السوق العربية المشتركة | «السوق العربية» تنشر جهود الدبلوماسية المصرية فى توقيع اتفاقية جوبا للسلام فى السودان الشقيق

بجهد مصرى مكثف أتم السودان مراسم التوقيع النهائى على اتفاق نهائى للسلام فى جوبا حضره الدكتور مصطفى مدبولى رئي

السوق العربية المشتركة

الخميس 25 أبريل 2024 - 03:41
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«السوق العربية» تنشر جهود الدبلوماسية المصرية فى توقيع اتفاقية جوبا للسلام فى السودان الشقيق

بجهد مصرى مكثف أتم السودان مراسم التوقيع النهائى على اتفاق نهائى للسلام فى جوبا حضره الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والقى فيه كلمة مصر معربا عن ترحيبه بذلك الاتفاق التاريخى وقدم فيه كل معانى الترحيب والتهنئة والمباركة المصرية بمناسبة التوقيع النهائى على اتفاق السلام الشامل بين الحكومة الانتقالية فى السودان، والحركات المسلحة السودانية،



واعتبر رئيس الوزراء أن هذا الاتفاق يشير إلى بداية عصر جديد للسودان الشقيق، يملأه الأمل فى الاستقرار والرخاء، لافتًا إلى أن مصر تُقدر الجهود الجادة والحميدة التى قامت بها دولة جنوب السودان الشقيقة، منذ انطلاق منبر جوبا التفاوضى، وحتى اليوم الذى توصل فيه الجميع لاتفاق سلام نهائى.

وتعليقًا على هذا الشأن، قال السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، والخبير بالشئون الافريقيىة، إن مصر تجمعها علاقات متجذرة مع الاخوة فى كل مناحى القارة الافريقية ويهمها استقرار السودان وانتهاء الصراعات المسلحة والتفرغ لعملية التنمية لأنها تحتاج لذلك، فبسبب تلك الصراعات تكبدت القارة الافريقية خسائر فادحة اثرت على سبل التجارة والاستثمار لسنوات طويلة ومن اليوم فان مستقبلا افضلا ينتظر الجميع فتلك الصراعات افسدت كل شيء إ خلال السنوات الـ5 الأخيرة.

وأضاف بيومى للسوق العربية انه شىء عظيم نحمد الله عليه ونشكر كل من شارك فى انجاحة فلقد كانت المعوقات كبيرة جدا نظرا للقبلية والعصبية الشديدة التى كانت بين الفرقاء وهى عادة المجتمعات الافريقية فالانقسام كان شديدا فى السودان، قبائل واعراق متداخلة يصعب التوفيق فيما بينهم فليس هناك مصلحة للجميع ان يستمر ذلك الانقسام وجيد انهم فهموا اخيرا ان المواطنة هى الحل وانهم سينتفعون جميعا اذا ما توافقوا فيما بينهم وجميل ان مصر كان لها دور كبير حيث توافق الجميع على وساطتها العادلة والكل يعرف اننا لا نريد للسودان الشقيق الا كل الخير بالاضافة إلى ان السودان القوى الذى يعيش مستقرا هو بالتلكيد فى صالح مصر فأزمات السودان تمس الامن القومى المصرى قبل ان تمس حياة الأفراد بالسودان لأن السودان لديه موارد كثيرة، سواء أراضٍ زراعية أومعادن وبترول، لذا يعد دور مصر فى مشاركة الاتفاقية وتأييدها مهم، لأن الاستثمار لن يحدث إلا بوجود استقرار.

وأشار بيومى الذى يعمل ايضا الامين العام لاتحاد المستثمرين العرب، إلى أن الأزمة فى السودان سببها عنصران، الأول هو القبلية، والثانى هو الصراعات بين الولايات المختلفة، لذا أيدت مصر اتفاقية السلام، على أمل تنفيذها وهو ما أكد عليه مدبولى خلال تواجده فى جوبا، حيث إن هناك اتفاقات التراضى عند التنفيذ تصطدم بالواقع كما أوضح أن مصر سعيدة للغاية بالاتفاق، وهو ما تم ترجمته من خلال مشاركة شخصية مصرية مهمة كرئيس الوزراء لحضور الاتفاقية وإلقاء كلمته هناك، لأنها تعد نقلة وخطوة كبرى فى طريق الأمن بالسودان، آملًا أن تنضم آخر حركتان للاتفاقية ليعم السلام الجميع

وكانت الحكومة الانتقالية السودانية وقعت اتفاق سلام طال انتظاره مع الحركات المسلحة، ما زاد الآمال فى إنهاء صراع دام 17 سنة.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أنه تم التوقيع اتفاقية مهمة بين الفرقاء شملت نحو 8 بروتوكولات متعلقة بإقليم دارفور، وواحد خاص بمنطقتى النيل الأزرق وجنوب كردفان التى تشهد نزاعا مسلحا منذ العام 2011، بجانب بروتوكولات خاصة بشرق ووسط وشمال السودان

وقد منح اتفاق جوبا تحالف الجبهة الثورية الدارفورى على المستوى القومى 3 مقاعد فى المجلس السيادى ليرتفع عدد أعضائه إلى 14، وعلى المستوى الوزارى 5، وفى المجلس التشريعى ربع عدد المقاعد أى 75 فى هذا السياق تم الاتفاق على العلاقة الدستورية بين المركز والأقاليم أو الولايات كما يطلق عليها فى السودان علاقة فيدرالية علماً أنه لم يتم التطرق على نحو تفصيلى إلى مفهوم دقيق لهذه الفيدرالية، خصوصا مع تعدد نماذج تطبيقاتها دوليا

ووفق الوكالة، وقع الرئيس سلفاكير ميارديت نيابة عن حكومة جنوب السودان، ووقع الفريق أول محمد حمدان دقلو رئيس الوفد الحكومى السودانى، ووقع عن حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم رئيس الحركة.

