السوق العربية المشتركة | وداعاً للأكاذيب والمسرحيات الهزلية

مسرحية هزلية تعبر عن أحلك أنواع الكوميديا السوداء تم تمثيلها على مسرح الكونغرس الأمريكي الأسبوع الفائت حين

السوق العربية المشتركة

الخميس 21 نوفمبر 2024 - 22:54
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
وداعاً للأكاذيب والمسرحيات الهزلية

وداعاً للأكاذيب والمسرحيات الهزلية

مسرحية هزلية تعبر عن أحلك أنواع الكوميديا السوداء، تم تمثيلها على مسرح الكونغرس الأمريكي الأسبوع الفائت، حين صعد المهرج «نتنياهو» على خشبة المسرح وتحدث عن جرائمه في حق الإنسانية أمام جمهور من «ممثلي» الشعب الأمريكي ليصفقوا له بقوة لمدة تجاوزت 30 ثانية بحسب ما رصده الراصدون. ولم يكن حتى ممثل المسرحية الهزلية يتوقع مثل هذا التصفيق الحار، فلو كان قد ألقى تلك الخطبة في تل أبيب ما حصل على مثل هذا المشهد، وهو ما يؤكد أن هناك عملاً تمثيلياً تم إجراء بروفات له قبل أن يعرض على الجمهور، لكن حتى بعد البروفات والتمثيل الجيد من الجميع إلا أنه حصد ردود فعل عكسية في الشارع الأمريكي. فقد احتشدت التعليقات من اليهود قبل الأمريكان لتؤكد أن أمريكا نفسها مختطفة ومحتلة من قبل منظمة إيباك وكيلة إسرائيل في واشنطن، حيث كتب أحدهم «نناشد منظمة إيباك بإعادة المخطوفين من أعضاء الكونغرس»، ولخص آخر الموقف بثلاث كلمات قائلاً «اشترى أغلب الكونغرس» وأكد آخر أن التصفيق كان على قدر الأموال المدفوعة للمصفقين، وشبه أحدهم كثافة التصفيق بما يحدث عندما يمر أو يتحدث زعيم كوريا الشمالية أمام الشعب. تلك التعليقات تؤكد أن هذه الجوقة لا تمثل أغلبية الشعب ولا الكونغرس، فقد استعانوا بملء مقاعد الأعضاء المعترضين على حضور هذه المسرحية، بأشخاص تحت عنوان «ضيوف» لتبدو تذاكر المسرحية وقد نفدت قبل العرض، لكن كل هذه البهرجة والتصوير والإخراج، ما كان إلا ليؤكد هزيمة إسرائيل -ليس في غزة فقط- ولكن في أمريكا نفسها والعالم أجمع، حيث انكشفت الخدعة وما عاد لأحد أن يصدق شيئاً من أكاذيب هذا الاحتلال. إن تشجيع الإبادة الجماعية ودعمها والمساعدة على ارتكابها، كان يمر في السابق عبر فلتر كتب التاريخ وأفلام هوليود، وفي غيبة كاميرات التصوير ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن اليوم يرى شعوب الأرض الحقائق الآنية، ثم يعود ليراجع ما أملي على الناس في الكتب من نهضة أمم دون ذكر جرائمها التي ارتكبتها لكي تنهض على جثث أصحاب الأرض، وما شعب الهنود الحمر ببعيد. لقد أرادوا بهذا العمل المسرحي السخيف إرسال رسالة تحدٍّ للعالم، لكن أراها ويراها الجميع قد انقلبت عليهم، فلم يعد أحد يشاهد مثل هذه المسرحيات الركيكة ولا يمكن لأي مجتمع أو دولة أن تفرض سيطرتها على عقول البشر، لأن الفضاء المفتوح لن يدع لهم فرصة لتمرير أكاذيبهم مرة أخرى، فقد أسدل الستار على أكذب مسرحية في العصر الحديث. قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية