السوق العربية المشتركة | إعادة اكتشاف مصر

السوق العربية المشتركة

الإثنين 18 أغسطس 2025 - 19:36
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
إعادة اكتشاف مصر

إعادة اكتشاف مصر

مشروع قناة السويس الجديد، بداية مختلفة لاكتشاف مصر مرة أخرى، ونهضة معاصرة تعيدها بقوة لتحتل مكانتها الرائدة التى تليق بها كأم الدنيا، صاحبة السبق الحضارى بين الأمم.



لا نبالغ عندما نقول إن المشروع الجديد، يمثل العصا السحرية لخروج مصر من أزماتها الاقتصادية المتلاحقة، وطوق نجاة للمصريين بعد سنوات عجاف من الفقر والديون، والتطلع إلى مستقبل مشرق.

نعتقد أن مشروع القناة؛ المزمع إنشاؤه؛ والذى يتم بخطى سريعة ومدروسة، يعد استكمالاً لمشروعات محمد على فى مجال الرى والخديو إسماعيل فى بناء المنشآت وجمال عبدالناصر فى بناء السد العالى.

ولا نبالغ عندما نؤكد أن «مشروع القرن»، سيمثل نقلة نوعية وطفرة غير مسبوقة للنهضة الزراعية والصناعية والتنمية الشاملة بكل أبعادها، رغم أن المشروع تأخر كثيرًا، وظل حبرًا على ورق لثلاثة عقود. إن نجاح تنفيذ هذا المشروع العملاق على أرض الواقع، بدت ملامحه تتضح بعد بدء أعمال الحفر التى تسير على قدم وساق، فى سباق وتحدٍ مع الزمن، تزامنًا مع إصدار شهادات استثمار لمدة خمس سنوات لتوفير الأموال اللازمة للمشروع، دون الحاجة للاقتراض الخارجى. خطة المشروع تستهدف إنشاء إقليم تنموى جديد، بعد إنهاء المرحلة الحالية التى تتضمن تنفيذ ممر ملاحى جديد يحاذى الممر الملاحى الحالى، يمتد بطول 72 كم، منها 35 كم حفر جاف، ونحو 37 كم توسعة وتعميق لأجزاء من المجرى الحالى للقناة، بجانب إنشاء 6 أنفاق لسيناء تمر أسفل القناة.

المشهد الشعبى فى اكتتاب المصريين بشراء شهادات القناة، أمر يدعو للتأمل، حيث أكد أن الوطن كان يحتاج إلى مشروع قومى يجتمع عليه أبناؤه ويتوحدون خلفه، إيمانًا منهم بالأمل فى غد مشرق.

لم يتوان المصريون عن تلبية نداء الوطن، فاصطفوا أمام البنوك ومكاتب البريد فى مختلف المدن والمحافظات، لمسافات طويلة وساعات انتظار، دون كلل أو ملل، فى مشهد لا يتكرر كثيرًا بذاكرتنا المعاصرة.

إقبال المواطنين والشركات والمؤسسات والوزارات، على شراء شهادات استثمار قناة السويس كان على غير المتوقع، وحقق نتائج غير مسبوقة، لم تحدث من قبل فى تاريخ مصر الحديث، بعد أن تجاوز عائد البيع للشهادات 61 مليار جنيه فى ثمانية أيام فقط.

المشروع الجديد إضافة إلى كونه حقق أرقامًا قياسية غير مسبوقة هو رسالة إلى العالم بأن مصر قادمة، لتستعيد ذاكرتها فى الريادة، ودورها المحورى والإقليمى، الذى غاب بفعل فاعل، كما أنه يبعث برسالة أخرى مفادها «إذا الشعب يومًا أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر».