أشرف كاره
الشيطان الأخضر .. وصراع الديوك؟!
مع إستمرارية أزمة نقص العملات الحرة بالسوق المصرية وعلى رأسها الدولار الأمريكى (الشيطان الأخضر) ، وخاصة لمتطلبات إستيراد السلع الكمالية وعلى رأسها السيارات !! – كما تصنفها الحكومة المصرية – فقد أصبح وضع السوق "لا يسر عدو ولا حبيب" ، حيث بدأ الشيطان الأخضر فى فرض سيطرته على معطيات السوق بشكل شرس لدرجة أن زيادة سعره السوقية قد تخطت حاجز الـ 75 % عن سعره الرسمى لدى البنك المركزى .. الأمر الذى زاد من إشتعال الأسعار بقطاع السيارات بشكل خاص والذى أصبح يعتمد على تدبير عملاته الحرة من السوق الموازية مع عدم توافرها من قبل القطاع المصرفى الرسمى... على الجانب الآخر، طفت على السطح ظاهرة جديدة – بل وإستشرت – وهى الصراعات التى تدور حول إقتناص توكيلات السيارات (وبدرجة رئيسية الصينية منها) – وخاصة مع سماح الشركات الأم بسهولة سحب أو إنتقال الوكالة من وكيل لآخر ، أو إقتسام تلك الوكالة بين وكيلين .. وقد يكون هذا الأمر من وجهة النظر المصرية غير مقبول (فعادة الوكلاء المصريين يفضلون السيطرة على العلامة التجارية بشكل كامل وإدارتها بالشكل التى يراه الوكيل .. بغض النظر أكانت بطريقة صحيحة أم خاطئة) فى حين أن هذا الأمر موجود بالعديد من دول العالم – وبشكل تنافسى وصحى - والتى من أقربها لنا "المملكة العربية السعودية" التى يتقاسم بها العديد من الوكلاء العديد من العلامات التجارية الصينية – ولكن مع تحديد المناطق - وليس كما يحدث بمصر فى تحديد الطرازات أو تخصيص التجميع المحلى لأحد الوكلاء دون آخر وهو ما قد يبدأ فى خلق المشاكل بالسوق بين هؤلاء الوكلاء. وكانت من أهم الأمثلة التى تناقلتها العديد من المصادر الإخبارية أو الشركات نفسها حول بعض العلامات التجارية التى أخذت طريقها للتقسيم أو الإنتقال بين الوكلاء بالسوق المصرية .. (جيلى ، زوتى ، كايى ، بايك .. وغيرها) الأمر الذى زاد من اللغط الحادث بالسوق المصرية للسيارات ، بل وبدأ هؤلاء الوكلاء فى حالة من حالات الإستقطاب لممثلى الصحافة والإعلام حول أحقيتهم بتلك التوكيلات أو حتى أهميتهم دون الآخرين الذين يقتسمون معهم تلك العلامات التجارية ، وكأننا أصبحنا فى حالة من حالات "صراع الديوك" التى تستقطب كل منها فرقاً للتشجيع بل والتصفيق لهم!!. ونصيحتى البسيطة للجميع فى نهاية ملاحظاتى على الوضع الحالى .. أن يتحلى الجميع – كلٌ فى تخصصه – بالحرفية فى أداء عمله ، حتى نتمكن من العبور من هذه الأزمات الطافية على السطح بالنجاح المنشود.