القس رفعت فكرى: «السيسى» رجل إصلاحى وتجديدى ومن ينكر مجهودات الدولة للأقباط جاحد
رضا عزت
«الأخوة الإنسانية» بين شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية وثيقة تاريخية تعكس حرص الإمارات على نشر ثقافة السلام فى المنطقة والعالم
الزيادة السكانية لا تقل خطورة عن الإرهاب
المرأة كاملة فى فكرها وعقلها ويوما ما ستأخذ كافة حقوقها
القس رفعت فكرى الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية بمصر، الرئيس السابق لسنودس النيل الإنجيلى، كاتب واعلامى مستنير ومتميز، ومايسترو للعلاقات العامة المسكونية، يرى ان الرئيس عبدالفتاح السيسى رجل إصلاحى وتجديدى ومن ينكر مجهودات الدولة المصرية تجاه الأقباط جاحد.
وان وثيقة الأخوة الإنسانية الموقعة بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وبابا الكنيسة الكاثوليكية وثيقة تاريخية تعكس حرص الإمارات على نشر ثقافة السلام فى المنطقة والعالم، وان المرأة كاملة فى فكرها وعقلها ويوما ما ستأخذ كافة حقوقها، وان الزيادة السكانية لا تقل خطورة عن الإرهاب، ويؤكد ان مشهد افتتاح مسجد الفتاح العليم، وكاتدرائية ميلاد المسيح رسالة للعالم تؤكد أن مصر نسيج واحد، وان الفكر الدينى يحتاج لتصويب وتجديد والحوار الراقى لا غنى عنه من أجل التعايش مع الآخر، وان جلسات الصلح العرفية تؤكد احتياجنا لبيت العدالة أكثر من بيت العائلة، ويرى ان وسائل التواصل الاجتماعى زادت لكن قل الوصال الإنسانى.. السطور التالية تروى المزيد عنه من خلال حوارنا معه
■ كيف تم اختياركم أمينًا عامًا مشاركًا لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وما رؤيتكم المستقبلية لمجلس كنائس الشرق الأوسط؟
- قامت الكنيسة الإنجيلية بمصر بترشيحى لهذا المنصب عن العائلة الإنجيلية ووافقت اللجنة التنفيذية لمجلس الكنائس بالشرق الأوسط على هذا الترشيح، أما عن رؤيتى فأنا أسعى لعمل لقاءات تجمع قادة الكنائس كذلك للتعاون حول كل ما هو مشترك، لأن يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا.
■ ما تقييمك لـ«وثيقة الأخوة الإنسانية»؟
- انها «وثيقة تاريخية» تعكس حرص دولة الإمارات على نشر ثقافة السلام فى المنطقة والعالم، فى مواجهة أصوات التطرف والتشدد والتعصب.
أن «دولة الإمارات تقوم بدورٍ كبير وعظيم فى نشر ثقافة السلام فى المنطقة والعالم، سواء من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية أو غيرها من مبادرات السلام، فالإمارات دولة راعية للسلام والاعتدال فى المنطقة، وهو نهج متوارث، ليس كلامًا أو تصريحات، ولكن بالأفعال الواضحة التى تؤكد حرص الدولة على نشر ثقافة السلام.. وهذا شيء مهم يحسب للإمارات، وأتمنى أن تحذو باقى دول المنطقة حذو الدولة ونهجها فى نشر السلام والمحبة». و«وثيقة الأخوة الإنسانية» الموقعة بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، فى الرابع من شهر فبراير من العام 2019 فى دولة الإمارات، وهى الوثيقة التى اعتبرها «دليلًا على تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل».
إن «وثيقة الأخوة الإنسانية هى وثيقة تاريخية، مجتمعاتنا فى أمس الحاجة إلى تطبيقها، والتعرف إليها بشكل أكبر وأوسع، بخاصة أن ثمة بؤر صراع متعددة، ما يؤكد الحاجة الماسة لصوت السلام والتسامح والأخوة». وتحدث عن الزخم الذى تتمتع به الوثيقة وما كُتب عنها نظرًا لأهميتها الشديدة، وهو الزخم الذى يعتقد بأنه من المهم أن ينتقل بشكل مباشر إلى المستوى الشعبى. واقترح القس رفعت فكرى أن يتم تدريس الوثيقة ونهج السلام فى المدارس بالمنطقة، لما بها من قيم للسلام والمحبة والتنوع واحترام الآخر، بحيث تنشأ الأجيال الجديدة مملوءة بتلك المعانى المُهمة.
■ يُنسب لك تصريحات أثارت الجدل حول بتولية السيدة العذراء مريم، وأنها تزوجت وأنجبت غير السيد المسيح ما يجعلها غير دائمة البتولية، وقد تسببت هذه التصريحات فى غضب البعض، فما تعقيبكم على الأمر؟
- نعم قلت ان السيد المسيح ولد من القديسة العذراء مريم، أما عن زواجها من يوسف من عدمه بعد ولادة المسيح فقلت إن المفسرين انقسموا إلى فريقين، هناك من قال إنها تزوجت وهناك من قال إنها لم تتزوج، والأمانة العلمية تدعونا لاحترام التعددية فى الآراء والأفكار دون استخدام مصطلحات الهرطقة وما شابهها.
■ وصفت الرئيس عبدالفتاح السياسى بأنه رجل إصلاحى وتجديدى، وضح ذلك؟
- بداية أود أن أتقدم بخالص الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على دعمه الدائم لدولة المواطنة والمساواة والقانون وهو رجل صاحب قضية، وهو بحق رجل إصلاحى وتجديدى، ومهتم بعدد من قضايا المواطنة المهمة وفى مقدمتها موضوع تصويب الخطاب الدينى إيمانًا منه بأهمية وخطورة الخطاب الدينى فى تشكيل عقول الجماهير وتحريكها، حيث دعا إلى ضرورة مواجهة الفكر المتطرف من خلال الخطاب الدينى المستنير، وأكد أهمية إعلاء لغة الحوار واحترام الآخر، والإيمان بحق التنوع والاختلاف، وترسيخ أسس المواطنة، والعيش الإنسانى الكريم، لتحقيق الأمان والسلام للجميع، وإن مشهد افتتاح مسجد الفتاح العليم، وكاتدرائية ميلاد المسيح لم يحدث من قبل عبر التاريخ، وهو رسالة للعالم تؤكد أن مصر نسيج واحد، وأن رئيسها لا يفرق بين مواطن وآخر، ويتعامل مع المواطنين من منطلق المواطنة، كما أن إصدار قانون بناء الكنائس مؤخرًا ساهم فى إحداث تغيير وطفرة حقيقية، فمن ينكر مجهودات الدولة المصرية تجاه الأقباط جاحد.
■ قلت إنك مع مساواة المرأة والرجل، وأنه من حقها أن تتولى كافة المناصب السياسية والدينية، ومع حق المرأة فى أن تكون قسيسة، ولكنك تحترم رأى الأغلبية فى الكنيسة الإنجيلية التى طالبت بتأجيل مناقشة هذا الأمر؟ فهل مازلت على رأيك ولماذا؟
- لا يوجد تمييز والمرأة كاملة فى فكرها وعقلها ويوما ما ستأخذ المرأة كافة حقوقها ولكنها مسألة وقت.
■ ترى أن التعصب آفة أصابت مجتمعاتنا العربية، وطالبت بضرورة احترام التنوع وقبول التعددية.. كيف يتم ذلك؟
- يتم ذلك بقبول نسبية الحقيقة. فالمتكبر المتغطرس هو من يتوهم أنه اقتنص الحقيقة المطلقة، أما المتواضع فهو الذى يعرف حدوده ويحيا فى رحلة بحث عن الحقيقة ومن ثم سيحترم التنوع والتعددية واختلاف وجهات النظر.
■ ما رأيك فى الخطاب الدينى الحالى، وهل ترى ضرورة حقيقية لتطويره؟ وما رأيك فى ما يطلق عليه بيت العائلة المصرية وجلسات الصلح العرفية؟
- نعم الفكر الدينى يحتاج لتصويب وتجديد لأنه ماضوى أحادى أصولى ضد حقوق الإنسان وضد العلم والتجديد يحتاج الفلاسفة والمفكرون أن يدلوا بدلوهم فى كافة الموروثات بشجاعة وبسالة دون خوف، أما عن بيت العائلة فهو يحتاج لمزيد من التفعيل، لاسيما فى القرى والنجوع التى يسكنها التعصب ورفض الآخر وكذلك استمرار جلسات الصلح العرفية يقول لنا اننا نحتاج لبيت العدالة أكثر من بيت العائلة.
■ كنت رئيسًا للسنودس الإنجيلى فى دورته رقم 128، هل ترى ان مدة عامة كافية لتحقيق أى إنجاز لرئيس السنودس مقارنة بباقى المذاهب الإنجيلية التى تتراوح مدة رئاستها من عامين إلى أربعة أعوام؟
- رئيس السنودس هو مدير لجلسات السنودس وللجنته التنفيذية لأن أعمال السنودس تقوم بها مجالس متخصصة ومدة رئاسة المجلس ٤ سنوات قابلة للتجديد مرة بانتخابات. ولكن يوجد اتجاه حاليا داخل السنودس يطالب بجعل مدة رئيس السنودس سنتين بدلا من سنة، حتى يمكنه متابعة أعمال السنودس بشكل أفضل ولكن لايزال الأمر محل دراسة.
■ شارك للمرة الأولى فى أسبوع الصلاة؛ من أجل الوحدة بين الكنائس قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كيف ترى هذه المشاركة، وكيف ترى شخص قداسة البابا؟
- أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس يقام منذ عدة سنوات وكان يشارك فيه قداسة البابا شنودة ولكن ربما الإعلام لم يكن يسلط الضوء عليه أما اليوم فبفضل الفضائيات المتعددة ووسائل التواصل الاجتماعى فزاد الاهتمام والمتابعة لهذا الأسبوع ومشاركة البابا تواضروس وترحيبه بهذا الأسبوع هو دليل على انفتاح البابا على الوحدة فهو شخص مفكر مستنير يتمتع برحابة العقل وسعة الصدر واتساع الأفق.
■ قلت إن مجدى يعقوب وأمثاله من ملائكة الرحمة هم من يصنعون الفردوس وهم من يجعلون من أرضنا سماء! وضح ذلك؟
- السماء حالة من السلام والجمال وهذه الحالة يصنعها أمثال مجدى يعقوب الذى يقدمون تضحيات وخدمات جليلة للإنسانية بحب وبتواضع.
■ قلت ان الزيادة السكانية لا تقل خطورة عن الإرهاب، وضح ذلك؟
- الزيادة السكانية تشكل خطرًا على المجتمعات التى تكون فيها الموارد محدودة وغير متناسبة مع عدد السكان وبالتالى لن يكون التعليم راقيا بالقدر الكافى وكذلك الصحة وغيرها من الخدمات وسيزداد الفقر وستنتشر البطالة وستقل الاستنارة وهذا مناخ كاف لأن يكون أرضا خصبة للإرهاب ولتفريخ الإرهابيين.
■ نظم مجلس كنائس الشرق الاوسط مؤتمر تحت شعار «إعلام من أجل كرامة إنسان»، يشارك فيه الأنبا مرقس مطران إيبارشية شبرا الخيمة وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، حدثنا عن فكرة المؤتمر؟
- المؤتمر حضره إعلاميين من لبنان وسوريا ومصر والعراق لمناقشة دور الإعلام المسيحى فى صون الكرامة الإنسانية تلك الكرامة التى منحها الله للإنسان والتى يسعى مجلس كنائس الشرق الأوسط للدفاع عنها والحفاظ عليها.
■ تتحدث وتكتب كثيرًا عن الحوار، لماذا؟
- الحوار لغويًا هو ديالوج، أى التكلم وتبادل الأفكار، وهو أداة الفكر والتفاعل اللفظى بين اثنين أو أكثر من البشر، بهدف التواصل الإنسانى، وتبادل الخبرات والأفكار، وتكاملها فى أسلوب بعيد عن التعصب، ولا يُقصد به الخصومة، فهو فى هذا يختلف عن الجدل الذى فيه منازعة وقوة وخصومة، كما يختلف عن المناظرة التى تقوم على المواجهة والتضاد والتصحيح والإبطال، الحوار بحق قيمة إنسانية عظمى لا يكاد يختلف حولها اثنان من سكان عالمنا، مشرقه ومغربه، وشماله وجنوبه، وهو يبدأ بالبيت والمدرسة والمجتمع، والحوار الراقى لا غنى عنه من أجل التعايش مع الآخر بل ومن أجل ما هو أروع وهو العيش المشترك الذى يقوم على الوحدة الإنسانية وجودًا ومصيرًا، فيحب المرء لغيره ما يحبه لنفسه، ويؤمن بضرورة وجوده معه وإلى جانبه، يدخل معه فى حوار منفتح، يتبادل وإياه الفكر، يسمعه جيدًا، يأخذ منه ويعطيه، ويعرف كيف يختلف معه فى الرأى دون أن يخسره، فيكون الاختلاف مصدرًا لثراء حياتهما معًا، وللفهم الأعمق لمنطق الحياة، بل ولمعرفة الآخر معرفة أوثق بكل مكوناته، والاعتراف به وبخياراته، ليصير الحوار موضوعيًا ومتكافئًا، ذلك أن الحوار المتجانس الذى يسعى إلى كشف الأمور المشتركة هو الضمانة الحق للعيش المشترك. والحوار الراقى هو الذى يخلو من أية نبرة تنفير أو تعيير أو تحقير، وهو الذى لا تشوبه جدلية التعصب، ولا صخب النقاش الحاد، الذى قد ينطوى على عدوانية مرفوضة رفضًا باتًا.
■ يرى البعض ان مجلس كنائس مصر ومجلس كنائس الشرق الاوسط ومجلس الكنائس العالى، مجرد كيانات شكلية ليس لها فاعلية، ما تعليقكم على ذلك، وحدثنا عن أهداف ورؤية مجلس كنائس الشرق الأوسط؟
- العمل المسكونى يحتاج لنضال طويل، لاسيما فى الأماكن التى تنتشر فيها الأصوليات والانتماءات الضيقة فهذه المجالس ناجحة فى الدول المتقدمة ونأمل أن هذه المجالس تكون أكثر فاعلية فى مصر.
■ لقد أثريت المكتبة العربية والمسيحية بعدد من المؤلفات حدثنا عن أبرزها، وما أهم الكتب والمؤلفات التى قرأتها وتنصح الخدام والرعاة بقراءتها؟
- لى بعض الكتب مثل العنف ضد المرأة والإصلاح الدينى بين الغرب والشرق والتسامح الفضيلة الغائبة، أنصح الخدام والرعاة بسعة الاطلاع فى مختلف المجالات العلمية والفلسفية والثقافية بجانب الكتب الروحية.
■ بعض رجال الدين يصرفون أوقات طويلة فى تصفح موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك بدعوى الخدمة عبر الفيس بوك، ما يؤثر سلبيا على أسرهم وعملهم، ترى كيف تكون علاقة رجل الدين بالفيس بوك بصفة خاصة والميديا بصفة عامة؟
- تنظيم الوقت مهم والتعامل مع الإنترنت يجب أن يكون منظمًا ولأهداف بحثية ودراسية ووسائل التواصل الاجتماعى لا يجب أن تأخذ أكثر من حجمها ولا يجب أن تجور على وقت الجلوس مع الأسرة، لأنه من المؤسف أن زادت وسائل التواصل الاجتماعى وقل الوصال الإنسانى.
■ بما تفسر ارتفاع معدلات الانتحار، حيث توجد حالة انتحار كل 40 ثانية حول العالم ومصر الأولى عربيا؟
- ضياع الهدف من الحياة وغياب العلاقات الإنسانية المبنية على الحب والدفء داخل الأسر والمجتمعات، اهم أسباب زيادة معدلات الانتحار.
■ بم تفسر زيادة حالات الطلاق بواقع حالة واحدة كل دقيقتَين ونصف، بما يوازى 2500 حالة يوميًا؟
- غياب التواصل داخل البيت وعدم تقديم الدراسات الكافية للمقبلين على الزواج.
■ من هم أكثر الشخصيات تأثيرًا فى حياتك؟
- أبى وأمى ومن علمونى فى مراحل حياتى المختلفة ومنهم الفيلسوف الدكتور مراد وهبة، والدكتور القس فايز فارس، والدكتور القس صموئيل حبيب، والدكتور القس منيس عبدالنور، والدكتور القس عبدالمسيح استفانوس والدكتور القس إكرام لمعى وغيرهم كثيرون.
■ يتهافت عدد كبير من رجال الدين للحصول لقب حاصل شهادة ماجستير او درجة دكتوراه، بماذا تفسر ذلك؟ وما تقييمكم لهذه الكيانات العلمية؟
- هناك شهادات تحتاج لتقييم وكذلك هناك كيانات تقدم دراسات لاهوتية تحتاج لمراجعة ما تقدمه من مواد لاهوتية وعلمية، التكالب على لقب دكتور دون عناء يقلل من قيمة الشخص الباحث عن اللقب وكم من رجال دين عظماء خلدهم التاريخ بخدمتهم وعلمهم دون دكتوراه أو ماجستير.
■ ما أبرز المحطات فى حياتك؟
- محطة التحاقى بالدراسة فى كلية اللاهوت ومحطة خدمتى بالرعاية ومحطة خدمتى من خلال الإعلام والميديا.
■ نهديك ثلاث باقات من الورود ونطلب منك أن تهديها إلى ثلاث شخصيات فلمن تهديها ولماذا؟
- باقة لأبى الذى رحل عن عالمنا لأنه علمنى ضرورة الثبات على المبدأ رغم الصعاب.
وباقة ورد لأمى نبع الحب والعطاء لأنها علمتنى أن أحب كل الناس دون تفرقة.
باقة ورد لزوجتى رانيا موريس لأنها تشاركنى أعباء الحياة وضريبة الخدمة.