المهندس صلاح حافظ عضو مجلس إدارة جهاز البيئة ونائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق لـ«السوق العربية»: أطالب بسوق عربية مشتركة على غرار الاتحاد الأوروبى
رفع أسعار الطاقة فى مصر «القرار المناسب فى الوقت المناسب»
تطوير قطاعات الصحة والتعليم والخدمات الغذائية قرارات ترضى المواطن المصرى
تعد الطاقة هى شريان الحياة فى دول العالم كله حيث أصبحت من اهم أساسيات ومقومات الحياة اليوميةج لكل مواطن ومع تصاعد ازمات الطاقة المختلفة فى مصر والاجراءات الاخيرة التى قامت بها الحكومة للنهوض بقطاع الطاقة والعمل على تطويره زادت الحاجة الى مزيد من الاجراءات التى تسعف القطاع من الانهيار.. وبالطبع لا نستطيع ان نفرق بين قطاع الطاقة ومقوماته وآثاره على الاقتصاد بدون ان نتطرق الى البيئة التى نعيش فيها والمساعى الحثيثة للعمل على نظافتها وحمايتها من التلوث والذى كان دائما دأب الانظمة السابقة كلها تقريبا.. «السوق العربية» اختارت واحدا من أبناء مصر الذى جمع فى فترة عمله بين العمل فى قطاع البترول كأصغر نائب لرئيس الهيئة العامة للبترول وتقلده منصب رئيس جهاز حماية البيئة لتحاوره فى كل ما يخص الطاقة والبيئة فى مصر بعد ان اختير عضوا فى مجلس ادارة جهاز حماية البيئة.
■ ما رأيك فى قرار رفع أسعار الطاقة فى مصر وهل كان الوقت مناسبا؟
- نعم قرار هائل وجيد وأنا شخصيا كنت اطالب به منذ سنوات عديدة واما من يتحدث عن قصة الوقت غير المناسب فهو غير صحيح لانه نظرا لما يحدث فى مصر من أزمات وما تمر به من اوقات عصيبة فان الوقت دائما ما يكون غير مناسب بل بالعكس ارى انه كلما اتخذ القرار فى وقت أسرع كلما كانت الاستفادة منه اكبر وكلما تأخر القرار فى الوقت زادت المشكلة وتضاءلت المكاسب التى نرجوها من اتخاذ هذا القرار.
■ برأيك ما المشكلة الاكبر التى كانت فى مسألة الدعم؟
بالطبع اسوا شىء فى الدعم كان هو عدم وصوله لمستحقيه فالدعم يصل حوالى 80% منه الى غير المستحقين ويمثلون حوالى 20% اما المستحقين وهم يمثلون نسبة 80% لا يصل اليهم من الدعم الا حوالى 20% فقط منه وما يحدث واقعيا هو تعنت المستفيدين من الدعم وهم للاسف غير مستحقين وللعلم هؤلاء هم من يثيرون الناس فى حالة اتخاذ هذه القرارات ويحاولون اعاقة التنمية وايضا من لهم اغراض سياسية يريدون استغلال الاحداث ليهدموا النظام الحالى.. اما مستحقو الدعم فعلا فهم مشغولون بالبحث عن لقمة العيش ولا يثيرون المشاكل فمن يثير الازمات هم المستفيدون من الدعم وهم غير مستحقين.
■ وما الذى كان يحتاج اليه القرار ايضا؟
بالطبع كان يحتاج الى ظهير سياسى مثل المجالس المنتخبة والمجالس المحلية والاحزاب السياسية الكبيرة، وذلك كان سيقوى القرار بشكل اكبر ولكن مع عدم وجود هذا الظهير حاليا كان الاعتماد على الظهير العسكرى والمتمثل فى قواتنا المسلحة والذى ساهم فى تقوية القرار وحماية مصر خلال الفترة السابقة.. ولكن الحكومة اتخذت مجموعة من القرارات ستساهم بشكل كبير ارضاء المواطنين وهو تطوير القطاع الصحى والتعليمى وغيرها من الخدمات التى يحتاجها المواطن بجانب الخدمات الغذائية التى سيحصل عليها المواطن بأسعار اقل وزيادة المعاشات والمرتبات وايضا تطبيق الحد الادنى والاقصى للاجور على العاملين بالدولة.
■ بالمناسبه هل انت راض عن تطبيق الحد الاقصى للاجور؟
- بالطبع هو من افضل القرارات التى اتخذتها الحكومة خلال الايام الماضية.. لان المسئولين فى قطاع الدولة تعودوا خلال العهود الماضية بأخذ البدلات والزيادات المختلفة غير المستحقة والتى تصرف بالآلاف لكل مسئول دون وجه حق وفى النهاية يجد كل مسئول نفسه يتقاضى آلاف بل وملايين الجنيهات كل شهر مع ان مرتبه الاساسى اقل من ذلك بكثير جدا.. وانا شخصيا عانيت من هذه المشكلة عندما كنت مسئولا فى جهاز شئون البيئة فكنت اجد ان كثيرا من اموال البدلات وغيرها غير مستحقة وذلك ما دفعنى لرفض ذلك ثم الاستقالة نهائيا لان ذلك يتعارض مع أخلاقياتى وقناعاتى التى نشأت عليها.
■ ما الذى يحتاجه قطاع البترول ايضا للنهوض به وتطويره خلال الفترة المقبلة؟
- اهم ما يحتاجه البترول فى مصر بصفة عامة هو وضع قواعد عامة منظمة للعمل ومدروسة جيدا وايضا تعديل بعض القوانين التى تعوق مسيرة الاصلاح فعندما كنت مسئولا فى البترول سابقا كان هناك نظام يسمى تقاسم الانتاج بين الشريك الاجنبى والدولة وهو نظام جيد وكان له قواعد اعتمدناها وزملائى ساعتها لكن الان حدث ترهل للنظام وتهلهلت الامور عن ذى قبل وظهرت اشياء مثل اشتراط المزايدات التى للاسف انتجت الرشاوى والمحسوبيات والوساطة وايضا مثل منع تداول المعلومات والذى دخل كثير من المسئولين السجن بسببه وهو قانون امريكى اصلا ولكنه لا يصلح للتطبيق فى مصر ولا اعرف لماذا تمنع المعلومات وانا عندما كنت مسئولا فى القطاع أتحت المعلومات بشكل كبير ولم يحدث اى خلل ساعتها.
■ هل ترى ان الطاقة المتجددة ستساهم بشكل كبير فى حل أزمة الطاقة؟
- لا انكر بالطبع ان الطاقة المتجددة سيكون لها اثر جيد فى المساهمة فى تقليل استخدام المواد البترولية فى خليط الطاقة المعتمد فى مصر حاليا ولكنها لن تكون بديلا لها فهى لن تحل المشكلة الا بنسبة قليلة ولذلك طالبت من قبل باستخدام الفحم واعتماد العمل به لانه وقود الفقراء كما يطلق عليه البعض وارى انه هناك مبالغة كبيرة جدا فى ترديد اخطار الفحم فالعالم كله يستخدم الفحم مثل امريكا والمانيا.
■ كيف ذلك والكثيرون يتحدثون عن اخطار الفحم واضراره البيئية؟
- ارى ان ذلك مبالغ فيه جدا والا كيف ان امريكا وهى اكبر دوله فى العالم 50% من انتاجها من الكهرباء بالفحم وما نحتاجه فقط هو اتخاذ التدابير اللازمة لحماية البيئة والمواطنين من الاضرار التى يمكن ان تلحق بهم جراء استخدام الفحم وتطبيق المعايير العالمية وما استغرب له هو خوف البعض من استخدام الفحم وفى نفس الوقت لا نسمع احدهم يتكلم عن الاضرار الهائلة والخطيرة جدا من جراء حرق النفايات فمن اخطر الاشياء ان حرق مواد البلاستيك مثلا يٌنتج غازات سامة ومضرة جدا بالانسان قبل البيئة.
■ ما الحل من وجهة نظركم فى مخلفات المصانع خصوصا مصانع الاسمنت؟
- اهم شىء هو اصلاح هو عمل منظومة محكمة لتشديد الرقابة على هذه المصانع ومراقبة أدائها فى التخلص من هذه النفايات بشكل محكم ومحاولة التحقق دائما من الفلاتر التى تخفف من حدة تلوث هذه المخلفات واصلاح التالف منها ومراقبتها بشكل جيد.
■ أنت كنت رئيس لجهاز حماية البيئة.. فهل كان للجهاز دور تنفيذى فعال فى حماية البيئة؟
- بالطبع كنت احاول جاهدا على ذلك ولكن للاسف المشكلة الكبرى ان جهاز حماية البيئة قبل ان يصبح هناك وزارة دولة للبيئة كانت سلطاته التنفيذية محدودة جدا وسلطاتى كرئيس ايضا كانت محدودة وذلك خطأ كبير لم يكن يمكننا فى معظم الاوقات من القيام بواجبنا على اكمل وجه وبعد ان انقلب النظام واصبح هناك وزير الدولة لشئون البيئة واصبح له كل السلطات تقريبا اعتبرت ذلك خللا كبيرا لكن ذلك لا يمنع انى ارى الوزير الحالى شخصية جيدة جدا وقد عملت معه من قبل وارى ان الوزارة سيكون لها جهد ملموس فى شأن البيئة خلال الفترة المقبلة باذن الله.
■ كانت هناك مقولة تتردد دائما وهى ان القاهرة اكثر مدن العالم تلوثا؟
- هذا كلام غير صحيح وانا سمعته من قبل ورفضته بالمرة وقلت انه يحوز لنا ان نقول ان القاهرة بها نسبة تلوث كبير ولا أستحى من ذلك لاننا لن نعالج اخطاءنا ومشاكلنا الا لو اعترفنا بها وانا دائما كنت اعترف بذلك ولا اخجل وعندما عاتبنى احد المسئولين على اعترافى بتلوث القاهرة فى الاعلام معللا ذلك بأنه سيؤثر على السياحة فقلت له بكل بساطة ان مدينة مكسيكو المكسيكية هى من اكثر مدن العلم تلوثا ومع ذلك لم تتأثر سياحتها مطلقا بل يزيد عدد السائحين كل عام اما القول بان القاهرة هى اكثر المدن على الاطلاق تلوثا فى العالم فذلك محض افتراء ولا يصح ان نردد مثل هذه الكلام.
■ من وجهة نظرك من المعنيين ايضا بالاهتمام بشئون البيئة وعليهم دور يجب ان يقوموا به نحوها؟
- ارى ان المجتمع المدنى هو الذى يجب عليه ان يتحمل العبء الاكبر فى دعم الحفاظ على البيئة والعمل على توعية المواطنين باهمية ذلك والقيام بدور حقيقى فى نشر الثقافة البيئية ويجب ان يشترك المجتمع المدنى بكل قوة ويساهم فى حل مشكلة البيئة وايضا ارى ان الاعلام عليه دور كبير فى توعية المجتمع وعدم اثارة الازمات والبحث عما يسمى الخبطات الصحفية باى شكل على حساب معاناة الدولة وما تمر به.. بل يجب على الاعلام ان يؤدى دوره الفعال فى المساهمة فى دعم مسيرة التنمية والعمل على تطوير الفكر الثقافى فى المجتمع والرقى به.
■ أخيرا ما رأيكم فى فكرة السوق العربية المشتركة؟
- نعم بالطبع أطالب بعمل سوق عربية مشتركة بل كيان اتحادى كبير على غرار الاتحاد الاوربى والسوق العربية هى حلم كل من يريد لامتنا العربية النهوض والتقدم واللحاق بركب الحضارة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا فما المانع من تحقيق هذه الحلم على غرار الاتحاد الاوربى الذى جمع دول فرقتها اللغة والحالة الاقتصادية والعادات والتقاليد وسارت جميعها تحت مظلة الاتحاد الى نمو اقتصادى كبير وقرارات اقتصادية هائلة ساهمت فى خروج هذه الدول الى منصة التقدم والازدهار الاقتصادى بسرعة فائقة.