مشروع "بيبان".. الترفيهي ذو القيمة الاقتصادية
عادة ما تكون البرامج الترفيهية ذات عائد غير مباشر، ولكنها تبقى صاحبة أعلى معدلات طلب في سوق الشباب ومن يبحثون عن قضاء وقت لتفريغ ضغوطات الحياة والعمل، لكن أن تجتمع التسلية والاستفادة الاقتصادية معاً، فهو ما نجح فيه برنامج «بيبان».
ولا أعتقد أن أحداً يخالفني الرأي بأن هذا البرنامج من أفضل البرامج التلفزيونية الريادية ذات المضمون ذي القيمة المضافة، وصاحب أكبر تأثير في تحقيق هدف «التعافي الاقتصادي» الذي تسعى إليه الحكومة الرشيدة، وفي الوقت ذاته يمنح المشاهد فرصة المتابعة الشيقة للأحداث التي تجري بين خبراء الاقتصاد وشباب يحاولون إقناعهم بالاستثمار في مشروعات طموحة.
ويبدأ الأكشن بدخول الشاب على الاختبار الصعب ومحاولته لفك شفرة قناعات المحكمين، ونبدأ نحن في الوقوف -لا شعورياً- مع صاحب المشروع ونتمنى أن يحظى بموافقة هيئة التحكيم والحصول على بعض الأموال ليبدأ عمله، مع منحهم نسبة من الأرباح.
ويأخذنا البرنامج من شاب إلى آخر ومن مشروع إلى فكرة، ويجعلنا نحبس أنفاسنا في انتظار قرار الهيئة لتحديد مصير المشروع المعروض، إلا أنه في الوقت ذاته يطلق حماس المشاهد لخلق منتج من بين الأفكار المطروحة وانتقادات المحكمين، وهو فعل ترفيهي منتِج وابتكاري لا يقتصر على أبطاله فقط، بل يمتد إلى ذهن المشاهد الذي يرى فرصاً تمويلية تُمنح أمامه لأفكار كان يعتقدها غير ذات جدوى.
والأجمل في برنامج «بيبان» أنه تنافسي تفاوضي بعيداً عن أي مجاملات، لأن أصحاب القرار سيضعون أموالهم فيما اختاروه، وينبري كل منهم في تنقيح واختبار المتسابق، وأشعر كأنني أتابع مباراة كرة قدم بين برشلونة وريال مدريد، لكن مع فارق كبير وهو أن الوطن هو الرابح والمكسب سيكون لأبنائنا وبناتنا وليس للاعبين في نصف الكرة الآخر لا يعرفون عنا شيئاً.
ولربما تكررت بعض أفكار المتسابقين في البرنامج، إلا أنها تمثل أيضاً فرصة للتفكير خارج الصندوق، وهنا أتذكر كلمة قالها الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء الدكتور محمد العسيري بأن الهيئة تتعاون مع غرفة البحرين و«تمكين» ورواد الأعمال للاستثمار في قطاع الفضاء، وما لفت إليه بأن التقارير الدولية تؤكد أن كل دولار ينفق في الاستثمار بالفضاء يكون له عائد 7 دولارات.
ولذلك أدعو الهيئة أن تتنافس في «بيبان» بمشروعات لكوادرها التي نوه عنها الدكتور العسيري، الذي أكد أن الجامعات الدولية تتواصل مع الهيئة للاستعانة بالكفاءات الوطنية، ولعلنا نستطيع أن ننتقل بالبرنامج إلى فضاء آخر من المشاريع الاستثمارية ذات المستقبل الواعد.
قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية