مدير سياحة الإسكندرية لـ"السوق العربية": منحة إلهية وراء زيادة حركة السياحة لمصر من جميع دول أوروبا خلال الشتاء القادم
06:18 م - الثلاثاء 11 أكتوبر 2022
كتب
حوار: سميرة سالم
تجهيز الفنادق لاستقبال السائحين ليكون موسم آمن دون مشكلات صحية أو غذائية أو تكدس
أكتوبر سيشهد ارتفاع ملحوظ في عدد رحلات سياحة الموانئ
إقامة عروض فنية متنوعة غير نمطية للتسويق للبيئة السياحية وخلق مناخ للمزج ما بين الشعب والسائحين
أتمنى استغلال أماكن إقامة الطلبة في السياحة التعليمية وانتشار المخيمات في الإسكندرية خلال فصلي الربيع والخريف
تتسارع وتيرة عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل ظهور فيروس كوفيد19، خاصة وأننا على مشارف التخلص من الوباء الذي استطاع التأثير على اقتصاديات العالم من خلال الإضرار بحركة التجارة والسياحة وغيرها، وبحلول فصل الخريف تعمل وزارة السياحة على إتمام استعداداتها لاستقبال فصل الشتاء حسب خططها وأهدافها، كل ذلك نتطرق إليه من خلال حوارنا مع عبد الوهاب محمد، مدير مكتب وزارة السياحة بالإسكندرية.
ما هي أبرز استعدادات الوزارة لاستقبال فصلي الخريف والشتاء؟
التركيز الاساسي والرئيسي حاليًا بأعمال الوزارة بقيادة أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، على ملفات السياحة وكيفية استجلاب المزيد من السائحين وخلق أسواق سياحية جديدة غير نمطية وبالتالي زيادة الدخل القومي والاحتياطي النقدي للبلاد من العملة الصعبة، وذلك في ظل انحسار موجة الكوفيد19 وبدء إعطاء منظمة الصحة العالمية مؤشرات ايجابية تلوح في الأفق بالانتهاء عالميًا، كما نستهدف استجلاب سائحي شرق اسيا نظرًا لأنهم سوق عظيم وأعداد لا يستهان بها.
وبالنسبة لدول أوروبا لدينا فرصة عظيمة اعتبرها منحة إلهية لنا هذا الشتاء؛ حيث حذر خبراء الارصاد الدول الأوروبية أنها ستشهد شتاءًا غاية في الصعوبة في ظل أزمة الطاقة التي تعاني منها تلك الدول؛ ونستطيع الاستفادة من هذه المنحة الالهية بفتح حركة السياحة لمصر من جميع دول أوروبا، نظرًا لطبيعة مناخ مصر المعتدل منذ آلاف السنين.
وبالطبع استقبال السائحين الأوروبيين سيجعلنا نستفيد أيضًا من منتجعات مرسى علم والعين السخنة وجنوب سيناء والبحر الأحمر حيث درجات الحرارة المعتدلة خلال فصل الشتاء، وهو ما يعتبر ميزة وفرصة عظيمة للدول الأوروبية التي تدرس كيفية خفض استهلاك الطاقة وتتبنى فكرة السفر من خلال الرحلات السياحية لدول أخرى هذا الشتاء.
كما تم بدء تطبيق الطيران الداخلي منخفض التكاليف؛ لتسهيل انتقال السائحون ما بين محافظات الجمهورية؛ تحقيقًا للتنوع دون تكاليف طائلة، وذلك بعد دراسة خفض أسعار الطيران الداخلي وانعقاد اجتماعات ما بين وزير السياحة والآثار ووزير الطيران المدني للتنسيق، وبالطبع سيؤدي ذلك إلى تشجيع السياحة الداخلية ما بين المحافظات المتباعدة دون مشقة.
وفي نفس السياق تم تجهيز الفنادق لاستقبال السائحين حتى يكون موسم آمن دون مشكلات صحية أو غذائية أو تكدس.
يشمل قانون المنشآت الفندقية والسياحية أماكن جديدة، ما تأثير ذلك على القطاع؟
بالفعل القانون يتضمن مصطلحات جديدة لأماكن سياحية كنا في أشد الاحتياج لها على سبيل المثال مصطلح شقق فندقية، لضمان الاستغلال الصحيح والتسويق الأمثل للعمائر والوحدات السكنية التي يمتلكها الأفراد بغرض الاستثمار تحت رعاية الدولة واشراف وزارة السياحة وبترخيص منها حتى لا يساء استخدامها في أي تجارة محرمة أو مخالفة لتشريعات وقوانين الدولة.
كما ظهر مصطلح المخيمات بالقانون وهي مقننة بشكل أكبر في المدن الساحلية خاصة مثل جنوب سيناء وساحل البحر الأحمر، فتعدد المصطلحات بقانون وزارة السياحة أتاح تنوع المنتج السياحي وعلى السائح اختيار ما يناسبه سعريًا وثقافيًا.
وبالمناسبة أتمنى أن تنتشر المخيمات في الإسكندرية خلال فصلي الربيع والخريف واستبعاد فصل الشتاء حيث النوات الشديدة والأمطار.
كما اتمنى أن يتم استغلال أماكن إقامة الطلبة في السياحة التعليمية خاصة تلك القادمة من دول شرق أسيا للدراسة في الأزهر الشريف وجامعات بالإسكندرية.
هل ستستمر الفعاليات الغنائية والفنية بالأماكن الأثرية والسياحية خلال فصل الشتاء؟
المهرجانات والعروض الفنية تقام عادة بالإسكندرية خلال فصل الصيف سواء بقلعة قايتباي أو المسرح الروماني؛ نظرًا لأنها أماكن مكشوفة ليس بها نظام إدارة شتوية، وتتميز الثغر خلال فصل الشتاء بسياحة المؤتمرات، ولكن خلال فترة الشتاء القادمة والتي تعتبر استثنائية وسط توقعات بقدوم أفواج سياحية أوروبية وافدة؛ وبالتالي ضرورة إقامة برنامج ترفيهي ليس لدينا فقط بل بكل المحافظات السياحية؛ لذلك يوجد خطط قيد الدراسة مع الهيئة المصرية لتنشيط السياحة تحت مظلة وزير السياحة والآثار لاستغلال القاعات المغلقة سواء بالأماكن الثقافية أو الفنادق في تنظيم عروض غنائية أو مهرجانات واحتفالات خلال الشتاء.
وبالطبع يُقام كل عام مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي تحت رعاية وزارة السياحة، والذي سيكون بمثابة بداية لانطلاق عروض فنية متنوعة غير نمطية تقوم بالتسويق للبيئة السياحية الخاصة بنا؛ لخلق مناخ للمزج ما بين الشعب والسائحين جنبًا إلى جنب وتحقيق الأمن للسائح، تمهيدًا لبدء المرحلة الثانية وهي عودة السياحة مثل ما كانت عليه مفتوحة دون قيود حيث كانت السياحة قائمة على الجاليات اليونانية والإيطالية وسط حالة من التعايش والتقبل للسائحين، لأنه اتضح وجود فجوة كبيرة ما بين السائح والمواطن تستخدم ضد السائح بتعرضه لمضايقات وقت خروجه وسط الجمهور، كما يستخدم ضد المواطن لأنه لا يعرف قيمة وأهمية السياحة.
هل تم التخطيط لإطلاق حملات توعوية للمواطنين بأهمية السياحة وحسن استقبال السائحين؟
بالطبع، وقد قمت بعرض خطة حملات توعوية وبدأت في إعادة تنشيطها، بالإضافة إلى خطة معتمدة تحت أكثر من مسمى قمت بعرضها على مديرية التربية والعليم وفي انتظار الموافقة الأمنية، وسأكون متكفل مجانًا لأكون محاضر لهذه الحملات وسنبدأ بالمدارس التجريبية المميزة مثل مصطفى النجار وزهران، وسنقوم بتعميم الفكرة بمرور الوقت على جميع المدارس، وسأكون المسئول عن الندوات التوعوية للمدارس تحت مسميات "السياحة ثقافة علم وفن"، "مفاهيم سياحية"، "أهمية السياحة في التنمية الاقتصادية"، "السياحة البيئية والسياحة الخضراء"، "السياحة والاستدامة".
وسنبدأ بالسن الصغير "النشأ" لأنهم من سيحملون الراية مستقبلًا، كما أن ذلك سيكون بمثابة نشر للثقافة حيث سيقوم الطفل بترديد ما تلقاه في المنزل لأسرته.
هل يمكن استخدام صفحات التواصل الاجتماعي للترويج لمثل هذه الحملات التوعوية؟
من الممكن أن نحصل على موافقة من الوزارة نظرًا لأننا لا نملك صفحة رسمية بخلاف وحدتي الموارد البشرية والاعلام، كما يمكن ارسال الفيديوهات التوعوية ليتم نشرها من خلال الصفحة الخاصة بإدارة ارضاء السائحين، وهي بالمناسبة إدارة جديدة مستحدثة بالهيكل التنظيمي للوزارة، كما يمكن مشاركة فيديوهات خاصة بكيفية التعامل مع السائحين من خلال ترجمة جمل بلغات مختلفة، كما يمكن مشاركة التوعية للسائح بالمطلوب منه وماذا عليه أن يفعل ليتجنب اي مضايقات.
إلى أين وصلت سياحة الموانئ حاليًا؟
كانت متقطعة، ولكنني استطيع أن أؤكد من خلال الاخطارات المرسلة لمكتب وزارة السياحة بالرحلات القادمة أن شهر أكتوبر سيشهد ارتفاع ملحوظ جدا في عدد رحلات سياحة الموانئ، ليتم عودة الرحلات بانتظام، للسبب الذي ذكرته لكي وهو تدفق عدد كبير من سائحي أوروبا هذا الشتاء.
