السوق العربية المشتركة | العالم النووى المصرى د.على عبدالنبى نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق لـ«السوق العربية»:

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - 05:18
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

العالم النووى المصرى د.على عبدالنبى نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق لـ«السوق العربية»:

د. على عبدالنبى يتحدث لـ«السوق العربية»
د. على عبدالنبى يتحدث لـ«السوق العربية»

إسرائيل وأمريكا السبب الرئيسى فى إفشال المشروع النووى المصرى

أحد أبناء مصر المخلصين عاش مسيرته المهنيه مدافعا عن حلم مصر النووى، عالم نووى مصرى يسعى لنشر الثقافة النووية.. دائما ما طالب بتفعيل مشاريع مصر النووية ويرى فيها مستقبل الطاقة وحل الكثير من المشاكل التى تعانى منها مصر حاليا.. «السوق العربية» المشتركه اخترقت الحواجز وأجرت هذا الحوار الشيق والممتع مع العالم النووى المصرى د.على عبدالنبى للتعرف على رؤيته العلمية لمستقبل الطاقة النووية فى مصر ومصيرها.



ما الاسباب الحقيقية لتأخر المشروع النووى المصرى خلال السنوات الماضية؟

الصهاينة وبمساعدة أمريكا، وطبعا الدول الغربية، هم السبب فى فشل المشروع النووى المصرى، نتيجة عدم رغبتهم من تواجد دولة فى المنطقة تمتلك التكنولوجيا النووية بخلاف إسرائيل خاصة مصر، كما أن جميع محاولات مصر للحصول على محطة نووية قد انتهت وفشلت، فوقفت أمامها إسرائيل وساعدتها أمريكا، ولنتذكر فشل مناقصات أعوام 1964، 1974، 1983.

هل لدى مصر فعلا مقومات حقيقية مادية او بشرية تساعد فى اكتمال حلم مصر النووى؟

مصر تمتلك كوادر تستطيع إدارة البرامج النووية فى المنطقة العربية وقارة إفريقيا، وهذا هو سر تخوف إسرائيل من امتلاك المصريين التكنولوجيا النووية.

خبرات على مستوى عالمى ومشهود لها فى جميع المحافل الدولية، سواء فى المجال البحثى أو التطبيقى.

المحطة النووية تتكون من جزءين، جزء تقليدى وجزء نووى، والجزء التقليدى عبارة عن التوربينة والمولد وملحقاتهما، والجزء النووى عبارة عن حلة الضغط وبها قلب المفاعل النووى المتواجد به الوقود النووى ثم مولدات البخار والضاغط والملحقات.

خبرات مصر فى الجزء التقليدى فهى خبرات متراكمة لأكثر من 100 سنة، موجودة فى قطاع الكهرباء فى محطات توليد الكهرباء وقطاع البترول والشركات الصناعية.

بخصوص خبرات مصر فى الجزء النووى، فهناك علماء ومهندسون داخل وخارج مصر، فداخل مصر متواجدين فى ثلاث هيئات نووية، ثم فى قسم هندسة نووية جامعة الاسكندرية، وقسم فيزياء نووية فى جميع كليات علوم جامعات مصر، اما خارج مصر فهناك اكثر من 170 عالم وخبير يعملون فى المجال النووى، ويتركز معظمهم فى أمريكا وكندا.

والخبرات المصرية باستطاعتها إدارة المشروع النووى المصرى، وإدارة المشاريع النووية فى المنطقة العربية وفى قارة إفريقيا.

ما المطلوب من القيادة الحالية لمصر للنهوض بقطاع الطاقة عموما والنووية بالاخص؟

كسبا للوقت وللاسراع بتنفيذ محطة الضبعة النووية، يجب ألا نضيع الوقت فى طرح مناقصة عالمية، والتى ستؤدى الى تأخير حوالى سنتين لتوقيع عقد المحطة، فيجب علينا ان نقوم بالشراء المباشر من روسيا، ولننظر الى الدول التى سبقتنا فى تنفيذ محطات نووية، نجدها اتبعت طريقة الشراء بالأمر المباشر ولم تلجأ الى المناقصة العالمية، لأن هذا المشروع مشروع دولة، ويجب أن يتم تحت رعاية دولتين، وليس تحت رعاية هيئات أو شركات.

مشروع المحطة النووية هو مشروع سياسى من الدرجة الأولى، ولهذا السبب فلابد أن يكون من خلال ارتباط ببروتوكول تعاون بين دولتين، ومن خلال ذلك نستطيع الاتفاق على إقامة محطة نووية، ونقل الخبرات النووية، وتعظيم المشاركة المحلية لتطوير الصناعات المصرية، وإقامة مصنع للوقود النووى، والمساعدة فى البحث واستخراج خام اليورانيوم، وإقامة مجمع لتخصيب اليورانيوم فى الحدود المسموح بها وطبقا لبنود إتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية.

ما آخر اخبار مشروع الضبعة النووى وهل هناك امل فى احيائه من جديد؟

الحمد لله قامت القوات المسلحة المصرية بتسليم موقع الضبعة لهيئة المحطات النووية، وتقوم حاليا الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، بإعادة إعمار ما تم تدميره من مبانٍ ومنشآت ومرافق.

نستطيع إحياء المشروع النووى الآن، ويجب الإسراع فى تنفيذه، لاننا الآن نستطيع وبسهولة الحصول على محطة نووية من روسيا وبالأمر المباشر، وروسيا مستعدة للتعاون مع مصر لتنفيذ المحطة النووية، والتأخير ليس فى صالحنا، لاننا لا نستطيع معرفة الغيب.

مشكلة الكهرباء وحلها هل يمكن ان يكون بالطاقة النووية؟ هل بالفعل الطاقة النووية تحتاج الى تكلفة عالية جدا وسنين طويلة للاستفادة منها؟

بناء المحطة النووية يستغرق 5 سنوات، ولا تحتاج الى تكلفة عالية، 5 مليارات دولار، هى مشروع استثمارى، لان ما سيتم صرفه عليها سيتم استرجاعه خلال خمس سنوات من تشغيل المحطة، نتيجة فرق سعر الوقود ونتيجة فرق سعر الكيلووات المنتج من المحطة النووية، والمحطة النووية سيتم تمويلها كالآتى: 20% تمويلا محلىا، و80% تمويلا أجنبىا من الدولة الموردة للمحطة النووية. فمشكلة الكهرباء فى مصر، ناتجة عن أن محطات الكهرباء لا تنتج ما يكفى حاجة الاحمال المتزايدة خاصة فى فصل الصيف، وهذا ناتج عن:

  • انخفاض كمية الغاز المطلوبة لتشغيل محطات الكهرباء.
  • انخفاض كفاءة محطات توليد الكهرباء بسبب تشغيلها بالمازوت بدلا من الغاز الطبيعى.
  • هناك محطات توليد كهرباء متهالكة، وهناك محطات توليد كهرباء محتاجة صيانة، وهناك محطات كهرباء عطلانة.
حلول مشاكل الكهرباء:
  • حلول سريعة جدا وبدون تكاليف وفى متناول الدولة، وهذه الحلول تمكننا فى التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء فى الوقت الحاضر.
  • القضاء على سرقات الكهرباء.
  • تقليل الفاقد فى الكهرباء.
  • ترشيد استهلاك الكهرباء فى المصانع والمصالح الحكومية والنوادى ودور العبادة والمنازل وخلافه (خاصة التكييفات).
  • حلول سريعة جدا ومحتاجة تكاليف وفى متناول الدولة، وهذه الحلول تمكننا من الاستمرار فى التغلب مشكلة انقطاع الكهرباء لمدة أطول.
  • رفع كفاءة منظومة الكهرباء من خلال الصيانة للمعدات القديمة والمعدات المتهالكة فى محطات توليد الكهرباء وخطوط النقل ومحطات التوزيع وخطوط التوزيع.
  • بخصوص اتفاقيات الغاز ولزيادة انتاج الغاز، يجب إلزام الشريك الأجنبى بنصوص الاتفاقية الخاصة بالإنفاق على تنمية كافة المناطق والتى لم يتم تنميتها بعد.
  • إعادة دراسة الاسعار الخاصة بالاتفاقيات مع الشريك الاجنبى لانتاج الغاز (المقاول)، ومدى تحقيقها عائدا عادلا للدولة.
  • استخدام الغاز الطبيعى بدلا من المازوت فى تشغيل محطات التوليد لرفع كفائتها (هذا الحل محتاج: إما زيادة انتاج الغاز المصرى أو استيراد غاز من الخارج باتفاقيات طويلة الأمد حتى نستطيع أن نشترى الغاز بأسعار رخيصة، وفى هذه الحالة نحن نحتاج لمصنع لتحويل الغاز المسال المستورد الى غاز غير مسال وهذا المصنع تكاليفه لا تقل عن 600 مليون جنيه).
  • حلول طويلة الأمد ومحتاجة تكاليف وفى متناول الدولة، وهذه الحلول تمكننا فى التغلب مشكلة انقطاع الكهرباء نهائيا.
  • الاعتماد على القمامة (الزبالة) ومخلفات الزراعة (حطب القطن وقش الأرز وخلافه) فى توليد الكهرباء.
  • تحديث محطات الكهرباء التى فى الخدمة حاليا.
  • الإسراع فى بناء محطات جديدة نظيفة وغير مضرة بالبيئة (طاقة شمسية- طاقة رياح- طاقة حرارة باطن الارض- طاقة الكتلة الحيوية).
  • الإسراع فى تنفيذ المشروع النووى المصرى لإنشاء محطات نووية لرخص سعر الكيلووات المنتج منها وكونها طاقة نظيفة وآمنة، كما أنها مشروع استثمارى يغطى تكاليفه خلال خمس سنوات من فرق سعر الوقود ومن سعر بيع الكهرباء الرخيص، وأن أنسب وسيلة لتنفيذ المشروع هو الشراء بالامر المباشر.
  • تنفيذ ربط شبكة كهرباء مصر مع شبكة كهرباء السعودية.
  • هناك آبار غاز طبيعى فى البحر المتوسط خاصة أمام دمياط وأمام الاسكندرية، ويجب استغلالها وإلزام الشركات الأجنبية بنصوص الاتفاقية الخاصة بالإنفاق على تنمية كافة المناطق التى لم يتم تنميتها بعد، لزيادة الإنتاج (منطقة شمال الإسكندرية متوقع ان يكون انتاجها مليار قدم مكعب من الغاز يوميا، مع العلم ان انتاج مصر هو 5.7 مليار مليار قدم مكعب يوميا).
  • لابد من استغلال آبار الغاز الطبيعى التى تبعد عن سواحل دمياط بـ190 كيلومترا، وهى منطقة غنية جدا بالغاز وملاصقة لفياثان، والتى تقوم إسرائيل وقبرص حاليا باستغلالها.
ما رأيك فى استخدام الفحم فى مصر؟

حاليا لا أرى جدوى من الاتجاه للفحم، فهو الآن بمثابة خراب ودمار قادم على شعب مصر الغلبان، وعلينا أن ننتظر حتى تقوم الدول المتقدمة تكنولوجيا والمستخدمة للفحم بتطوير محطات الفحم ليصبح نظيفا، ولا يؤثر على صحة الإنسان ولا يضر البيئة، وهذا النوع من المحطات لن يتواجد قبل عام 2020، أما حاليا فإن نسبة تقليل الكميات المنبعثة من ثانى أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين وصلت الى 75% فقط، أما انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون، فحتى الآن لم تتم السيطرة عليه ولم يتوصلوا الى حل لهذه المشكلة، وهناك أيضا مشكلة السيطرة على الرماد.

هل يمكن ان يكون فى مصر سلاح نووى كالذى تمتلكه كثير من الدول الكبرى ومنها جيران مصر؟

نحن لا نمتلك السلاح النووى، وأستبعد أن تسعى مصر لامتلاك السلاح النووى، لأنها وقعت على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ولكننا نمتلك أسلحة رادعة للقوة النووية الإسرائيلية.

المشكلة ليست فى امتلاكك قنبلة نووية، المشكلة تتركز فى أهمية حصولك على التكنولوجيا النووية وتوطينها فى مصر، وحينما تمتلك التكنولوجيا النووية وهى أعلى درجة من درجات التكنولوجيا، فيكون بإمكانك تصنيع أى شىء مهما كان، قنبلة نووية- سفن فضاء- صواريخ– دبابات– طائرات- سفن وبوارج– غواصات– سيارات وخلافه، فلا نشغل بالنا حاليا بالقنبلة النووية، لعدم وجود جدوى منها، وإسرائيل تعلم ذلك جيدا، وعلينا أن نهتم بالتكنولوجيا النووية نفسها، والتى ستؤدى الى تطوير الصناعات المصرية، فهى قاطرة التنمية وهى أساس نهضة مصر، فعن طريق التقدم العلمى والتكنولوجى وإقامة قاعدة تكنولوجية يمكن للعرب معادلة القوة النووية الإسرائيلية.

هل بالفعل امريكا وحلفاؤها يحاولون عرقلة المشروع النووى فى مصر؟

نعم، المخطط الصهيونى يهدف الى تدمير دول المنطقة، خاصة الدول التى تحيط بإسرائيل، ولعلنا نرى ما يحدث حاليا فى العراق وليبيا وسوريا والسودان، والهدف الاساسى هو تدمير مصر من خلال تدمير جيش مصر، ولو تم تدمير جيش مصر فلن تكون هناك دولة واحدة فى المنطقة، وسوف تتحول الدول الى قبائل وعشائر متناحرة.

فإذا كان الهدف هو تدمير مصر، فيكون من المهم للصهاينة وامريكا عرقلة المشروع النووى المصرى، لان إقامة مشروع نووى فى مصر معناه أن مصر ستكون قوية.

هل كان اغتيال العلماء فى مصر مساهما فى تأخر مصر ومن له مصلحة فى ذلك؟

لا طبعا، لان مصر «ولادة»، مصر تمتلك بداخلها العديد من الكوادر العلمية المؤهلة التى لديها من القدرة على العمل فى مشروع المحطة النووية.. ففى داخل مصر فهناك ثلاث هيئات نووية بها أكثر من 500 عالم.. وهناك قسم الهندسة النووية بهندسة الاسكندرية به عشرات من العلماء... وهناك مئات من العلماء النوويين متواجدون فى كليات الهندسة وكليات العلوم بجامعات مصر المختلفة.. ولا ننسى ان مصر بها علماء وخبراء يعملون فى قطاع الكهرباء وقطاع البترول والصناعة.. ومصر تمتلك خبراء فى شئون الاقتصاد وخبراء فى الشئون القانونية.. وفى خارج مصر يوجد 100 عالم مصرى نووى في أمريكا و50 عالما نووىا مصرىا فى كندا.. وهناك العشرات من العلماء المصريين فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا وفى اوروبا.

والمستفيد الوحيد هم الصهاينة.

ماذا تتوقع لمستقبل مصر النووى؟

الشخصية النووية المصرية هى صفوة الصفوة على المستوى العالمى، والعقلية المصرية أذكى عقلية على مستوى العالم، وأننى اتوقع كما يتوقع أعداؤنا الصهاينة ان نكون فى المقدمة عالميا، ولهذا السبب فإن الصهاينة يقفون بالمرصاد لمشروع مصر النووى. والتكنولوجيا النووية تشمل مجالات عديدة، ومجال الأبحاث النووية مهم جدا، ونظرا لأن المشروع النووى المصرى إن شاء الله سيتكون من 8 محطات نووية بموقع الضبعة، ثم يليه محطات نووية أخرى بمواقع جديدة محددة، ما سيمكن مصر من امتلاك ما بين 20 الى 50 محطة نووية، وهذا العدد الكبير من المحطات ومن مراكز الأبحاث يحتم علينا ان تكون هناك وزارة مستقلة للطاقة النووية.

أخيرا ما الرسالة التى تريد ان توجهها ولمن؟

اوجه كلامى للحكومة المصرية، الحمد لله مصر تمر بفترة من أزهى فترات ازدهار الإرادة، فمصر حاليا تمتلك إرادة وطنية قوية، ولا بد أن نغتنم هذه الفرصة وتصدر الحكومة قرارا بتنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية.

ولنتذكر جميعنا أن بناء السد العالى تم من خلال إرادة مصر القوية.