السفير دياب اللوح سفير فلسطين بالقاهرة: مصر دائمًا تقف بجانب إخوانها الفلسطينيين وتقدم يد العون والمساعدة على المستويين السياسى والشعبى
حوار- نسربن قاسم
الشعب الفلسطينى لم ولن يقبل فكرة التهجير ونحن نقبل الموت تحت الأنقاض على أن نخرج من أرضنا
13 ألف فلسطينى ما بين شهيد ومفقود.. والاحتلال يمارس ضدنا حرباً لم يشهدها العالم من قبل
قال السفير دياب اللوح سفير فلسطين بالقاهرة إن الحرب على القطاع هى حرب همجية بلا مبادئ أو قواعد انسانية، وما يقوم به الاحتلال من القتل العشوائى لجميع سكان القطاع، وسقوط العشرات من الصحفيين والاعلاميين فى القطاع أثناء القيام بعملهم الصحفى فى التغطية الاعلامية ما هو الا اختراق للقانون الدولى والمواثيق الدولية كما أكد أن أكثر من 13 الف فلسطينى حتى الان ما بين شهيد ومفقود وشدد على ان الشعب الفلسطينى لم ولن يقبل فكرة التهجير لاى مكان كان فالمواطن الفلسطينى يقبل أن يموت تحت الأنقاض على أن يخرج من أرضه، وما يروجه الأحتلال من هذا الكلام ما هو إلا أباطيل وإلى تفاصيل الحوار
كيف الحال الان فى قطاع غزة؟
للأسف الوضع فى قطاع غزة سيء للغاية فالحرب على قطاع غزة مستمرة منذ السابع من أكتوبر وحتى الان القتل والحرب العشوائية لا تنقطع وأصوات القنابل والقذائف مستمرة ليلا ونهاراالوضع يجذر بجريمة أنسانية ترتكب بحق الشعب الفلسطينى الأعزل فقد فقد تعدت الحالات فى القطاع ما بين شهيدا ومفقودا "13000" فلسطينى وما يزيد الامر سوء أن عدد القتل والفقد من الأطفال تجاوز النصف، خاصة وأن عدد الاطفال فى غزة عموما نسبة لعدد السكان يتجاوز النصف أو أكثر تقريبا
كما أن القطاع يعانى من نقص فى أبسط مقومات الحياة فهو محاصر مقطوع عنه الماء والغذاء والطاقة المواطن الفلسطينى لا يجد قوت يومه بل حتى المياه تقطعها اسرائيل عن القطاع مما يستوجب السير لساعات متواصلة للحصول على جردل ماء وكذلك الخبز فقد تتحمل المرأة الفلسطينية الوقوف لساعات عديدة أمام المخابز لتحصل على ما يكفى ليوم واحد، هذا بخلاف قطع الكهرباء والاتصالات عن القطاع، فالشعب الفلسطينى يعانى فى هذه الحرب مرارة القتل والتجويع المتعمد فهى حرب عشوائية هدفها الابادة الكاملة للقطاع
مجزرة "المعمداني" من أبشع الجرائم التى ارتكبها الاحتلال كيف ترى تبرير الاحتلال لهذه المجزرة ؟
استهداف الاحتلال الاسرائيلى للمستشفيات فى قطاع غزة تحت ادعاء وجود عناصر ارهابية هى تبريرات كاذبة، لا اساس لها من الصحة ،واستهدافه لمستشفى "المعمدانى هى جريمة بحق الانسانية لايمكن السكوت عليها والتى أودت بحياة ما يزيد عن "500" شخص أغلبهم من النازحين المرضى والمصابين والجرحى والأطفال والنساء
وطبقا لاتفاقية "جنيف" التى أكدت على ضرورة حماية المدنيين فى أثناء الحرب واعتبار أماكن الايواء لهم هى مناطق محرمة يجب حمايتها ودائما ما يكذب الاحتلال ويحاول تبرير جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطينى تحت مسمى تتبع عناصر جماس رغم أنه على يقين أن تلك الاماكن بها مدنيين أكثرهم من الأطفال والنساء والمرضي
استشهد فى الحرب على القطاع وحتى كتابة هذه السطور ما يزيدعلى "40" صحفيا فى غزة منذ بدية الحرب. فكيف ترى الامر سعادة السفير وهل هناك استهداف متعمد للصحفيين ؟
