السوق العربية المشتركة | توسع مصانع «بير السلم» فى إغراق الأسواق بالسجق والحواوشى منتهى الصلاحية

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - 03:30
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

توسع مصانع «بير السلم» فى إغراق الأسواق بالسجق والحواوشى منتهى الصلاحية

محررة السوق العربية فى جولة مع بائعى اللحوم
محررة السوق العربية فى جولة مع بائعى اللحوم

المطاعم وعربات الشارع تبيع وجبات سريعة لحومها إما فاسدة أو منتهية الصلاحية

قامت جريدة «السوق العربية» باختراق العالم العشوائى لتصنيع منتات اللحوم فى منطقتى «الشيخ حسنين» و«ميت حضر» شاهدت على الطبيعة كيفية تصنيع هذه المنتجات التى تعتمد على لحوم مستوردة والتى غالباً ما تكون منتهية الصلاحية فى محلات «بير السلم» دون أى رقابة طبية، ليس هذا فقط بل يتم خلطها بدون غير مشبعة والتى تسبب الكولسترول ومضاف إليها أيضاً البهارات الحارة لتغيير طعمها السيئ وإخفاء لونها ورائحتها الفاسدة أيضاً.



هذا الخليط يجعل الساندويتشات قاتلة حتماً.. والمفزع أن هذه المحلات تعد المورد الرئيسى لكثير من المحلات والمطاعم الشهيرة وعربات الشارع على حد سواء. الغريب أن أصحاب المحلات لا ينكرون استخدامهم لحوما منتهية الصلاحية والأغرب أنهم يرفضون اعتبارها فاسدة وأيضاً سمعنا آراء بعض الأطباء المتخصصين وإلى التفاصيل.

بمجرد دخولنا اكتشفنا منازل بلا ملامح أو لافتتات يغلفها الصمت من الداخل وعند دخولنا وجدنا خلية من العاملين بالداخل يواصلون العمل ليلاً ونهاراً لتلبية مطالب المواطنين التى تشهد رواجاً لتجارتهم.

هناك كراتين من اللحوم المستوردة تملأ المكان وتاريخ الصلاحية قد يكون منتهيا وقد يكون فعلا ماضىا وغالبية اللحوم برازيلية أو سودانية أو إثيوبي،ة أما عن الآلات الموجودة داخل المحلات فهى معدات فرم اللحوم وتعبئتها وآلات لخلط التوابل عليها أيضاً، الأفراد داخل المحلات لا يتوقفون عن العمل كل فرد يعرف دوره حتى يصلوا إلى المتنج النهائى والتعبئة فى انتظار زبائنهم. أصحاب المحلات لا يرون مشكلة فى صناعتهم ويعتبرونها عملا وطنىا لتوفير اللحوم لمعدومى الدخل وغير القادرين على شراء اللحوم البلدى التى يصل سعر الكيلو منها إلى 80 جنيهاً، وكان ردهم على استخدام لحوم انتهت صلاحيتها بأنهم خبراء فى اللحوم وطالما أنها مجمدة فهى لا تفسد.

يقول محمد علاء النحاس- صاحب محل النحاس للحوم المجمدة وتجهيز السجق والحواوشى- إن طاقة عمل المحل الواحد يومياً من واحد إلى اثنين طن يتم تجهيزها لبيعها للزبائن من أصحاب محلات التيك أواى وعربات الشوارع وفى كثير من الأحيان لمطاعم شهيرة وكل شىء حسب الطلب فنحن لا نغش أحدا فالزبون هو الذى يحدد نوع الخلطة وجودتها حسب السعر الذى يختاره، فالكيلو الواحد لصناعة حواوشى الفقراء ثمنه خمسة عشر جنيهاً ويتم عمله من اللحمة المستوردة والتى غالباً ما تكون برازيلى ولا تتعدى 25٪ من الكيلو الواحد والباقى عبارة عن بصل وتوابل وشطة وفول صويا ودهن الخرفان ويقبل على هذه الخلطة أصحاب «الفرش» والعربات التى تقف فى الشوارع ليبيعوا رغيف الحواوشى الواحد بثلاثة جنيهات.

أما كيلو الحواوشى المتميز فثمنه ثلاثون جنيهاً ويقبل عليه أصحاب محلات التيك أواى وثمن الرغيف يباع غالباً بسبعة جنيهات.

وبلهجة حاسمة أكد أنهم لا يغشون بضاعتهم ولا يكذبون من أجل ترويجها لأن الزبون القادم إليهم هو الذى يحدد طلبه وأنهم يستخدمون لحوما مجمدة غير فاسدة حتى لو انتهت صلاحيتها بأيام لأنها طالما بقيت مجمدة فهى ليست فاسدة وذلك حسب رأيه.

ويقول إن مراحل إعداد الحواوشى والسجق والكفتة التى تتشابه فى طريقة إعدادها وتختلف فقط فى كيفية ونوعية التوابل التى تضاف إليها فى النهاية. موضحاً أن إخراج اللحوم المجمدة من الكراتين لكى تجهز للإعداد عن طريق وضعها فى أزانات كبيرة حتى تتفكك من بعضها وهذه هى الخطوة الأولى ثم استخراج العظام منها كخطوة ثانية ثم وضع اللحم الصافى فى ماكينات الفرم ثم توضع فى أوان وهذه هى المرحلة الثانية التى يتحدد فيها مقدار اللحم فإعداد الحواوشى يحتاج كميات كبيرة من البصل وفول الصويا والشطة وكمية من الدهون ونسبة اللحم الصافى 20٪ من الخلطة، أما السجق يتم تقليل البصل وزيادة كمية الفول الصويا والتوابل وتكون نسبة اللحم 35٪ أما إعداد الكفتة فيتم موازنة البصل واللحم والتوابل بنسب متقاربة وزيادة الدهون.

أما ماكينات فرم اللحوم فيقول عنها محمد أحمد نعيم- صاحب محلات نعيم للحوم المجمدة- وهو منهمك فى عمله أنه يعمل أكثر من 12 ساعة لتجهيز السجق والحواوشى، مؤكداً أن خلطة التوابل هى التى تجذب الزبون وليست اللحمة وقال إن إنتاجنا لا يبقى كثيراً فى الثلاجات لأن الإقبال متزايد فى هذه الأيام وفى بعض الأوقات إنتاج ماكينات الفرم لا يكفى طلبات الزبائن وفوراً يقطع الحديث صوت أحد المواطنين «إيمان سيد» تسأل عن خلطة حواوشى طازجة وجاء الرد على الفور موجود يا مدام سعر الكيلو خمسة عشر جنيهاً ليلتفت إلينا صاحب المحل معلقاً لولا صناعتنا لما حصلت هذه السيدة معدومة الدخل على اللحم لأسرتها فنحن نساعد فى حل مشاكل الغلابة على حد قوله. وذهبنا لنرى محلا آخر فى نفس المهنة لا يتوقف صوت ماكينات الفرم وهى تلتهم أطنان اللحوم لتحويلها إلى مفروم قابل للتعديل على هيئة حواوشى- سجق- كفتة.. وغيره. يقول محمد إبراهيم حماد- صاحب محلات حماد للحوم المجمدة- إنهم يستخدمون البلدى بجانب المستوردة حسب طلب الزبون، مؤكداً أن محلات شهيرة للكباب والكفتة تأخذ من عنده خلطة الكفتة والمفروم التى يعدها من اللحوم البلدى حسب طلب الزبون وسعر الكيلو سبعون جنيهاً، وأشار لنا إلى أرضية وحوائط المحل مؤكدا أنه يحافظ على النظافة لأنه لا يرضى أن يطعم الناس من مكان ملوث وغير نظيف وأن كل المحلات فى المنطقة تعمل بنظام واحد فى الأسعار والخامات.

وقامت جريدة «السوق العربية» باستطلاع رأى بعض الأطباء المتخصصين فقال الدكتور محمد فريد- دكتوراه فى أمراض الجهاز الهضمى والكبد والمعدة: اللحوم المجمدة نوعان لحوم مبردة وتكون صالحة لعدد معين من الساعات قد يصل إلى 72 ساعة لأنها فقط مبردة وليست فى حالة تجميد كاملة، وهناك لحوم مجمدة لها عدد معين من الأيام بحد أقصى شهر فإذا تم اتباع تلك التعليمات تكون اللحوم صالحة، أما المشكلة هنا فتتحدد فى المشاكل الناتجة عن النقل والتخزين والتوزيع فعند حدوث أى خلل من أى من هذه الإرشادات تفسد اللحمة وتسبب العديد من الأمراض مثل السلمونيلا والبكتيريا الهوائية والتيفيود والغارغانيت كما أنها من الممكن أن تسبب سرطان المعدة والقولون وتدمير الكبد.

هناك ثلاثة أقسام مسئولة عن سلامة هذه اللحوم وهم الطب البيطرى- الطب البشرى- هندسة النقل والتوزيع.

كما أكد د.محمد فريد أن القيمة الغذائية للحوم المجمدة قليلة جداً لأن التجميد يفقد اللحوم الفيتامينات الموجودة بها.