السوق العربية المشتركة | نصر أكتوبر .. المعنى الحقيقى للإرادة والعزيمة

مر ٤٩ عاما على حرب أكتوبر التى مثلث علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث بعدما سطر فيها أبطال قواتنا المسلحة أروع ا

السوق العربية المشتركة

الخميس 28 نوفمبر 2024 - 04:34
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
نصر أكتوبر .. المعنى الحقيقى للإرادة والعزيمة

نصر أكتوبر .. المعنى الحقيقى للإرادة والعزيمة

مر ٤٩ عاما على حرب أكتوبر التى مثلث علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث بعدما سطر فيها أبطال قواتنا المسلحة أروع البطولات بدمائهم التى روت تراب أرضنا الحبيبة وكسروا الغرور الإسرائيلى بالترويج لأكذوبة الجيش الذى لا يقهر، لتظل أسماؤهم خالدة فى التاريخ بحروف من نور بعدما حملوا أرواحهم على أيديهم فداء للوطن.



 

بدأت الحكاية بعد ٥ يونيو، بحرب الاستنزاف التى استمرت قرابة ٣ سنوات ونصف السنة نفذت خلالها القوات المسلحة عمليات نوعية فى عمق إسرائيل تزامنت مع إعادة بناء الجيش خاصة منظومة الدفاع الجوى وتحريك حائط صواريخ قرب الضفة الغربية للقناة وإعادة تنظيم القوات.

 

وبدأت مقدمات الحرب مع تولى الرئيس الراحل أنور السادات، وعقد العزم على دخولها بإعداد الخطط تزامنا مع عمليات الخداع الاستراتيجى بإخفاء أى علامات للحرب والتحرك فى سرية تامة مع تضليل العدو ونجحت مصر فى تنفيذها بحنكة وعبقرية الرئيس السادات مع دراسة كل معوقات تقدم قواتنا والتغلب عليها خاصة عبور القناة وخط بارليف.

 

ومع تحديد ساعة الصفر، بدأت الضربة الجوية بمشاركة ٢٢٠ مقاتلة وتدمير الأهداف الإسرائيلية وشملت المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والدفاع الجوى وتجمعات الأفراد والمدرعات، تلاها قصف بالمدفعية للتحصينات تمهيدا لعبور قوات المشاة بعد نجاح أبطال سلاح المهندسين فى إغلاق أنابيب النابلم لتبدأ القوات عبور قناة السويس وفتح الجسور فى الساتر الترابى بخراطيم المياه لتتحرك المدرعات والمركبات البرية ليكتمل العبور صباح ٧ أكتوبر وأصبح لدى قواتنا المسلحة ٥ فرق مشاة كاملة وألف دبابة، وبحلول ٨ أكتوبر بدأ هجوم إسرائيلى مضاد لكنه فشل بعد تصدى أبطال القوات المسلحة بنجاح وظلت المعارك مستمرة حتى كُتب لنا النصر.

 

٦ ساعات فقط ضرب خلالها أبطال القوات المسلحة أروع صور البطولة، كانت كافية لتحطيم الأسطورة الواهية للجيش الذى لا يقهر وإذابة خط بارليف المنيع بخراطيم مياه وتدمير تحصيناته الدفاعية أمام إرادة وعزيمة وروح قتالية لأبطالنا لم يعرفها العدو وقف أمامها حائرا بعدما حطمت أساطيرهم الوهمية.

 

وأكثر ما يؤكد ذلك هى شهادات الإسرائيليين أنفسهم عن الجحيم الذين عاشوه خلال تلك الحرب المجيدة بدءا من موشيه ديان التى تحولت نبرته من الغرور إلى الحسرة والانكسار ففى مذكراته عن حرب أكتوبر تحدث عن خيبتهم لدرجة جعلتهم يتساءلون ماذا جرى، وما الذى حدث، لماذا لم نوقف الزحف المصرى؟ أسئلة طُرحت فى ذهول مما عاشوه. ليس هذا فقط بل خرج فى شهادة مصورة ووصف الحرب بالثقيلة وصدماتها مريرة عليهم بعدما تفاجأ بما لم يتوقعه أبدا.

 

كانت هذه شهادة لوزير الدفاع الإسرائيلى حينها أما من عاش الواقع فتنوعت رواياتهم فهناك جندى تحدث عن تطاير الرصاص عليهم فى كل مكان لدرجة جعلته لا يستطيع رفع رأسه، وأخرى لمسعف اعترف بالهروب بعدما أدار ظهره للمصريين، وثالث استغاث لإنقاذه خوفا من الموت.

 

الخلاصة أن الروايات والشهادات الإسرائيلية عن عظمة الجندى المصرى وقدرته على القتال كثيرة ومتنوعة وكذلك البطولات التى سطرها أبطال قواتنا المسلحة، فكلاهما لا تحتاج لسطور لرصدها بل مجلدات تكشف حجم التضحيات الكبيرة لتبين المعنى الحقيقى للإرادة والعزيمة نحو تحقيق نصر أكتوبر.