الحرب على القطاع هى حرب همجية بلا مبادئ أو قواعد انسانية وما يقوم به الاحتلال هو القتل العشوائى على جميع سكان القطاع،وسقوط العشرات من الصحفيين والاعلاميين فى القطاع أثناء القيام بعملهم الصحفى فى التغطية الاعلامية لما يقوم به الاحتلال من القتل والتخريب والدمار فى غزة، ما هو الا اختراق للقانون الدولى والمواثيق الدوليه التى تجرم حرب المدنيين والصحفيين والاطباء والامسعفين والأطقم الطبية برمتها وكل مواطن مسالم يقوم بعمل ميدانى لا يجوز الاقتراب منه أو المساس به وكثيرا ما راينا اسرائيل لا تلتزم اطلاقا بتلك المواثيق فهى تقوم بابادة شاملة عشوائية لكل سكان القطاع لا تحاول ان تستثنى أحد فحتى الرضع والاطفال والنساء لم ينجوا من هذا القذف العشوائى وراينا أعداد الاطفال القتلى والمفقودين تعدوا النصف من اعداد الضحايا فى قطاع غزة
يعتبر البعض أن حماس هى السبب فى هذة الحرب وهى من بدأت بالتعدى هذه المرة ولو لم تفعل ذلك ما شهد القطاع هذا الدمار والقتل تعليق سيادتكم؟
الاحتلال دائما ما يحاول التبرير لنفسه أمام العالم فحالة الاحتقان التى يعانى منها الفلسطينيين منذ زمن بعيد هى السبب الرئيسى للمقاومة ودائما ما صرح الرئيس أبو مازن بضرورة تغيير اسرائيل فى سياستها المتبعة ضد الشعب الفلسطينى وسياسة القتل والخراب والدمار والتجويع التى لاتتناسب اطلاقا مع حق الشعب الفلسطينى فى بناء دولته والعيش بحرية وسلام
كما ان الاعتداء مستمر دائما على القطاع سواء كان هناك رد أم لا هى دائما تحاول قهر الشعب الفلسطيني
تردد فى بداية الحرب على قطاع غزة كلام عن صفقة القرن وموضوع التهجير الفلسطينى فى رفح المصرية "سيناء" نحتاج إلى تعليق سيادتكم على هذا الامر؟
الشعب الفلسطينى لم ولن يقبل فكرة التهجير لاى مكان كان فالمواطن الفلسطينى يقبل أن يموت تحت الأنقاض على أن يخرج من أرضه، وما يروجه الأحتلال من هذا الكلام ما هو الا أباطيل
نحن نكن لمصر كامل الأحترام والتقدير والأمتنان لكل ما تقوم به دائما ولن نأخذ أبدا أى بقعة من أراضيها
بمناسبة هذا الحديث عن مصر كيف ترى الدور المصرى فى الحرب على قطاع غزة؟
مصر دائما تقف جنبا إلى حنب مع اخوانها فى فلسطين ومنذ بداية القضية الفلسطينية وعلى مختلف العصور والتغيرات السياسية دائما كانت مصر تقدم يد العون والمساعدة على المستوى الدولى والشعبى فدائما ما تقوم مصر بدورها العظيم للوقوف ومناصرة القضية الفلسطينية وهذا يتضح جليا فى الوقوف والتصويت لصالح القضية فى كل المؤتمرات والمحافل الدولية وتقف جنبا إلى جنب مع حكومة وشعب فلسطين وقد قامت مصر بفتح معبر رفح منذ بداية الحرب ومناشدة الجانب الاسرائيلى أن يسمح بدخول المساعدات الدولية ووقف الحرب والضرب على القطاع: كما انها منذ بداية الحرب وهى تقوم بعقد لقاءات واتصالات مفتوحة مع الدول الكبرى للضغط على الكيان الصهيونى لوقف الحرب وحماية أرواح الشعب الفلسطينى، كما انها بدأت فى تهيئة المستشفيات المصرية خاصة القريبه من القطاع لاستقبال المرضى الفلسطينيين اذا ما سمحت اسرائيل بفتح المعبر ومرور المرضي
والرئيس السيسى دائما يقف بجانب القضية الفلسطينية مقدما كل الدعم لها وجعلها فى اهم أولوياته وهذا ما نشعر به نحن ونثمن ونشكرة على هذا الدور
