السوق العربية المشتركة | الدار المصرية اللبنانية تصدر مذكرات رجل الأعمال البارز رءوف غبور تحت عنوان "خبرات ووصايا"

يكشف رجل الأعمال البارز رءوف غبور كواليس عالم التجارة والسياسة في مذكراته التي صدرت مؤخرا عن الدار المصرية ال

السوق العربية المشتركة

الخميس 28 مارس 2024 - 18:57
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

الدار المصرية اللبنانية تصدر مذكرات رجل الأعمال البارز رءوف غبور تحت عنوان "خبرات ووصايا"

يكشف رجل الأعمال البارز رءوف غبور كواليس عالم التجارة والسياسة في مذكراته التي صدرت مؤخرًا عن الدار المصرية اللبنانية تحت عنوان: "خبرات ووصايا". تستعرض المذكرات تجربة أحد أفراد عائلة من أعرق العائلات "البيزنس"، وهي عائلة غبور ذات النفوذ الكبير، تلك العائلة التي ساعدت الحكومة المصرية في تدبير العملة الصعبة خلال فترة الاستعداد لحرب أكتوبر 1973، وتسرد المذكرات كيفية ارتباط نموها بفترة "تمصير" الشركات عقب خروج شركات الأجانب من مصر في أعقاب حرب العدوان الثلاثي عام 1956. تقدم المذكرات خلاصة لمسيرة كبيرة حافلة بالخبرات والدروس، وتبرز الدليل الحي على تعقد الروابط التي تجمع بين رجال السياسة ورجال المال، للدرجة التي قادت صاحبها إلى السجن ومن قبله أحد كبار أفراد عائلته. رأس رؤوف غبور مجموعة شركات غبور لعدة سنوات، وكان العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة شركة جي بي غبور أوتو التي تأسست عام 1985. بدأ غبور مشواره المهني بعد دراسة الطب بالعمل في شركة العائلة ذات الصيت الذائع في تجارة قطع غيار السيارات، واحتل مكانة مرموقة بقطاع الإطارات داخل الشركة، ثم حصل على عقود توزيع حصرية لعلامات تجارية عالمية، ثم استقل وأسس شركاته الخاصة به، وقد نجح على مدار السنوات الماضية في تطوير وتنمية أعمال شركاته حتى أصبحت من بين أبرز الشركات الرائدة في مجال تجميع وتوزيع السيارات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويسلط غبور الضوء على الجوانب الخفية في بيزنس صناعة السيارات عربيًّا وعالميًّا، ويكشف خفايا صفقات السنوات الأخيرة من حكم الرئيس العراقي صدام حسين وما عرف بعدها بصفقات "النفط مقابل الغذاء". وينصح صاحب المذكرات رجال الأعمال الشباب بعدم الانخراط في العمل السياسي، قائلًا: "أدليت بدلوي في السياسة، وقد خرجت منها سريعًا، وبلا رجعة، لم أندم على التجربة، لكني لا أنصح رجل أعمال ناجحًا بأن يشتغل بالسياسة. لأنني لم أربح من ورائها أي شيء". كتب غبور مذكراته تحت إلحاح الأصدقاء، وحسمت تداعيات المرض تردده، ويتوقف في المقدمة أمام نصيحة تلقاها من مديري أحد البنوك كانت دافعًا لكتابة مذكراته إذ قال له: "اكتبها .. ليس فقط من أجلك أنت أو من أجل عائلتك. ولكن من أجل الشباب المصري، فهم يحتاجون إلى أن يقرأوا بالتفصيل قصص شخصيات ناجحة، وحكايات من شخص قد يكون مثلهم، بدأ بداية بسيطة، حيث لم تكن ظروفه مثالية، وتعرض لمشاكل كثيرة، لكنه استطاع النجاح ثم التألق، بالعمل الشاق والمثابرة.". يقدم غبور في المذكرات خبرات تخطي الأزمات الكارثية التي هددت شركاته قبل أن ينتقل بها من الآفاق المحلية الى الأسواق الدولية. ويزيح الستار لأول مرة عن وقائع دخوله للسجن إذ يذكر غبور العديد من الوقائع التي تكشف بعض الكواليس الصادمة عن الاقتصاد والحكم والسجون فترة سجنه. ويروي الكثير من الحكايات حول العلاقات والروابط الإنسانية التي كونها مع قيادات جماعة التكفير والهجرة طوال فترة وجوده بالسجن حين قدم بالاتفاق معهم محاضرات حول تصوراته عن الاقتصاد الإسلامي ومدى ملاءمته لحل مشكلات الاقتصاد المصري، فضلًا عما يكشفه بشأن إجراءات تيسير الحياة داخل الزنازين وسبل التعاون مع إدارة السجن، ويروى كذلك طرفة عن خروجه من السجن بعد أن رأى في منامه حلمًا قام أحد شيوخ الجماعة بتفسيره. ويذكر غبور رفضه لنصيحة تلقاها من صديق أمريكي قريب من الدوائر السياسية والاستخباراتية في واشنطن، دعاه لبيع شركاته ومغادرة مصر خلال فترة حكم الإخوان المسلمين لكنه فضل البقاء في مصر ومواصلة العمل فيها رغم الصعاب مراهنًا على وعي الشعب المصري وقدرة مؤسساته على حماية البلاد. يقدم غبور الكثير من النصائح لمن يعملون في المجال العام مؤكدًا أن التسامح هو الذي أوصل أفراد عائلته للنجاح، وصاروا قدوة إلى الأبد، فالقوة ليست في الفتونة والبلطجة وامتلاك السلطة والأموال. ويقول إن السمعة النزيهة تفتح أبواب العمل. تحفل المذكرات بالعديد من الصور الإنسانية التي تكشف بساطة الحياة التي عاشها رءوف غبور منذ نشأته في حي منشية البكري، مرورًا بظروف تعليمه في مدارس "الجزويت" التي يعتز بالانتماء لتقاليدها العريقة، ويشير كذلك دراسته للطب والملابسات التي أدت لتفرغه للتجارة والبيزنس. وتقدم المذكرات مادة ثرية للباحثين الراغبين في تأمل صور الحياة في مصر عبر أكثر من نصف قرن عبر عينة "نموذجية" تمثل الشرائح العليا للطبقة المتوسطة ذات الأصول الشامية وتكشف في نفس الوقت الكثير من صور الاندماج والتداخل داخل المجتمع المصري بطوائفه المختلفة. ويمكن للقارئ عبر المذكرات التعرف على أول صفقة عقدها رءوف غبور وهو طفل مع "الشغالة" التي كانت تعمل في بيت العائلة، وكيف قفزت ثروته بفضل "صينية بسبوسة" من 15 قرشًا في الستينيات لتبلغ 32 مليار جنيه هي حجم أعمال الشركات عام 2021، حيث أصبحت تعمل في 30 نشاطًا اقتصاديًّا. وتفسح المذكرات المجال أمام غبور لسرد تجارب حياته المختلفة وأولها تجربة زواجه وعلاقاته الأسرية فضلًا عن تناول الخبرات الروحية التي عاشها بعد تجربتي السجن والمرض، فقد أعاد ترتيب أولوياته وبات أكثر قدرة على تفهم الإنجيل والتعمق في معانيه والتفرغ أكثر للعائلة، إلى جانب توجيه الدعم لكثير من المشروعات متناهية الصغر ومختلف وجوه العمل التنموي والخيري، حيث لعبت زوجته الراحلة دورًا مهمًّا في إطلاق مستشفى 5757 لرعاية مرضى السرطان، وقد كانت من بين السيدات التي تلقت تكريمها من السيدة انتصار السيسي حرم رئيس الجمهورية لدورها في التنمية. ويقدم غبور في ختام مذكراته "روشتة مبادئ" لتحقيق نهضة مصر الكبرى تقوم على إعطاء الأولوية لملفات التعليم والثقافة والصحة والاستثمار والصناعة والسياحة، من خلال وضع استراتيجيات طويلة الأجل، والاستعانة ببيوت خبرة وجذب الكفاءات المصرية المتميزة من الداخل والخارج لشغل المناصب العليا في السلطة التنفيذية، وعدم اعتماد مبدأ الحد الأقصى للأجور. وتنتهي المذكرات بالتأكيد على أن البيزنس الناجح يحتاج إلى إدارة مثالية توازن بين العلم والخبرة يكون أفرادها قادرين على الحفاظ على المكتسبات.