السوق العربية المشتركة | مصر ترفض التهجير

لا حديث فى الشارع المصرى والعربى إلا عن التصعيد الإسرائيلى فى غزة بقصف واستهداف المدنيين بالقطاع المحاصر تماما

السوق العربية المشتركة

الخميس 28 نوفمبر 2024 - 04:58
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
مصر ترفض التهجير

مصر ترفض التهجير

لا حديث فى الشارع المصرى والعربى إلا عن التصعيد الإسرائيلى فى غزة بقصف واستهداف المدنيين بالقطاع المحاصر تماما بلا ماء وكهرباء أو أى خدمات، فى سبيل المخطط الذى تسعى إسرائيل لتحقيقه بتهجير أهالى غزة إلى سيناء.



بدت الرؤية واضحة لتنفيذ المخطط بلا رحمة أو أى وازع أخلاقى أو احترام ومراعاة للقانون الدولى والإنسانى وهو ما ظهر جليا فى جريمة مستشفى المعمدانى الذى قصفه الطيران الإسرائيلى ما أدى إلى سقوط أكثر من 500 ضحية بين قتيل وجريح أغلبهم من النساء والأطفال الذين احتموا فى ساحة المستشفى كمكان آمن من القصف الإسرائيلى المتواصل على المدنيين، لكن القيادة السياسية التى لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية وتدافع عن حقوق الفلسطينيين بكل قوة، تصدت للمخطط باعتباره تصفية للقضية الفلسطينية.

خلال لقاء الرئيس السيسى مع المستشار الألمانى أولاف شولتس بقصر الاتحادية، نذكر مجددا بتحذيرات الرئيس فيما يتعلق بتفريغ قطاع غزة من السكان أصحاب الأرض والالتفاف الإسرائيلى على الشرعية الدولية وتقويض حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم، واستمرار النزعة العدوانية بين طرفى الأزمة بانتقالها إلى دول الجوار لتصبح هى الساحات الجديدة للمعركة بعد نقلها جغرافيا.

الموقف التاريخى للرئيس برفض المخطط ليس فقط حماية لأمن مصر القومى لكن حماية أيضا للقضية الفلسطينية من تصفيتها للأبد خاصة وأن نفس المخطط سيتم تنفيذه بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن مع الدعم الغربى لإسرائيل وبالتالى ستصبح فكرة الدولة الفلسطينية غير قابلة للتنفيذ بوجود أرض دون شعب.

الموقف التاريخى نال إجماعا وطنيا شاملا وتأييدا شعبيا من مختلف أطياف المجتمع بمجرد الإشارة فقط من الرئيس السيسى "إذا استدعى الأمر لتفويض" ليظهر المعدن الأصيل للمصريين الذين احتشدوا فى الميادين والشوارع بمختلف المحافظات لدعم الموقف المصرى وتأييد القيادة السياسية فى اتخاذ القرارات المناسبة حفاظا على أمننا القومى وعدم التهاون فى المساس به بشتى الطرق تزامنا مع الظروف الحالية التى تعيشها المنطقة بأكملها.

ولا شك أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يدرك تماما بأنه قد يواجه مصيرا مشابها لقادة إسرائيل بعد انتصار الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973 وتطارده أشباح جولدا مائير وموشيه ديان منذ عملية السابع من أكتوبر بعد الفشل العسكرى والاستخباراتى، فهو يبحث حاليا عن أى انتصار لحفظ ماء الوجه أمام الإسرائيليين حتى ولو باستهداف المدنيين بالمخالفة للقانون الدولى والإنسانى، حيث ارتكبت المجازر بتعليمات منه بقتل الأبرياء وقصف المستشفيات ودور العبادة والمدارس ومخازن الوقود والمواد الغذائية.

لم يكتفِ بذلك بل فرض حصارا كاملا على القطاع بقطع المياه والكهرباء والخدمات استعدادا لشن هجوم برى، ورفضه فى البداية دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية ليظهر الدور المصرى والتأكيد على أهمية دخولها ورفض مغادرة الفلسطينيين مزدوجى الجنسية من معبر رفح والتهديد بأن التصعيد سيواجه بالتصعيد ليتراجع نتنياهو عن قرار منع دخول المساعدات، وهو ما استدعى الرئيس الأمريكى جو بايدن للاتصال بالرئيس السيسى والإشادة بدوره فيما يتعلق بالمساعدات.

فى النهاية فإن موقف الرئيس السيسى يجعلنا نشعر جميعا بالفخر مع ظهور مصر قوية بقرار مستقل وفقا لرؤية تدعم بوضوح حق الشعب الفلسطينى فى إقامته دولته.