السوق العربية المشتركة | العلاقات المصرية- السودانية تاريخية وقوية والقاهرة المقصد السياحى الأول للمواطن السودانى

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - 03:33
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

العلاقات المصرية- السودانية تاريخية وقوية والقاهرة المقصد السياحى الأول للمواطن السودانى

السفير السودانى يتحدث ل «السوق العربية »
السفير السودانى يتحدث ل «السوق العربية »

الحسن أحمد الحسين السفير السودانى بالقاهرة:
العلاقات المصرية- السودانية تاريخية وقوية والقاهرة المقصد السياحى الأول للمواطن السودانى

العلاقة بين مصر والسودان علاقات تاريخية وخاصة ومتميزة وفريدة ربما لم يتيسر لشعبين آخرين فى المنطقة هذه العلاقة وهناك صلة نسب ومصاهرة بين أهالى السوان ومصر وتمتد الحدود المصرية- السودانية نحو 1273كم، ويمثل السودان العمق الإستراتيجى الجنوبى لمصر، لذا فإن أمن السودان واستقراره يمثلان جزءًا من الأمن القومى المصرى، ومن هنا تبرز اهمية السياسة المصرية تجاه السودان للحفاظ على وحدته واستقراره وتماسكه من ناحية وفى تعزيز علاقات التكامل بين الجانبين من ناحية أخرى، فالسياسة المصرية تحرص فى هذه المرحلة الجديدة الفارقة فى تاريخ البلاد بعد ثورة الثلاثين من يونيو على إقامة علاقات تتميز بالخصوصية والتفاهم العميق مع السودان الشقيق، وتطوير علاقاتنا الاقتصادية المشتركة وإحداث نقلة نوعية فيها تتماشى مع ما تطمح إليه شعوب المنطقتين، كما تحرص الدولتان على تقوية ودعم العلاقات بينهما فى شتى المجالات، فالسودان يعد الدولة الوحيدة التى لديها قنصلية فى محافظة أسوان ما يدل على نمو حجم التبادل التجارى. وتلك القنصلية لا يتوقف دورها عند تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين بل يمتد هذا الدور ليشمل العلاقات فى المجالات المختلفة، وسعيًا إلى توثيق أوصال روابط الأخوة اتسمت العلاقات المصرية- السودانية بالسعى الدءوب لكلا البلدين وكبار مسئوليهما لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية فى كافة المجالات، والارتقاء بها إلى مستوى تطلعات شعبى وادى النيل.



فى البداية نريد ان نلقى الضوء حول العلاقات المصرية- السودانية؟

إن الشعبين المصرى والسودانى تربطهما علاقات تاريخية اخوية ونموذج لا يتكرر للعلاقات وكانت وستظل العلاقات بين البلدين بهذا الشكل الاخوى الذى يشهد له العالم بذلك وقد عبر الشعب السودانى عن سعادته بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية للسودان خلال الفترة الماضية والتى حملت معانى كثيرة لدى الشعب السودانى وأن اختيار الرئيس السيسى زيارة السودان تؤكد أن القيادة السياسية فى مصر تضع السودان ضمن دوائر اهتماماتها، الأمر الذى يدعم العلاقات بين البلدين لمزيد من التقدم الاقتصادى غير المسبوق، والذى من المقرر أن يجنى ثمارها الطرفان عن طريق فتح المعابر الحدودية أمام حركة التجارة بين البلدين.

كيف ترى الخطوات التى شهدتها مصر فى اعقاب ثورة الثلاثين من يونيو؟

السودان رحب بكل الخطوات التى تمت فى مصر فى اعقاب خارطة الطريق التى اعلنها الرئيس السيسى واختيار الرئيس وننتظر حتى استكمال باقى الخطوات بالانتخابات البرلمانية التى نأمل ان تمر بسلام ونجاح مثل الانتخابات الرئاسية كما يرحب الاخوة المصريون دائما بالسودان والخطوات التى تتخذها ما يدل على قوة العلاقات بين البلدين على كافة المستويات، فضلا عن الخطوات التى اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسى نحو القارة الإفريقية وعودة مصر لدورها المحورى بالمنطقة والتى ستحقق أهدافا كثيرة، وقد تشرفنا بزيارة الرئيس السيسى ونثمن تلك الزيارة ومن المنتظر زيارة الرئيس عمر البشر فور تعافيه من جراحة اجريت له وستكون مصر أولى محطاته بعد الشفاء.

ماذا عن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين؟

بحكم الجوار هناك علاقات ممتازة على كافة المستويات منها السياسية والتجارية فهناك سلع متبادلة وعلاقات تجارية قديمة والان نستشرف مع افتتاح اول معبر برى بين السودان ومصر وهذا امر تأخر كثيرا منذ استقلال السودان وحتى الان لم يكن هناك معبر برى بين البلدين لخدمة المصالح الاقتصادية والتجارية وان افتتاح المعبر وما سيصحبه من بناء طرق برية تربط البلدين والاعداد لافتتاح معبر اخر غرب النيل «ارقين» ومن ثم ربط البلدين بطرق برية سوف يحدث طفرة كبيرة جدا فى العلاقات التجارية بين البلدين، فضلا عن الطريق الغربى حيث اكتملت الطرق والان نسعى الى استكمال المبانى الادارية للمعابر وبالطبع هذا سيحدث نقلة كبيرة جدا ليس فتح للسوق السوادنى امام مصر فقط ولكن فتح السوق الافريقية امام مصر، خاصة أن السودان دولة جارة للعديد من الدول الافريقية فى تشاد وإثيوبيا وإريتريا ما يفتح تجارة الترانزيت لمصر الى اسواق افريقيا بالاضافة للسوق السودانى وبالنسبة للسودان فتح الطرق البرية سيفتح طريق امام صادرات السودان للسوق المصرى وعبر مصر الى اوروبا وييسر وصول المنتجات الزراعية السودانى لمصر، كما أن الجانبين المصرى والسودانى يعقدان الامال على افتتاح المعبر الحدودى للمساهمة فى زيادة حجم التبادل التجارى ليصل إلى المستوى المأمول لطبيعة العلاقات بين البلدين، وبحسب التقديرات فإن حجم التبادل التجارى بين مصر والسودان وصل خلال عام 2013 إلى نحو 850 مليون دولار فقط، ومن المؤكد انه بعد افتتاح المعابر الحدودية بين البلدين أن يصل حجم التبادل التجارى خلال عامين إلى ما بين 2 و3 مليارات دولار سنويا، كما ان حجم الاستثمارات المشتركة بين مصر والسودان ستزيد نتيجة تسهيل إجراءات النقل والشحن للسلع والبضائع والخدمات وبالتالى لابد من إعادة النظر فى منظومة الشحن بين البلدين، وإعداد الدراسات الجيدة والتشريعات المتطورة والكافية فى هذا الشأن، بحيث يتم القضاء على العوائق والمشاكل التى تواجه حركة نقل الشاحنات خاصة من حيث مدة بقائها بالأراضى المصرية أو السودانية، وضرورة السماح للشاحنات بنقل البضائع المصدرة من مصر للسودان والعكس، وأن السودان يشرع فى تنفيذ مناطق حرة مع دول الجوار فى إريتريا وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، مشيرا إلى أنه خلال زيارة وزير الصناعة والتجارة منير فخرى عبدالنور مؤخرا للخرطوم، تم التباحث مع وزيرى الاستثمار والصناعة السودانيين بشأن إنشاء منطقة حرة مشتركة على الحدود المصرية- السودانية، حيث ستساهم بشكل كبير فى زيادة حجم التبادل التجارى وإثراء النشاط الصناعى بما يعود بالفائدة المشتركة على شعبى وادى النيل.

كما أن افتتاح الطريق البرى سيساهم بشكل فعال كذلك فى مجال تنمية الصادرات المصرية للأسواق الأفريقية المجاورة للسودان خاصة دول شرق وغرب ووسط السودان، بالإضافة إلى أن صادرات السودان سيتم نقلها كذلك من مصر إلى الأسواق الأوروبية كما ان السودان يصدر الى مصر اللحوم والمنتجات الزراعية والسمسم والجلود ومصر تصدر للسودان الادوية والمنتجات البترولية والعديد من الصناعات المصرية التى يحتاج اليها السوق السودانى وقد شهدنا انعقاد اللجنة الفنية التجارية بين مصر والسودان مؤخرا فى العاصمة السودانية الخرطوم ومن المرتقب ان تعقد قريبا اجتماعات اللجنة العليا فى مصر لتخرج بنتائج ايجابية خاصة فى مجال التبادل التجارى والاستثمارات بين البلدين كما يعد منفذ قسطل و(اشكيت) و(ارقين) من أهم خطوات التواصل التجارى بين مصر والسودان حيث يساهم الاتفاق فى فتح إفريقيا أمام التجارة المصرية التى تنطلق داخل القارة الإفريقية فى تبادل تجارى كبير.

وبالنسبة للعلاقات بين الجانبين فى مجال السياحة؟

مصر من أهم الأسواق السياحية التى يقصدها المواطن السودانى، وهناك أعداد كبيرة فى مصر من السودانيين يأتون للسياحة ونعمل على تبادل الخبرات والاستفادة من خبرات مصر فى أنشطة كثيرة منها تم تدريب مجموعات سودانية على رياضة الغوص والأنشطة البحرية من خلال التعاون مع الاتحاد المصرى للغوص.

ماذا عن أوضاع الجالية السودانية فى مصر؟

الجالية السودانية فى مصر قديمة فلدينا اسر وعائلات سودانية تقيم فى مصر منذ اكثر من مائة عام وهناك حركة كثيفة للسودانيين كما انهم لم يتركوا مصر حتى فى الازمات والثورات بالاضافة الى علاقات المصاهرة وهناك من يأتى للسياحة ورحلات الطيران بين مصر والسودان تصل الى 10 رحلات يوميا ما يؤكد الروابط بين البلدين واعتقد انها اكبر جالية عربية فى مصر كذلك الجالية المصرية بالسودان تعد اكبر جالية عربية بالسودان.

