السوق العربية المشتركة | الصحف الصفراء وقنوات ومواقع بير السلم من يحميها؟!

لم يعد خافيا علي أحد قيمة التأثير الإيجابي أو السلبي..الذي تتسبب فيه مؤسسات تشكيل الوعي وكل مايتعلق بالهوية و

السوق العربية المشتركة

الأحد 22 ديسمبر 2024 - 19:20
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
الصحف الصفراء وقنوات ومواقع بير السلم من يحميها؟!

الصحف الصفراء وقنوات ومواقع بير السلم من يحميها؟!

لم يعد خافياً علي أحد قيمة التأثير الإيجابي أو السلبي..الذي تتسبب فيه مؤسسات تشكيل الوعي وكل مايتعلق بالهوية وبناء الشخصية..علي حياة الشعوب ومستقبل الأوطان،،



خصوصاً هذه الأجيال الحالية والقادمة بعدما أصبحت تعيش في عالم مفتوح السموات..تحول بالفعل مع هذه الطفرة في قطاع الإتصالات إلي قرية صغيرة،،

مؤسسات دينية وتربوية وثقافية وإعلامية وغيرها يرتبط بالإمتاع والإبداع يتعاظم دورها يوماً بعد يوم،،

لايستطيع أحد إنكار دور وتأثير الكلمة المقروءة والمسموعة أو المرأية..علي دعم مسيرة الشعوب والحفاظ علي أمنها وإستقرارهاوالعكس من ذلك صحيح،،

خصوصاً مع هذه التحديات المتنوعة  وحالات الإستهداف التي لاتنقطع..نعايشها ونشعر بها جميعاً وسط هذا التأثير المزدوج لهذه الكيانات الإعلامية والصحفية،،

يستدعي الأمر إذن التوقف عنده ودراستة بشيء من التفصيل والإهتمام وتقدير حجمه ومكانه الصحيح،،

من آن لآخر كثيراً ما نقراً ونسمع عبارة"الصحف الصفراء وقنوات ومواقع بير السلم"..خصوصاً عند الحديث عن ترهل وسوء الأداء الصحفي والإعلامي..سواء كان هذا الإمتعاض من جانب الحكومة أو من جانب المشاهدين والقراء،،

في تقديري الشخصي إذا كنا جادين في حديثنا عن تأثير ملموس وتصحيح مأمول..علينا أن نبحث في عدد من الإستفسارات وتوجيه عدد من الأسئلة..ربما تساعدنا علي دراسة الظاهرة بأسلوب صحيح..يدلنا علي أبعادها المختلفة ثم إيجاد حلول مناسبة لها،،

أول هذه الإستفسارات التي تطرح نفسها وبقوة تتعلق..ماهيه الرسالة الصحفية والإعلامية المستهدفةطبيعتها وكيفية صناعتها..والتطرق المحسوب بجدية نحو كل التفاصيل والأمور المهنية المُتعلقة بهذه الصناعة،،

هذه الكيانات المضللة من يعمل منهم دون تراخيص ولماذا؟!هل مقراتهم غير معلومة أم أنهم يعملون تحت بصر الدولة!! كيف يمكن أن يتم ذلك ونحن بصدد الحديث عن دولة أم أننا ندور في فلك آخر ولاندري!!

أي دولة من المفترض أن يكون داخل قبضة يدها كل شبر من أراضيها وما يدور عليه من أحداث،،

ماذا عن تلك التي تعمل بتراخيص ومن خلال وأطر قانونية ولاتلتزم بمواثيق الشرف الصحفي والإعلام ولاتراعي المصلحة الوطنية؟!

إستمرارية مثل هذه الكيانات  في بث سمومها داخل المجتمع أمر مثير للدهشة!!من وراءه ومن يحمي تواجدها؟! رغم كل ماتُقدمه من أنواع الإثارة وتحقيق نسب المشاهدة العالية والأرباح،،

دون أية مراعاة لما في محتواها السيء الذي يهدم جهودالدولة ويؤثر بشكل مباشر وغير مباشر علي مسيرة الشعب المصري!!

كم قناة تم غلقها نهائياً ومعاقبة من ورائها عقاباً جاداً بسبب عدم الإلتزام بأي معايير المهنية صحيحة..علي رأس هذه المعايير بالتأكيد حرية الرأي والتعبير وليس لأسباب أخري؟؟!

بالطبع نحن جميعاً مع حقنا في حرية الرأي والتعبير..بل ودعمه ومساندته والعمل علي ترسيخه بشكل صحيح..لكن عن أي مفهوم لحرية الرأي والتعبير نحن نتحدث؟!