كبف تقيم فشل المشروعين الامريكى الروسى الذى قدم فى مجلس الأمن مؤخرا؟واى من المشروعين كنتم معه؟
بالفعل لم يتمكن مجلس الامن من الاتفاق على مشروعى قرارين مقدمين من الولايات لمتحدة الامريكية وروسيا حول تصاعد الوضع فى غزة واسرائيل والأزمة الأنسانية فى قطاع غزة فالمشروع الامريكى الذى كان يرفض ويدين الهجمات التى شنتها حماس على اسرائيل وفى المقابل يعطيها الحق المطلق للدفاع عن نفسها ل يعكس الدعوه القويه لوقف اطلاق النار
وقد تم رفض هذا المشروع من قبل العديد من الدول فى مقدمتهم روسيا والصين كما تم رفض المشروع الروسى والذى كنا نثمن عليه خاصة أنه كان يدعو للوقف الفورى لاطلاق النار والوانهاء العنف لدواعى انسانية ولكن امريكا كالعاده رفضت المشروع واعتبرته تم اعداد فى اللحظات الاخيرة وبدون مشاورات
بعد اعتماد الجمعية العامه للامم المتحده قرار وقف اطلاق النار ..من يلزم اسرائيل على التنفيذ؟
اعتمدت الجمعية العامه للامم المتحدة قرار الهدنه الأنسانية الفوريه من يلزم اسرائيل بهذا القرار؟
القرار غير ملزم ورغم اعتماد الجمعية العامة للامم المتحده قرار الهدنه ولكن اسرائيل دائما ما تتنصل من تنفيذ القرارات ودائما ما تضرب بتلك الفرارات عرض الحائط
الولايات المتحدة الأمريكية هى المنوط بها اجبار الاحتلال بالالتزام بقرارات الامم المتحدة والمجتمع الدولى ونأمل أن يتم الضغط عليها من قبل المجتمع العربى والعالم الغربى حتى نوقف نزيف الدم
ماذا عن التنسيق ما بين السلطات الفلسطينية والمصرية فى ملف إدخال المساعدات الإنسانية.. ؟
فيما يتعلق بالتنسيق الفلسطينى المصرى، هناك تنسيق وتشاور وتعاون وشراكة كاملة على مدار الساعة، اتصالات بين الرئيس محمود عباس والرئيس السيسى، واتصالات على جميع المستويات بين البلدين، ونحن كسفارة نتابع مع جميع المستويات المصرية وأنا قلت فى السابق إن حديث أمريكا عن فتح معبر رفح أنباء غير مؤكدة ومعلومات غير دقيقة، وفى حقيقة الأمر الأمريكان يتكلمون كثيرا ويفعلون قليلًا.
بالفعل وزير الخارجية الأمريكى كان متواجدا فى القاهرة، وشدد الرئيس السيسى عليه ضرورة فتح ممرات آمنة للمصابين وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ووقف إطلاق النار على الأقل وإدخال المياه وإنقاذ القطاع الصحى الذى انهار بالفعل، وذهب بعدها بلينكن إلى تل أبيب والتقى بالمسئولين الإسرائيليين ولكنه لم ينجح وربما لا يريد فى أخذ إجابة بفتح المعبر
وإسرائيل ردت على طلب مصر بفتح معبر رفح بقصف المعبر من الناحية الفلسطينية وكذلك تدمير الطريق المؤدى للمعبر والقضاء على بنيته التحتية من الجانب الفلسطينى، فهى بكل تأكيد لا تريد فتح المعبر فهى الجهة التى ترفض فتح معبر رفح، نحن ومصر نتفق على فتح المعبر على مدار الساعة ولكن إسرائيل ترفض ذلك، وقال ما يسمى برئيس الحكومة الإسرائيلية بشكل واضح وصريح إنه لن يسمح بدخول أى مساعدات حتى لا تنعش الحياة الاجتماعية والمعيشية فى غزة، إسرائيل تريد أن تضرب الوضع الميدانى والحياة كلها فى قطاع غزة، والقطاع الآن تم فصله عن كل شرايين الحياة الأساسية، دون كهرباء دون مياه دون إطعام دون مواد طبية دون سولار وبدون اتصالات أو إنترنت أيضًا فتم ضرب جميع الشبكات وشركات المحمول ويريدون عزل قطاع غزة عن العالم وإفراغه من سكانه
