مدير عام الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالإسكندرية: أسعى لتنفيذ مقترح بإنشاء «مجلس للسياحة» يضم المتخصصين برئاسة المحافظ
سميرة سالم
تحديد مواعيد غلق وفتح المنشآت عادل وينظم العمل
التطبيق الذى أعدته الهيئة مزود بكافة المعلومات عن الإسكندرية بسبع لغات
أقمنا ندوات «للتوعية السياحية» بجميع مديريات المحافظة خلال هذا العام
تعتبر مهمة التنشيط السياحى من أهم المقومات الرئيسية لجذب السياحة، نظرًا لأنها مسئولة إلى درجة كبيرة عن تكوين الصورة الذهنية لدى السائح، كما أنها بمثابة سفير المدن حين تتحدث عن نفسها وتاريخها وآثارها، لذلك كان حوار السوق العربية مع محمد سعد، مدير عام الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالإسكندرية.
■ ما الجديد بأنشطة الهيئة حاليًا؟
كما تتم حاليًا الاستعدادات الخاصة بمهرجان "الأفلام القصيرة" الذى سيُقام خلال شهر فبراير، كما نقوم بالتحضيرات الخاصة باحتفالية "يوم السياحة العربى" خلال نفس الشهر.
■ كيف أثرت أزمة كورونا على خطط تنشيط السياحة بالمحافظة؟
جائحة كورونا أثرت بشكل كبير جداً، فقد كان لدينا قبل حدوثها فاعليات بشكل أسبوعى، بينما خلال الموجة الأولى ببداية العام تم تعطيل إقامة فاعليات ومسابقات مهرجانات كانت ستستمر على مدار العام، ولكن للأسف لم يحدث ذلك، على سبيل المثال اضطرارنا لتأجيل مهرجان الإسكندرية إلى شهر نوفمبر بدلًا من أكتوبر، وإلغاء مهرجان الموسيقى العربية العام الحالى، والذى كان قد حقق نجاحًا كبيرًا خلال العام السابق بحضور كوكبة كبيرة من النجوم على رأسهم الفنان محمد صبحى، بالإضافة لتعطيل الكثير من الفاعليات الخيرية التى كنا نشارك بها مع نوادى الروتارى وليونز، وكانت آخرها العام السابق حفلة اليسا والتى كانت إيرادها بالكامل لصالح المستشفى الجامعى لأطفال مرضى السرطان، وكان من المقرر استمرارها ولكن نظرًا لظروف الجائحة لم تُقام هذا العام.
ولكننا كهيئة لا نترك أيام الاحتفاليات العالمية تمر دون إقامة احتفالية مثل "يوم السياحة" العالمى بشهر سبتمبر والذى أقمنا خلاله احتفالية رائعة، وتم تكريم عدد من الشخصيات التى تُعد من رموز السياحة بالمحافظة، بحضور عدد كبير بقصر ثقافة الأنفوشى، كما شملت الاحتفالية عرض معلومات عن الإسكندرية بالصفحة الرسمية للهيئة.
كما قمنا بإقامة احتفالية "يوم المعلم" العالمى، بالتنسيق مع قيادات مديرية التربية والتعليم، وقمنا بتكريم عدد من المعلمين بالهدايا وإقامة جولة سياحية لهم.
■ هل تتضمن خطط الهيئة التوعية بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية؛ لضمان استمرار السياحة؟
الحركة السياحية تأثرت بأزمة "كورونا" بشكل كبير على مستوى العالم بأكمله، وقد حققنا بمصر خلال العام 2019 الرقم القياسى، وبداية من العام 2020 كانت الأمور تسير بشكل طبيعى خلال الربع الأول من العام، والتى شهدت الاعتماد على المراكب "الكروز" والتى كان العام الأول لدخولها بالإسكندرية، وكان جهدًا كبيرًا قام به الدكتور عبد العزيز قنصوة المحافظ حينذاك بالتعاون مع التوكيلات الملاحية وقنصلية اليونان، حيث بدأت بـ650 راكبًا حتى وصلت إلى 1200 راكب من جميع الجنسيات.
بعد ذلك توقف كل شىء من حركة طيران وأفواج الشركات السياحية والتوكيلات الملاحية، والتدابير والإجراءات أصبحت معممة على كل العالم، والجميع يلتزم بها، ولكن نأمل خلال الربع الثانى من العام 2021 أن تسير الأمور على ما يرام.
■ دائما تحرص الهيئة على التواجد والمشاركة بالندوات والمعارض والمؤتمرات، إلى أى مدى يساهم ذلك فى تنشيط السياحة؟
من خلال أوجه التعاون بيننا وبين الجهات المختلفة سواء جامعات أو أندية أو مديريات إلى آخره، نقوم بإهداء الضيوف المشاركين من جنسيات مختلفة المنشورات والكتيبات التى تتحدث عن الإسكندرية عبر العصور بمختلف اللغات، كما أن تواجدنا بأى فاعلية هو عملنا بزيادة تفعيل دور الفاعليات وإبراز الجانب السياحى للمحافظة وعرض الجديد.
ولذلك قمنا العام السابق بإقامة مسابقة "الإسكندرية فى صورة"، وكنا نأمل أن تستمر هذا العام، وهى تعتمد على تسابق الشباب محترفين والهواة؛ لتصوير الإسكندرية بشكل جديد ومختلف تمامًا، وتقدم بهذه المسابقة 60 متسابقا صعد منهم 40 تم تكريمهم جميعًا.
كما كنا نأمل فى إقامة "إسكندرية فى رسمة" بالتنسيق مع الفنان التشكيلى السكندرى الكبير خالد هانو، هذا العام ولكن اضطررنا لتأجيلها.
ونحن نستفاد من هذه الصور بوضعها فى مطبوعات ومنشورات الهيئة، كتحديث وتجديد لشكل الإسكندرية.
ما نتائج ■ اجتماع رؤساء هيئات تنشيط السياحة بوزارة السياحة والآثار؟
أود أن أوضح بأن الهيئات الإقليمية لتنشيط السياحة عددها 15 هيئة على مستوى الجمهورية، تم إنشاؤهم بقرار رئاسى عام 1957 كهيئات مستقلة، ويرأس مجلس إدارتها السيد المحافظ، احدها هيئة الإسكندرية، والهيئات الإقليمية تعمل بشكل مستقل عن وزارة السياحة، وقد بدأت الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة بالتعاون مع الوزارة من خلال المتاحف والآثار بالإسكندرية.
وذلك ما جعل نظرة وزارة السياحة والآثار تتغير تجاه الهيئات الإقليمية، وبالفعل قامت الوزارة مشكورة بعقد الاجتماع برئاسة الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، مع مديرى الهيئات الإقليمية على مستوى الجمهورية، لسماع آرائهم ومقترحاتهم وشكواهم والمعوقات التى تواجههم والتطوير المستهدف لديهم والدعم المطلوب؛ لتفعيل دورهم مع الوزارة.
وقد كان الاجتماع ناجحًا بكل المقاييس، وسيتم عقد لقاء آخر بعد دراسة المذكرات المقدمة من مديرى الهيئات؛ للرد عليها بالتفصيل.
وبالنسبة لمقترحات الإسكندرية كان من ضمنها مقترح تقدمت به لإقامة مجلس للسياحة يرأسه السيد محافظ الإسكندرية، ويضم جميع الجهات التى تعمل بالقطاع السياحى، فكلًا منها يعمل ولكن بنظام الجزر المنعزلة، وقد آن الأوان لجمعهم وتوحيد جهودهم؛ لمناقشة الحلول والأفكار للانطلاق بالإسكندرية سياحيًا، وهو ما نأمل تنفيذه بكل محافظة سياحية وليس لدينا فقط.
■ إلى اى مدى سيساهم قانون السياحة الموحد فى تنشيط السياحة؟
بالتأكيد سيساهم فى جمع التشتت الذى تقع فيه جميع الجهات مثلما أشرت لكى، فكل منهم لديه قوانينه ولوائحه، فحينما يكون هناك قانون موحد سيكون مردوده كبير، ونأمل صدوره قريبًا.
■ماذا عن مهرجان الأفلام الفرانكوفونية المقرر انعقاده فى مايو القادم؟
لا نزال فى مرحلة التحضير النهائى له، ونأمل أن تكون الأمور قد تحسنت خلال شهر مايو فيما يخص جائحة "كورونا"، ويكون المهرجان ناجحًا بشكل كبير.
■ من وجهة نظرك، كيف أثر قرار تحديد مواعيد غلق وفتح المنشآت على حركة السياحة؟
ادعمه جدًا بالطبع، فعملية تنظيم مواعيد العمل أمر جيد وعادل، خاصة فى ظل قانون منظم، وجميع دول العالم تعمل بذات النظام المحدد لساعات العمل والإجازات.
■إلى اى مدى تؤثر إقامة المهرجانات فى جذب السياحة؟
بالتأكيد، فحينما يتم تنظيم مهرجان المسرح العربى على سبيل المثال لا الحصر، وتشارك به 14 دولة عربية، فنحن كهيئة لدينا جناح مخصوص بأماكن إقامتهم لتقديم المطبوعات والمنشورات باللغة العربية، مع عرض فيديو ترويجى، لذلك يكون له مردود سياحى كبير، فليس واجبً توصيل الرسالة لجميع الأفراد، ولكن يمكن توصيل الرسالة من خلال مجموعة معينة تساعد على نشر المعلومات السياحية وتحقيق الجذب السياحى، خاصة أن هناك أعداد كبيرة سواء من دول عربية أو أجنبية تعشق مدينة الإسكندرية.
■ هل يوجد أحد أنواع السياحة أكثر رواجًا عن غيره بالمحافظة؟
بالطبع، فمكتبة الإسكندرية أحدثت طفرة فى السياحة الثقافية، كما أحيى القائمين على متحف المجوهرات لقيامهم بالتجديد دائمًا مما جعله مميزا ومتطورا ويواكب العصر، كما احيى القائمين على الآثار اليونانية والرومانية خاصة الدكتور خالد ابوالحمد، فهذا الشخص من الذين يعملون بالآثار بحب وإخلاص وتعاون هدفه إعلاء شأن السياحة بالشكل الذى نأمله.
■ حدثنا عن التطبيق الذى تعتزم الهيئة إطلاقه؟
التطبيق تمت به كافة التحضيرات وجاهز للانطلاق، ومزود بكافة المعلومات المتعلقة بالإسكندرية من مناطق أثرية وسياحية، وفنادق مقيدة وغير مقيدة، والأسواق بالمحافظة والأكلات التى تشتهر بها، وخطوط المواصلات وكيفية التنقل بها لكافة الجهات والمناطق، كل ذلك متاح بسبع لغات.
■ ما أكثر ما تعتمد عليه الهيئة فى الترويج السياحى؟
لابد من العمل من خلال جميع المشاركات سواء طبية أو ثقافية أو فنية أو رياضية، وبالمناسبة فإنى عضو مجلس أوبرا، ولدينا بروتوكولات تعاون مع جميع القطاعات على سبيل المثال لا الحصر مثل الصحة والتربية والتعليم والشباب والرياضة إلى آخره، فنحن نعمل من أجل هدفنا وهو ترديد اسم الإسكندرية بشكل كبير.
■ إلى اى مدى تدعم الهيئة توعية المواطنين لثقافة التعامل مع السياح؟
خلال هذا العام وفترة التوقف عملنا بالفعل من خلال ندوات التوعية السياحية لجميع مديريات الإسكندرية، بالتعاون مع الدكتور عبدالفتاح غنيمة الذى يعتبر عميد عمداء كليات السياحة فى مصر وليس الإسكندرية فقط، ويعتبر موسوعة علمية كبيرة، كما قمنا بالاستعانة بمتخصصين من المتاحف والآثار، وذلك مع اتخاذ كافة التدابير الوقائية.
وتم خلال هذه الندوات التعريف بكيفية حسن معاملة السائح والأثر والمتحف، لتفادى السلبيات، وقمنا بتوصيل الرسالة لدرجة أن هناك شركات حكومية وخاصة تطلب منا إقامة ندوات التوعية السياحية لموظفيها.
■ من خلال المشروعات القومية التى تتم بالإسكندرية، هل يمكنها تحقيق جذب سياحى بها؟
بالطبع وبشكل كبير جدًا، فالمشروعات التى تتم على أرض الإسكندرية وبكافة أنحاء الجمهورية مردودها كبير جدًا على حركة السياحة، والإسكندرية بشكل خاص على سبيل المثال محور المحمودية يعتبر شريان يُسهل عملية الانتقال من غرب إلى شرق المحافظة خلال دقائق بسيطة، وذلك يتوافق مع رغبات السائح الذى يُريد التنقل بين عدة أماكن خلال جولته، وبالتالى يتطلب ذلك عامل سرعة الانتقال الذى يحققه المحور، وكافة المحاور المُقامة.
وأرى حينما يتم الانتهاء من كافة المشروعات التى تتم على أرض الواقع خاصة فيما يتعلق بالمحاور المرورية ستحقق طفرة ليس على صعيد سياحة الأفراد فقط بل بالحركة التجارية أيضًا.