وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا: النجاح الكبير لمؤتمر حوار الأديان يرجع لرعاية الرئيس السيسى له ولتوجيهاته بضرورة الحوار البنّاء
رضا عزت
إصدار «وثيقة القاهرة للحوار» وتأسيس مركز حوار الأديان من أبرز توصيات المؤتمر
جاهزون لاستقبال شهر رمضان وإقامة صلاة التراويح مع تطبيق كامل للإجراءات الاحترازية
تطبيق «تحريك» صور الموتى عبر مواقع التواصل الاجتماعى منهى عنه شرعًا
يتمتع الشيخ سلامة عبدالرازق وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا، بالعلم الغزير والثقافة الواسعة إلى جانب صفائه ونقائه، وتوازنه واعتداله واتباع منهج الوسطية، وهو رجل وطنى له دور بارز فى نشر الوعى الدينى والمجتمعى وإذابة الاحتقان الطائفى ومناصرة القضايا الإنسانية العادلة ورفع راية التسامح والوسطية ومد جسور التواصل والحوار، وتعزيز مفاهيم التعايش السلمى وقبول الآخر..
وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، التقيناه وتحدثنا معه عن استعدادات مديرية الأوقاف بالمنيا لاستقبال الشهر الكريم وناقشنا معه عددا من قضايا الساعة، التفاصيل فى السطور التالية.
■ بداية ما استعدادات مديرية الأوقاف بالمنيا لاستقبال شهر رمضان الكريم؟
- مديرية الاوقاف فى المنيا دائمًا تعلن جاهزيتها واستعداداتها لاستقبال أى مناسبة معهودة أو طارئة، فنحن على اتم الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل، كما سبق واستعدت المديرية لصلاة الجمعة وفقًا للإجراءات الاحترازية المتبعة والمنوه عنها سلفًا، كذلك نحن مستعدون لصلاة التراويح فى المساجد التى أُعدت مسبقًا لصلاة يوم الجمعة طالما الجمهور المترددين ملتزمون بالإجراءات الوقائية والاحترازية للوقاية من وباء كورونا المستجد حيث يتم متابعة أعمال النظافة والتعقيم بجميع المساجد يوميًا.
ويتم التشديد على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية من تطهير وتباعد وارتداء الكمامة وذلك بقصد الحفاظ على النفس البشرية وسلامة المواطن الذى يأتى للمسجد لأداء فريضة الصلاة.
■ هناك إشادة دولية بنجاح المؤتمر الدولى الحادى والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والذى اقامته وزارة الاوقاف بعنوان: «حوار الأديان والثقافات يومى 13 و14 مارس2021 بمشاركة أكثر من 35 دولة واقيم تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ما تقييمكم للمؤتمر وما أبرز التوصيات التى خرج بها؟
- لقد أشاد جميع المشاركين بالتنظيم المبهر للمؤتمر، بداية من الاستقبال إلى فرق العمل، إلى تحديد مكان جلوس كل شخص من الحضور والترتيب البروتوكولى للمتحدثين وللجلوس، والالتزام بإجراءات التباعد، كما أشادوا بموضوع مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الحادى والثلاثين بعنوان: «حوار الأديان والثقافات»، وبقدرة الدولة المصرية على تنظيم الفعاليات الكبرى بصورة مبهرة والوصول إلى هدف المؤتمر وهو ترسيخ لغة الحوار بين الثقافات والأديان.والإعداد العلمى الذى أعدته وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور وزير الاوقاف على اسس واعية تدرك ما يحيط بها فى ارجاء المعمورة ومتطلبات عقد هذا المؤتمر فى ظل الظروف الراهنة وما بذلته وزارة الاوقاف من جهد حتى يخرج المءتمر بهذا الشكل المشرف والذى اشاد به العالم كله.
وقد جاء المؤتمر استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى الدائمة للحوار الهادف وإحلال لغة الحوار محل لغة الصدام وبمشاركة أكثر من (35) دولة ومناقشة أكثر من (30) بحثًا
وبرئاسة د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف نائبًا عن رئيس مجلس الوزراء وليس هناك افضل من إشادة العالم كله بنجاح المؤتمر، الذى جاء تطبيقًا لتعاليم الأديان وتنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس الذى يؤكد انه لابد من الحوار المبنى على اسس علمية وثقافية حتى تكون نتيجته بناءة وهذا بالضبط ما فعلته وزارة الاوقاف.
فمن البديهى اننى لا اتحاور إلا اذا كنت على وعى وإدراك وعلى علم وعلى بصيرة، اما اذا كنت بوقا من أبواق الجهل فلن يكون هناك إجادة للحوار بل سيكون الحوار نهايته الفشل والصدام، فالحوار المبنى على الجهل والتعصب دائمًا نتيجته تكون الصدام وخسارة للعالم والبشرية.
وقد تلخصت أعمال المؤتمر فى ستة محاور هى:
مفهوم الحوار وغاياته، عقلانية الحوار وعلاقتها بقضايا التجديد، الحوار والمشترك الإنسانى، الحوار واحترام خصوصية الآخر، أثر الحوار البناء فى مكافحة الإرهاب وصنع السلام الإنسانى.
ومن ابرز توصيات المؤتمر:
إن الحوار البناء يَهدِف إلى التفاهم والتلاقى على مساحات مشتركة وأهداف إنسانية عامة، لا تمييز فيها على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو القبلية.
وإعلاء قيمة الحوار مطلبٌ أكدت عليه جميعُ الشرائع السماوية، وجميعُ الحضارات والثقافات الرشيدة باعتباره صمام أمان للجميع.
وضرورة العمل على نشر لغة الحوار ومراعاة ضوابطه عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وترسيخُ مبدأ الرأى والرأى الآخر، وعدمِ التعصب الأعمى والاستعلاء بالرأى على حساب الرأى الآخر.
وإحلال لغة الحوار محل لغة الصدام، يسهم فى تحقيق الأمن المجتمعى والسلام العالمى.
والتأكيد أن الحوار بين الأفراد، يعادله التفاهم بين المؤسسات، والتفاوض بين الدول، وتحقيق ذلك على أرض الواقع يدعم السلام المجتمعى والعالمى.
والتأكيد أن أوطاننا أمانة فى أعناقنا يجب أن نحافظ عليها– أفرادًا ومؤسسات، وشعوبًا وحكومات وتأكيد أهمية دور الإعلام فى دعم قيم التسامح ونبذ العنف والرفض المطلق للتطرف والإرهاب وللكراهية والتعصب ورفض التوظيف السياسى لأى من ذلك كأداة لتفتيت الدول وهدمها أو لحصد الأصوات وكسب الانتخابات، وتأكيد رفض ربط التطرف والإرهاب بأى دين، ورفض الزج بالأديان والمقدسات فى ساحات الصراعات الانتخابية والسياسية والتحذير من أن مخاطر الإساءة للمقدسات والرموز الدينية هى تهديد للأمن والسلم الدولى، ولا ينجم عنها سوى المزيد من العنف والتطرف وتأجيج المشاعر وخلق العداوات.
والإشادة بإنشاء المركز الدولى لحوار الأديان والثقافات بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة والتأكيد على دعمه ودعم هذه الوثيقة على المستوى الدولي
■ ما رأيكم فى الجدل الواسع الذى احدثه تطبيق my heritage والذى يقوم بتعديل صور الاشخاص المتوفين ما يجعلها تبدو وكأنها تتحرك والذى يتم استخدامه على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعى؟
- كل ما يبنى على ثقافة تخالف تعاليم الأديان فهو منهى عنه شرعًا، وعبث بعقول الناس ويخرج الناس عن صحيح الدين والدين الكامل لأن كل الأديان تعلمنا ان الموت يأتى بعد الحياة ثم البعث يوم القيامة ولا يستطيع الإنسان ان يتخيل كيف يتحرك الميت الا فى رؤية المنام، اما ما يحدث عبر صفحات التواصل الاجتماعى واستخدام تطبيقات معينة تحرك صور المتوفين كل ذلك عبث وللأسف استخدمنا العلم فيما يؤدى إلى الجهل بسرعة الصاروخ، لقد استخدمنا العلم والتكنولوجيا وسيلة إلى قمة الجهل.
■ زادت وسائل التواصل الاجتماعى لكن قل الوصال الإنسانى، إلى اى مدى تتفق مع هذه العبارة؟ وهل هناك توعية للأئمة بخطورة سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعى؟
- لقد سيطرت شبكة التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على صدارة قائمة منصات التواصل عالميا، حيث ذكرت بعض التقارير، تجاوز عدد المستخدمين حاجز 2.5 مليار مستخدم شهريا، فى حين جاءت مصر فى المركز العاشر عالميا استخدامًا للفيس بوك، حيث ذكرت بعض التقارير ان عدد مستخدميه بلغ نحو 40 مليون مستخدم فى مصر، وللأسف الغرب وخاصة من لا يمت للديانات بأى صلة، ابتكروا مواقع التواصل الاجتماعى لقضاء مصالحهم العامة فى اسرع وقت واقل جهد، اما نحن فقد اسأنا استخدامه ونتج عن ذلك قطع الأرحام وإساءة العلاقات فقل الوصال الإنسانى واكتفى الإنسان بالتواصل حتى مع والديه واقرب الناس اليه عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى فى المناسبات المختلفة وربما لا يذكرهم أصلًا إلا من خلال وسائل الانترنت الذى حصر الكثير منا استخدامه فى ما لا يفيد واهدرنا وقتنا وجهدنا فى أمور عديمة الفائدة، وربما لو استثمرنا الوقت الذى نقضيها عبر تصفح مواقع الانترنت بشكل جيد لكان الانترنت سببًا فى تقدمنا ورخائنا، لكننا اهدرنا الكثير من الخير الذى ادخره لنا الله فى مثل هذه الامور.
■ مؤخرًا قام المطران نيقولاس هنرى سفير الفاتيكان بتكريمكم ومنحكم درع الوحدة الوطنية فى حضور محافظ المنيا، تقديرًا للدور الذى تقوم به فى نشر تعاليم الدين الوسطى السمحة، فما تعقيبكم على هذا التكريم؟
- هذا التكريم لم يكن تكريما لشخصى بقدر ما هو تكريم لكافة الأديان التى تطبق التعاليم السمحة لأن كل الاديان جاءت بالتسامح والمودة، ومن يقول ان الأديان جاءت بالتشدد والانغلاق والقتل والسفك، هذا ادعاء كاذب، لأن كل الأديان جاءت لضمان حياة كريمة للإنسان، وكل ما قمنا به اننا نطبق تعاليم الدين بكل وسطية واعتدال بعيدًا عن التشدد والغلو فى امور اخرى وانما ادركنا منذ اللحظة الأولى فى مسيرة عملنا بالمنيا ان الدين لله والوطن للجميع.
ان من أسرار الترابط المصرى ونصرة الشعب المصرى ضد الدول والقوى التى تحاول النيل منه وتمزيق وحدته، اننا نتعايش على أرض هذا الوطن يدًا واحده وصفًا واحدًا خلف قيادة واحدة حكيمة واعية، مدركين اننا ننعم بنعم وطن واحد، نتحمل مسؤوليته، لذلك دائما تجد المسلم إلى جنب المسيحى، فالهدف واحد وهو الوطن حتى لو متنا جميعًا، ربما جسد ذلك فى مقولته قداسة البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث عندما قال: مصر وطن يعيش فينا وليست وطنا نعيش فيه، ومن بعده تحدث قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عندما حرقت بعض الكنائس عقب ثورة 30 يوليو: «لو الكنائس أحرقت سنصلى مع المسلمين فى المساجد، وإذا أحرقت المساجد سنصلى مسيحيين ومسلمين فى الشوارع«، وعلى الفور أعلناها ان مساجدنا كنائس لإخوتنا المسيحيين وكنائسهم مساجد لنا، هذا هو تعليم الدين الصحيح ولا جدال فيه، وسيدنا النبى (ص) فتح مسجده ومسجد المدينة لوفد مسيحى نجران وقال لهم صلوا صلاتكم فى مسجد النبى، فمن يحيد عن هذا الطريق فهو جاهل أو اعمى أو احمق وبوق من ابواق الجهل المدمرة والقوى المدمرة التى تحاول النيل من شعبنا، لكننا نقول لهم لا والف لا، لقد مر علينا الكثير من المصاعب والمكائد وكلها باءت بالفشل امام وحدتنا لأننا نرفع الهلال والصليب فى يد واحدة، المصحف فى يد المسيحى والصليب فى يد المسلم.
■ ما سر حرص مديرية الأوقاف بالمنيا على توفير الزى الأزهرى للائمة، وهل تم تسجيل مواصفات هذا الزى بحيث لا يمكن لغير رجال الدين ارتداؤه، وماذا عن الزى الموحد الخاص بالواعظات؟
- من ضمن اهتمامات وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بالأمام، اهتمام تثقيفى وعلمى واجتماعى وأيضا بمظهره، ومثلما نهض بالأمام من خلال الدورات التثقيفية والعلمية، وكما نهض به علميًا وشجعهم على الحصول على درجات الماجستير والدكتوراه، ورفع بدلاتهم وتحسين دخلهم، اتى دور الاهتمام به مظهرًا، لأن الرمز الدينى لا يمثل نفسه لكنه ملك للدولة، فكما يمثل رجل الدين المسيحى كيانا، كذلك الإمام يمثل كيانا، فالاهتمام بالإمام هو اهتمام بالرمز الدينى، لذلك كان من الضرورى الاهتمام بمظهره والزى الذى يرتديه.
أما بخصوص تسجيل مواصفات هذا الزى بحيث لا يقوم بارتدائه الا رجال الدين، فمن يضبط بارتداء ملابس رجال الدين وهو ليس امامًا وليس ازهريًا وليس خطيبًا فهناك عقوبة بالحبس لمدة 6 اشهر لمن يرتدى ملابس رجل الدين وهو ليس رجل دين أو انتحال الصفة أو من يقوم بإهانة الزى أو بإهانة العمامة أو يعبث بهما حتى وان كان أزهريًا، يعاقب كذلك.
أما بخصوص الزى الموحد للواعظات، بعد تأكيد السيد الرئيس بضرورة تمكين المرأة وان يكون لها دور حيوى فى المجتمع وبعد ان أحرزت المرأة نجاحات فى كافة القطاعات وقد أدرك ذلك الوزير الدكتور محمد مختار جمعة وان المرأة لابد ان يكون لها دور فى المجتمع الذى تعيش فيه، وبعد ان شاركت الداعيات المصريات بنجاح ضمن القافلة الدعوية والتى جابت عددًا من الولايات السودانية، ومشاركتهن الفاعلة فى نشر الفكر الوسطى المستنير بين السيدات هناك، وكذلك نجاحهن فى تمثيل مصر فى عدد من المحافل والأماكن، مما دفع بعض الدول للمطالبة بزيارتهن خلال شهر رمضان اسوة بالأئمة، فكان لابد من الاهتمام بمظهرهم واختيار زى موحد لهن.
■ هل نحن فى احتياج لتجديد الخطاب الدينى أم الفكر الدينى؟
- نحن فى حاجة إلى تأهيل وصياغة وتطوير العقل الملقن والعقل المتلقى، فاذا لم يكن العقل الملقن مدرك للحقيقة وان يكون على أرض الواقع وفلسفة فقه الواقع وفقه الأولويات وان يكون المتلقى على وعى وادراك بهذا الموضوع، وان ما كان من قديم الازل ربما لا يتماشى الان، ولكن له ما يظاهره على نفس المنوال ولكن بطريقة اخرى، حتى لا يؤدى إلى صدام.
لذلك نقول تجديد ليس الخطاب الدينى ولكن اللغة التى يتم توصيل الرسالة بها من الملقن إلى المتلقى.
■ كيف يتم تأهيل الأئمة لمواكبة روح العصر ومواجهة تحديات التكنولوجيا الحديثة؟
- منذ ان تولى الدكتور محمد مختار جمعة وزارة الأوقاف وهو يعطى اولويات لاختيار الأئمة بدقة شديدة، بداية من الاعلان عن مسابقات لمن يرغب فى التقدم لشغل وظيفة امام والاختبارات وتشكيل اللجان لاختباراتهم، فربما يتقدم 5000 الاف شخص لشغل وظيفة إمام ولكن بعد الاختبارات يكون الناجحون 300 فقط، بسبب التدقيق الشديد فى هذه الاختبارات وحرص الوزارة على انتقاء من يصلح لشغل وظيفة إمام.
تشمل هذه الاختبارات الجوانب التوعوية والعلمية والثقافية والاجتماعية والنفسية والانتمائية وغيرها من الاختبارات الكثيرة لانتقاء من يصلح لشغل وظيفة الإمام بتدقيق شديد، حتى يستطيع تأدية رسالته على أكمل وجه. ولو ظهرت لديه اية انتماءات لأفكار هدامة يتم استبعاده فورًا لأن الإمام يقود أمة ومجتمعا.
وعقب اجتيازه للاختبارات تبدأ مرحلة التدريبات حيث يحصل الامام على عدد أكثر من أربع دورات قبل ان يعين إماما وخطيبا ليواكب العصر تكنولوجيًا وعلميًا، وفكريًا.
■ من المعروف عن الشيخ سلامة عبدالرازق تبنيه لفكرة تدريب صف ثانٍ فى الإدارة بمديرية الأوقاف، فما الذى تم فى هذا الشأن؟
- لا يوجد شخص مخلد مكانه والإنسان الأمين من باب الأمانة العلمية والأمانة الوطنية، يقوم بتجهيز وإعداد الصف الثانى ليكون جاهزًا ومستعدًا لحمل الراية فى اى وقت، حتى لا تتعطل المسيرة بغياب القائد الأول لأى سبب، ويكون هناك صف ثانٍ قادر ومؤهل ليتحمل المسوؤلية، ولقد وفقنا الله فى مديرية الأوقاف بالمنيا لإعداد كوادر قادرة على تحمل المسؤولية منهم مفتشون ومديرو إدارات وجارٍ انتقاء عدد اخر بمعرفة المديرية ليكون جاهزًا ليحمل الراية، ودائما ابحث عن المؤهلين علميًا واسأله عن رغبته فى العمل الادارى وابدأ فى تدريبه وتشجيعه.
■ يؤكد وزير الأوقاف أهمية النشاط التوعوى لوزارة فى إفريقيا بناء على توجيهات السيد الرئيس لمحاربة الإرهاب، فما تعقيبكم على ذلك وهل هناك مشاركة من مديرية الأوقاف بالمنيا فى هذا النشاط؟
- الحمد لله رب العالمين لنا ان نفخر انه فى الآونة الأخيرة اختير عدد من السادة الأئمة بالمنيا وتم تكريمهم من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى احتفالات الوزارة وهناك من اختير للسفر فى خلال شهر رمضان وهناك من يعمل فى دول أوروبية ودول عربية منذ سنوات، وقد اشاد الوزير بدور الأئمة بالمنيا فى التوعية والتثقيف والدعوة الإسلامية السمحة. فالمنيا غنية ليس فقط بالآثار السياحية ولكن بداخلها كنوز بشرية تحتاج من يكتشفها ويؤهلها.
■ كم يبلغ عدد المساجد الأهلية بالمنيا وكم يبلغ عدد المساجد التابعة لمديرية الأوقاف، ومن يسدد فواتير المياه والكهرباء للمساجد؟
- المساجد التابعة لوزارة الأوقاف «المساجد الحكومية والزوايا الحكومية» تقوم بسداد فواتيرها وزارة الأوقاف سواء فواتير المياه أو فواتير الكهرباء ودائما نوجه الفنى المختص بضرورة متابعة قراءة العدادات، خصوصًا فى العدادات التى تعمل عن طريق الكارت المسبق الدفع، وان يقوم بإعادة الشحن قبل نفاد الرصيد لتلافى انقطاع المياه والكهرباء عن المساجد، اما المساجد الأهلية فكان حتى وقت قريب يتم سداد فواتيرها عن طريق مديرية الأوقاف ومنذ عدة شهور تم التنسيق مع الجهات والمؤسسات المعنية بتخصيص سداد فواتيرها عن طريق الوحدات المحلية ومجالس المدن لأنها تابعة لوزارة التنمية المحلية، وهى حوالى الف مسجد ونحو 700 زاوية، أما عدد مساجد مديرية الأوقاف، فنحو 7000 مسجد.
■ ما ذكرياتكم عن شهر رمضان الكريم؟
- شهر رمضان كله ذكريات جميلة ومنها اتذكر انى كنت اتحدث فى درس بمسجد صلاح الدين بمدينة المنيا، قبل جائحة كورونا، وقلت للحاضرين اغتنموا الفرص، اليوم قادرون على الذهاب للمسجد وقادرون على العبادة ولكن سيأتى يوم تكون المساجد مفتوحة ولكن نحن غير قادرين على الذهاب إلى المسجد والصلاة فيه، أو تدخل إلى المسجد لكن غير قادر على اداء الصلاة كاملة، أو تصلى وانت غير مدرك ماذا صليت! أو ربما يكون المسجد مغلقًا أمامك وغير قادر على الدخول والصلاة فيه. وبعد عام من حديثى هذا جاءت جائحة كورونا، ووقفت امام مسجد صلاح الدين أبكى، وفى هذه الاثناء جاءنى اثنان من اصحاب المحلات المواجهة للمسجد بشارع عدنان المالكى، وكانا ضمن الحاضرين الدرس، وعانقنى احدهما وربت على كتفى الثانى وبكيا، وقالا لى: اعطنا يدك لنقبلها يا مولانا، لقد تحققت كلماتك وكأن ابواب السماء مفتوحة، وهاهى ابواب المسجد مغلقة فى وجوهنا كما قلت، وبكيا.
قلت لهم ان شاء الله، سوف تنكشف الغمة عن الامة وينعم المسلم بالصلاة فى المسجد وينعم المسيحى بالصلاة فى الكنيسة، وما يحدث الان هو انذار من الله للعباد ليؤكد انه كلى القدرة والسلطان.
■ ما تقيمكم لمبادرة «حياة كريمة»؟
- تعتبر مبادرة حياة كريمة أحد أهم وأبرز المبادرات الرئاسية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى ساهمت فى تغيير حياة الملايين من سكان القرى الأكثر احتياجا فى مصر، من خلال المشروعات التى تقدمها المبادرة فى شتى المجالات سواء الصحة أو التعليم أو مشروعات البنية التحتية وتحسين جودة الحياة ورفع مستوى المعيشة وتلبية احتياجات كل المصريين، وفى مقدمتهم المواطن المصرى البسيط الذى يعتمد بشكل كبير على دعم وخدمات مؤسسات الدولة.
فهى مبادرة تحسب للسيد الرئيس وللقيادة السياسية للنهوض بالريف المصرى والمواطن المصرى محدود الدخل ومعدوم الدخل، وعندما تلتفت القيادة السياسية لسكان القرى والنجوع والعزب، وهذا يدل على انها قيادة واعية تربطها علاقة قوية بالله وتحاول ان تؤدى الأمانة التى تحملها تجاه الشعب على أكمل وجه.
ونصيب محافظة المنيا من هذه المبادرة الكريمة تطوير 192 قرية داخل مراكز العدوة– مغاغة– أبوقرقاص– ملوى– دير مواس، والتى تستهدف تنمية مستدامة بالقرى الأكثر احتياجا، وتمثل نقلة نوعية لتوفير حياة كريمة وتطوير قرى الريف والاهتمام الجاد بالمواطن وتؤكد صدق كلمات السيد الرئيس عندما وعد باننا عندما نصبر نجنى الثمار، وها نحن نرى الكثير من المنشآت والكبارى والطرق والمدن تضاهى ما نراه فى اوروبا. شكرا سيادة الرئيس قائد مسيرة النهضة الشاملة فى مصر ومؤسس مصر الحديثة.
■ كيف يتم اختيار موضوع خطبة الجمعة الموحدة، ومن يكتبها؟
- موضوع خطبة الجمعة موحد ليس على مستوى المحافظة ولكن على مستوى الجمهورية، ويتم اختيار الموضوع من خلال لجنة رفيعة المستوى وفق توجيهات وزير الأوقاف وحسب الاحتياج بما يتماشى مع الاحداث الجارية، ويكتبها فريق علمى بالوزارة وقبل اعتمادها يقوم بمراجعتها الوزير شخصيًا ثم يتم طباعتها ونشرها والاعلان عن موضوعها.
■ هناك انتقادات لضعف رواتب الائمة، فهل هناك خطة مستقبلية لتحسين أحوالهم؟
- توجه الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، هو تحسين الأحوال المالية والمعيشية للائمة، والاهتمام بتدريب وتأهيل اللائمة، والدولة تحرص على ان يكون الوضع المالى للأمام يتناسب مع مكانته العلمية، ولا ننكر أن الأئمة من اقل الفئات التى تتقاضى رواتب، لكن لو تم مقارنة ما يحصل عليه الإمام الان بما كان يحصل عليه فى الماضى لوجد طفرة كبيرة وتحسن ملحوظ وفرق شاسع، حيث زاد راتب الإمام عشرة اضعاف تقريبًا عما كان يحصل عليه فى الماضى، وانا على سبيل المثال عندما تم تعيينى فى أسيوط كنت أتقاضى راتبا 92 جنيهًا فقط لا غير، اما فالإمام الان يتم تعيينه براتب ثلاثة الاف جنيه، بل ان الإمام حديث التخرج يحصل على راتب يفوق ما احصل عليه انا كوكيل للوزارة، ولكنى لا انظر للراتب بل للرسالة السامية التى كُلفت بها وأحمد الله كثيرًا عليها واطلب منه ان يعيننى على اداء رسالتى بصرف النظر عن المقابل المادى.
وتشجيعًا للعلم من قبل الوزارة، فمن يحصل على درجة الماجستير يحصل على مبلغ 500 جنيه إضافة إلى راتبه، ومن يحصل على درجة الدكتوراه يحصل على مبلغ الف جنيه إضافة إلى راتبه.
■ هل لا يزال للكتاتيب دور فى ظل عصر الفضائيات والسموات المفتوحة والانترنت؟
- الكتاتيب هى مدرسة القرآن ومعلمة الأجيال، كانت، ولا تزال، من أبرز وأهم الكيانات والقنوات التعليمية التى عنيت بتعليم وتحفيظ القرآن الكريم عبر أجيال متوالية، رغم اننا نعيش عصر الفضائيات والسموات المفتوحة والانترنت.
ولأهمية دور الكتاتيب، نقوم بتحصيل مبلغ رمزى لمن يرغب فى تأجير مكان من المسجد لتحفيظ القرآن أو للحضانة أو التعليم الاساسى، لأن الكتاتيب تحفظ ابناءنا من تلقى الافكار الهدامة فى الشارع وحتى لا يكونوا عرضة لتلقى الافكار المتشددة، وحتى لا ينتهى الامر بالطفل بعد تلقيه تلك الافكار العفنة بتكفير والديه وبتكفير المجتمع كله وحتى لا يكون العوبة فى يد أحد الارهابين، لذلك نثمن دور الكتاتيب فى تربية وتعليم اطفالنا وتثقيفهم وتنشئتهم على مبادئ الدين وتشريعاته السمحة والقيام بدورها الثقافى والعلمى والتربوى فى المجتمعات الإسلامية وخصوصًا فى القرى والنجوع والعزب.
■ ما تعقيبكم على قيام وزير الاوقاف بصرف مساعدة عاجلة قدرها عشرة آلاف جنيه لأسرة كل متوفى وخمسة آلاف جنيه لكل مصاب فى حادث قطارى سوهاج من الموارد الذاتية للوزارة؟
- مما لا شك فيه انها لفتة طيبة وكريمة من الوزير عندما قرر صرف مساعدة عاجلة قدرها عشرة آلاف جنيه لأسرة كل متوفى وخمسة آلاف جنيه لكل مصاب فى حادث قطارى سوهاج من الموارد الذاتية للوزارة ومن واقع الكشوف التى تعدها وزارة التضامن الاجتماعى وذلك إضافة إلى ما ستقوم وزارة التضامن بصرفه.
ويأتى ذلك حرصا من وزارة الأوقاف كونها إحدى مؤسسات الدولة الوطنية على أن تؤدى دورها المنوط فى خدمة المجتمع جنبا إلى جنب مع سائر مؤسسات الدولة الوطنية، كون أبناء هذا الوطن جميعا لحمة واحدة، وكلنا فى خدمة هذا الوطن وخدمة أبنائه متضامنين بروح الفريق فى كل ما فيه خدمة ومصلحة هذا الوطن وصالح أبنائه والإسهام فى رفع أو تخفيف المعاناة عنه.
وإننى أتوجه بخالص العزاء لأسر المتوفين وندعو لجميع المصابين بالشفاء العاجل.