السوق العربية المشتركة | موهبة ضائعة

يقول الدكتور مصطفى محمود في كتاب: يوميات نص الليلأن اكتشاف الإنسان لنفسه وتعرفه على كنوزه ومواهبه ليس شيئا

السوق العربية المشتركة

الجمعة 29 مارس 2024 - 14:58
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
موهبة ضائعة

موهبة ضائعة

يقول الدكتور مصطفى محمود في كتاب: يوميات نص الليل  أن اكتشاف الإنسان لنفسه وتعرفه على كنوزه ومواهبه ليس شيئًا هينًا .. وإنما هو اكتشاف أصعب من غزو الفضاء.  فقد تذكرت هذة المقولة بعد هروب لاعب المصارعة المصري أحمد فؤاد بغدوادة  من بعثة منتخب مصر بتونس إلى فرنسا وما صاحبها من ضجة اعلامية كبيرة ادت الي تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي.  وقد وجهت الأكاديمية الوطنية للتدريب دعوة للاعب «بغدودة» للعودة من جديد لتمثيل المنتخب الوطني في بطولة المصارعة الرومانية في الوقت الذي سحظى برعاية وسيجري تنفيذ متطلباته واحتياجاته وفقا لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية. وقالت الأكاديمية عبر حسابها بموقع فيس بوك: “بناء على توجيهات السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، تتوجه الأكاديمية الوطنية للتدريب بدعوة لاعب المصارعة  أحمد فؤاد بغدودة، لتلقي منحة للتدريب والتأهيل مع رعاية تامة له كموهبة رياضية مصرية واعدة وهنا لابد من طرح سؤال. . هل كل موهوب في اي مجال  يحتاج إلى تدخل الرئيس أو الهروب حتى يحظ بالرعاية!؟ والإجابة نعم لابد أن يصل صوتك للقيادة السياسية حتى يتدخل الرئيس لتوجية المسئولين في مجالات عديدة رياضية وفنية وعلمية وهو ما يكشف حقيقة صادمة إن النجاح وليد صدفة ولا يوجد خطط لدي الوزارة والاتحادات الرياضية لصناعة ابطال في كل الألعاب والرياضية وأكبر دليل على ذلك اختبارات قطاعات الناشئين  بالاندية التي لا تخضع لأي ضوابط  وليس لها هدف غير مداعبة أحلام المواهب. وقد  قال لي احد  الاعبين الكبار في السبعينات ومدرب كرة القدم حالي مقولة تدعو للتأمل طويلا عن هذة الاختبارات (لو عندنا ناشي يملك موهبة ميس أو رونالد لن ينظر إليها أحد   ويكمل المدرب للاعبين الحريفة بيلعبوا في الشارع علشان الأندية مش بتاخدهم ولو مش مصدقني شوف نتائج المنتخب والأندية  في المحافل القارية والعالمية على حد سواء. وهنا لابد أن اذكر موقف أخرى حدث بعد فوز المصارع كرم جابر بميدالية  ذهبية في أولمبياد أثينا ٢٠٠٤ والتي حصلت فيها مصر على ٥ ميداليات متنوعة  وقبل أولمبياد بكين ٢٠٠٨ أجريت  مقابلة مع رئيس اللجنة الأولمبية حينذاك اللواء محمود أحمد علي. رحمه الله  عن حظوظ بعثة مصر في الفوز الميداليات قال لي ( انسي الوهم) ما حدث في أثينا لم يكن مخطط له بل هو مجهود فردي من الاعبين ولن تحدث معجزات في بكين وإذا أردنا ان تحدث فعلينا وضع خطط العشرات السنين ميزانيات ورعاة المواهب في كل الألعاب الفردية والجماعية وأخير تخيلوا معي لو ظل كلا من السير مجدي يعقوب و الدكتور أحمد زويل  اللاعب محمد صلاح  هنا هل سيكون المصير هو نفس المصير من  النجاح  والوصول للعالمية. يا سادة المواهب  نعم من الله يمنحة لبعض البشر دون بعض  تحتاج إلى رعاية ودعم وتشجيع وفرص  من لم يفهم ذلك علية إن يستقيل او يستقيم. ويرحمكم الله.