كيف تنظر إلى الدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية؟.. وكيف استقبلت السلطة الفلسطينية قرار مصر برفض مرور العالقين الأجانب من غزة عبر معبر رفح إلا بدخول المساعدات الإنسانية لـ غزة؟
نحن شاكرون ممتنون جدًا لمصر الشقيقة الكبرى والقيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، على هذا الدعم التاريخى والمستمر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وللقضية الفلسطينية وللكفاح العادل للشعب الفلسطينى المشروع وحقه فى تقرير مصيره، ومصر ما دام قاتلت وحاربت إلى جانب الشعب الفلسطينى وخاضت معنا حروبا عديدة، ومصر ليست مجرد دولة عربية شقيقة، وإنما مصر شريك كامل معنا كما قال الرئيس محمود عباس، ونحن لا نسمح لأحد بالتدخل فى شؤوننا، ولكن نسمح لمصر لأن مصر صاحبة يد نظيفة فى سجل الكفاح الفلسطينى، وعندما تدخل مصر تتدخل لصالح الشعب الفلسطينى، ومصر فى كل عدوان يتعرض له الشعب الفلسطينى من القدس لغزة تسارع وبشكل عاجل لوقف العدوان وحقن دماء أبناء شعبنا، وهذه الحرب هى حرب إسرائيلية على غزة وليست حرب بين إسرائيل وغزة، حرب إبادة جماعية تستهدف الشعب والأرض والوجود الفلسطينى على هذه الأرض.
ما المطالب الرئيسية للسلطة الفلسطينية حاليًا لرفعها للمجتمع الدولى والإقليمى والدول العربية بشأن الأوضاع فى فلسطين؟
نحن ننظر بأهمية بالغة للدور المصرى ونعلق آمالا كبيرة على التحرك المصرى وتحرك دول عربية شقيقة مثل السعودية وقطر والإمارات أيضا بصفتها عضوا فى مجلس الأمن الدولى الآن، وكل الدول العربية الشقيقة الأخرى التى تتحرك معنا فى هذه اللحظات، ونتمسك بالعمق العربى ونتمسك بالشراكة مع كل الدول العربية وجامعة الدول العربية والمنظمات الإقليمية والدولية لوضع حد لهذه الحرب وإطلاق مبادرة سياسية جادة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأرض دولة فلسطين، وتمكين فلسطين من إقامة دولة مستقلة ذات سيادة كاملة
بم تفسر حالة الدعم والتأييد الكبيرة التى شاهدناها من بعض الدول الغربية لإسرائيل والتى وصلت لحد قيام بعض الحكومات بالتعدى على شعوبها لتضامنهم مع فلسطين؟
تاريخيا أمريكا والعديد من الدول الغربية منحازة إلى جانب إسرائيل، وهم الذين أوجدوا وزرعوا إسرائيل كدولة غريبة فى المنطقة، ونحن عبر تحركنا من خلال الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والأصدقاء فى هذه الشعوب استطعنا أن نحدث تحولًا جوهريًا فى الرأى العام فى هذه الدول؛ لذلك شاهدنا خروج مظاهرات تندد بالعدوان على غزة وترفع الأعلام الفلسطينية وتطالب بوقف العدوان ونصرة الشعب الفلسطينى، وهذه هى الشعوب الصديقة المناصرة للحق، ولكن كما شاهدتم فى بعض الدول هذه المظاهرات الجماهيرية والشعبية قوبلت بالقمع والرفض تلك التحركات من قِبل أجهزة الشرطة فى تلك العواصم،ت لذلك نحن نثمن هذا التحول وهذه الروح العالية التى تحلى بها العديد من الأصدقاء فى أمريكا ودول أوروبية، ونحن نعمل معهم من أجل طرح روايتنا الحقيقية التى ترد على الرواية الإسرائيلية المفبركة التى تحاول تشويه الحقيقة، والصورة التى تخرج من فلسطين أبلغ تعبير ورد على الرواية المزيفة.
