السوق العربية المشتركة | دكتورة كاميليا.. وأسرار وحكايات جديدة حول أكتوبر والسادات

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - 01:26
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

دكتورة كاميليا.. وأسرار وحكايات جديدة حول أكتوبر والسادات

دكتورة كاميليا
دكتورة كاميليا

من أجمل ما قرأت للكاتب الفرنسى المسلم (فيردريك جون) عبارة بمقدمة أحد كتبه حول الصراع المسلح بالشرق الأوسط.. التى اختص بها حرب أكتوبر المجيدة حيث قال: «كلما اقترب شهر أكتوبر من كل عام أستشعر روحانيات شهر رمضان حتى لو لم يصادفهم الزمن مرة أخرى كما حدث فى أعظم حرب عرفها التاريخ «أكتوبر مصر لأنها تجلت فيها قداسة المطلب والهدف المطلوب فى تحرير الأرض والهدف فى العيش فى سلام مع الشعوب».



ومن منطلق تلك الكلمات الراقية والمعبرة عن حرب العزة والكرامة انفردت «السوق العربية» بالعديد من الصور والأسرار والحكايات الجديدة حول أكتوبر والسادات أو أسطورة العرب كما أطلق عليه قادة إسرائيل.

كان لنا هذا اللقاء مع الدكتورة كاميليا السادات أصغر أبناء الزعيم محمد أنور السادات بمنزلها الذى يعد متحفا للتاريخ ومرصدا وثائقيا، حيث يضم صورا نادرة لمعظم زعماء العالم وللرئيس وأسرته وننفرد بنشر أول صورة لوالدة السادات السيدة «ست البرين» حسبما أشارت الدكتورة كاميليا، وعن معنى الاسم قالت: هو كناية عن بر مصر وبر السودان، وحكايات أخرى حول خطابات السادات إلى عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين حول التنبؤ بثورات الربيع العربى.. السطور التالية تحمل التفاصيل.

حوار
المصريون اختارو السيسى مرتين مرة بالانتخابات ومرة بشهادات قناة السويس
ماذا تعنى كلمة أكتوبر لكاميليا السادات؟

أنا أعتبر نفسى بنت أكتوبر، فإذا كانت هناك فرحة حقيقية فى حياتى فهى يوم رأيت العلم المصرى على أرض سيناء، وهناك حدث آخر لهذا اليوم العظيم، فحينما أعلن البيان بأن قوات العدو قامت بالإغارة علينا وردت قوات الدفاع الجوى برد مضاد وعادت جميع الطائرات سالمة ما عدا طائرة واحدة أدركت أن عمى عاطف السادات قد استشهد، بالإضافة إلى أن والدى قام بتوثيق الحرب بالصور، وحينما عرض الأمر على الملك فيصل للدعم المادى كان رد الملك فيصل هو أن لديه علاقات جيدة مع الدول ولا يريد أن يخسر كل شىء إذا لا قدر الله حدث مثلما حدث فى 67، مؤكداً أنه فى حالة عدم التوازن بين القوتين سوف يتدخل فوراً بكل ما يملك من أدوات ومال وسلاح وبترول، وأعلم الملك فيصل بالخطة وأن القوات المسلحة عملت مجسمات للتدريب مثل خط بارليف والنابلم والساتر الترابى، وأن مدة الحرب يوم واحد.. لكنها لم تستغرق أكثر من 6 ساعات.

هل استشعرت بوادر للحرب فى الأيام الأخيرة؟

لم نشعر بأى شىء نهائيا سوى متابعة والدى الأفلام الأمريكانى بصورة كبيرة ولمدة 6 أشهر متواصلة من أفلام أكشن لجيمس بوند وأفلام الحرب العالمية الثانية، ويبدو أنه أخذ منها فكرة وكان يداعبنا بأن فتاة أحلامه هى أسمهان، وتعامل على أن إسرائيل كانت تحب جمع المعلومات، فطالب الأجهزة المعنية بتزويد إسرائيل بالمعلومات الخطأ، وعمل طلعات جوية وقام بقياس قناة السويس والكبارى اللازمة لها وتجهيز المضخات وشراء المخلفات العسكرية من روسيا لإيهام إسرائيل بأننا لا نستطيع الحرب بتلك المعدات، وهو أقدر شخص يمشى باستراتيجية وخطط، وأنا تعلمت منه ذلك حتى نضمن النجاح، ثم علمنا كباقى الشعب المصرى من الإذاعة خبر النصر وحاولنا الاتصال به ولكن كان دائم الانشغال فى غرفة العمليات بقصر الطاهرة، والتى علمنا مكانها فيما بعد، فنصر أكتوبر أعاد مصر إلى مكانتها الطبيعية وسط دول العالم وأعطاها ثقلا بقيادة السادات، ويوم 18 أكتوبر قدم السادات الصور الموثقة إلى الملك فيصل وأطلقت جولدا مائير صرختها التاريخية المعروفة (أنقذوا إسرائيل) فأرسلت أمريكا الغطاء الجوى الجاهز للحرب مباشرة، وأرسل الرئيس خطابا إلى هنرى كيسنجر رئيس وزراء أمريكا يطالب بوقف إطلاق النار، فرد عليه أنه من مبدأ الحرب أن من يطلقها لا يملك أن يوقفها. وهنا تدخل الملك فيصل وأنقذ الموقف، وأن والدى لم يستجيب لمطالب الدول العربية بدخول تل أبيب لأن هدفه كان استرجاع سيناء ليس أكثر ولذلك كانت حرب أكتوبر هى أول حرب فى العالم من أجل السلام، والسادات كان دائما ما يقول إنه مسئول عن النكسة مع عبدالناصر، وأنا لدى وثائق فى أمريكا تبرئ جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر والجيش المصرى من نكسة 67 وسببها الخيانة من أحد الملوك.

ماذا عن شعورك كأول امرأة تضع قدمها على أرض سيناء؟

أنا نلت هذا الشرف العظيم كأول سيدة تصل أرض سيناء عقب انتهاء الحرب مباشرة، فحينما أعلنت المخابرات أن الطريق أصبح آمنا إلى سيناء أرسلت طلبا إلى المخابرات من الشركة الألمانية التى كنت أعمل بها أنا وباقى الزملاء وذيل الطلب باسم كاميليا السادات فرفضت المخابرات بحجة الأمن وتحايلت على الأمر بأننا أرسلنا طلبا آخر ووضعت اسمى ثلاثى فقط ووسط الأسماء فسمحوا لنا بالسفر وشعرت بفرحة لا توصف، وهناك تذكرت دماء الشهداء الطاهرة ومنهم عمى الشهيد عاطف السادات.

كيف تنبأ السادات بثورات الربيع العربى؟

السادات تنبأ بتلك الثورات منذ عام 58، فحينما كان سكرتير المؤتمر الإسلامى وأرسل خطابين إلى الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى يطالبه فيهما بضرورة عمل كتاب أو اثنين لتحذير العرب من مطامع الغرب، وعمل أفلام توضح ذلك وشرح فيهما أن العرب تخلصوا من مطامع الاستعمار العسكرى وتبقى مطامع الدخول عن طريق الدين الإسلامى ومذاهبه وطوائفه، وهذا ما يحدث الآن فى الدول العربية، والتفرقة عن طريق الدين، وخير دليل ما حدث لشاه إيران عام 79 فدائماً ما يقول إن (المتغطى بأمريكا عريان) فهى التى جلبت الخومينى من أمريكا لمحاربة الشاه لأنها كانت ترى أن دوره انتهى لإثارة فتنة فى المنطقة ما بين السنة والشيعة، وأن داعش التى تعلن محاربتها هى أيضا صناعة أمريكية وكان لديهم مراكز تدريب فى تركيا وإيران، وأسامة بن لادن هو صناعة أمريكية وقتله الظواهرى عن طريق الخيانة وليست أمريكا كما يدعون، بدليل حينما ضرب جبل (تورا بورا) فى أفغانستان أمريكا حمت بن لادن تحت الأرض داخل مبنى ضد النووى كما دفعت 40 ملياراً للإخوان فى 11 إبريل قبل حكم الإخوان بثلاثة أشهر مقابل 40٪ من سيناء.

