قناة السويس والحرب علي الحوثيين الوجه الآخر!!!
شهران حتي الآن علي عملية الأزدهار التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر بهدف الحد من الهجمات الحوثية علي السفن التجارية في البحر الأحمر ووقف تهديداتهم لمسار التجارة الدولية مُؤخراً تم الإعلان كذلك عن تحركات موازية إلي هناك بدأ التجهيز لها من قبل دول الإتحاد الأوروبي تقودها فرنسا وإيطاليا.
بالتأكيد وكما تم الإعلان عنه من قبل الأجهزة المعنية صاحب هذه التحرُكات إنخفاض كبير في إيرادات عبور السفن من قناة السويس مما يؤثر قطعاً علي حجم مدخولات مصر من العُملات الصعبة التي تُشكل إيرادات قناة السويس نسبة لابأس بها من هذه الإيرادات مايعني أن مِصر أول المُتضررين بشكل مُباشر من هذه الأحداث.
بصرف النظر عما تم الإعلان عنه من قبل هذه القوي كهدف لهذه التحركات وبصرف النظر عن مدي تأثير هذه الهجمات علي قوة الحوثيين والحد من خطورتهم هُناك قطعاً وجوهاً أُخري لهذه الأحداث تُطِل برأسها مع كل هجمة من هجمات البحر الأحمر.
تُثبت الأحداث يوماً بعد يوم أن التأثير الإستراتيجي لقناة السويس في مسار التجارة الدولية لايمكن للعالم الإستغناء عنه مهما تعددت المُحاولات كما تُثبت أن الجهود المصرية التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل عشر سنوات من أجل توسعة القناة ورفع مُستوي كفائتها كانت في مكانها والأموال التي تم إنفاقها هناك كانت مصحوبة بنظرةً عميقة وقرآت مُبكرة لِمُستقبل الأحداث.
صاحب الهجمات الحوثية علي السفن التُجارية أثناء عبورها البحر الأحمر الإعلان عن مُبررات شاركهم فيها حزب الله في جنوب لُبنان وأن هذه الهجمات ماجاءت إلا نُصرة لغزة ورداً علي الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني رُغم أن السعي الإيراني الدائم للتواجد في البحر الأحمر من خِلال المِيلشيات الحوثية هو أحد أهم أهداف طهران للتأثير علي مسرح الأحداث الإقليمية.
تحرُكات أمريكية بريطانية والآن تحرُكات أوروبية إلي مياة البحر الأحمر وهو الذي يِطِل علي القارة السمراء من الشرق ويرتبط بالمحيط الهندي من الجنوب لايمكن فك الإرتباط بينه وبين الأهداف الإستعمارية الدائمة والأطماع المُستمرة في ثروات القارة التي تشهد تواجد روسي صيني جيد في السنوات الأخيرة خصوصاً في ظل وجود صراع محموم علي قطعة الشطرنج بين كافة القوي الدولية والإقليمية المؤثرة للتواجد بالقرب من مناطق الأحداث المُلتهبة في أكثر من منطقة حول العالم.
رُغم التأثير السلبي لهذه الأحداث علي الإيرادات الحالية لأهم شرايين الملاحة حول العالم إلا أني علي ثقة أن قناة السويس سيكون لها تأثير مُضاعف وحاسم في مستقبل الإقتصاد المصري ومستقبل العالم الجديد إقتصادياً وتُجارياً وأمنياً وهذا مايُفسر رؤية مصر المُبكرة لمستقبل قناة السويس والأهتمام الغير مسبوق بالإستثمار المُتنوع في سيناء والذي بدأ قبل عِدة سنوات.