السوق العربية المشتركة | في ذكرى" زايد"... عطاء ووفاء وتخليد للعمل الإنساني

السوق العربية المشتركة

الأربعاء 6 أغسطس 2025 - 13:14
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
في ذكرى" زايد"... عطاء ووفاء وتخليد للعمل الإنساني

في ذكرى" زايد"... عطاء ووفاء وتخليد للعمل الإنساني

جاءت خطوة حكومة دولة الإمارات ،في العام الماضي، باعتماد يوم التاسع عشر من رمضان يوما للعمل الإنساني الإماراتي دليلا على عمق الوفاء لصاحب الذكرى التي تصادف اليوم الذي رحل فيه عن عالمنا، وبالجسد فقط ، ،رجل الخير والإنسانية ، أبو الشعب الإماراتي وصانع نهضته ومؤسس دولته، المغفور له ،بإذن الله ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.  



كما أن هذه الخطوة المباركة تأكيد لواقع عرفه العالم كله عن "زايد الخير" في حياته ولاتزال البشرية تعايش آثاره الطيبة بعد مماته، حيث انتشرت في أرجاء المعمورة من أدناها إلى أقصاها ، معالم تحمل اسمه وتمنح الخير ،وهوأهم صفاته ،رحمه الله ، لملايين البشر على امتداد الكرة الارضية وعلى اختلاف الأعراق والأجناس والهوية.

فالخير عند "زايد" حمل ،دائما،بصماته و صفاته من كرم وسخاء ومحبة وسعي دائم نحو البسطاء حتى اعتبره الأحياء في عالمنا رمزا خالدا للإنسانية في أسمى معانيها، وللعطاء في أرقى مفاهيمه.

ورغم أن عالمنا اليوم فيه ألوف من المؤسسات العاملة في حقول الخير أو في مجالات مكافحة الفقر أوالمرض أوالجهل أو في إغاثة المنكوبين لكن مؤسسة واحدة تحمل اسم الرمز الخالد في عالم الإنسانية تجمع كل حقول ومجالات تحمل الخير للناس، إنها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية التي تأسست عام 1992ورصد لها "زايد الخير" طيب الله ثراه وقفا خاصا تقدر قيمته بمليار دولار من ماله الخاص لتكون، كما أراد لها دائما ، صدقة جارية، ومصدرا للعون الإنساني الدائم والمتجدد في حياته وبعد رحيله دون أن يكون لذلك حدود أو شروط سوى تأمين حياة البشر أينما كانوا. وحين أقول إن مؤسسة زايد هي مؤسسة عالمية فإن ذلك قول لامغالاة فيه، فالواقع يؤكده ويزكيه، لأنها بالفعل مؤسسة عابرة للقارات من أجل الإنسانية : عونا وسندا وإغاثة، وهو ما تكشفه بوضوح لائحة الأعمال ومناطق التواجد على امتداد المعمورة.

ففى قارة آسيا قدمت المؤسسة لدولة فلسطين مساعدات للمستشفيات ودور الايتام وأنشأت مدنا سكنية في بعض مناطقها، وفي لبنان ساعدت مراكز ودور الايتام وامتدت المشاريع الخيرية للمؤسسة لتشمل انشاء مساجد ومستشفيات ومراكز تربوية وصحية وتقديم مساعدات مختلفة فى حالة التعرض الى نكبات او كوارث طبيعية في عدد من الدول منها : باكستان وأفغانستان وإيران.

وفي أفريقيا نفذت المؤسسة برنامجا متكاملا للمناطق المنكوبة يشمل حفر الآبار فى مناطق الجفاف، واقامة مدارس ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم في كل من السودان وموريتانيا والصومال، كما أقامت المؤسسة في كينيا المسجد الجامع فى العاصمة نيروبى ، و دار زايد لرعاية الايتام في ممباسا، ومعهد زايد العلمى في دولة تشاد، ومستشفى حديثا في جزر القمر ومسجد الهضبة في ابيدجان عاصمة ساحل العاج ،وترميم مستشفى مدينة زنجباربدولة تنزانيا إلى جانب انشاء كلية للاقتصاد والتكنولوجيا تحمل اسم الشيخ زايد فى باماكو عاصمة مالي

وفي قارة أمريكا الشمالية ساهمت المؤسسة وبالتعاون مع مؤسسة محمد علي كلاي الخيرية في انشاء مسجد الفاطر في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الامريكية.

أما في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية وتحديدا في نيوزيلندا فقد أقامت المؤسسة مدرسة الشيخ زايد الثانوية للبنات وهي الأولى من نوعها في هذه البقاع الأجنبية.

كما حظيت قارة أوروبا بمشاريع عدة أهمها : مركز الشيخ زايد الاسلامي في ستوكهولم عاصمة السويد والذي يعتبر من أهم المعالم الاسلامية في الدول الاسكندنافية ودار الطالبات المغتربات في كلية الدراسات الاسلامية في ساتو سينو في الجمهورية الفرنسية، ومشروعات تنموية رائدة في البوسنة والهرسك.

وهكذا نجد أن "زايد الخير" هو الرمز الخالد لمعنى العطاء الإنساني في عالمنا اليوم ، ومن تأتي أهمية الخطوة التي اتخذتها حكومة الدولة التي أسسها بفكره وجعل طريق الخير والعطاء نهجا له في حياته ، وأسلوبا راسخا لمن خلفوه بعد مماته ، فكان يوم العمل الإنساني الإماراتي تخليدا لذكراه بين أبناء شعبه ومعهم كل الشعوب التي عرفت عطاء أياديه البيضاء والتي لاتزال تتواصل عبر مؤسسة حملت اسمه وهو الشهير بلقب"زايد الخير" طيب الله ثراه.