السوق العربية المشتركة | الإجهاد الملحى للقمح

يمكن أن يسهم بشكل إيجابي في تحقيق الأمن الغذائي وإستغلال المياه المالحة والأراضى الملحية في مصر.تعاني مصر كدول

السوق العربية المشتركة

الجمعة 29 مارس 2024 - 10:14
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
الإجهاد الملحى للقمح

الإجهاد الملحى للقمح

يمكن أن يسهم بشكل إيجابي في تحقيق الأمن الغذائي وإستغلال المياه المالحة والأراضى الملحية في مصر. تعاني مصر كدولة قاحلة تعتمد على نهر النيل - الذى يوفر 95٪ من مواردها المائية - من إجهاد مائي بسبب قلة الموارد  وزيادة عدد السكان وزيادة الطلب على المياه من دول حوض النيل. كما تضيف تأثيرات تغير المناخ غير المؤكدة على تدفق النيل تحدياً آخر لإدارة المياه في مصر، إلى جانب ذلك ، ستؤدي درجة الحرارة المرتفعة المتوقعة إلى زيادة الطلب المحلي على المياه وخاصة في القطاع الزراعي.



 في الماضي ، كانت الموارد المائية في مصر كافية لتلبية الطلب الحالي والناشئ على المياه من قبل مختلف القطاعات. انتقلت مصر تدريجياً من حالة وفرة المياه إلى حالة ندرة المياه.

 ومع ذلك ، تظل الزراعة العمود الفقري للاقتصاد المصري وأكبر مستهلك للمياه العذبة حيث تستهلك أكثر من 80٪ من موارد المياه في مصر. 

لدى مصر خطط لاستخدام مواردها المائية المحدودة بكفاءة والتغلب على الفجوة بين العرض والطلب. في الأراضي القديمة لوادي النيل والدلتا ، لا يزال معظم المزارعين يستخدمون طرقاً بدائية للري والتسميد وممارسات مكافحة الأعشاب الضارة والآفات. 

عادة ما يتم استخدام الأسمدة يدوياً بكفاءة منخفضة ، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف والمشاكل البيئية مثل تغدق وتملح التربة. 

كما وتعتبر ملوحة التربة والمياه من أشد العوامل التي تحد من الإنتاج الزراعي المستدام ليس فى مصر فقط بل فى العالم أجمع، حيث يؤثر التملح بشكل متزايد على الأراضي الزراعية في مصر والعالم، مما يتسبب في خسارة كبيرة في الإنتاج وتدهور التربة ؛ لذلك ، فإن فهم كيفية تحسين إنتاجية المحاصيل في البيئات المالحة أمر بالغ الأهمية لتحقيق الهدف الصعب المتمثل في تامين الامن القومي الغذائي ومستقبل الأجيال القادمة  مما تقدم، فمن غير المرجح أن يكون هناك المزيد من المياه المتاحة للزراعة فى مصر. مما يستلزم الامر ويستوجب ضروره العمل على مستويين لمجابهة هذه الأزمة: 1-زيادة كفاءة إستخدام المياه المتاحة  2- إستخدام موارد المياه  الغير تقليديه الأخرى: وبالأخص المياه قليلة الملوحة ومياه البحر. في مصر ، هناك العديد من مصادر المياه المالحة مثل المتوفرة بشكل طبيعي في البحار ، والمتوفرة بشكل طبيعي في المياه الجوفية أو طبقات المياه الجوفية العميقة ، ومياه الصرف من الزراعة المروية ، والمياه الزائدة من إنتاج النفط ، ومحطات الطاقة الحرارية الأرضية ، ويضاف إلى ذلك،  المياه العادمة من الاستخدام الصناعي أو من الاستزراع المكثف للأسماك.  تنتج ملوحة التربة عن التراكم المفرط للأملاح وعادة ما تظهر على سطح التربة. يرتبط توزيع التربة المالحة ارتباطًا وثيقاً بالعوامل البيئية مثل الظروف المناخية والجيولوجية والجيوكيميائية والهيدرولوجية. 

إن سوء إدارة التربة والمياه ، وتسرب مياه البحر ، واستخدام المياه قليلة الملوحة -الصرف أو المياه المختلطة- للري دون إدارة مناسبة وممارسات زراعية ، أو استخدام المياه الجوفية المالحة كمصدر وحيد للري هي الأسباب الرئيسية في الوقت الحاضر لتملح الأراضى في مصر وإنخفاض معدل الإنتاج. 

كما تقع غالبية الأراضى المتأثرة بالملوحة في مصر في الجزء الشمالي الأوسط من دلتا النيل وعلى جانبيها الشرقي والغربي.

 وتشمل المناطق المتضررة الأخرى وادي النطرون والتل الكبير والواحات وأجزاء كثيرة من دلتا ووادي النيل ومحافظة الفيوم. حوالي 0.9 مليون هكتار تعاني من مشاكل تملح المساحات المزروعة. 

علاوة على ذلك ، فإن 60٪ من الأراضي المزروعة في شمال الدلتا ، و 20٪ من جنوب الدلتا ومصر الوسطى ، و 25٪ من مناطق الصعيد كلها متأثرة بالملوحة.

 فيمكن أن تتسبب ملوحة مياه الري في تراكم الأملاح في منطقة الجذور ، خاصة إذا كان الصرف الداخلي للتربة -أو الرشح- إما بسبب هطول الأمطار أو عن طريق نظام الري المستخدم ، غير كافٍ. ويمكن أن تتجنب الإدارة السليمة للري تراكم الأملاح من خلال توفير تصريف كافٍ لترشيح الأملاح المضافة من طبقات منطقة جذر التربة المتأثرة. ويمكن أيضاً معالجة مشكلة تملح التربة بزراعة نباتات تحمل المستويات العالية من ملوحة التربة.  ومن المؤكد علمياً أن المياه قليلة الملوحة يمكن أن تزدهر فيها بعض المحاصيل والأصناف أكثر تحملاً للملوحة من غيرها. على سبيل المثال ، يتم تصنيف الشعير والقطن وعشب البرمودا على أنها متحملة للملح. ويصنف القمح والشوفان والذرة الرفيعة وفول الصويا على أنها متوسطة التحمل للملوحة .

أما الذرة والبرسيم والعديد من الخضروات حساسة بدرجة متوسطة للملح .وبعض المحاصيل التي تتحمل الملح نسبياً - مثل الشعير والبنجر السكري - تكون أكثر حساسية للملح في مراحل النمو المختلفة وخاصة مراحل النمو المبكرة مقارنة بمراحل نموها المتأخرة.  ويعد صنف قمح إسماعيلية 1، المتحمل للملوحة والجفاف والمقاوم للإصابة بالأصداء والذي ابتكره الدكتور عبد الرحيم النجار أستاذ الوراثة بجامعة قناة السويس – إن صدقت وثبت علمياً وعملياً جدواها - بارقة أمل وطفرة كبيرة على طريق تحقيق الأمن الغذائى المصرى بإستخدام الموارد المائية والأرضية الهامشية وغير المستغلة فى مصر، مما يستوجب إخضاعها إلى التقييم العلمى والعملى تحت الظروف البيئية المختلفة. طبقا للاهداف الاتيه كما يلي 1- تقييم آثار مياه الري المالحة بمستويات مختلفة من الملوحة) 10 ، 15 ، 20 ، 25 ديسيسيمنز  / م( على السلالة الجديدة للقمح متحمل الملوحة تحت ظروف بيئية مختلفة.  2.تحديد مستوى الملوحة الذي سيؤثر على المحصول ومستوى الغلة الأعلى في ظل هذه الظروف.  3- تحديد أفضل الممارسات الزراعية للسلالة الجديدة للقمح عالى التحمل للملوحة لسد الفجوة الغذائية ولتحقيق الإكتفاء الذاتى من القمح بإستغلال الموارد الهامشية والغير مستغلة من الأراضى الملحية والمياه المالحة وشبه المالحة في مصر.  4 - تقصي الآثار البيئية للإستخدام المتعاقب لمياه الري المالحة وشبه المالحة على السلالة الجديدة للقمح متحمل الملوحة والتربة.  5- إستخدام نموذج SALTMED لمحاكاة سلوك السلالة الجديدة للقمح متحمل الملوحة في ظل  هذه الظروف. بالإضافة إلى نمذجة سلوك سلالة القمح الجديدة في ظل ظروف الملوحة والجفاف التى تجتاح مناطق كثيرة فى البلاد.  3. التجارب الحقلية:  لتحقيق هذه الحزمة من الأهداف سوف يتم إجراء العديد من التجارب فى المحطات البحثية وسوف يتم إجراء مجموعة من التجارب الحقلية كاملة العشوائية لبحث الآثار البيئية لخمسة مستويات) معاملات( لملوحة مياه الري: العذبة ، 10 ، 15 ، 20 ، 25 ديسيسيمنز/ م مع خمسة معاملات ري إجهاد مائى ، 100 ، 90 ، 80 ، 70 ، 60 ، 50٪ من البخرنتح  على محصول القمح الجديد إسماعيلية 1ومكوناته وكذلك خواص التربة.