أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى، زيارة إلى محافظة مطروح، استقبله خلالها المواطنون بترحيب حار فيما التقى عددًا من الأهالى وشيوخ القبائل واستمع لمطالبهم، ودار حوار تحدث خلاله الرئيس من القلب وأطلعهم على الخطط التنموية التى جرى تنفيذها وما سيتم تنفيذه ضمن الجهود التى تبذلها الدولة للارتقاء بمستوى معيشة المواطنين.

كعادة الرئيس السيسى فى خطاباته، اعتاد على المصارحة وتطرق إلى الأزمة الاقتصادية، مؤكدا أن الدولة لم تتخذ أية قرارات ليست رشيدة كانت سببا فى الظروف الحالية، وفى واقع الأمر فإن الأزمة الحالية هى مصدرة من الخارج خاصة أن مصر لم تستفق من أزمة فيروس كورونا وما أعقبها من الإغلاقات ومشكلات سلاسل التوريد، حتى جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتتفاقم الأوضاع تزامنا مع سعى الحكومة لمجابهتها بكل ما أوتيت من قوة.

الزيارة حملت دلالات مهمة كونها تؤكد أن كل شبر فى ربوع مصر ليس بعيدا عن أعين القيادة السياسية خاصة وأن مطروح كانت واحدة من المحافظات المهمشة خلال الحقب الماضية وهو ما أكده الرئيس خلال حواره عندما تحدث أحد شيوخ القبائل عن أزمة المياه، قبل أن يرد بأن أزمة المياه المعالجة كلفت الدولة 2.7 مليار جنيه فى حين أنه قبل 20 أو 25 سنة عندما عرض الأمر على المسئولين كان الرد بعدم إنفاق مليارات على 4 آلاف أسرة ورأوا أن الحل نقلهم إلى مكان آخر، لكن القيادة السياسية لم تتعامل بهذا المنهج وتحملت المليارات.

تلك التصريحات تؤكد أن الدولة لا تدخر جهدا فى سبيل تحسين مستوى المعيشة وتقديم كل ما فى وسعها لخدمة المواطنين، وتعكس اهتمام القيادة السياسية بتطوير وتنمية المحافظة، وتأكيدا على ذلك فإن مطروح شهدت منذ 2014 طفرة غير مسبوقة فى مختلف القطاعات والمجالات بهدف الاستفادة من الإمكانيات الكبيرة التى تتمتع بها.

وتأكيدا على ذلك وحسب المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، بلغت قيمة الاستثمارات العامة للمحافظة بخطة عام 2020-2021 نحو 13.3 مليار جنيه، ووصلت تكلفة مشروعات الطرق والكبارى بالمحافظة خلال 7 سنوات 6.2 مليار، و1700 وحدة إسكان اجتماعى قرابة 380 مليون جنيه، ومشروعات المياه مليارى جنيه بافتتاح 8 محطات تحلية، وافتتاح أكبر ميناء تجارى بمدينة النجيلة لتعزيز عمليات الاستيراد والتصدير، وإنشاء مدينة العلمين التى جذبت أنظار العالم إلى مطروح، وكذلك مدينة رأس الحكمة التى ستكون إحدى أفضل الوجهات السياحية.

وكذلك إنشاء وتطوير مستشفيات ووحدات صحية بتكلفة 537 مليون جنيه، وتخصيص أراض لبناء 11 مدرسة وإنشاء 14 أخرى بتكلفة 195 مليونا وتوسيع 25 أخرى بتكلفة 122 مليونا، وتشييد 10 كليات بجامعة الإسكندرية فرع مطروح، وتطوير 5 قرى بالكامل فى 2019 ضمن مبادرة حياة كريمة وهى قرى زاوية العوامة وسيدى شبيب بالضبعة، وهوم بالحمام، وبهى الدين بسيوة، وأبو مزهود بسيدى برانى.

تلك الأرقام تثبت أن قطار التنمية الذى وصل مطروح يعكس اهتمام الرئيس السيسى بكل ربوع الدولة بعدما عانت المحافظة من التهميش التنموى رغم تمتعها بتنوع الأنشطة التجارية والزراعية والصناعية فى حين أن المساحة المأهولة بالسكان فيها 1% فقط.