السوق العربية المشتركة | الرئيس وتحديات القضية السكانية

ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة خلال المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية تطرق خلالها إلى القضية السكاني

السوق العربية المشتركة

الخميس 28 نوفمبر 2024 - 04:56
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
الرئيس وتحديات القضية السكانية

الرئيس وتحديات القضية السكانية

ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، كلمة خلال المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية، تطرق خلالها إلى القضية السكانية والتحديات التى واجهتها الدولة خلال الـ 10 سنوات الأخيرة والجهود المبذولة للتغلب على الفارق الكبير بين معدلات النمو السكانى والنمو الذى تستهدفه الدولة.



فى ضوء ذلك، نفذت الدولة مشروعات عديدة وطوّرت البنية التحتية فى محاولة لاستيعاب الانفجار السكانى، حيث أنشأت 24 مدينة جديدة للخروج من النطاق الضيق للدلتا والوادى، وكذلك المدارس والمستشفيات والطرق وتوسعت فى الرقعة الزراعية، وغيرها من المشروعات القومية.

تلك القضية تحظى باهتمام كبير خاصة أنها تمثل واحدة من أهم التحديات التى تواجه أى دولة فى العالم كون الزيادة السكانية تلتهم أى مشروعات تنموية، فقد لا يدرك البعض خطورة الزيادة السكانية لكن إذا نظرنا إلى الواقع فإن كل طفل يُولد يحتاج لرعاية صحية وحصة مائية ومقعد دراسى ودعم تموينى وغيرها من الخدمات التى تقدمها الدولة.

وكثيرا ما تحدث الرئيس فى أكثر من مناسبة بأن الزيادة السكانية فى مصر تهدد موارد البلاد، ورغم خروج بعض الآراء التى تطالب بوقف أى دعم بعد الطفل الثالث كما حدث خلال مناقشة القضية بمؤتمر الأسرة المصرية لكن الرئيس رد وقتها بأن الطفل ليس له ذنب، وأكد خلال المؤتمر العالمى بأن الإنجاب حرية للأسرة لكنها ترتبط بواجبات تضمن الارتقاء بالأطفال حتى لا يصبحوا ضحايا لأسرهم.

وبلغة الأرقام، وصل عدد سكان مصر إلى 105 ملايين نسمة فى الداخل، بالإضافة إلى 9 ملايين "ضيف" من دول مختلفة، وحسب إحصائيات أممية فإن مصر تصنف ضمن أكثر 8 دول فى العالم من حيث زيادة الكثافة السكانية، وهو ما يثير المخاوف بشأن محاولة سد الفجوة بين الزيادة السكانية وموارد الدولة، خاصة وأنه كلما زادت الكثافة السكانية كلما زاد الضغط على البنى التحتية لأى دولة وارتفعت فيها نسب البطالة والفقر.

ووفقا لمعدلات الإنجاب الحالية فإن الأرقام المقدمة من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تبدو مخيفة مع التوقع بوصول عدد السكان عام 2032 إلى 124 مليون نسمة فى حال ثبات معدل الإنجاب عند 2.9 مولود لكل سيدة.

وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن معدل النمو السكانى العالمى أقل من 1% سنويا، لكن فى مصر المعدل السنوى 1.8% وهذا يعنى أن عدد السكان يزيد سنويا بمعدل مليون و800 ألف نسمة، وإذا افترضنا حدوث ذلك بحسبة بسيطة ستبين النتائج أن هناك 150 ألف مولود جديد كل شهر أى 5000 فى اليوم، و208 فى الساعة، و3.4 فى الدقيقة، مولود كل 17.5 ثانية تقريبا.

تلك الأرقام تكشف خطورة الزيادة السكانية التى ترتبط بعوامل اقتصادية واجتماعية وربما ثقافية تتطلب تضافر جهود المجتمع مع الدولة فى مواجهة هذه القضية باستمرار الحملات التى تستهدف رفع درجة الوعى بلغة مناسبة تخاطب قطاعات من الشعب لا تدرك تنظيم الأسرة وإن كان هناك فئة من الطبقة الوسطى تدرك هذا، لكن الزيادة السكانية ما زالت قائمة.