كما وقع عن حركة تحرير السودان منى أركو مناوى رئيس الحركة، ووقع عن حركة تحرير السودان الهادى إدريس، وعن التحالف السودانى وقع رئيسه خميس عبدالله أبكر، وعن تجمع قوى تحرير السودان وقع عبدالله يحيى.

ويتضمن الاتفاق التاريخى اتفاقيات تتعلق بتقاسم السلطة، وملكية الأراضى، والتعويضات، والمصالحة، فضلا عن عودة النازحين من ديارهم خلال 17 سنة من الصراع كما ينص على تفكيك القوات المتمردة ودمجها فى الجيش الوطنى.

وقال الاستاذ الدكتور حسن سلامة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان هذا الاتفاق فى غاية الاهمية للقارة السمراء نظرا لما تتمتع به السودان من خصوبة اقتصادية عالية المستوى حيث ينهى هذا الاتفاق عقودًا من الحرب الأهلية المستمرة، التى أثقلت كاهل السودان على مدار سنواتٍ عديدةٍ فى أقاليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وبهذا الاتفاق فان السودان يحقق خطوة مبدئية نحو محاولة تحقيق استقرار سياسى سعى السودان إليه طويلا واستغرق معظم تاريخه المعاصر الذى حفل بحروب أهلية ونزاعات مسلحة واسعة النطاق، أقعدت هذا البلد الشقيق عن تحقيق تنمية اقتصادية، هى مطلوبة بإلحاح عبر عقود، والفشل فيها كان ولا يزال سببا أساسيا من أسباب الثورات السودانية المتتالية فى الستينيات والثمانينيات فضلا عن ثورته الأخيرة عام 2019 وبالطبع خلف هذا الصراع فى الأقاليم الثلاثة ملايين الضحايا بين قتيل وجريح وخلف وراءه ادادا كبرى من النازحين واللاجئين داخل البلاد وخارجها هذه الخسائر الكبرى للسودان كان لها أكبر الأثر على حالة مؤسسة الدولة حيث اتسمت تاريخيا بالضعف والهشاشة، كما أِثرت سلبيا على حالة الاندماج الوطنى بين المكونات السكانية للسودان خصوصا مع حالة التنوع العرقى والثقافى.

وقال سلامة ان مصر لم تدخر جهداً فى "العمل على دعم الاستقرار والرخاء والتنمية فى كافة ربوع السودان الشقيق، بما يلبى التطلعات المشروعة للشعب السودانى الشقيق وليس ادل على ذلك من تلك المشاركة بذلك الوفد رفيع المستوى الذى يترأسه د.مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ويضم الوزير عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة، كما وقعت مصر كشاهد على اتفاق السلام التاريخى والذى كان مثار ترحيب من الخارجية السودانية ذاتها حيث أعربت وزارة الخارجية السودانية عن شكرها لمصر وعدد من الدول الشقيقة والصديقة للدول التى رعت اتفاق السلام،فى كافة مراحله

وقال سلامة إن ما تحقق من إتفاق يعد دافعا ومحفزا للجميع للوقوف مع السودان لرفع إسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب والعقوبات واتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على وحدته.

وحول المخاوف المرتقبة حول الاتفاقية قال سلامة رغم ما حققه اتفاق جوبا من تقدم، فإن أمام تحقيق السلام الشامل عددا من التحديات المهمة، منها ما يرتبط بالأطراف الموقعة ذاتها. إذ إن عمليات الإدماج المتوقعة خصوصا فى قوة دارفور سوف تستغرق وقتا، وربما تعانى تعطيلا بسبب حساسيات سياسية وعرقية، فضلا عن ميراث عدم الثقة وهناك تحد اخر يتعلق بالأطراف الخارجة عن إتفاق جوبا فهى تملك تأثيرا على الأرض فمن ناحية مازال عبد الواحد نور فى دارفور يمارس مناوشات مسلحة فى مناطق جبل مرة مع الجيش الحكومى.

وربما تراهن حكومة حمدوك على تأثير متوقع على النازحين فى المعسكرات، مع بدء دفع التعويضات لهم والمساعدة فى إعمار مناطقهم الأصلية، وهى خطوة مرهون نجاحها بمحاولات الاقناع التى تمارسها بعض الاطراف الخارجية لضم تلك الاطراف للمعادلة السياسية وصناعة حوار سياسى بينهم حتى يتم تنفيذ المبادرة بشكل كامل يتحقق معه التعايش السلمى لجميع الاطراف.