دشن الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشروع حياة كريمة، لتنمية الريف المصرى، والذى يعد مشروع القرن 21 كونه الأضخم والأكبر تنمويا فى العالم، ليكون بمثابة أيقونة الجمهورية الجديدة القائمة على مفهوم الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التى تمتلك القدرات العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وألقى الرئيس السيسى، كلمة خلال المؤتمر الأول للمشروع القومى «حياة كريمة»، باستاد القاهرة، قال خلالها إن الجمهورية الجديدة تسعى لبناء الإنسان المصرى بناء متكاملا صحيا وعقليا وثقافيا، إيمانا بأن الإنسان المصرى هو كنز هذا الوطن وأيقونة انتصاره ومجده، فمصر القوية، الحديثة، المدنية، الديمقراطية هى التى تليق بالمصريين وتعبر عن إرادتهم وتناسب تطلعاتهم وتمثل تضحياتهم.

وخلال الكلمة، وجه الرئيس السيسى، رسائل حاسمة تتعلق بأزمة سد النهضة تحمل طمأنة للمصريين، قائلا إن القلق بشأن مياه النيل بالنسبة للمصريين قلق مشروع.

وأضاف أن مصر أكدت دعم التنمية فى إثيوبيا والسودان والتعاون مع جميع الأشقاء فى كل المجالات بشرط عدم المساس بحصة مصر فى المياه، مشيرا إلى أن مصر لا تسعى للتهديد أو التدخل فى شؤون الدول.

وأوضح الرئيس، أن المساس بمقدرات مصر خط أحمر ولا يمكن اجتيازه شاء من شاء وأبى من أبى، والجنوح للسلام لا يعنى أنه سماح بالمساس بمقدرات مصر، مشيرا إلى أن مصر تمتلك أدوات سياسية وقوة عسكرية واقتصادية ولديها خيارات متعددة للحفاظ على أمن مصر القومى.

وأكد أن التحرك الأخير فى مجلس الأمن جاء لوضع ملف سد النهضة على أجندة الاهتمام الدولى، مطالبا باتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل السد بين الدول الثلاث.

واختتم الرئيس رسائله بقوله «»مصر دولة كبيرة.. ولا يليق بنا أن نقلق».

وفيما يتعلق بمشروع «حياة كريمة»، يغطى 4500 قرية، وأكثر من 28 ألف تابع، تنفذ فيها المشروعات فى 175 مركزا، و20 محافظة، يستهدف أكثر من نصف سكان مصر، تشمل كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، والعمرانية.

وقال رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى: إن هذا المشروع العظيم هو أول مشروع مصرى يتم تنفيذه بنسبة 100% باستثمارات تتجاوز 700 مليار جنيه.

وأضاف أن مبادرة «حياة كريمة» ستشهد لأول مرة إطلاق مؤشرات لقياس جودة الحياة بقرى الريف المصرى، وكيفية القيام برفع مستوى كفاءة وجودة مياه الشرب، وتحسين التغطية بالخدمات الصحية، وتحسين نسبة التغطية بالصرف الصحى، وتحسين مؤشرات التعليم، وزيادة فرص العمل المتاحة، وتنفيذ خدمات لم يشهدها الريف المصرى من قبل منها شبكات الغاز الطبيعى، والاتصالات، والألياف الضوئية، والمجمعات الزراعية، والمجمعات الخدمية المتقدمة للمصالح الحكومية فى القرى الأم.

وقدم رئيس الوزراء، شرحا مفصلا لمبادرة حياة كريمة بمختلف محاورها، ففى البنية التحتية ومنها قطاع مياه الشرب والصرف الصحى، تستهدف المبادرة تغطية خدمات الصرف الصحى بكافة القرى المحرومة التى تشكل 82% من قرى المرحلة الأولى للمبادرة، ومد شبكات الصرف الصحى لها بنسبة 100%، وكذلك القضاء على انقطاعات المياه بتنفيذ مشروعات المد والتدعيم للشبكات بالقرى، وإحلال وتجديد أكثر من 3 آلاف كيلو مواسير قديمة ومتهالكة، وبناء 51 محطة جديدة لتنقية مياه الشرب، بطاقة مليون م3/يوم لخدمة المناطق المحرومة.