السوق العربية المشتركة | السفير أحمد حجاج : «السيسى» أكثر الرؤساء استقبالاً لزعماء أفريقيا وحقق نجاحات إفريقية فى وقت قصير

الشعوب الإفريقية تعرف عن مصر أكثر مما يعرفه المصريون عن إفريقيا الفساد هو التحدى الأكبر ضد النهوض فى عدد ك

السوق العربية المشتركة

الخميس 28 مارس 2024 - 14:59
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

السفير أحمد حجاج : «السيسى» أكثر الرؤساء استقبالاً لزعماء أفريقيا وحقق نجاحات إفريقية فى وقت قصير

■ الشعوب الإفريقية تعرف عن مصر أكثر مما يعرفه المصريون عن إفريقيا 



■ الفساد هو التحدى الأكبر ضد النهوض فى عدد كبير من الدول الإفريقية ويجب القضاء عليه

قال السفير أحمد حجاج رئيس اتحاد الصحفيين الأفارقة والأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، إن الإنجاز الأكبر الذى قدمته مصر لإفريقيا هو إنشاء منطقة التجارة الحرة، والعمل على تفعيل التجارة البينية وزيادة حجمها بين الأشقاء الأفارقة وهو ما يسهم بشكل كبير فى تبادل السلع والخدمات دون رسوم جمركية، وأكد فى حواره مع السوق العربية المشتركة أن العام الذى ترأس فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الاتحاد الإفريقى كان مشحونًا بالكثير من الأنشطة والفعاليات والإنجازات لمصر والقارة الإفريقية.

■ متى بدأ الانتباه لأهمية التعاون الإفريقى؟

- بدأت الدعوة إلى مشروع التكامل الاقتصادى فى إفريقيا سنة 1962 وكانت المنظمة الوحيدة التى اتفق الزعماء على إنجاحها بعد وجود تكتلات إفريقية من الدول الإفريقية المستقلة، وكان جزء منها تابعا لفرنسا أو بريطانيا أو الاتحاد السوفيتى أو الولايات المتحدة الأمريكية، ومن حسن الطالع أنه كان هناك عدد من الزعماء الأفارقة الذين أدركوا ان التكتلات الأجنبية لن تفيد القارة الإفريقية بشيء فانتبهوا إلى أهمية عمل تكتل إفريقى يهتم بالشأن الإفريقى والدول الإفريقية بحيث يعمل ذلك على حماية مصالحهم وتقديم ما يجب أن يقدم من اهتمام ورعاية وحماية مصلحة الشعب الإفريقى فى مختلف بلاد القارة الإفريقية فاتفق الزعماء الأفارقة يتراسهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر على انشاء منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963 وكان من المفترض ان تكون مقرها مصر ولكن رأى الريس الاسبق جمال عبدالناصر ان يكون مقرها إحدى الدول الإفريقية الأخرى.

وبدأ عمل المنظمة الإفريقية بعدد 32 دولة مستقلة وكان أهم أهداف المنظمة تحرير الدول الإفريقية التى لم تنل استقلالها وعقد مؤتمر للمنظمة فى مصر يوليو 64 وكان هناك دعوة لإلغاء الحدود بين الدول الإفريقية وعمل وزارة خارجية واحدة وعمل بنك مركزى إفريقى ولكن الرئيس عبدالناصر ومعه بعض الرؤساء لم يوافقوا على الفتح وذلك حفاظا على الامن القومى لكل منطقة وحماية السيادة الوطنية، إضافة إلى ان إلغاء الحدود خاصة ان هناك دول كانت قد تحررت مؤخرا قد يكون هناك صراعات ويوجد مشاكل على تلك الحدود ومن الأفضل التطرق إلى التعاون الاقتصادى والتعاون السياسى والتعاون فى الحصول على باقى الدول الإفريقية فى استقلالها من الاحتلال الفرنسى والانجليزى والبرتغالى الذى كان استعمارا استيطانى ولهذا كان اخر الدول الاستعمارية التى انهت استعمارها فى إفريقيا كانت البرتغال.

■ هل استمرت العلاقات مع إفريقيا على نفس ما بدأت به البدايات من قوة أم هناك ارتفاع وقوة لتلك العلاقات فى مراحل وسكون وانخفاض فى مراحل اخرى؟

- العلاقات مع إفريقيا لم تستمر على نفس النمط والمستوى فى كل الأزمنة فقد كانت البدايات قوية جدا فى عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر وكان هناك احساس قوى ويقينى بأهمية التعاون والتواصل بل والتكامل مع الدول الإفريقية بل كان هناك شعور قومى بضرورة التكتل الإفريقى لمواجهة التكتلات الأوروبية والدول الاستعمارية اما فى بعض العهود الأخرى لم يكن هناك إحساس بضرورة تلك العلاقات مما جعلها تلقى حالا من الفتور والانتكاسة نوعا ما ولكن منذ عهد الرئيس السيسى ادرك أهمية وتكامل الدول الإفريقية وضرورة التعاون بينهم فى مختلف الأوجه الاقتصادية ولهذا بدأت مصر تستقبل الكثير من البعثات من مختلف بلاد القارة السوداء وتعليمهم فى الجامعات المصرية والأزهر الشريف بل وعمل بعض دورات العسكرية لبعض الدول الإفريقية لمساعدتهم فى معرفة ما ينقصهم فى العلوم العسكرية وبدا الرئيس السيسى فى إقامة عدد كبير من اللقاءات بين دول إفريقيا بل وسافر إلى العديد منهم للتقريب بين وجهات النظر والحث على ضرورة بناء جسر من التعاون السياسى والاقتصادى بين اشقاء القارة السمراء.

■ ما أهم الإنجازات التى حققتها مصر فى إفريقيا طوال تلك السنوات؟

- قدمت مصر الكثير من المشروعات مع إخوانها فى القارة السمراء ودعمت حركات التحرر فى معظم الدول المستعمرة وقدم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الكثير من الدعم المادى والمعنوى الذى ساعد كثيرا فى ترسيخ المودة وبناء جسور الثقة مع الشقيقة الكبرى مصر التى يلجأون اليها فى كل الشدائد واذا كان هذا الدور قد تراجع فى نهاية عصر الرئيس مبارك بعد حادث الاغتيال المشهور فى أديس ابابا الا ان الرئيس عبدالفتاح السيسى بذل جهودا كبيرة حتى عادت مصر إلى دورها الذى تستحقه بين أشقائها فى القارة الإفريقية.

■ كيف يمكن للدبلوماسية المصرية ان تعيد العلاقات مع إفريقيا إلى القوة التى بدأت بها؟

- منذ تولى الرئيس السيسى البلاد وهو يقوم بدور كبير وواضح فى إقامة جسر قويا من العلاقات بين مصر ودول إفريقيا وقد ظهر هذا جليا فى زيارته للعديد من الدول الإفريقية وكذلك دعوة العديد منهم إلى لقاءات ثنائية فى مصر كما ان هناك تحركات دبلوماسية قوية فى إزالة اى توترات أو اختلافات بين أشقاء القارة السمراء ومحاولة التقريب بين وجهات النظر المختلفة وتقديم ما تستطيع مصر تقديمع للأشقاء فى القارة السمراء ومن وجهة نظرى المتواضعة يجب ان يكون للإعلام دور واضح فى تعريف المجتمع بدول إفريقيا وأهمية التعاون والتكامل بين الدول الإفريقية، كما ان هناك ضرورة إلى أهمية ان تشمل المناهج التعليمية فى مختلف المراحل بدول القارة السمراء وما تتميز به كل دولة وما يمكن ان يحدث من تبادل اقتصادى وثقافى بين الدول الإفريقية

