السوق العربية المشتركة | تغـــيير السلـــوك مقدمــــة التنمــية

السوق العربية المشتركة

الخميس 14 أغسطس 2025 - 07:12
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
تغـــيير السلـــوك مقدمــــة التنمــية

تغـــيير السلـــوك مقدمــــة التنمــية

( 8-الطلاب المحرضون على الإرهاب)

يعاقب المحرض على ارتكاب إحدى جرائم الإرهاب أو أية جريمة أخرى بنفس عقوبة مرتكبها لأنه شريك فى التحريض بإحدى وسائل الاشتراك وهى التحريض، هذا هو حكم القانون.



شاهدت على قناة دريم برنامج العاشرة مساءً الذى يقدمه الأستاذ/ وائل الإبراشى مساء يوم2014/10/12 م والذى استضاف فيه الأستاذ الدكتور/ رئيس جامعة بنى سويف والفقيه القانونى الأستاذ الدكتور/ محمود كبيش عميد كلية حقوق القاهرة السابق، وقد خُصصت الحلقة لمناقشة عنف فئة من الطلاب داخل الجامعة.

وقد أذهلنى ما رأيته وسمعته على الشاشة الصغيرة من جرائم إرهاب ارتكبها طلاب جامعة تمثلت فى تدمير معدات شركة حراسة جامعة الأزهر، وقد استضاف الأستاذ/ الإبراشى هاتفياً أربعة من الطلاب أحدهم القائم بأعمال رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر، والآخر يزعم أنه المتحدث باسم ما يسمى (طلاب ضد الانقلاب)، والثالث متحدث باسم طلاب يطالبون بالحرية، والرابع ينتمى إلى تلك النوعيات السيئة من الطلاب الموجودين بالجامعة، وفى بداية حديث هؤلاء الطلاب غضبت من الأستاذ/ الإبراشى الذى استضاف هاتفياً هذه النماذج من الطلاب والذين لم يحسن آباؤهم تربيتهم ولم يتعلموا فكراً ولا يعرفون آداب الحوار والمناقشة، وقلت فى نفسى: لماذا يعرض علينا الإبراشى هذه الأصوات القبيحة الكارهة للوطن ولمسيرة تقدمه؟ ولماذا يترك لهم مساحة فى الإعلام، وفى نهاية حديث هؤلاء الطلاب أدركت أن الإبراشى كان صائباً لأن هولاء المحرضين- بعد حديثهم- سقطوا من نظرى ونظر الجميع، ووضح أنهم من جماعة الإخوان الإرهابية المحرضين على العنف داخل الجامعات، فالطالب المتحدث الأخير كان صفيقاً وألقى بالإساءة على قناة دريم والأستاذ/ الإبراشى، فلماذا يتحدت إن لم يكن لديه رأى؟ والطلاب الثلاثة الآخرون كان حديثهم جميعاً واضح منه أنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان الإرهابية ويحرضون على العنف داخل الجامعة، وجميعهم رفضوا الإقرار بأن ما حدث جريمة تدمير ارتكبها طلاب إرهابيون وهؤلاء المتحدثون يبررون ما حدث بأنه رد فعل لما زعموا أنه خطأ من السلطة. وجميعهم وصفهم اخى الأستاذ الدكتور/ محمود كبيش سفسطائيون، وكما قال سيادته لا يمكن الرد على الخطأ- إن حدث-بارتكاب جريمة هؤلاء المحرضون على ارتكاب العنف داخل الجامعات ومن يرتكبون هذا العنف إرهابيون يجب أن تطالهم يد العدالة. إن الطالب الذى لا يحترم جامعته ولوائحها يجب حرمانه من الدراسة، فالجامعة لمن يريد التعلم وليست للمجرمين.

وقد أسعدنى سماع تعليق الأستاذة الدكتورة بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر الذى يكشف عن رقى فكر وأداء أساتذة جامعة الأزهر وحرصهم على تلك الجامعة، وأسعدنى أكثر مداخلة الأستاذ/ حمدى الفخرانى عضو مجلس الشعب السابق الذى وعد بتقديم بلاغ إلى معالى النائب العام للتحقيق مع هؤلاء الطلاب الإرهابيين المحرضين على العنف، وأدعو الأستاذ الفخرانى لتنفيذ ما وعد به. إن استقرار الدراسة بالجامعات والحفاظ على مصالح أبنائنا الطلاب يتطلب منا خطوات فعالة تتمثل فى الآتى:

أولا: ضرورة تدخل الشرطه- دون طلب أو إذن- للحيلولة دون وقوع أى جرائم داخل الجامعة ولضبط مرتكبيها- إن وقعت- وتقديمهم للعدالة. فالجامعة جزء من الأرض المصرية، والشرطة مسئولة عن حماية أرواح وممتلكات كافة المصريين وممتلكات الدولة، ولا ينبغى تقييد تتدخل الشرطه لأداء وظيفتها على طلب أو إذن من رئيس الجامعة، وكان من الخطأ أن يتطلب البروتوكول الموقع بين وزارة التعليم العالى والشرطة طلب من رئيس الجامعة لكى تدخل الشرطة الجامعة، لأن ذلك يقيد الشرطة ويعيقها عن أداء عملها فى الوقت المناسب، وحسناً فعل رئيس جامعة بنى سويف بأن أرسل خطاباً للشرطة يطالبها فيه بدخول الجامعة والتدخل للحيلولة دون وقوع جرائم بها دون حاجة لاستدعاء من رئيس الجامعة. وعلى الشرطة أن تدقق فى اختيار الضباط وأفراد الشرطة الذين يدخلون إلى الجامعات بأن يكونوا على قدر عال من الوعى والثقافة والانضباط وضبط النفس والحرص على مصالح أبنائنا الطلاب، لأن هذا يعين الشرطة على أداء مهاماتها الشاقة.

ثانياً: يجب إلقاء القبض على كل طالب يخالف القانون داخل الجامعات وتقديمه للعدالة، وعلى الجامعة فصل أى طالب يرتكب إرهاباً داخل الجامعة، فالجامعة يجب أن تظل فقط للطلاب الذين يبحثون عن التعلم، ولا مكان فيها للإرهابيين.

ثالثاً: أين آباء هؤلاء المخربين من الطلاب، وهل يرضيهم أفعال أبنائهم؟ ألا يندمون على سوء تربيتهم؟ ألن يزعجهم محاكمة أبنائهم وعقابهم وحرمانهم من الدراسة، وأين منظمات المجتمع المدنى؟ وأين النخبة؟ وأين المثقفين والكتاب والأدباء؟ على هؤلاء جميعاً محاورة الطلاب المغرر بهم وإصلاح فكرهم المنحرف ليكونوا طلاباً نافعين للوطن ولا يتحولون إلى إرهابيين.

رابعاً: من الخطأ أن تسلم الجامعة بواباتها إلى شركة حراسة خاصة، فهذا العمل عمل شرطى بحت ومن إحدى واجبات وزارة الداخلية، وعلى الجامعة أن تسلم إدارة بواباتها للدخلية لتؤدى واجبها حيال حماية الجامعة وطلابها.

خامساً: أدعو المخلصين من أبناء هذا الوطن خاصة رجال القانون، وهم كثيرون لتشكيل “جبهة للدفاع عن الجمهورية“ يكون لها فروع بالمحافظات وقيادة بالقاهرة، وتتولى تلك الجبهة مواجهة كل ما يسىء للدولة أو إحدى سلطاتها بكافة الوسائل القانونية المتاحة.

إن تغيير سلوك الطلاب المحرضين على الإرهاب بالجامعة لن يكون إلا بتقديم كل محرض على الإرهاب للعدالة لينال جزاءه، وفى نفس الوقت يجب أن يسعى الآباء ومنظمات المجتمع المدنى والنخبة والأدباء والمفكرين لتصحيح فكر هذه الفئة الضالة لعل التصحيح يجدى.