استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، وأقيمت مراسم استقبال رسمية بقصر الاتحادية، فيما عقد الرئيسان جلسة مباحثات تناولت سبل تطوير آليات وأطر التعاون المشترك فى جميع المجالات لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.

كما تناولت التنسيق تجاه التطورات الإقليمية المختلفة، كون التعاون والتنسيق المصرى الإماراتى يمثل دعامة أساسية لترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية فى المنطقة، كما تبادلا وجهات النظر بشأن أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية واتفقا على استمرار بذل الجهود المشتركة  لتعزيز التعاون والتنسيق والتضامن بين الدول العربية لمجابهة التحديات، وفقا لما جاء فى بيان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.

وتكمن أهمية الزيارة من طبيعة الملفات التى جرت المباحثات بشأنها فى ظل صلابة العلاقات الثنائية بين البلدين، فتلك الزيارة تتزامن مع متغيرات كبيرة على الساحة الإقليمية تتطلب اجتماع الرئيسين لمناقشة تداعياتها ومنها الأزمة اليمنية وبحث عودة سوريا لجامعة الدول العربية بالتزامن مع الحديث عن قمة عربية مرتقبة فى جدة خلال الفترة المقبلة.

أما ترسيخ العلاقات الثنائية فكان محور المباحثات مع تأكيد الشيخ محمد بن زايد حرص الإمارات على تعزيز علاقات التعاون الأخوية المتميزة بين البلدين، فإذا نظرنا إليها سنجد أنها عميقة، فضلا عن أنها قائمة على الوعى والفهم لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية فى ظل اعتماد البلدين على ثقافة إرساء السلام واحترام سيادة الدول.

أما التعاون الاقتصادى فيقود قاطرة العلاقات بين البلدين كون الإمارات تعد ثان أكبر شريك تجارى لمصر على المستوى العربى، وأكبر مستثمر على الصعيد العالمى، أما مصر فهى خامس أكبر شريك تجارى للإمارات فى التجارة وتستحوذ على 7% من الإجمالى، وفقا لبيانات مركز الاتحادية والتنافسية والإحصاء الإماراتى.

وأظهرت البيانات أن إجمالى قيمة التبادل التجارى غير النفطى خلال 22 عاما بلغ 247.6 مليار درهم ما يعادل 67.5 مليار دولار منذ عام 2000 حتى النصف الأول من 2022 وبنسبة نمو وصلت إلى 3635%. أما عام 2022 وحده فارتفعت قيمة التبادل التجارى خلال أول 11 شهرًا 6.5% مقارنة بنفس الفترة فى 2021 وسجلت 4.6 مليار دولار فى مقابل 4.3 مليار.

وزادت صادرات مصر إلى 1.8 مليار دولار مقابل 1.4 مليار فى 2021 وجاء من بين أهم السلع الأحجار الكريمة والحلى وآلات وأجهزة كهربائية وملابس وأثاث، أما أبرز الواردات فشملت الوقود والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها واللدائن ومصنوعاتها والنحاس والأسماك.

وعلى مستوى الاستثمارات الصادرة من الإمارات فإن قيمتها قُدرت بـ29.9 مليار دولار منذ عام 2003 حتى عام 2019، فيما تعمل أكثر من 1250 شركة إماراتية داخل مصر فى مشاريع واستثمارات مختلفة من بينها قطاع الجملة والتجزئة والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية وأنشطة التأمين والقطاع المالى وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والزراعة والسياحة وغيرها.

فى النهاية، فإن العلاقات بين مصر والإمارات قوية ومتينة على جميع الأصعدة خاصة السياسية والاقتصادية وجاءت صلابتها بعد عام 2013 وازدهرت منذ تولى الرئيس السيسى إدارة شؤون البلاد وهو ما ظهر فى إجمالى اللقاءات التى جمعت بين الزعيمين ووصلت تقريبا فى مجملها لـ40 لقاء وقمة.