وقد تم مؤخرًا استقبال مركب سياحي يوم 23 سبتمبر، على متنه 600 سائح متعدد الجنسيات، وكنا في استقباله كوزارة سياحة، وتم تقسيم الفوج للقيام بمزارات لقلعة قايتباي ومتحف الإسكندرية القومي ومتحف المجوهرات الملكية، وأهرامات الجيزة بالقاهرة.
ما آخر التحضيرات الخاصة بالمشاركة في مؤتمر المناخ؟
من ضمن التجهيزات على مستوى المجتمع السكندري إقامة ورش عمل وندوات ومؤتمرات خاصة بمؤتمر المناخ، بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا ووزارتي الصحة والبيئة والإدارة المركزية للسياحة والمصايف، وعلى الصعيد السياحي تم إقامة فعاليات لمناقشة كيفية التخلص من نفايات البحر يليها التخلص من نفايات المنشآت الفندقية والسياحية وقدمنا لهم خلالها كل الدعم من خلال تيسير مقابلات مع الفنادق والمنشآت السياحية.
وخلال الشهر الحالي سيتم عقد مؤتمر بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا كتنشيط للسياحة الخاصة بالمناخ وضمن التحضيرات لمؤتمر المناخ وللتوعية بالسياحة البيئية وأهميتها، ومن خلال مشاركتي أتكفل بالجزء السياحي وتقديم جميع البيانات للمنشآت الفندقية والسياحية.
ما هو آخر ما وصلت إليه الحملات التي تم إطلاقها للتطعيم ضد فيروس "كورونا" ونحن على مشارف الانتهاء منه؟
بحمد الله الحملات التطعيمية التي تم إطلاقها تمت على أكمل وجه، وللعلم لا يزال بالتعاون مع مديرية الشئون الصحية يتم ارسال وفود للمسئولين عن التطعيمات بمداخل الأماكن السياحية للمواطن العادي ومرتادي المنشآت الفندقية والسياحية لتوفير خدمة التطعيم.
ما تأثير دورات تأهيل مسئولي الغوص والانقاذ بالمنشآت الفندقية والسياحية؟
الدورات التدريبية تمت بنجاح وحققت أهدافها، والدليل على ذلك أن الصيف بأكمله لم يسجل به حادثة غرق واحدة بفندق يمتلك شاطئ سياحي، وهذه الدورات تتم عادة ببداية كل صيف وسنستمر في إقامتها لأنها تؤتي ثمارها.
بعد زيادتها.. لماذا لا يتم تخفيض تذاكر دخول الأماكن الأثرية للمصريين خلال شهور محددة أسوة بما حدث في الصعيد؟
خلال اليوم العالمي للمتاحف تم فتح جميع المواقع الأثرية بشكل مجاني، ولكن يوم واحد في السنة غير كافي، أؤيد تلك الفكرة وأرى أن يتم تخصيص يوم خلال الأسبوع يكون مخفض تكاليف الدخول وليكن اجازة نهاية الأسبوع؛ لتشجيع السياحة الداخلية للمصريين، ويمكن عرض هذا المقترح على دكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فيما تظل أسعار تذاكر السائحين الأجانب كما هي نظرًا لأن قيمتها بعملة الدولار ليست مرتفعة.
بعد اعتماد رسوم لجلسات التصوير بالأماكن السياحية.. هل يُسمح بالتصوير العادي بالهواتف؟
وزير السياحة والآثار أصدر قرار مؤخرًا للأماكن الأثرية بإتاحة التصوير بكاميرات الهواتف أو الكاميرا الشخصية، فيما عدا جلسات التصوير الاحترافية التي تتم برسوم، لذلك أصبح مسموح دون رسوم وعلى الملأ للمواطن أو السائح أن يقوم بالتصوير بكاميرا شخصية أو كاميرا موبايل.
وهل تعتبر جلسات التصوير لحفلات التخرج بالأماكن الأثرية دعاية ترويجية غير مباشرة؟
أي صورة التقطت بهدف أو بدون هدف هي عامل جذب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ومثال على ذلك انتشار لقطة لطفل يقوم بمذاكرة دروسه دون أن يدري على سطح عمارة، وقد انتشرت وأدت إلى نتيجة هائلة، وكانت طريقة غير مباشرة للتسويق لفكرة الاحتمال والصبر والعزيمة وتحدي ظروف الحياة وغيرها، وبالتالي يمكن لصورة سياحية بدون قصد أن تصبح "ترند" على مواقع التواصل الاجتماعي وتؤدي إلى الترويج السياحي بشكل كبير.
وقد حدث هذا لدينا سابقًا بدون قصد من بعض الطلبة عندما ذهبوا لمنطقة الأهرامات والتقطوا بعض الصور بأوضاع تصوير معينة، وعندما انتشرت على مواقع التواصل حتى بلغت عدة دول أدت إلى ترويج سياحي كبير، بالرغم أنهم هاوين وليسوا محترفين، كما أن هناك معارض للهواة وغير المحترفين تحصل على جوائز، ومن هنا يتضح أن فطرة الإنسان يمكن أن تنتج صورًا أجمل بكثير.