مدير عام أثار الإسكندرية للسوق العربية: بدء أعمال ترميم محكمة سراي الحقانية والمراحل النهائية لمسرح سيد درويش
حوار- سميرة سالم
مشروع ترميم وصيانة قلعة قايتباي يتضمن مسارات للسياحة الميسرة لذوي الهمم
الوزارة تعتمد في معظم أعمال الترميم على سواعد أبنائها من المرممين الذين اكتسبوا الكثير من الخبرات على مدار سنوات طويلة
اشجع الزائرين على استخراج التصاريح السنوية لزيارة العديد من الأماكن الأثرية
إعادة افتتاح كشك الشاي الملكي بحدائق المنتزة
منذ عدة أعوام وتتوالى افتتاحات مشروعات الترميم والتطوير بالمناطق الأثرية بالثغر، كما يستمر الإعلان عن استمرار أعمال الصيانة الدورية لها، وفي ظل النشاط الذي يتخلل الأماكن الأثرية، نستعرض لكم أهم تلك المشروعات من خلال حوارنا مع محمد متولي، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية.
ما أحدث أعمال الترميمات والصيانة التي تمت بالمناطق الأثرية بالإسكندرية مؤخرًا؟
وزارة السياحة والآثار تعمل في عددًا من المشروعات؛ وذلك لاهتمامها الشديد بكل الآثار باختلاف تنوعها، وذلك في نطاق حدود المحافظة والتي تمتد من مدينة الحمام غربًا حتى مدينة رشيد شرقا.
حاليًا يتم العمل في مشروع ترميم مسرح سيد درويش "أوبرا الإسكندرية" على نفقة دار الأوبرا، وتتضمن أعمال المشروع ترميم واجهات المبنى، ويتابع أعمال الترميم جهاز الإشراف الأثري بمنطقة أثار وسط، وبالمناسبة في كل مكان يوجد جهة إشراف أثري مكونة من مفتشين آثار ومرممين "أخصائي الترميم الدقيق" وإدارة هندسية وهم ثلاثة أضلاع تقوم بمتابعة المشروعات التي يتم تنفيذها.
كما بدأت أعمال ترميم مبنى محكمة سراي الحقانية المسجلة كأثر بالقرار رقم 196 لسنة 2011، والتي أنشئت عام 1876م في عهد الخديوي إسماعيل لتطبيق نظام المحاكم المختلطة، وتم تجديدها عام 1886م في عصر الخديوي توفيق، ثم تجديدها مرة أخرى في عهد الملك فاروق عام 1938م، حيث شهدت قاعات المحكمة أشهر القضايا مثل حادثة دنشواي وقضيتي ريا وسكينة وسفاح الإسكندرية.
وفي قلعة قايتباي تتم حاليًا أعمال مشروع الترميم الشامل والصيانة للقلعة، وذلك استكمالًا لمشروع حماية القلعة وحاجز الأمواج والذي تنفذه الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ بالتنسيق مع وزارة السياحة والاثار، وبناءًا على موافقة اللجنة الدائمة للآثار الاسلامية والقبطية، ويشمل المشروع صيانة جميع أحجار القلعة بالأسوار الخارجية والداخلية والبرج الرئيسي بطوابقه الثلاثة وسطح البرج الرئيسي بما فيه ساري العلم، وترميم كافة الروابط الخشبية بالقلعة وكافة العناصر الخشبية من أبواب وشبابيك وصيانة الرخام بالطابق الأرضي وعمل لاند سكيب لصحن القلعة وتنسيق الحدائق.
كما يتضمن المشروع التطوير الشامل لحمامات القلعة وتوفير عدد إضافي من اللوحات الارشادية ومراجعة كافة أعمال الكهرباء وتوفير عدد إضافي من وحدات الإنارة، وتجهيز مسارات للسياحة الميسرة لتيسير الزيارة لذوي الهمم، ووحدات إنذار ضد الحريق.
وتعتمد الوزارة حاليًا في معظم أعمالها على سواعد أبنائها من المرممين الذين اكتسبوا الكثير من الخبرات على مدار سنوات، وذلك وفقًا لتوجيهات الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وبالتالي نحن حاليًا لسنا بحاجة لأحد يقوم بأعمال الترميم بل نقوم بذلك لأنفسنا، وفي حال وجود بعض الشركات التي تعمل في بعض المواقع يكون ذلك تحت الإشراف الكامل لنا.
كما تم إعادة افتتاح كشك الشاي الملكي بحدائق المنتزة، والذي تم إنشاؤه في عهد الملك فاروق الأول عام 1936م.
