السوق العربية المشتركة | خبير الطاقة الشمسية وائل النشار لـ«السوق العربية»:

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - 01:24
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

خبير الطاقة الشمسية وائل النشار لـ«السوق العربية»:

وائل النشار خلال حديثه مع محرر «السوق العربية»
وائل النشار خلال حديثه مع محرر «السوق العربية»

حديث السيسى للمصريين عن الكهرباء ممتاز وبداية موفقة لعبور الأزمة
يجب إتاحة الفرصة للقطاع الخاص للاستثمار فى الطاقة الشمسية والتركيز على المحطات الصغيرة

فى ظل ما تعانيه مصر من أزمات حادة فى قطاع الكهرباء وتراجع فى مخزونها الاستراتيجى من الغاز الطبيعى والمشتقات البترولية، دعت الحاجة الملحة بشكل أكبر إلى اقتحام سوق الطاقات الجديدة والمتجددة والتى شهدت إقبالا عليها من دول العالم خلال السنوات الماضية، وكانت مصر قد بدأت منذ سنوات بالقيام بعدة مشروعات فى مجال الطاقة الشمسية وهى طاقة نظيف يتجه العالم اليوم إلى الاعتماد عليها كمصدر للطاقة والكهرباء، «السوق العربية المشتركة» التقت واحدا من رواد الطاقة الشمسية فى مصر الذى بدأ فى العمل فى مجال الطاقة الشمسية منذ 1990 فى الشرق الأوسط، المهندس وائل النشار خبير الطاقة الشمسية ورئيس شركة اونيرا سيستمز فى حوار خاص جدا عن أزمة الطاقة فى مصر وجدوى الاتجاه لاستخدام الطاقة الشمسية والاعتماد عليها خلال الفترات المقبلة.



فى البداية متى بدأت العمل فى مجال الطاقة الشمسية وما طبيعة العمل فى هذا المجال؟

العمل فى مجال الطاقة الشمسية بدأنا فيه منذ التسعينيات وكان معظم أنشطتنا التجارية فى الشرق الأوسط وطبيعة عملنا فى المجالات الهندسية والاتصالات المرتبطة بالطاقة الشمسية وظلت أعمالنا فى هذا النطاق، ومع مرور الوقت وانتشار استخدامات الطاقة الشمسية فى كثير من الدول والبدء فى استخدامها للمنازل والأبراج السكنية وغيرها من الاستخدامات المختلفة، فبدأنا فى إضافة قطاع جديد يختص باستخدامات الأفراد للطاقة الشمسية وهو ما لاقى نجاحا وانتشارا واسعا خلال الفترات الماضية وبدأنا فى التوسع فى عمل القطاع واستمر العمل فيه حتى الآن وبإذن الله يكون هناك مزيد من التوسع والتطوير خلال الفترات المقبلة والذى سيجنبنا الاستمرار فى أزمة الطاقة الحالية.

من وجهة نظرك ما السبب الحقيقى لأزمة الطاقة فى مصر؟

أرى أن أزمة الطاقة فى مصر التى تفاقمت خلال الفترة الماضية ترجع فى الأساس إلى الخطأ الموجود فى خليط الطاقة المعتمد عليه فى مصر وهذا هو ما يتسبب فى الأزمة بشكل كبير، فخليط الطاقة فى مصر يعتمد بنسبة كبيرة جدا على الغاز الطبيعى فهو يمثل حوالى 80٪ والباقى طاقات جديدة ومتجددة ومشتقات بترولية اخرى، وترجع خطورة خليط الطاقة بهذا النسب إلى اعتماده المطلق على الغاز الطبيعى الذى تعانى مصر من نقص فيه منذ فترة كبيرة فعندما تحدث أزمة فى كميات الغاز الطبيعى تتفاقم أزمة الطاقة بشكل مباشر لعدم توافر الأساس الذى تقوم عليه هذا الخليط وهو الغاز الطبيعى.

فى رأيك ما الحل الأمثل لأزمة الطاقة التى نواجهها اليوم؟

الحل فى تعديل نسب خليط الطاقة المستخدم فى مصر بحيث نجعل الاعتماد على الطاقات الجديدة والمتجددة بنسبة 50% وأيضا إدخال الاعتماد على الطاقة النووية وجعلها حوالى 20٪ وأخيرا جعل الباقى اعتمادا على المشتقات البترولية وهو حوالى 30٪، بهذه النسب التى أراها مثالية إلى حد كبير يمكننا أن نتجنب تماما أى أزمة تنتج عن نفاد البترول والغاز الطبيعى لأننا لن نحتاج إلى الكميات الهائلة التى نستخدمها فى النسب الحالية والتى غالبا ما تصنع الأزمة والتى سنتخلص منها باستخدام نسب معقولة ومتوازنة من كل أنواع الطاقة الموجودة ويجب أن نقبل بشكل أكبر على استخدام الطاقة الشمسية ونحاول نشرها.

هل تعتقد أن الاتجاه للطاقة الشمسية سيكون حلا لأزمات الطاقة الحالية خصوصا أزمة انقطاع الكهرباء؟

بالطبع الاعتماد بشكل أكبر على الطاقة الشمسية يعد حلا سريعا لن يأخذ وقتا كبيرا أو مدة طويلة كغيره من مصادر الطاقة التى ربما تحتاج إلى سنين للاعتماد عليها، وكما نعلم محطات الكهرباء تحتاج إلى وقت طويل ربما يستغرق بناء المحطة الواحدة حوالى ثلاث سنوات وبالطبع تحتاج إلى تمويل كبير ملايين الجنيهات وهى مكلفة جدا بشكل يجعل من الامر مستحيلا فى الظروف التى تمر بها مصر حاليا والأزمات الاقتصادية الطاحنة، فالطاقة الشمسية أرخص بكثير جدا من الطاقة الحرارية، إذا نحتاج إلى حل سريع وغير مكلف وهو ما يتوافر فى الوقت الحالى فى الطاقة الشمسية لاننا نواجه أزمة حقيقية يجب أن نعترف بذلك كما فعل الرئيس السيسى فى خطابه وتحدث عنها بكل صراحه وشفافية.

هل ترى خطاب الرئيس السيسى بداية جيدة لحل أزمة انقطاع الكهرباء وأزمة الطاقة عموما؟

بالطبع حديث الرئيس السيسى للمصريين ممتاز جدا وبداية موفقة للتغلب على المشكلة وعبور الأزمة، فالاعتراف بالمشكلة بداية حلها وعرض الأزمة على الشعب بكل شفافية وصراحة حتى يكون كل مصرى على علم بالأزمة وأسبابها الحقيقة، الرئيس السيسى تحدث عن اهم محاور المشكلة وهى الوقت الذى سيستغرقه حل هذه المشكلة وهو حوالى 4 سنوات، وأيضا تكلم الرئيس السيسى عن التكلفة التى نحتاجها لعبور الأزمة وهى حوالى 130 مليار جنيه وهى أرقام دقيقة ومحددة، ليعرفها كل مصرى وليشعر بحجم المسئولية وأن الأمر يتطلب تكاتف جميع المصريين رئيسا وحكومة وشعبا لعبور هذه الأزمة، وهذه شفافية وصراحة نحتاجها خلال هذه الفترة العصيبة، وقد وضح خلال الأيام الماضية اهتمام الرئيس بالطاقة الشمسية وتوصياته المستمرة بالعمل على نشرها والاتجاه لها خلال الفتره المقبلة وتعريف الناس بأنواع الطاقة الشمسية المختلفة.

حدثنا أكثر عن أنواع الطاقة الشمسية واستخداماتها؟

الطاقة الشمسية تنقسم إلى طاقة حرارية وطاقة كهروضوئية وهناك خلط كبير يحدث عند البعض فى معرفة كل منهما.. فالطاقة الحرارية لا تعد توليدا للطاقة الشمسية وإنما تعد توفيرا للطاقة وترشيدا للاستهلاك بدل استخدام الأجهزة الكهربائية الأخرى لتسخين المياه فهى عبارة عن سخانات للمياه توضع على أسطح المنازل ويستخدمها الأفراد فى تسخين كميات المياه التى يحتاجون إليها، أما الطاقة الكهروضوئية فهى الطاقة التى يعرفها الكثير من الناس وهى عبارة عن الألواح الشمسية التى تقوم بتوليد الكهرباء، فهناك أماكن تكون اكثر احتياجا للطاقة الشمسية ولها الأولوية.

هل هناك أولوية جغرافية لبعض الأماكن لنشر الطاقة الشمسية والاعتماد عليها؟

نعم بالطبع هناك مناطق تكون لها أولوية فى استخدام الطاقة الشمسية فهناك مناطق تكون داخل الشبكة مثل القاهرة والمحافظة التى مثلها وهنالك مناطق اخرى تعتبر خارجة الشبكة فهى بعيدة جدا عن شبكة الكهرباء وكثير من هذه المناطق يستخدم الطاقة الشمسية منذ سنوات ويعتمد عليها فى حياته مثل توطين أكثر من 150 عائلة من البدو معتمدين على استخدام الطاقة الشمسية، وأيضا قمنا بمشروع الطاقة الشمسية لتشغيل محطات المحمول وقمنا بتشغيل أكثر من 600 محطة وأيضا محطات الإسعاف البعيدة عن الشبكة، واستخدامها فى إنارة الشوارع والمحطات الشاملة.

ما المطلوب لنجاح استخدام الطاقة الشمسية والاستفادة منها فى مصر؟

مطلوب من الدولة ثلاثة أمور رئيسية وهى أن تعرف الدولة قدرتها جيدا على حجم الإقبال على مشروعات الطاقة الشمسية ونوعية هذه المشروعات وتكلفتها ونوعية المشروعات التى تناسبها فى الفترة الحالية، وأيضا قدرة الدولة على خلق سوق وفتح مجال للاستثمار فى الطاقة الشمسية والقيام بمزيد من عمليات البحث والتطوير وخلق فرص عمل جديدة، والأهم من ذلك هو خلق الدولة قوانين تساعد على الاستثمار فى الطاقة الشمسية ووضع سياسة واضحة وخطة محكمة وأيضا يتطلب الأمر رقابة صارمة على الأسواق لمنع دخول مستلزمات الطاقة الشمسية غير الصالحة للاستعمال أو غير المعتمدة ويكون هناك كود محدد لمكونات الطاقة الشمسية، ومهم جدا وضع تعريفة للتغذية ونجعلها شرائح لتكون مناسبة حتى يستطيع أن يكسب من استثماره فى الطاقة الشمسية عند بيعه ما يولده من طاقة للدولة عن طريق تحميلها على الشبكة، والاهتمام أيضا بأولوية التركيب للأماكن حسب التوزيع الجغرافى البعيد عن الشبكة القومية للكهرباء وأخيرا مراقبة السياسات والالتزام بها، وبالطبع هناك عناصر أسباب أخرى يجب أن تمتنع عنها الدولة لنجاح استخدام الطاقة الشمسية.

أذكر لنا هذه الأسباب التى يجب على الدولة الامتناع عنها؟

نعم فهناك تساهل فى الاشتراطات والإجراءات لبعض الشركات التى تقوم ببناء محطات الطاقة الشمسية دون مراعاة التخصص، فكيف لشركات المقاولات والبناء أن يسمح لها ببناء محطات الطاقة الشمسية! فيجب على الدولة أيضا أن تتيح بشكل أكبر للقطاع الخاص أن يدخل بقوة فى الاستثمار فى قطاع الطاقة الشمسية وبناء المحطات وبدلا من أن تزاحم الدولة هذه الشركات يمكن لها أن تستثمر فى خطوط النقل وخطوط المراقبة، ويجب أيضا التركيز على بناء المحطات الصغيرة وليس الكبيرة مؤقتا لأنها لا تحتاج إلى وقت كبير وسنستفيد منها بشكل سريع وهى لا تحتاج من الطاقة المنتجة ربحا لها.

فى النهاية الرسالة التى تحب أن توجهها إلى المسئولين؟

أطالب بسرعة تنفيذ خطاب الرئيس ووضعه نصب أعينهم والاهتمام بما جاء فيه والعمل عليه بكل جدية وحزم، وأطالب أيضا بمراعاة الوقت والتكلفة فى الاستفادة من مصادر الطاقة المختلفة والعمل على الاعتماد عليها خلال الفترة المقبلة.