السوق العربية المشتركة | سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم الشيخ خليفة بن على بن عيسى الحارثى:

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - 01:21
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم الشيخ خليفة بن على بن عيسى الحارثى:

سفير سلطنة عمان يتحدث ل «السوق العربية
سفير سلطنة عمان يتحدث ل «السوق العربية

مصر قدمت الكثير للوطن العربى والعلاقات المصرية- العمانية قوية ونموذجية

تعكس العلاقات المصرية ـ العمانية قدرا غير مسبوق من التفاهم والتنسيق السياسى المشترك والتعاون تجاه مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات التاريخية قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين..



وعلى ضوء ذلك يسجل مؤشر العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان يوما بعد آخر تقدما ملحوظا نتيجة العديد من المستجدات الايجابية، فى ظل استمرار الاتصالات المكثفة بين القاهرة ومسقط

كما أن العلاقات العمانية مع مصر تزداد عمقًا وتشعبًا على مر العصور فهى مثال يحتذى به فى العلاقات العربية، وهذه العلاقات لا تقيدها حكومات أو أنظمة سياسية، ونؤيد قرارات مصر وشعبها فكل اهتمامنا هو الشعب المصرى وليست الأنطمة والسياسات ونعمل على دعم الاستثمارات الخاصة بالسلطنة فى مصر وسبل لدعم الاقتصاد المصرى

على المستوى السياسى ترتبط مصر وعمان بعلاقات سياسية قوية بين مصر وجلالة السلطان قابوس، فهناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين فى القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، ويقدر المسئولون العمانيون- على كافة المستويات- الدور الذى تلعبه مصر فى حل الصراعات والنزاعات فى المنطقة من أجل شعوب المنطقة.

هذا ما أكده السفير الشيخ خليفة بن على بن عيسى الحارثى، سفير سلطنة عُمان لدى مصر والمندوب الدائم للسلطنة لدى الجامعة العربية.

500 مليون دولار حجم التبادل التجارى بين مصر والسلطنة.. وفرص استثمارية جديدة فى المستقبل
كيف ترى العلاقات المصرية- العمانية؟

علاقات ممتازة بل تعد مثالا للعلاقات العربية– العربية حيث ان هذه العلاقات تتسم بالاستقرار وخلوها من الاشكالات التى قد تقع احيانا بين بعض الدول، ولمصر مكانة خاصة لدى صاحب الجلالة السلطان «قابوس بن سعيد» المعظم وهناك احترام متبادل بين الشعبين المصرى والعمانى وهذا ينعكس بالطبع على السياسات التى تتبعها البلدان تجاه الاخر، فى الجانب السياسى هناك توافق بين الدولتين

وعلى الجانب الاقتصادى هناك فرص فى الامكان استغلالها بشكل افضل، هناك امكانية لزيادة التعاون التجارى وتبادل الاستثمارات، وبالطبع هذا يعود الى الحكومات والقطاع الخاص الذى يجب ان يشجع لاستغلال الفرص بين الدولتين،

بالاضافة الى وجود اللجنة المشتركة العمانية- المصرية برئاسة وزير ىالخارجية فى كلا البلدين وعقد اخر اجتماع بالسلطنة وكان من المقرر ان يعقد الاجتماع الثانى فى مصر ولكن نظرا للظروف التى مرت بها مصر تأجل الاجتماع ونأمل خلال الفترة القادمة ان يتم عقد اجتماع للجنة للنظر فى امكانية تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين خاصة فى ظل ظروف مصر التى تتجه الى الاستقرار وجذب الاستثمارت ونحن نعمل فى هذا الاتجاه وعقد اجتماعات للجنة لتسهيل بعض الامور التى قد تكون موجودة

وتتطلع السلطنة للمشاركة فى مؤتمر الاستثمار الدولى المقرر عقده فبراير القادم 2015 لدعم مصر، وقد تم اخطار الجهات المصرية عن رغبة السلطنة فى المشاركة لعرض الفرص الاستثمارية.. كل هذا فى اطار دعم العلاقات المصرية- العمانية.

حجم التبادل التجارى بين مصر والسلطنة؟

التبادل التجارى البينى العربى ضعيف ودون المستوى على الرغم من انشاء المنطقة العربية الموحدة

وحجم التبادل التجارى بين مصر والسلطنة فى حدود 500 مليون دولار وهذا فى الحقيقة رقم ليس كبيرا بحجم العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين وهناك تبادل تجارى عن طريق طرف ثالث من خلال دبى فبعض السلع المصرية يشتريها العمانيون من دبى وهناك توجه لزيادة هذا التبادل التجارى ونأمل من رجال الاعمال والتجار استغلال تلك العلاقات لمزيد من الاستثمارات بين البلدين.

والان بالسلطنة هناك بناء للموانئ الجديدة «ميناء صحار» الذى يسهم فى التبادل التجارى مع كافة دول العالم ومن بينها مصر كما ان هناك توجها من السلطنة لتعزيز الصناعات الصغيرة والمتوسطة ومصر تصدر للسلطنة منتجات طبية والاثاث وهناك مجال لزيادة التبادل التجارى والسلع، وتظل السوق العمانية سوق محدودة ويجب تفعيل أعمال مجلس الأعمال المصرى- العمانى المشترك لتكون أداة رئيسية لتعريف دوائر رجال الأعمال فى الدولتين بالفرص التجارية والاستثمارية المتاحة بما يدعم حركة التبادل التجارى والاقتصادى بشكل عام.

ما الاستثمارات المتاحة فى سلطنة عمان لرجال الاعمال المصريين؟

لدينا فى السلطنة اقتصاد ناشئ مدعوم من الحكومة والسلطنة كبقية دول الخليج، اقتصاد قائم على النفط والصناعات النفطية فى المقام الاول، وهناك تشجيع للصناعات الصغيرة والمتوسطة والسياحة والاقتصاد الخدمى لدينا شركات مصرية عاملة فى السلطنة منذ زمن بعيد منها شركة المقاولون العرب و«اوراسكوم» وشركات اخرى وهناك مجالات متاحة للمستثمر المصرى منها السياحة والمقاولات والصناعات المختلفة وكذلك قطاع النفط.

لدينا الان بالخليج مشروع القطار الخليجى وهذا مشروع ضخم وبالتالى هذا مجال لدخول الشركات المصرية وهناك انشاء لعدة مطارات داخل السلطنة مما يوفر فرصا للشركات المصرية

هل هناك تسهيلات للمستثمرين؟

هناك مرونة وتشجيع للاستثمار الذى يعد احدى الركائز الاساسية فى سياسة الحكومة وذلك لجذب الاستثمارات الاجنبية والحكومة تسعى لتنويع الاقتصاد بحيث لا يكون على الصناعات النفطية فقط ومع انشاء خطوط للطرق والمطارات بالطبع يسهم ذلك فى زيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارى

السياحة

تمتاز السلطنة بشواطئها البكر وهناك فرص استثمارية سياحية بالسلطنة وتمتاز كذلك بالتنوع الجغرافى بين الشواطئ والجبال والواحات والبحر كلها مكونات جاذبة والبنية التحتية للسلطنة جيدة كما ان لدينا شبكات طرق ممتازة والجاذب الاساسى فى السياحة هو ان الشخصية العمانية مضيافة ومرحبة ودودة بالاضافة الى التنوع الثقافى والسياحى احد العوامل الرئيسية للمستثمر وللسائح والحكومة تركز على الاستثمار السياحى وهناك جذب خاص للسياحة الخليجية خاصة فى الصيف الحار بالجزيرة العربية اصبحت «صلالة» مقصدا رئيسيا للسائح الخليجى،

كما لا بد من زيادة الترويج السياحى للسلطنة خاصة أن هناك اماكن سياحية ممتازة وهناك وزارة سياحة بالسلطنة معنية بتنشيط السياحة كما يساهم الطيران العمانى وهناك طيران مباشر بين مسقط والقاهرة.

الجالية المصرية فى سلطنة عمان ؟

حسب معلوماتى ان الجالية المصرية بالسلطنة وصل عددها الى 50 الف مصرى فى سلطنة عمان يعملون فى وظائف مختلفة منها المعلم المصرى والطبيب المصرى والأستاذ الجامعى المصرى والمهندس المصرى هم أوائل من قدموا لعمان خدمات كبيرة وهذا يعرفه جيدًا العمانيون، ودائمًا ما يقولون ذلك، فمصر معطاءة دومًا. وأن وزارة التربية والتعليم بسلطنة عُمان تعاقدت مع مجموعة جديدة من المدرسين والتربويين المصريين للعمل بالمدارس فى السلطنة فى مختلف التخصصات التعليمية والوظائف الإشرافية، وذلك فى إطار مواصلة تفعيل التعاون المشترك بين مصر وسلطنة عمان، والذى يشمل تبادل الخبرات والتنسيق والتشاور المستمر فى كافة المجالات فى ظل العلاقات الوثيقة التاريخية بين البلدين.

وتضم المجموعة الجديدة (800) مدرس ، وهناك أعداد كبيرة من المعلمين المصريين قد التحقت بوزارة التربية والتعليم بالسلطنة طوال العقود الماضية منذ فجر النهضة العمانية المباركة فى الثالث والعشرين من يوليو من سنة 1970. ومنذ ذلك العام يتم التعاقد مع ما متوسطه (1000) معلم سنويا، نتيجة مواصلة التوسع فى إقامة المدارس ضمن خطط النهضة التعليمية التى تشهدها السلطنة فى إطار السياسات التى يوجه بتنفيذها جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان فى إطار رعاية الإنسان العمانى بوصفه الهدف الأساسى لإستراتيجية التنمية الشاملة والمستدامة.

واتوجه بالتقدير التام للتعاون الذى بذلته وزارة التربية والتعليم المصرية ممثلة فى الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم، وللتسهيلات التى تم تقديمها لتيسير مهمة لجنة وزارة التربية والتعليم العُمانية التى أوكلت إليها مهمة التعاقد مع المدرسين ولله الحمد لا توجد مشاكل للجالية المصرية بالسلطنة

المرأة العمانية الى اين وصلت؟

المرأة العمانية حصلت على فرصتها كاملة فى كافة الوظائف خاصة فى عصر النهضة الحديثة للسلطنة فى ظل حكم صاحب الجلالة السلطان قابوس منذ عام 1970 وبدأت بالحصول على التعليم فى كافة مراحلة ودرست المرأة العمانية بالسلطنة وبالخارج وحاليا الفرص متاحة فى كافة الوظائف ووصلت المرأة الى مناصب قيادية بالحكومة فى مرحلة كان لدينا 4 وزيرات ولدينا سفيرات كما تعمل المرأة العمانية فى قطاع الشرطة والقوات المسلحة وفى اطار سياسة «التعمين» وتوظيف العمانيين نجدها فى كافة القطاعات المالى خاصة البنوك التى بلغ توظيف العمانيين بها 90%ونجد انه فى خلال المراحل التعليمية المرأة متفوقة على الرجل وهناك تشجيع من الحكومة لدخول المراة فى التمثيل النيابى فى مجلس الشورى ومجلس الدولة وهناك تميز فى الاوركسترا السيمفونى العمانى نجد المرأة تمثل نصف العازفين ومثلوا السلطنة فى المحافل الدولية

دور سلطنة عمان عربيا وخليجيا؟

السلطنة عضو فى بيت العرب «جامعة الدول العربية» وتشارك فى كافة اجتماعات الجامعة ولديها نشاط واسهامات فى القضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والتى نأمل ان نجد لها حلا نهائيا، خاصة ان فترة الاحتلال الاسرائيلى طالت وهناك اعتداءات صارخة وتعمل السلطنة والدول العربية لحل تلك القضية من خلال مساعيها الدولية.

قد يرى بعض المواطنين العرب ان جامعة الدول العربية لا تؤدى عملها المتوقع منها لكن جامعة الدول العربية هى مراة للواقع العربى بشكل عام ونأمل ان تسطيع الجامعة عمل المزيد من اجل تعزيز للعمل العربى المشترك بالاضافة الى هناك توجه لتطوير النظام الاساسى للجامعة ولعل ذلك يفعل دور الجامعة بشكل عام.

وبالنسبة لمجلس التعاون الخليجى السلطنة عضو مؤسس فى مجلس التعاون الخليجى المجلس قطع شوطا لا بأس به فى تكامل الدول وتعزيز المواطنة الخليجية بشكل عام والمواطن الخليجى يستطيع ان يعبر بين كافة دول الخليج بالبطاقة الشخصية وتسهيلات اخرى كثيرة ومجلس التعاون الخليجى هو رافد من روافد العمل العربى المشترك وهناك توافق بين دول الخليج على كثير من القضايا السياسية والادوار التى تقوم بها دول الخليج على حد يكمل دور الدولة الاخرى نأمل لهذا التعاون ان يكمل العمل العربى هناك كذلك الاتحاد المغاربى كل هذه التجمعات من اجل العمل العربى المشترك.

كيف ترى الوضع بالدول العربية؟

الدول العربية مرت بظروف معينة اوجدتها ظروف لم تأت من فراغ ولا تزال بعض الدول العربية تعانى من افرازات وبالطبع اى تغيير حدث يحتاج لوقت بعض هذه الدول اخذت مناحى اخرى وكل دولة لها ظروفها الخاصة «ليبيا و سوريا واليمن»، واعتقد انه اذا وجد الفكر التوافقى سيساهم فى حل ما يحدث كذلك والتوصل لمشروع وطنى موحد يوفر الاستقرار ويخدم شعوب تلك الدول وهناك توسط من دول الجوار لتلك الدول التى تعانى ومنها «ليبيا» و كذلك هناك دور لدول مجلس التعاون ومنها «اليمن» احيث عينت دول مجلس التعاون مبعوث خاص لليمن وهذه كلها محاولات من اجل الاستقرار وهناك دول ستأخذ وقتا فى الاستقرار نظرا لما مرت به ونأمل الاستقرار والامن والامان لكافة الدول العربى.

ماذا تقول الآن لمصر وشعبها؟

مصر وشعبها هم اهتمامنا الأول ولا نتدخل فى أى شأن داخل

هل تأثرت مكانة مصر لدى العمانيين بسبب الأحداث الأخيرة؟

العمانيون يعرفون حق المعرفة أن مصر هى صاحبة الريادة والقيادة فى الوطن العربى.

بالاضافة الى ان مصر صدرت التاريخ والعلم والمعرفة ليس فقط للعالم العربى بل أيضًا للعالم كله.

ما المنهج الذى تنتهجه سلطنة عمان فى التعامل مع أزمات دول الجوار؟

انتهجت السلطنة ولا تزال فى تاريخها الحديث المنهج المتوازن والحيادية وعدم التدخّل فى صراعات الغير، وارتكزت سياستها على التوجّه للحل السلمى لأى نزاع والجلوس إلى طاولة الحوار لحل الخلافات، انطلاقًا من قناعتها الراسخة بأنّ الصراعات على مدار التاريخ لم تخّلف سوى الدمار.

وزير الخارجية العمانى يوسف بن علوى بحث العلاقات بين البلدين خلال زيارته الأخيرة لمصر؟

وزير الخارجية العمانى يوسف بن علوى اعلن دعم بلاده للتطورات الجارية فى مصر معربًا عن تطلع سلطنة عمان لأن تتكلل المرحلة الانتقالية بتحقيق طموحات الشعب المصرى.

وتلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى رسالة شفهية من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان تتعلق بالعلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تطويرها فى مختلف المجالات إضافة إلى تطورات الأوضاع فى المنطقة.

نقل الرسالة الوزير يوسف بن علوى بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية فى سلطنة عُمان وذلك خلال استقبال الرئيس السيسى له بقصر الاتحادية بالقاهرة، حيث نقل إليه خلال المقابلة تحيات السلطان قابوس وتمنياته له بموفور الصحة والسعادة وللشعب المصرى المزيد من التطور والنماء.

من جانبه حمل الرئيس السيسى الوزير المسئول عن الشئون الخارجية نقل تحياته الى السلطان قابوس وتمنياته له بموفور الصحة والسعادة وللشعب العمانى المزيد من التقدم والازدهار، مؤكداً حرص مصر على تعزيز التعاون مع السلطنة وتنشيط الزيارات من قِبل مسئولى البلدين.

وانه تم خلال اللقاء استعراض الأوضاع الإقليمية، فضلا عن العلاقات الثنائية بين البلدين، وأضاف أن الوزير المسئول عن الشئون الخارجية فى سلطنة عُمان أكد دعم السلطنة لعملية التنمية الاقتصادية فى مصر.