■ كيف تثمن دور القوة الناعمة المصرية فى صياغة علاقات متينة وقوية مع إفريقيا؟

- ادعو إلى ما يسمى بأفرقة الإعلام والتعليم فالشعب المصرى جاهل إفريقيا فالدول الإفريقية تعرف عن مصر أكثر بكثير مما يعرفه المصريون عن إفريقية حتى الاخوة فى السودان يلوموننا على ذلك بانهم يعرفون كل شيء عنا ونحن أو الشارع المصرى يجهل الكثير عن اهل السودان يعرف السودانيون الشعراء والكتاب والفننين المصريين وانتم لا تعرفون الكثير عنا وبالفعل لا يتم ترجمة الكثير من الادب الإفريقى وهو بالمناسبة رائع ومؤثر جدا عالميا فيجب ان نتوقف كثيرا عند هذه النقطة فنحن نعتبر انفسنا اعلى منهم هناك منظمات كثيرة يجب ان تنشط باتجاه إفريقية التاريخ الذى يدرس فى مصر لا يتعرض لتاريخ إفريقيا الا فليلا فالأولاد فى مدارسنا يدرسون تاريخ فرنسا ولا يدرسون تاريخ إفريقيا أو حتى مصر فى إفريقيا وفى الحقيقة الرئيس السيسى ادرك هذا الواقع وبذل جهدا كبيرا لإعادة الأمور إلى نصابها فهو يستقبل زعماء القارة الإفريقية بشكل متكرر جدًا، وهو أكثر رئيس دولة مصرى سافر إلى الدول الإفريقية ويعمل يشكل كبير لمد يد العون لكل الأشقاء فى القارة الآن نحن نقدم الكثير من المنح الدراسية للأشقاء فلدينا آلاف الطلاب الأفارقة الذين يدرسون على نفقة الحكومة المصرية فى المعاهد والأكاديميات العلمية وندرب الجيوش الإفريقية بالإضافة إلى الأزهر الشريف وجهده الكبير كما نشاطر الأشقاء كل مشاكلهم وأحزانهم ونحن معهم على السواء ونحن الدولة الوحيدة التى بها أكثر من مليون لاجئ إفريقى نفتح لهم كافة مناحى الحياة يعيشون بيننا دون الحاجة إلى وجود معسكرات أو مخيمات للاجئين.

■ هل سنجنى من ذلك رد فعل طيب؟

- لازم تاخد فى اعتبارك ان تلك الدول لم تعد كما كانت من قبل عندما كانت مستعمرة وتتلقى دعما من مصر وهى الان أصبحت قوية ذات سيادة وترى نفسها قوة منافسة لذلك يجب ان نرى فى الاعلام ما يشير إلى أهمية تلك الدول ويعطيها قدرها ومنزلتها الجديد فالأفارقة يشتكون من بعض العنصرية ضدهم فى الاعلام وفى الدراما المصرية خاصة أننا الان فى حاجة إلى تكتل قوى يسهم الجميع فيه بقوة ويعمل الجميع فيه لصالح إفريقيا قوية ونحن الان نركز كثيرا على تدريب الأفارقة فى شتى المجالات خاصة فى العلوم العسكرية بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية حيث يأتى العديد من العاملين بعدد من الجيوش الإفريقية التى لها قونها واستقلالها والتجرية العسكرية المصرية فى الاعمال المدنية ومساهمتهم فى البناء والتعمير تلفت نظر الدول الإفريقية بشدة، وهم يحاولون تقليد هذه التجربة والاستفادة منها.

■ من واقع تجربتك الطويلة ما أهم المعوقات ضد التقدم الإفريقى؟

- بالطبع قديما كان الاستعمار هو السبب الرئيس والان كثرة الحروب والصراعات بالداخلية فى تلك الدول والدول الإفريقية التى تحصل على استقلالها وفوتها يكون ذلك بفضل الديمقراطية والانتقال الدستورى للسلطة ونأتى للمعضلة الاهم وهى الفساد الذى يشكل المعوق الاكبر ضد النهوض فى عدد كبير من الدول الإفريقية والمشكلة فى كثرة القرارات والاتفاقيات التى تعقد ضد الفساد ولايزال الفساد مستشريا على كل المستويات خاصة بين الافتصاديين وللحل يجب ان تبدأ على المستوى الوطنى عن طريق مقاومة الفساد وتشديد الرقابة وكانت التجربة المصرية فى ذلك قوية ليسترشد به باقى الدول الإفريقية.

■ من اهم الإنجازات هى الدعوة لاتفاقية التجارة الحرة فى إفريقيا إلى اى مدى تحقق ذلك؟

- الحدود الموجودة ما بين الدول الإفريقية ما هى إلا خطوط رسمها الاستعمار، حتى يكون الولاء فى إفريقيا للقبيلة أكثر منه للدولة، حتى حركات التحرير كانت تمثل قبائل كبيرة، أول ما وصلت للسلطة استأثرت بها، لذا على كل الدول الإفريقية أن تستغل الفرصة التاريخية المتاحة لهم، فى ظل رغبة مصر للعودة بقوة إلى قيادة القارة السمراء، وتحقيق التعاون فى كل المجالات وقد بدأت الدول الإفريقية ادراك هذه الأهمية مع بداية انشاء الاتحاد الإفريقى وهوة خلفا لمنظمة الوحدة الإفريقية وتم التركيز على انشاء أو دفع عملية التكامل الاقتصادى فى إفريقيا ثم دعت الدول الإفريقية لانشاء منطقة تجارة حرة فى إفريقيا فى قمة النيجر منذ حوالى عامين برئاسة الرئيس السيسى وهو تدعو إلى بيع السلع والخدمات بين الدول الإفريقية دون رسوم جمركية بينهم وده هيفيد مصر فى المقام الأول ولكن برغم ان هناك منافسة بين مصر والنيجر وجنوب إفريقيا الا ان مصر تتمتع بالعديد من السلع والمنتجات والصناعات المتقدمة التى تجعلها أكثر منافسة وطلبا من منتجات وسلع الدول الإفريقية الاخرى ولكن فى هذا الوقت يجب ان تقدم مصر للدول الإفريقية التى تقوم بتصدير بعض المواد الخام إعفاءات جمركية مثل بعض المنتجات الخام كالرصاص والألومنيوم والنحاس والمواد الخام الخرى فى المناجم الإفريقية.

■ ما المقصود بتجمع الكوميسا والى اى مدى يمكن الاستفادة المصرية من هذا التجمع؟

- قمة الكوميسا فى منتهى الاهمبة بالنسبة للدول المشاركة فيها وهى تأتى فى وقت حاسم لمصر، حيث تعيد العلاقات الإفريقية إلى متانتها، فانضمام مصر إلى منظمة الكوميسا جعل صادراتها تتضاعف أكثر من 5 مرات فى إفريقيا ويجب إنشاء قمر صناعى إفريقى، ودعم مشروع المنطقة الاستثمارية الإفريقية الحرة فى مصر بكل الوسائل، فالكوميسا من أهم القمم الحاسمة للاقتصاد المصرى والإفريقى على حد سواء، خاصة أن الاقتصاد المصرى هو الذى يقود قاطرة التنمية فى إفريقيا، كما يجب ألا تتدخل الحكومة بوسائلها البيروقراطية فى تعطيل هذه المسيرة

■ ما توقعاتكم لسير المحادثات فى قضية سد النهضة؟

- سد النهضة قضية مؤرقة بالفعل لأن المياه الموجودة حاليا اقل بكثير من احتياجات المصريين والمشكلة كثيرا فى عدم تعاملنا بشكل جيد مع المياه، ورغم خطورة القضية الا اننى متفائل بشكل كبير فى الوصول لحل يرضى الجميع، فمصر كما نعلم جميعا استبعدت الحل العسكرى فى حل قضية سد النهضة، لذا فليس هناك طريق أمامنا إلا التفاوض، وهناك اتجاه فى إثيوبيا لاستبعاد المفاوض المصرى، حيث تتمنى أديس أبابا لو أعلنت مصر خروجها وقتها ستكون سعيدة جدًا، لأن مصر هى التى ستكون رفضت، وتظهر إثيوبيا بمظهر الدولة التى تلتزم بالمبادئ، وتستكمل بناء السد دون أن يستطيع أحد منعها، لذا على مصر أن تستمر وتحارب محاولات إبعادها نحن اتفقنا على كل شيء وتبقى نقطتان فالنيل الزرق ليس هو الفرع الوحيد فى اثيوبيا وانما هناك أكثر من عشرة انهار وإثيوبيا تحاول استغلال جريان ماء النهار من بلادها لتطاول مصر فى اهميتها فى القارة وتنافسها فى الوصول للاستفادة من العلاقات القوية والمتينة مع باقى الدول وهم كانوا متشبثين برأيهم فى تمسكهم بموقفهم معنا مدعومين ببعض الدول التى تعادى مصر أو تستثمر عندهم زراعيا الا ان الدبلوماسية المصرية تحاول التغلب على تلك النقاط وكشفها امام العالم ونجحت حتى الان فى ابراز موقفنا وقوته امام العالم.