رائعة المؤلف والمخرج محمد عبد الستار، مسرحية مأخوذة عن مسرحية "ليلة ساهرة من ليالي الربيع" للكاتب الإسباني إنريكي بونثلا وقدمت على مسرح مركز الإبداع الفني تحت إشراف الأستاذ خالد جلال، ساعتين من الإبداع المركز؛ مواهب مذهلة تضحكك من القلب وتبكيك من القلب ليس للموقف ولكن لأداء الفنان الواقف أمامك الذي يفاجئك بقدرته على إضحاكك و التأثير فيك لدرجة البكاء بنفس ذات الدقيقة. تبدأ المسرحية بشجار بين زوج وزوجة وتكتمل بدخول العديد من الأطراف وتأخذ منحنى ظريف، العرض كله كان بديكور واحد ورغم ذلك لا تشعر بأنه لابد من تغيير المكان رغم تغير الأحداث و الأشخاص. المسرحية من بطولة هدير الشريف، محمد الدمراوي، وليد عبد الغني، أمجد الحجار، أحمد الشاذلي، ريهام سامي وعبد العزيز حسين. لن أحرق أحداث المسرحية حتى يتسنى للجمهور الاستمتاع بها عند مشاهدتها و لكنني أريد فقط التركيز على بعض المواهب التي ظهرت بشدة في العرض، طبعا كلهم موهوبين و نجوم و ليس هذا بغريب فمركز الإبداع الفني مشهور بأنه مصنع النجوم، و لكن أربعة كانوا حقا مذهلين؛ أولهم وليد عبد الغني في دور الخال يكفي أن أخبرك عزيزي القارئ أن مجرد ظهوره في المشهد كان يكفي لإشعارك بالبهجة و الضحك من القلب، بمجرد ما ينطق تضحك، خفة ظل غير عادية، أداء  طبيعي و تلقائي لا يشعرك نهائيا بأنه يمثل، ليست هذه هي المرة الأولى التي يشترك فيها الفنان وليد عبد الغني بعمل ناجح بل مثل في العديد من الأعمال الناجحة مثل مسلسل "الصفارة" في دور مستر طارق، و مسلسل "الغرفة 207"، و أتمنى له المزيد من النجاح و أن يراه الجميع في أعمال أكثر. الموهبة الثانية كانت الفنان أمجد الحجار في دور "هاني" والذي تقمص أكثر من شخصية و بذل مجهودا كبيرا أضحكنا و أبكانا لوهلة ثم عاد و أضحكنا مرة أخري، و ليست هذه المرة الأولى التي يلفت أمجد إليه الأنظار فهو حاصل على جائزة أفضل ممثل دور ثاني رجال عن مسرحية "سلم نفسك" في المهرجان القومي للمسرح عام 2018، كما شارك في فيلم "برة المنهج" و مسلسل "ما وراء الطبيعة" و فيلم "فوي! فوي! فوي" وغيرها من الأعمال المعروفة و الناجحة. أما الموهبة الثالثة فهي الفنانة ريهام سامي في دور "نورا" التي على رغم من جمالها إلا أنها نجحت في أن تبدو مرعبة في بعض الدخلات مع المؤثرات الضوئية و الصوتية، خفيفة الظل و الحركة و حقا كانت أكثر من رائعة، مثلت ريهام قبل ذلك في مسرحية "سلم نفسك" و فيلم "الخطة العايمة" و مسلسل "مع بعض". و أخيرا و ليس آخرا الموهبة الرابعة الفنان أحمد الشاذلي الذي على الرغم من أن ملامحه توحي بأنه يليق أكثر بأدوار  درامية جادة كدور الضابط أو دور الشاب الوسيم إلا أنه نجح بشدة بالكوميديا لما يمتلكه من خفة ظل حيث برع بشدة في دور الطيار متعدد العلاقات الذي يحب ابنة خالته و يتعذب بحب من طرف واحد، الجدير بالذكر أيضا أن أحمد الشاذلي هو المخرج المنفذ لمسرحية "بعيد عنك"  و أنه زوج الفنانة جميلة هدير الشريف، شارك الشاذلي بالعديد من الأعمال كمسلسل "في يوم و ليلة" و مسلسل "مع بعض" و مسلسل "أعمل إيه" و مسلسل "الاختيار" و غيره من الأعمال. أتمنى عزيزي القارئ أن يتسنى لك مشاهدة المسرحية الجميلة "بعيد عنك" و أن تشاهد أبطالها في مزيد من الأعمال الممتعة.