حقوق المصريين أم حقوق الشواذ والمثليين!!
حقوق الإنسان..حديث الغرب الذي لايتوقف عندما تستدعي المصالح الغربية والأمريكية ذلك..حديث أصبح باهت بدأ يفقد رونقة وقوامه الرشيق..من آن لآخر تعودنا أن نشم رائحته العفنة رغم كلماته البراقة..كلما تكفلت تفاصيل الأحداث برفع الغطاء عن نواياه الخبيثة.
يعتبر هذا الملف الحقوقي من أول الملفات التي نالت من الدولة المصرية إهتمام خاص في سنواتها الأخيرة..رعاية خاصة ومجهود ضخم يبذله الرئيس السيسي في الإرتقاء بالحقوق الإنسانيةمن منظورها المصري الخالص..الذي يختلف كثيراً عما يتشدق به الغرب ومن جندهم لحسابة تحت هذه المظلة الفضفاضة..لكن هذا المنظور المصري لايخلو بالطبع من بعض الأولويات الحقيقية..التي تتماشي وكل ماتدعوا إليه الفطرة الإنسانية النقية والديانات السماوية.
إجرآت تشريعية وإستراتيحية وطنية شاملة..مبادرات رئاسية تعتني برفع مستوي حياة المواطن..إهتمام غير مسبوق بالتعليم والصحة ورفع مستوي الحماية الإجتماعية..إهتمام غير مسبوق بالمرأة والطفل وزوي الهمم..تغيير حقيقي في العقيدة الشرطية ومراكز إعادة التأهيل..نسيج وطني متماسك قوي يُحتذي به في المواطنة..نظام قضائي وطني وشريف يطبق العدالة في أروع صورها..غير هذا الكثير والكثير..لكنه العبث ولاشيء سوي العبث!!
عدد من المنظمات الدولية التي تعمل تحت ستار إنساني لتفيذ مخططات توسعية..تشرف عليها وتمولها وتستخدمها القوي الغربية،تعتبرها بمثابة أذرع قوية تستخدمها وقت الحاجة،في تنفيذ مخططها الإستعماري الجديد تحت غطاء قانوني وإنساني..يصحبه ويتزامن معه حملات وتغطية إعلامية ضخمة بهدف تحقيق مآربها الخبيثة.
يأتي علي رأس هذه المنظمات الدولية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة..لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي..هيومن رايتس ووتش ومقرها أمريكا وغيرها من المنظمات..التي تُشجينا بتقاريرها الهولامية من آن لآخر.
تختلف إسترتيجيات عمل هذه المنظمات المسيسة وإتجاه بؤرتها..بإختلاف الأهداف التي ترغب في تحقيقها وطبيعة وقوة الدول التي ترغب أن تنال منها،رغم وحدة الستار الذي تعمل من خلفه والغطاء الذي تستظل به،فما يصلح من مبررات وأساليب التدخل في شئون دول العالم الثالث،قد لايكون ملائماً كوسيلة للتدخل في الشأن الروسي والصيني،وماقد يؤخذ في الحسبان عند حساب رد الفعل مع كوريا الشمالية..قطعاً لايوضع في الإعتبار عند الحديث عن إحدي الدول العربية.
بالطبع هناك عدد من الأسئلة التي تطرح نفسها..تستوجب ضرورة الإجابة عليها ونحن بصدد حماية أنفسنا من هذه المخططات..مادامت طبيعة عمل وأهداف هذه المنظمات أصبحت مكشوفة بهذه الدرجة!!
أين كانت هذه المنظمات وحديث توني بلير وغيره من الساسة الأوروبيين؟؟! عندما تعرض الأمن البريطاني والأوروبي في مناسبات عديدة للخطر!!ماذا عن حقوق الأقليات في أوروبا والولايات المتحدة؟!ماذا عن جورج فلويد وغيره عندما فقدوا أرواحهم بسبب لون بشرتهم السمراء؟؟!مايتم الآن من إعتقالات في ألمانيا لأعضاء منظمة أُتهمت بقلب نظام الحكم..ماذا عنه؟؟!!
