السوق العربية المشتركة | حكايات مصيرية: " تبرير الفشل"

كغيري من الملايين لم أستطع النوم ليلة الثلاثاء الماضي حيث ظلت أتابع وأشاهد مع الملايين مباريات التصفيات الإ

السوق العربية المشتركة

السبت 20 أبريل 2024 - 12:40
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
حكايات مصيرية: " تبرير الفشل"

حكايات مصيرية: " تبرير الفشل"

 كغيري من الملايين؛ لم أستطع النوم ليلة الثلاثاء الماضي، حيث ظلت أتابع وأشاهد مع الملايين مباريات التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم "قطر ٢٠٢٢ " لخمس مباريات في الجولة الأخيرة من التصفيات.  كنت في قمة السعادة ؛ فأربع منتخبات عربية تخوض المباريات الحاسمة دون مواجهات مباشرة، مما يعني أن الحلم أصبح كبيرا وتمثل تلك المنتخبات قارتنا السمراء بـ ٤ منتخبات عربية "فراعنة مصر، نسور قرطاج تونس، ومحاربي الصحراء منتخب الجزائر، أسود الأطلسي المغرب".  وقد ارتفعت بورصة التوقعات .. فالمغرب هو الأقرب بعد التعادل الإيجابي مع الكونغو الديمقراطية بهدف لكل منهما والجزائر يدخل المباراة أمام أسود الكاميرون في الجزائر بأريحية كبيرة بعد الفوز في ياوندي بهدف دون رد، والفراعنة يلتقون السنغال في داكار بعد الفوز بهدف في القاهرة، واللقاء يحتمل كل التوقعات.  أما تونس فقد اقتنصت فوزًا ثمينا على منتخب مالي في مباراة الذهاب بمالي مما يعني زيادة الحظوظ في التأهل.  فى السابعة والنصف مساء انطلقت صافرة البداية، وانطلق معها كلام النجوم والمدربين والخبراء؛ مصحوبة بدعوات الملايين في تأهل المنتخبات العربية، لكن صافرة النهاية تغير معها كل شي وتخلت "الساحرة المستديرة" عن المنطق؛ ليفشل في الصعود كل من المنتخب الوطني المصري وشقيقه الجزائري، الذي شهدت مباراته مع الكاميرون حالة غريبة من الجنون التحكيمي ليصعد الكاميرون بهدف اعتباري وبمساعدة الحكم الجامبي جاساما ؛ يفشل المنتخب المصري في التأهل، بعدما خسارة ضربات الترجيح بثلاثة أهداف مقابل هدف. إنه أمر مقبول ومنطقي في كرة القدم، أن تخسر وتكسب في مباريات مصيرية، لكن ما لفت نظري بعض الأمور التحليلية في وسائل الإعلام،  فالبرامج التحليلية للمباراة في القنوات المصرية استمرت حتى صباح الأربعاء دون توقف فى القنوات الرياضية وبرامج التوك شو على السواء في محاولة لتبرير "الفشل" لـ اللاعبين وللمتظومة الرياضية، مطالبين الجماهير بالنسيان وفتح صفحة جديدة بنفس الأسماء التي فشلت في التأهل دون الحديث عن الفنيات والأخطاء وكيفية العمل على علاجها. أما مداخلة وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، مع احد القنوات الرياضية فقد أصابتني بخيبة آمال شديدة؛ فليس من المنطقي أن يتحدث عن الحفاظ على مدرب فاشل ولاعبين لا يرتقي بعضهم للاعب في دوري الدرجة الثالثة والجماهير في قمة حزنها وعلى الجانب الأخر بعد خسارة المنتخب الجزائري وفشلة في التأهل قطعت القناة الجزائرية الناقلة للمباراة الأستوديو التحليلي ولم تكمل البرنامج وكأنها رسالة لكل مهني "إن تبرير الفشل مرفوض"! حتى لو لعب المنتخب أعظم مبارياته، فالكرة لا تعترف سوى بالنتائج وما عدا ذلك هراء وأكل عيش على قفا الغلابة.