الدبلوماسية، فعلاقتنا بالدول الافريقية ازدادت سوءًا منذ محاولة اغتيال الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك.
لماذا قمت برفع دعوى قضائية على الشركة الايطالية التى تقوم ببناء سد النهضة؟
نحن قمنا برفع قضية على الشركة الايطالية القائمة على المشروع وذلك بسبب مخالفتها القوانين الدولية لهذا المشروع التى تؤكد ان هذه المنطقة غير صالحة للسد وذلك بعد تأكيد خبراء الجيولوجيا، بالاضافة الى التقرير الامريكى الجيولوجى لسنة 2000 والذى ينص على ان منطقة السد غير صالحة وانها منطقة زلازل، وجلستها 31/12/2014 وتنص على حضور رئيس الوزراء ووزير الرى واتحاد الغرف التجارية والاتحاد الافريقى ورئيس إثيوبيا ووزير الرى الاثيوبى والشركة الايطالية، وبناء على ذلك يتم تسليم نصوص الدعوى الى اتحاد الغرف التجارية ومن ناحيتها تقوم بابلاغ الشركات ان الشركة الايطالية تحمل فى سجلها التجارى مشروعا منهارا، وبالتالى سيتم اخبار البورصة الخاصة بالشركات وبالتالى سيتم هبوط اسهم تلك الشركة.