وقد تم الانتهاء من تطوير وترميم المتحف اليوناني الروماني، وهو على مشارف الافتتاح خلال شهر يونيو الحالي مثلما أعلنت الوزارة، وللتوضيح أن مبنى المتحف أثر إسلامي تم إنشاؤه عام 1897 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وبالتالي نشرف على ترميم المبنى فقط، أما فيما يخص المعروضات وأعمال العرض المتحفي فهي تتبع قطاع المتاحف، وفي النهاية نحن نتبع منظومة واحدة وهو المجلس الأعلى للآثار بوزارة السياحة والآثار.
كما تم ترميم المعبد اليهودي "الياهو هنابي" وتم افتتاحه خلال العام 2020، والذي يُعد دليل على أن وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للأثار يهتم بكل أنواع الآثار على الأرض المصرية.
وبشكل عام يوجد في نطاق المحافظة خمس مناطق رئيسية تتبع آثار الإسكندرية، وهي مناطق شرق ووسط والقلعة وغرب ومنطقة آثار ابو مينا، وكل منطقة يتبعها عددًا من المواقع، وبالمناسبة تم افتتاح مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا العام الماضي، وذلك بعد تنفيذه بنجاح، لأن المنطقة الأثرية تقع في مكان منخفض ويحيط به أراضي شباب الخريجين الزراعية بالإضافة لوجود المياه الجوفية أدى ذلك لارتفاع منسوبها بالموقع، إلى أن قامت الوزارة بمشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية وحتى الآن نتابع نسب المياه وهي في نطاق المعدلات الآمنة.
بماذا تصف النشاط الملحوظ في عدد مشروعات الترميم والتطوير التي تشهدها الثغر؟
هذا النشاط ليس فقط على مستوى الإسكندرية بل على مستوى جمهورية مصر العربية بالكامل، كما أنني اتحدث عن فرع واحد فقط وهو قطاع الأثار الإسلامية والقبطية واليهودية، ويُضاف لذلك أعمال باقي الفروع لزملائنا في الآثار المصرية أو في قطاع المتاحف وغيرهم.
وقد شهد فرع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية نشاط ملحوظ جدًا وفي أماكن كثيرة جدا تمت أعمال الترميم والتطوير، بالإضافة للاهتمام الشديد بقلعة قايتباي من جانب الوزارة، بداية من منظومة التذاكر الاليكترونية والتي تُمكن الزائرين الدفع من خلال الفيزا أو كاش بشباك التذاكر أو أونلاين عبر الموقع من خلال باركود يتم فحصه عند الدخول والتأكد من عدم استخدامه من قبل، هذا بجانب إتاحة مقاعد للزائرين، وأعمال الترميم الدورية بالإضافة لأعمال الترميم التى تجرى، وغيرها من الكثير من الأعمال التي تتم بالقلعة فهي أيقونة الإسكندرية، ولا يوجد مدرسة قومية أو خاصة أو دولية إلا وتحرص على إقامة جلسات تصوير التخرج في القلعة لتكون في خلفيتها حاملة علم الجمهورية والذي يقوي الشعور بالانتماء، فهي رمز الدفاع عن الإسكندرية، ولذلك يتم اختيار القلعة لإقامة أهم المناسبات على الإطلاق وهو ما نتشرف به وتعاون مع الجميع، وذلك إن دل على شيء فهو يدل على اهتمام الوزارة بها كأهم أثر إسلامي موجود بالإسكندرية على الإطلاق ولا يوجد برنامج سياحي لكل زوار الإسكندرية سواء سياحة داخلية أو خارجية إلا على قائمة هذا البرنامج زيارة القلعة، خاصة وأن الوزارة مدت مواعيد القلعة حتى الثامنة مساءًا كل يوم دون توقف مما اتاح للكثيرين زيارتها والأماكن الأثرية الأخرى، خاصة لسائحي اليوم الواحد القادمين على متن البواخر السياحية لميناء الإسكندرية نظرًا لضيق وقتهم.
هل توصلتم لحل رادع لمشكلة الكتابة على جدران القلعة والتي أثارت استياء الكثيرين؟
يوميًا يقوم جهاز المرممين بإزالة أي كتابة، ورصد أي مخالف ولدينا حراسة تقوم بالمرور على مدار اليوم بشكل دوري على جميع أجزاء القلعة، ونقوم بتكثيف الحراسة بالعطلات الرسمية وفترات الازدحام خلال أيام الجمعة والأعياد؛ لتقليل حالات الكتابة، وفي حال ضبط من يقوم بالكتابة على الجدران يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده بشكل رادع نظرًا لأنه يقوم بتشويه آثار البلاد.
ومن هنا أناشد زوار القلعة وأي مكان أثري بالحفاظ على الموقع وعدم الكتابة على جدرانه لدرجة أننا نقوم بمنع الشباب الصغير من الدخول بحوزته أقلام تخوفًا من الكتابة على الجدران، كما نقوم بالتنبيه على الزوار للحد من تلك الظاهرة، وهي غالبًا تحدث خلال فترة ازدحام الأعياد حيث يتواجد الآلاف بالقلعة.
وبالتأكيد ظاهرة الكتابة على الجدران سلوك خاطئ، كما يجب الحفاظ على أي جدران حتى لو لم تكن أثرية سواء كانت جدران عادية لمنشآت حكومية أو بيوت ومنازل، ونناشد الشباب الذين يقومون بذلك ألا يقوموا بالإساءة للمظهر الحضاري اللائق للبلد، وذلك سواء من خلال البرامج في الإذاعة والتليفزيون وجميع وسائل التواصل الاجتماعي لتوعيتهم، كما نقوم بالتوعية من خلال مفتشي الآثار بكيفية الحفاظ على الآثار، فمصر من أقدم ثلاثة دول على مستوى العالم بجانب الصين واليونان، وثلث أثار العالم المكتشف في الأقصر لذلك يجب أن نرسخ ثقافة الحفاظ على مكانتنا الكبيرة.
كما أن مثل تلك الكتابات التي تشوه الأثر تسبب المزيد من الارهاق للمرممين الذين يستغرقون وقتًا طويلًا وجهدًا مبذولاً لإزالة آثار التشويه، لتظل خالية من أي كتابات.
هل من فاعليات تقام حاليًا بالقلعة؟
يتم خلال تلك الفترة وعلى مدار الأسابيع المقبلة إقامة جلسات تصوير حفلات تخرج المدارس، وخلالها يتم تكريم الطلبة وتصويرهم صور تذكارية في خلفيتها القلعة وعلم مصر، وهنا أود أن أقول أن تلك الصور ستظل مع الطالب يحتفظ بها طوال حياته، وبالطبع ستكون تلك الصور بمثابة ترويج سياحي غير مباشر، كما أنها تدعم قيم الانتماء الوطني لدى الطلاب.
ماذا عن الفاعليات ستُقام قريبًا بالقلعة خلال فصل الصيف؟
يوجد بالطبع ولكن ستقوم الوزارة بالإعلان عنها في حينها، كان من آخرها استقبال قايتباي النسخة الأصلية لكأس العالم لكرة السلة، وذلك في إطار وجوده بمصر ضمن جولة الكأس في البلدان المشاركة بالبطولة، حيث وقع الاختيار على القلعة كأولى محطات تصوير الكأس في مصر؛ نظرًا لأنها الواجهة السياحية الأولى بالإسكندرية.
يقوم العديد من القناصل والسفراء بزيارة المناطق الأثرية، أهم ما لاحظته خلال تلك الزيارات؟
أكثر ما لاحظته هو اعجابهم الشديد بزيارة قلعة قايتباي وحرصهم على تكرار تلك الزيارات على فترات، فهو مكان سياحي وأثري ومريح للأعصاب ويحيط به البحر من عدة جهات فتجده يطل على مناظر غاية في الجمال وسط عبق التاريخ، خاصة بعد تنفيذ مشروع الحماية البحرية للقلعة لحجز الأمواج المرتفعة، والمسافة المحصورة ما بين جسم القلعة وحاجز الأمواج تشغلها مياه البحر الهادئة وكأنها بحيرة صناعية خلابة.
ماذا عن الإعلان عن مناقشة تطوير محيط 12 موقع أثري بحي الجمرك؟
ليس تطوير بل إزالة إشغالات، وبالتعاون مع حي الجمرك برئاسة المهندسة نهى خليفة، تم إزالة كافة الإشغالات من باعة جائلين أمام كافة الأماكن الأثرية، وإحقاقًا للحق المهندسة نهى خليفة غاية في النشاط وقامت بإزالة الإشغالات أمام مبنى الحقانية وكافة الأماكن الأثرية، وهي مهتمة جدًا بالآثار، وبالمناسبة حي الجمرك من أكثر الأحياء ثراءًا بالأماكن الأثرية حيث يوجد به 12 موقع أثري إسلامي.