إبتسم حظ الفوز لهاميلتون ومرسيدس من جديد على حلبة نروبرجرينج وخاصة بعد تخطيه لزميله (بوتاس) الذى كان متصدراً للسباق ، والذى لم ينتظر كثيراً بعدها لينسحب من السباق ، وهو آهل هاميلتون للفوز بالسباق ومعادلة عدد مرات الفوز القياسية بعدد 91 فوزاً والذى كان مسجلاً بإسم الأسطورة الألمانية وبطل العالم السباعى (البارون الأحمر) .. مايكل شوماخر.

التجارب الحرة والتأهيلات:

  شهد اليوم الأول للتجارب الحرة –  إلغاءاً تاماً لها - بسبب تساقط الأمطار وهبوط مستوى الضباب لمستويات قريبة من الأرض ، وهو الأمر الذى يصعب معه طيران المروحيات الطبية فى حالة الإحتياج إليها لأية طوارئ طبية لتوصيل أى من المتسابقين أو أعضاء الفرق لأقرب مستشفى ... الأمر الذى أدى إلى إتخاذ لجنة تحكيم البطولة إلى إلغاء كلا فترتى التجارب الحرة الأولى والثانية ليوم الجمعة.

أما عن التجارب الحرة الثالثة لصباح يوم السبت ، فقد جاءت بشكل أفضل من الناحية الجوية – ولكن مع إستمرار إنخفاض درجات الحرارة – فى الوقت الذى أعلن فيه فريق "رايسينج بوينت" عن إصابة المتسابق الكندى/ لانس سترول بوعكة صحية ، مما إضطر الفريق لإستدعاء السائق الألمانى / نيكو هالكينبيرج للقيادة بديلاً عنه ، والذى لم يتمكن من اللحاق بهذه الفترة للتجارب بعد وصوله لأرض الحلبة وعمله إختبار فيروس كورونا ... الذى نتج سلبياً بعدها ، ومن ثم أتيحت له الفرصة بنهاية الأمر للحاق بالتجارب التأهيلية. فيما فجر شارل لوكلير (فيرارى) مفاجآة بحلوله ثالثاً فى نتائج هذه التجارب خلف سائقى مرسيدس بوتاس وهاميلتون على التوالى.

ومع التجارب التأهيلية النهائية المحددة لمواقع إنطلاق المتسابقين بالسباق ، عاد سائقى مرسيدس الأوائل فى الأداء كما هو متوقع بالتصدر مع بوتاس و هاملتون على التوالى ، فيما أثبت فيرستابن (ريد بوول) لنفسه ولفريقه ومحبيه أنه قادر على منافسة سيارات مرسيدس بسيارة أقل إمكانيات منهم بحلوله ثالثاً فى هذه التأهيلات كأبرز (منافس) لفريق مرسيدس ، بينما حل لوكلير (فيرارى) رابعاً خلف فيرستابن .  أما نيكو هلكينبيرج فلم يتمكن من تحقيق أفضل من مركز الإنطلاق الأخير (العشرون) ، وخاصة أنه لم يتمكن من القيادة على مضمار الحلبة لأكثر من 5 لفات..

اللافت خلال الجولات الأخيرة للبطولة ، هو شعورنا بحمل فيرستابن (ريد بوول) للواء فريقه وحيداً فيما يأتى أداء زميله بالفريق – آلبون - دون المستوى التنافسى لفيرستابن ، الأمر نفسه الذى شهدناه مع لوكلير بالنسبة لفريق فيرارى ... الذى يقدم أداءاً إستثنائياً مع سيارته ، فيما أخذ أدء فيتيل بالتراجع المستمر .

سباق الأحد:

خلال سباق تقليدى على حلبة رائعة تمكن هاميلتون من الفوز بالسباق مع دعم حظ المحترفين له ، بخلاف سيارة لا يمكن هزيمتها من مرسيدس ...

فبعد إنطلاقة نظيفة للسباق حاول هاميلتون فيها تخطى زميله بوتاس متصدر السباق – ولم يتمكن – بينما تمكن ريكاردو (رينو) المنطلق من المركز السادس من تخطى آلبون (ريد بوول) الذى تراجع عدة مراكز من الخامس ... ليمارس ريكاردو ضغطه على لوكلير (فيرارى) ويتمكن بعد منافسة حامية من تخطيه.

أما نيكو هالكينبرج (رايسينج بوينت) فقد تمكن مع اللفة الأولى من الوصول للمركز السابع عشر من الأخير، وليستمر السباق بوتيرته العادية حتى بدأت الإنسحابات لأسباب مختلفة (والتى بلغت بنهاية السباق عدد 5 إنسحابات) ، بدأت مع جورج راسيل (وليامز) باللفة الـ 12 الذى إنسحب بسبب حادث تسابق مع رايكونن مما أدى إلى إنثقاب إطار سيارته الخلفى ومن ثم عدم قدرته للوصول إلى منصة الفريق ، وجاء الإنسحاب الثانى من (بوتاس) بعد مواجهته مشاكل ميكانيكية بمحرك سيارته باللفة الـ 18 ، الأمر نفسه الذى واجهه كل من إيستبان أوكون (رينو) باللفة الـ 22 ، وأليكس ألبون (ريد بوول) باللفة التالية الـ 23 ، فيما جاء الإنسحاب الخامس والأخير باللفة الـ 42 لسائق ماكلارين "لاندو نوريس" بعد معاناته لعدة لفات من تدنى أداء محرك سيارته ... وهو الأمر الذى ترتب عنه دخول سيارة الأمان والتى رفعت من حرارة التنافس من جديد.

ومع اللفات النهائية للسباق ، ثبت هاميلتون من تصدره للسباق ، ومن ثم الفوز به .. فيما بذل فيرستابن (ريد بوول) من خلفه كل طاقته للحاق به، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق أفضل من المركز الثانى بالنهاية وكذا إحرازه لنقطة الزمن القياسى الأسرع على الحلبة وباللفة الأخيرة له ، وليأتى دانيال ريكاردو بالمركز الثالث بعد وقوفه بقوة أمام ضغط سرجيو بيريز (رايسينج بوينت) الذى حل بدوره بالمركز الرابع.

أما نهاية السباق فقد شهدت وصول نيكو هالكينبرج (رايسينج بوينت) بالمركز الثامن – والذى أعتبر أفضل المتسابقين كسباً لمراكز بهذا السباق إنطلاقاً من المركز العشرون الأخير – وهو ما أهله للحصول على لقب سائق اليوم من إستفتاء المشاهدين ، فيما شهدت مراسم تتويج الفائزين للفتة رياضية رائعة من المتسابق / ميك شوماخر (وهو نجل الأسطورة مايكل شوماخر) بإهداءه خوذة والده – التى إستخدمها عام 2012 عندما كان يقود لمرسيدس إلى الفائز/ لويس هاميلتون ، والذى عادل عدد مرات فوز شوماخر (91 مرة) مع هذا الفوز.