هل هو الحق الذي يتجرد من أي مستوي للمسئولية؟؟!هل هو حق لايقابله واجب؟!أم هو حق للفرد يفعل به مايشاء دون عقاب عن تأثير ذلك علي مجتمع يعج بأُناس وأسر لاذنب لها؟؟!!

أين موقف المجلس الأعلي للإعلام والقائمين عليه ودور الأجهزة الرقابية الأخري من هذا الهُراء!!! هل يتوقف الأمر عند منع برنامج فترة من العرض أو وقف مذيع ومذيعة عدة أسابيع ثم تطل علينا من دكانة أخري؟!

الإستثمار الخاص تحت مظلة الصحافة والإعلام وكل مايندرج تحتها..هل يمكن أن يكون كغيره من بقية الإستثمارات..حق متاح لكل رؤوس الأموال كما هو الآن؟!

أم أن مجالي الإعلام والتعليم تحديداً لهما طبيعة خاصة..تستدعي هذه الخصوصية التوقف عندها ووضع أنظمة إستثمارية تُناسب تحدياتهما وتُعظم قيمة المأمول منهما!!

علي النقيض من ذلك تماماً!! تدخل الدولة في الإعلام بصورة أو بأخري هل يستهدف السيطرة وحجب كل مايخالف مساعيها ورؤيتها في إدارة الأمور؟!  إم هو نوع من الحكمة  والحصافة في الحفاظ علي ثوابت الشعب المصري ومُكتسابته..دون أي مساس بحق المواطنين في حرية الرأي والتعبير؟!

ماذا عن رؤية الدولة المستقبلية إلي مبني ماسبيرو الذي يعني الكثير جداً للشعب المصري؟!

ماذا عن دعم الدولة المستقبلي المُنتظر إلي مؤسسات الشعب المصري الصحفية القومية الأكثر أمناً وأماناً عليه؟! تطويرها وتحديثها بالشكل الذي يُعظم دورها ويرفع قيمة الرسالة التي يمكن أن تؤديها،،

دعم الإعلام الحكومي والمؤسسات الصحفية القومية..قطعاً لايقلل من قيمة الدور الذي يؤدية الإعلام الوطني الخاص والصحف الخاصة الوطنية،،

فقط هي مسألة ضرورة وضع النقاط فوق الحروف وبمنتهي الصراحة والوضوح..بشكل يحفظ أمن وأمان هذا الوطن ودعم مسيرته وشد أذره..مساندته وتقوية عزيمته أمام هذه المخاطر والتحديات المحيطة به،،

أهم وأول هذه التحديات في تقديري هذه السموات المفتوحة..التي لارقيب عليها تأتي إلينا بكل ما من شأنه أن يهدم مايتم إنجازه وبناءه..الإستقطاب الموجه وأستهدافهة لأبنائنا وبناتنا والنيل من نسيجنا الإجتماعي،،

الدور العظيم الذي يمكن أن تلعبه الأسرة والذي لايجب التغافل عنه أو التقليل منه..بل يجب دعمه بكل الإمكانيات ومساندته بكل قوة..فالأسرة هي المحيط الذي الذي يشهد معظم سنوات الطفل والطفلةوقت نشاتهم ومراحل تعليمهم الأساسي..هذه السنوات تشهد الغرس الأول لكل القيم الإنسانيةوالقواعد المجتمعية وتُبني عليها كل المكتسبات اللاحقة،،

الطريق الأمثل والحل الأجدي والأنفع من وجهه نظري..يتمثل بالعمل علي كل مامن شأنه رفع درجات المناعة الذاتية عند أبنائنا وبناتنا،،

رفض لكل ماهو خطر ضار وسيء يجب أن يكون من ذاتي ومن داخلهم في هذا العالم المفتوح،،

يحدث هذا عندما يشعر كل منهم أن له دور في صناعة مستقبل هذا البلد..عندما يشعر كل منهم أن مايدور حوله واضح لا لبس فيه،،

إحترام أفكار الشباب وإعطائهم حق الإختيار بدلاً عن ممارسة الضغوط عليهم بصورة أو أخري..إحترام وجودهم وحقهم في التعبير المنضبط بدلاً عن فرض الرأي..تقوية المناعة الداخلية والحصانة الذاتية وإعادة الثقة في كل مايدور حولهم،،

عندما يستشعر المواطن المصري بمحاولات جادة تقدره وتحترم ذكاءه بشكل كافي..عندما يشعر المواطن بالمحاولات الجاده للحفاظ علي جذوره وهويته..في تقديري عندها يكون هذا المواطن  المصري الأصيل نفسه حاجز قوي وصلد..يحول مهما كان الثمن بين تراب هذا البلد وبين محاولات تدميره والنيل منه،،