هناك قمة ثلاثية تجمع مصر والاردن وفلسطين تتابع احداث القضية منذ فترة ما هى أبرز نتائجها ؟
كل قمة ولها توقيتها المختلف عن الآخر وكل توقيت يحمل معطيات مختلفة وإضافية عن التى كانت فى القمم السابقة، فالرئيس الفلسطينى أبو مازن، زار مدينة العلمين واجتمع مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 30 يوليو الماضى، وبعد عدة أيام زار الأردن واجتمع مع الملك عبدالله الثانى أيضًا، كما أنه فى القمتين تم بحث جميع التطورات على الساحة الفلسطينية، مما استدعى أن يكون هناك لقاء ثلاثى أو قمة ثلاثية على مستويات القادة بشكل عميق وشامل تجاه جميع القضايا.
المرحلة السياسية الحالية والوضع الراهن يتطلب المزيد من التشاور والتنسيق بين الأردن وفلسطين ومصر لأن الهدف واحد والمصير واحد، بالتالى فالدول الثلاث فى خندق واحد، بحكم الجغرافيا السياسية فهناك أيضًا مصالح مشتركة ومتبادلة بين الدول الثلاث.
للشعب الفلسطينى حقوق مشروعة يدافع عنها.. كيف تلخص لنا هذه الحقوق؟
إننا نريد إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للإرادة الفلسطينية والعربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة فى خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
نحن نريد سيادة كاملة بمعنى أنه سيادة فى البحر والبر والجو ودولة خالية من المستوطنات والمستوطنين.
نريد وقف كل ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من عدوان إسرائيلى مستمر، وتوفير حماية دولية، فمصر والأردن تلعبان دورًا حيويًا ومحوريًا مستمرًا فى هذا الإطار، ودول عربية أخرى تقوم بنفس الدور وهى شريك كامل مع فلسطين ومصر والأردن فى هذا التحرك السياسى والدبلوماسى والقانونى على المستوى الدولى، فكل الدول العربية شركاء وهناك محاور أخرى موجودة.
كيف ترى الدور العربى وجامعة الدول العربية فى دعم القضية الفلسطينية؟
كما كان هناك محور مصرى أردنى فلسطينى، أيضا يوجد محور أردنى مصرى عراقى، فقبل عدة أيام اجتمعت لجنة الاتصال من أجل سوريا والتى شاركت فيها أكثر من دولة عربية، هذا لا يعنى ذلك أن يكون هناك تجزئة أو استفراد بالعمل العربى المشترك. هذا يصب فى مصلحة العمل العربى المشترك، وكما قلت نحن نتمسك بالعمق العربى ونقدر دور الدول العربية الشقيقة وجامعة الدول العربية فى دعم التحرك السياسى، لذلك كل قمة تأتى فى توقيت مختلف عن الآخر، وكل توقيت يحمل معه وفى طياته تطورات جديدة تتطلب من القادة بحثها وبلورة وجهة نظر أو رأى أو تصور أو آلية تحرك على المستويين الإقليمى والدولى.
ما رؤية القيادة الفلسطينية للخروج من الازمة؟
لا توجد أية حلول للقضية الفلسطينية سوى حل الدولتين، مؤكدا أن الصراع مع الاحتلال هو صراع على الأرض، ولن تقبل فلسطين سوى بالأرض مقابل السلام..
