كلمات سامية من ذهب
ليس بغريب أن تأتي الكلمات السامية في خطاب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، تحمل لمحات تعبر عن واقع وحقيقة أهل البحرين وقيادته الكريمة الحنونة.
فلقد بدأ جلالة الملك المعظم كلماته السامية بالترحيب بأهل البحرين «الكرام» وهي وصف لا يذكره إلا الكريم صاحب الكرم العالي، والأخلاق الراقية، لينتقل منها مباشرة إلى دعاء الله سبحانه بأن ينعم على البحرين بالرخاء والطمأنينة والتقدم في مسيرة الأجيال، مشدداً جلالته على أن تلك المسيرة تجسد آمال البحرين وطموح أبنائها من أجل مستقبل أفضل للبحرين الحبيبة.
ولعل من أعمق الكلمات السامية هو مزج جلالته لكلمة «الفرح» مع «حس المسؤولية» وقد غلفهما بـ«الثقة» في تصاعد البناء، والفخر بإنجازات التجربة البحرينية والتزامها بالاستقرار وتطور مؤسساتها وترسيخ أمنها لإعلاء المصلحة العليا للبلاد.
وهذه الكلمات تحمل وصفة العلاج التي يبحث عنها كل مجتمع لكي يتقدم ويصل إلى النمذجة الخاصة بتقاليده وأعرافه وفق تركيبة فريدة من التطور والتقدم مع الحفاظ على الأمن والاستقرار، لتشكل هذه الكلمات تركيبة فريدة تخص مجتمعنا دون غيره من بقية المجتمعات، لكنها تصلح أيضاً بأكوادها العامة للوصول إلى معادلة مماثلة.
ويصف جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه شعبه المحب، بأوصاف جميلة وخلاقة تحمل قوة دافعة لمزيد من العمل، حيث أشار جلالته إلى الامتنان بالحماسة الوطنية والنشاط الميداني المنظم بهدف الحفاظ على موقع البحرين وإمكاناتها المتطورة – حضارياً وبشرياً – ضمن مسيرة وطنية تشمل كل من ينتمي إلى هذا الوطن الغالي بالرعاية والخير والمحبة.
لقد انتظرت هذا الخطاب السامي لكي أستلهم من عباراته هذا المقال ولكي أستطيع أن أكتب في أيام شهر الوطن والمناسبات الوطنية، ما أردت التعبير عنه بكلماتي المتواضعة، فوجدت في هذا الخطاب ما هو أبلغ من كل العبارات والمقالات في وطنيته، ووجدت فيه ماهية الأبوة والقيادة لهذا الوطن الحبيب، وما يمكن أن يجعلني لا أقدر على توصيف حب جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه لأبناء وطنه وحبه الممتد أيضاً للأجيال القادمة.
ولو كان شهر ديسمبر يحمل في طياته مناسبة يوم الشهيد التي تذكرنا بمن ضحوا في سبيل هذا الوطن ورحلوا، إلا أن الأمل البادي في كلمات جلالة الملك المعظم وخطاب جلالته السامي لما يؤكد أنه يصون التاريخ وينظر بالأمل للمستقبل ويحفز أبناء الوطن لمزيد من العطاء والإنجاز، فكل عام والبحرين بمليكها المعظم وأبنائها الكرام بألف خير.
قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية