أشرف كاره
جودة الأفكار.. وتخبط التخطيط.. وعشوائية التنفيذ!
لا ينكر أحد فى مصر لمدى ما تحقق من إنجازات ومشروعات خلال الأعوام الأخيرة (خاصة العامين الأخيرين)، سواء على مستوى المشروعات الاستراتيجية الضخمة، والمدن الجديدة، والتطوير الكبير للعشوائيات.. أو حتى لشبكة الطرق والكبارى الهائلة، وهو الأمر الذى يجعلنا جميعًا نفخر بمصرنا "الجديدة" وبقيادتها الواعية والرشيدة.. ولكن:
بالرغم من جودة العديد من الأفكار وطموحها المستقبلى الواعد والتى نبع أغلبها من القيادة السياسية الواعية بالدولة.. إلا أن بعض من يقومون بتحويل تلك الأفكار إلى خطط للشروع بتنفيذها– يحولونها إلى مزيج من الخطط الهلامية غير الواعية للمراحل التنفيذية لها، بخلاف عدم دراستها للمصاعب والمعوقات المحتملة على أرض الواقع– وبالوقت نفسه يأتى دور الجهات التنفيذية–خاصة مع امتدادها بين العديد من المقاولين المنفذين من الباطن– لتتحول إلى مجموعة من النتائج العشوائية المثيرة للتعجب.. وأحيانًا للتقزز من هؤلاء المهدرين لأموال الدولة والشعب ولوقته (الثمين).. والأمثلة تشهد بذلك والتى منها على سبيل المثال لا الحصر:
● طريق الجلالة– السخنة: تم إنفاق المليارات على إنشائه– وهو أمر محمود– إلا أنه (بخلاف تدنى جودة تنفيذ بعض أجزائه) فإنه يفتقد للعديد من الخدمات عليه، وبخاصة خدمات الطوارئ والتأمين.
● مجموعة كبارى مدينة نصر: والتى منها كوبرى نهاية شارع مصطفى النحاس وكوبرى ذاكر حسين (بسوق السيارات) تتقاطع بدورها مع محور "الوفاء والأمل" أو كما سمى فى البداية "شينزو آبى" وهو المحور الذى سيربط دائرى القطامية بطريق السويس ومخترقًا للعديد من المناطق العشوائية التى تم إزالتها، وبنفس الوقت هو المحور الذى يشغله حتى الآن خطوط كهرباء الضغط العالى.. وبالتالى تم تبطىء العمل فى الكبارى المشار إليها (وغيرها) بسبب تقاطعها مع خطوط كهرباء الضغط العالى والتى لم تظهر الرؤية الزمنية لإزالتها سواء بالدفن تحت الأرض أو بالإلغاء لوجود بدائل كهربائية أخرى.. أو غير ذلك، وهل إذا كانت خطوط الكهرباء هذه مازالت مهمة للعديد من المناطق التى تمر بها أو تصل إليها فما هو حال تلك المناطق فى انقطاع الخدمة الكهربائية فى وقت إزالة هذه الخطوط (والتى لن تتم بالتأكيد فى ساعات قليلة؟!).
● كوبرى منطقة العاشر– مدينة نصر: وهى منطقة شهيرة بعشوائية وسائل نقل الركاب الخاصة بها وعلى رأسها الميكروباصات والتكاتك، فبعد أن تم تشييد كوبرى العاشر بمدينة نصر الذى بات يمر أسفله شارع محمد متولى الشعراوى وصولًا إلى منطقة الواحة.. تحول أسفل الكوبرى إلى (سلطة) الميكروباصات والتكاتك ولا رقيب!
● دورانات (U-Turn) الشوارع المتقاطعة مع مصطفى النحاس: شأن مكرم عبيد، عباس العقاد، حسن المأمون والطيران والتى أصبحت جميعًا تفتقد للدورانات الكافية والمخططة فنيًا بالشكل الصحيح.. الأمر الذى خلق تكدسات غير طبيعية على كافة هذه الدورانات بالشوارع المذكورة، الأمر الذى ينم عن سوء التخطيط وعشوائية التنفيذ.
وأخيرًا وليس آخرًا، وبعد أن تم إعادة رصف وتوسعة طريق النصر، خاصة بالمسافة الواقعة بين بداية شارع مكرم عبيد وحتى مطلع كوبرى النادى الأهلى/ ألماظة المؤدى لدائرى المطار.. وما تم صرفه أموال ضخمة على الأسفلت وأرصفة متطورة بتلك المرحلة.. تفاجأ الجميع بإزالة كل ذلك والبدء فى تنفيذ كوبرى (لا نعرف الهدف منه، خاصة مع عدم وجود تقاطعات بتلك المنطقة التى تأتى أمام شارع حسن المأمون والنادى الأهلى (م. نصر).. لتبدأ قصة معاناة جديدة للسيارات المارة بهذا المحور المرورى الهام، بخلاف المزيد من نزيف لأموال الشعب.
والسؤال الذى يطرح نفسه على كافة هذه الملاحظات.. وغيرها كثير، ألا يوجد من هم أصحاب لعقول مستنيرة ولديهم القدرة على التنسيق بين جودة التخطيط وحرفية التنفيذ؟! سؤال سأترك الجهات الرسمية للتفضل بالرد عليه؟