فإزاحة حل الدولتين من على طاولة العمل السياسى أو أى مؤتمر دولى يُعقد للسلام فى الشرق الأوسط، من شأنه أن يعطل بناء السلام العادل والشامل، ويزعزع الأمن والاستقرار فى المنطقة، ويفتح الأبواب لصراعات أخرى بها، وأخطرها الصراع الدينى، وهذا ما تسعى إليه أحزاب دينية متطرفة فى إسرائيل الصراع ليس دينى أو سكانى، وإنما هو صراع على الأرض، والوجود الفلسطينى على هذه الأرض، وعندما انطلقت عملية السلام فى مدريد، انطلقت على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، واتفاق أوسلو وقعناه على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وليس السلام مقابل السلام أو الازدهار والاقتصاد والعيش الرغيد أو التهدئة أو الهدنة ووقف إطلاق النار، ولكن سلام عادل وشامل مقابل استعادة الأراضى الفلسطينية المحتلة
وما تقييمك لمطالب الولايات المتحدة الأمريكية من السلطات الفلسطينية بإدانة ما فعلته المقاومة وحركة حماس.. وما ردك على ذلك؟
الرئيس الفلسطينى محمود عباس، له موقف وطنى يعبر عن مشاعر كل مواطن وحق الشعب فى البقاء والحياة ونيل استقلاله وحق تقرير مصيره وإنجاز مشروعه الوطنى وإقامة دولة كاملة السيادة المتصلة جغرافيًا فى حدود وخطوط 1967 وعاصمتها القدس الشرقية جنبًا إلى جنب مع دول وشعوب المنطقة العربية، فهو رد بالفعل على هذا المطلب بأنه من حقنا الدفاع المشروع عن النفس وأننا نعتمد المقاومة الشعبية السرية فى مواجهة هذا الاحتلال والذى طالب القيادة الفلسطينية بإدانة المقاومة نرد عليه بأن هناك مجرم وجريمة، جلاد وضحية، احتلال وشعب محتل، هناك جزار يرتكب مجازر بشرية ضد الشعب الفلسطينى ويقوم بسفك دمائهم بشكل يومى على مرأى ومسمع من العالم، ألم يشاهد كل ذلك، لماذا لا يدين ما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب مكتملة الأركان فى حق الشعب الفلسطينى، إسرائيل ترعى إرهاب المستوطنين والعصابات المسلحة بشكل واضح وعلنى، ألم يشاهدوا ذلك، لماذا هذا المجتمع الحر الديمقراطى لم يدين ما ارتكبته إسرائيل، فقط حينما يتعلق الأمر بإسرائيل يريدون الكيل بمكيالين. هذا المجتمع الدولى اليوم غير عادل وغير منصف ولكنه فى نفس الوقت مطالب بتحمل مسؤولياته التاريخية والسياسية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطينى وإنصافه بإنهاء هذا الاحتلال الرابض على أرضه المدمر لمقدراته السالب لكل موارده الطبيعية وتمكين الشعب أن يعيش حياة طبيعية بحرية وكرامة، هذا المجتمع الدولى الصامت على ما يرتكب فى حق الشعب الفلسطيني؛ لذلك نحن التزمنا بقواعد القانون الدولى واتفاقيات جنيف وخاصة الاتفاقية الرابعة وجميع المواثيق والمعاهدات الدولية ونحن جزء من الشرعية الدولية إلا أن إسرائيل هى التى تضرب بعرض الحائط كل ذلك وتقوم بقتل المدنيين من النساء والأطفال، معظم الشهداء والجرحى والمصابين الذين يبلغ عددهم حاليًا 15 ألف فلسطينى منهم 10 آلاف على الأقل من النساء والأطفال.
لا ينكر أحد ما يُذاع بشكل يومى من جرائم إنسانية فى حق الشعب الفلسطينى.. فهل تلجأ السلطات الفلسطينية إلى المحاكم الدولية لإثبات جرائم الاحتلال وإدانتها؟
نحن لا نخطط نحن نفذنا بالفعل، وضعنا ملفات أمام المحكمة الجنائية الدولية خاصة ما يتعلق بجرائم الحرب منذ عام 2014 فصاعدًا، والآن بحكم إننا دولة بصفة عضو مراقب فى الأمم المتحدة من حقنا كسلطة ودولة أن نضع هذه الملفات أمام المحكمة الجنائية، ومن حق أى مواطن فلسطينى أن يتقدم منفردًا بدعوى قضائية، نحن نوثق ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من جرائم حرب مكتملة الأركان وممارسات عنصرية واعتداءات يومية أولًا بأول ويتم توريدها بشكل مباشر سواء من خلال الدبلوماسية الفلسطينية أو من خلال وزير الخارجية شخصيًا؛ ونطالب المحكمة الجنائية الدولية أن تتحمل مسئوليتها وأن تسارع فى اتخاذ ما يلزم بشأن ما يحدث فى فلسطين كما يحدث فى وقائع أخرى، فعندما يتعلق الأمر بنا يتركون إسرائيل تستفرد بنا، ولكن لا تستطيع إسرائيل أن تستفرد بنا ولن تستطيع أن تشطب الشعب الفلسطينى أو تهجر الشعب الفلسطينى.