وبالنسبة لاوضاع العمالة المصرية فى السودان؟

هناك مستثمرون مصريون بالسودان لديهم مشاريع استثمارية ضخمة مثل شركة «القلعة» وغيرها فضلا عن ان هناك اعدادا كبيرة من العمالة المصرية ومنهم المدرسون والاطباء والمهندسون وهناك ومن يعملون فى مجال السياحة وهى بالطبع جالية مرحب بها والمصرى بطبعه مسالم ويحب العمل وهو فى وطنه السودان وكذلك نجد من الاستثمارات السودانية فى مصر خاصة فى مجال العقارات فى مدينة المهندسين والرحاب و6اكتوبر وغيرها.

المراة السودانية تقوم بدور فاعل.. كيف ترى دورها ؟

تقارير الامم المتحدة اعلنت ان المرأة السودانية هى الافضل اوضاعا فى المنطقة العربية وتقلدت المراة السودانية منذ استقلال السودان مناصب وزارية وقضائية واول قاضية عربية كانت سودانية والان اوضاع المرأة فى الدستور افضل ولها فى البرلمان السودانى كوتة حدها الادنى 25% بالاضافة الى مشاركتها فى غيرها من الدوائر ونسبتها فى مجلس الوزراء عالية جدا ولدينا 5 وزيرات كما ان المراة فى الخدمة المدنية بالسودان اعلى من الرجل وطبيعة المجتمع السودانى لا يرفض دور المرأة وهناك مناطق بالسودان المرأة اكثر انتاجا من الرجل هناك ملكات حكمت السودان وهناك من قامت بدور فى التاريخ السودانى القديم والحديث ولدينا اتحاد سيدات اعمال السودان واول امرأة من السودان هى التى ادخلت استخدام الغاز الطبيعى فى السيارات وهو من المشاريع الناجحة بالسودان المرأة موجودة فى كافة المجالات العسكرية والشرطة.

ماذا عن اوضاع التعليم فى السودان؟

التعليم فى السودان اجبارى وتوفر الدولة التعليم المجانى وهناك التعليم الخاص لدينا اكثر من 40 جامعة بالسودان وعندنا أعداد من الخريجين من الاطباء السودانيين يقدر سنويا بـ6 آلاف طبيب وكثير منهم يعمل خارج السودان لدينا اعداد كبيرة من الجنسيات الافريقية تدرس فى جامعات السودان ولدينا جامعة افريقيا من اكبر الجامعات السودانية يدرس بها اعداد كبيرة من الوافدين بها كل الكليات العلمية والادبية والشرعية جامعة معروفة على مستوى العالم.

ماذا عن الدور الذى تقوم به السودان بجامعة الدول العربية؟

السودان لا يمكن ان ينفصل عن المحيط العربى كما ان السودان يعتز بثقافته العربية والاسلامية التى هى جزء اصيل من الامة العربية وبهذا الفهم يشارك فى انشطة الجامعة العربية بكثافة ويحرص على ان يكون له دور وصوت مسموع كما ان علاقاتنا بالدول العربية ممتازة.

وكيف ترى الدور الذى يقوم به الأزهر الشريف على مستوى العالم العربى؟

إن السودان الشقيق يقدر للأزهر دوره، ويعرف قيمته الحقيقية وينزله منزلته، التى لا يدركها كثير من الناس فى المحافظة على القرآن الكريم وأهله وتجميعهم فى مسابقات.

كما ان علماء الأزهر الشريف حملوا على عاتقهم نشر رسالة الإسلام بالفكر المعتدل البسيط البعيد عن المغالاة والإسراف والتشدد، ليس الإسلام وفقط ولكن نشر تعليم اللغة العربية فى كثير من الدول، ولا ينسى أحد رواق السنارية الذى كان بالأزهر الشريف.

هل تأثرت السودان بالربيع العربى؟

السودان لم يتأثر بالربيع العربى بدرجة كبير وذلك يرجع الى ان الحوار الذى لم يكن موجودا فى كثير من الدول مما احدث كبتا وخرج بهذه الصورة.

لدينا اعداد كبيرة من الصحف والفضائيات ولدينا حراك سياسى وثقافى ولدينا اكثر من 82حزبا مسجلا ويمارس نشاطه وهناك حرية والشارع يفرق بين الحزب الواقعى والاحزاب الورقية.

هل هناك اى تعاون ثقافى بين مصر والسودان؟

نرحب باى تعاون مع مصر فى المجالات الثقافية والدراما المصرية ولدينا فنانون سودانون شاركوا فى الدراما المصرية- فالسودان يحرص على المشاركة فى كافة المهرجانات الثقافية المصرية لان مصر هى عاصمة الثقافة العربية الثابتة ولدينا مشاركات ثانوية بدار الاوبرا المصرية وجدت النجاح والقبول ولكن نطمع فى مزيد من زيارات المثقفين المصريين للسودان والاعلاميين ليطلعوا على السودان عن قرب ولدينا مشاهير من المطربين.