كيف تتمكن مثل هذه المنظمات التسلل إلي الداخل العربي والمصري علي وجه التحديد؟؟ماهي أدواتها في تنفيذ مخططها؟!ماهي الظروف التي تساعدها في تنفيذ هذه الأجندة؟؟!!ماذا عن الشريك المحلي؟!!
ربما تكون سيناريوهات العقدين الأخيرين بداية من الحرب علي العراق..مروراً بما أُطلق عليه ثورات الربيع العربي..تلك السنوات التي حملت معها الإنكسارات والمآسي العربية..فيها مايكفي كي نتفهم جميعاً طبيعة هذا التدخل الغربي في شئوننا الداخلية.
يوجد في الداخل المصري عشرات الآلاف من منظمات أو جمعيات أو قل ماشئت من المصطلحات والأسماء..أتخذت من هذا العنوان الرنان"حقوق الإنسان"ستاراً تُخفي ورائة نشاطها الحقيقي..كان البعض منها ولازال بمثابة الوكيل أو الشريك المحلي في تنفيذ المخطط المشئوم..الذي دفع أبناء هذا الشعب العظيم من دمائه وقوت أبنائه..للإفلات من هذا الخطر الذي كاد أن يُطيح بهويته الوطنية إلي الأبد..لولا إخلاص أبنائه وبسالتهم في الذود عن تراب الوطن الذي لانملك لغيره بديلا آخر.
بالطبع لانستطيع إتهام الجميع بالخيانة والعمالة وتنفيذ المخطط الغربي..لكننا في نفس الوقت قد نتفق أن هناك دوافع كثيرة وبعضها أغراض غير شريفة وراء هذه الدكاكين.
عدد من هذه المنظمات التي نشأت وترعرعت علي تراب مصر..تقتات مما يقتات منه أبنائه وتعيش وسط شعبه وعلي ترابه الوطني..لكنها في نفس الوقت مارست أنشطة مشبوهه..شاركت هذه المؤسسات الدولية وبتمويل منها وحدة الهدف الخبيث..الذي تسعي إليه طوال الوقت والنيل من أرض الكنانة.
نوع مختلف من هذه المنظمات ربما لايتوفر لدي القائمين عليه في بداية الأمر سوء النية ومقومات العمالة..لكنه يتواصل مع المنظمات الحقوقية الدولية بغرض الحصول منهم علي الأموال..لكنهم وبمرور الوقت يجدون انفسهم أمام إختيارين لاثالث لهما..الأول تنفيذ الأجندة كما رسمها ووضعها القائمون علي المنظمات الغربية..أما الثاني هو قطع التمويلات عنهم وهنا قد يحدث مالايحمد عقباه.
بعض آخر من هذه الجمعيات ربما ينساق دون وعي وإستيعاب كاف للمعطيات..وراء هذه الأطروحات الغربية البراقة لكننا لانستطيع تبرئته..وكما هو متعارف عليه الجهل بالشيء لايعفي من المسئوليته عنه.
هناك شريحة أخري غير قليلة من هذه الدكاكين الوهمية أتخذت من مقراتها..مراكز تجميع للأموال وتلقي التبرعات بغرض تقديم معونات للعجزة والمحتاجين..الآلاف من هذه الجمعيات تباشر أنشطتها المشبوهه في النصب علي المواطنيين..للأسف الشديد دون ضابط أو رابط وتحت أعين وبصر أجهزة الدولة.
لاأعتقد أن أياً منا يرفض مزيداً من الحقوق التي تُكرم أدميته وتُقدس إنسانيته..لكنها الحقوق التي تراعي أولوياتنا وتساير موروثنا الثقافي والحضاري..تلك الحقوق التي تحافظ علي هويتنا المصرية والعربية وتضع كل منا عند مسئولياته وواجباته..لاهوية مجتمع اللاأسرة والشواذ والمثليين.