بماذا تصفين يوم 6 أكتوبر.. بعيد ميلاد أو وفاة السادات؟

هو خليط من المشاعر بين الفرح والحزن فهو عيد ميلاد لأنه يوم انتصار مصر بقيادة السادات وحزن لأنه توفى فيه والدى وعمى عاطف وخالى فتحى الذى كنت أعتز به حيث توفوا جميعاً يوم 6 أكتوبر، وكنت أحزن حينما أذهب لزيارة قبر أبى فى السنوات الأولى من وفاته وكنت أحكى معه بالساعات ولكن يغلب على اليوم انتصار أكتوبر الذى هو فرحة الجميع بالنصر المجيد.

ما تقييمك لدعوة مرسى للزمر فى احتفالات أكتوبر؟

أنا لم أر المشهد فى وقته لأننى كنت فى ألمانيا للعلاج وعندما اخبرونى بجلوس الزمر والإخوان على المنصة قلت إنها خيبة أمل منهم، فالرجل توفى ولا وجود له الآن وكذلك حينما صرح الزمر بأنه لم يندم على قتل السادات قلت هى ليست مشكلة الزمر هى مشكلة الإعلام الذى أعطى لهؤلاء الفرصة للظهور.. فمن هم؟

ماذا عن موقفك من الدكتور ناجح ابراهيم؟

إن الرجل أعلن اعتذاره عن قتل السادات فى أكثر من موقف، بالإضافة إلى أنه طلب السماح ودفع الدية، بالطبع رفضنا جميعاً وقلت أنا لا أملك السماح من عدمه ومن يملكه هو الشهيد لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون هذا بالنسبة إلى قصاص الدنيا، وقد عوقب وحكم عليه بالحبس والآخرة بين يدى الله خاصة أنه أعلن أنه لا يعلم بنية القتل، وتصافحنا لأنه طلب السماح من السادات وأعلن عن توبته من الإخوان وأفعالهم. بالإضافة إلى مضايقات الإخوان لى عقب توليهم الحكم مباشرة من سكان العمارة، وأنا قلت لصلاح سلطان رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وللسيدة عزة الشهيرة بأم أيمن إن ديمقراطية السادات هى التى جعلت مرسى يجلس على الكرسى.

ما أبرز أخطاء السادات من وجهة نظرك؟

الخطأ الأول هو السماح للإخوان بالخروج من السجن، وهو دفع ثمنه حياته، أما الخطأ الثانى وهو الخطأ الذى لا يغفره التاريخ فهو أحداث سبتمبر 81 المعروفة باسم اعتقالات مراكز القوى، حيث إننى شاهدت والدى فى قمة الغضب عبر لقاء تليفزيونى وذلك على غير عادته وكنت فى أمريكا وهنا أدركت أنه أحرق سياسياً فكيف له القيام بهذه الخطوة وهو صانع الديمقراطية والمعول الأول له هو خروج المعتقلين سياسيا مثلما فعل مع الإخوان وانا كنت أعلم انه واقع تحت ضغط شديد.

كيف رأيت حكم الإخوان لمصر؟

من أسوأ السنوات التى مرت بها البلاد، حيث شاهدنا تدهورا تاما فى جميع مؤسسات الدولة سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا حيث كانوا يقومون بتجنيد وشراء الشباب للقيام بأعمال إرهابية وتفشى الفساد حتى أصبح (عنكبوت) فى جميع قطاعات الدولة، وجميل ما تقوم به الدولة من عمليات تطهير لكن ليس هو الحل للقضاء على فساد الإخوان بمصر فيجب عودة الالتزام، فمثلاً أنا قرأت نص التحقيقات لعبود الزمر حينما سئل عن سبب قتله الرئيس أجاب أن الرئيس صرح (بأن لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين) وبذلك يجوز قتله لأنه يعد كافرا وأكد لى والدى أنه يقصد الرد بهذه العبارة على البابا شنودة حينما علق على اختيار الرئيس إلى بطرس غالى وفكرى مكرم للوزارة مطالباً بأن أى اختيار عقب ذلك لا بد أن يؤخذ رأى الكنيسة.. فهذا مقصده وهم فسروها على حسب أهوائهم وقتلوه.

ما رأيك فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو وأيهما أقرب لأكتوبر؟

أرى ثورة 25 يناير أنها نتيجة من نتائج مشروع الشرق الأوسط الجديد الذى يهدف إليه الغرب منذ زمن مع الحدود الجديد وسيكس بيكو جديد والذى بدأ فى تونس فكيف لتونس أن تصبح إسلامية بحكم الإخوان والحبيب بوتفليقة رجل ليبرلى 100٪ ولا علاقة له بالفكر الدينى واستغل فيها شباب الفيسبوك وهم حقا الشرارة الأولى للثورة فهم نادوا بها وقام بها الشعب المصرى كله، وأعتب على الثوار فى أنهم لم يظهر لهم حزب أو كيان محدد يعبر عنهم كباقى ثورات العالم أما ثورة 30 يونيو فهى الأقرب إلى روح أكتوبر بسبب البحث عن الأمل فحرب أكتوبر كانت بحثا عن النصر و30 يونيو بحثا عن الحكم وخرجنا رافضين أن يحكم مصر حزب المرشد والإخوان.

من وجهة نظرك ما تصورك لمستقبل مصر تحت قيادة الرئيس السيسى؟

أولاً الشعب المصرى اختار الرئيس السيسى مرتين مرة بالانتخابات والأخرى عندما شارك وبقوة فى عملية شراء أسهم قناة السويس الجديدة التى أضاع بها السيسى الفرصة على الأمريكان بالتخطيط فى استراتيجية جديدة لإيذاء مصر وأعلن عن حفر القناة فى الوقت المناسب والتى تسهم فى وصول المراكب التجارية بسهولة خاصة من الصين نحو الشرق وهى (صاحبة فيتو) وتعتبر قوة ناعمة ومن الخطأ أن نشبه الرئيس السيسى بالزعيم عبدالناصر أو السادات لأن كل واحد منهم له شخصيته، فنحن نعلم عن السيسى أنه رجل مخابرات يملك عقلية جبارة ومعلوماتية قوية وهناك مضمار سياسى قادم هو الانتخابات التشريعية ومجلس الشعب ولا ننسى أن الدستور قلص من صلاحيات الرئيس كثيراً وقالها والدى من قبل إن مصر تصنع حضارة ومثل الأم للعالم العربى وأن الأم لا تشترك فى مشاكل بل تحل الخلافات وهذا ما يفعله السيسى الآن فهو يصنع حضارة فهو حول الجيش المصرى من الترتيب 14 إلى رقم 13 على مستوى العالم فى ظل حكم الإخوان.

من هم شركاء النجاح فى حرب أكتوبر؟

صرح لى والدى بأنهم كانوا ثلاثة شركاء فى نجاح الحرب الملك فيصل وهوارى بو مدين الذى دفع ثمن الأسلحة إلى روسيا ولم يهدأ حتى اطمأن إلى وصولها للمياه الإقليمية لمصر وكان متواصل مع السادات لأكثر من 6 ساعات متواصلة بالتليفون ومتابعة حركة البواخر التى تحمل السلاح، حيث كانت دائماً مصر هى التى تدفع الثمن فكنا نقدم القطن المصرى بالكامل إلى روسيا ودفع 100 مليون جنيه سنوياً كما أعلنها صراحة الملك فيصل حينما قال لوالدى اشترى السلاح ونحن نسدد الفواتير فاعتبرهم السادات شركاء فى النجاح ولولاهم لربما ما خاضت مصر الحرب.

من أقرب إليك من مجلس قيادة الثورة؟

عمو حسين الشافعى وحسن إبراهيم وكنت لا أرغب فى التعامل مع زكريا محيى الدين، وبالطبع عمو جمال عبدالناصر الذى أعشقه فكثيراً ما طلعت له فوق ترابيزة السفرة وهو كان يلاعبنى الله يرحمهم جميعاً.

على من تعاتب كاميليا السادات؟

على الأسرة التى تفرقت فأصبح من القليل أن نسأل على بعضنا البعض وكان والدى الوحيد الذى يجمع العائلة خاصة فى رمضان أنا عملت ذلك عقب رجوعى من أمريكا مباشرة وأتمنى لمصر كل الخير.