وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط: «مصر راعية المساجد»
محسن سالم- كمال ثابت
أكد الدكتور عاصم محمود القبيصى وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة أسيوط فى حواره لجريدة «السوق العربية» على المتابعة المستمرة لتنفيذ الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا والالتزام بالضوابط التى وضعتها وزارة الأوقاف بالتزامن مع قرار فتح المساجد، مستعرضا ضوابط عودة صلاة الجنازة داخل المساجد الكبرى، مشيرا إلى أنه لم يتم رصد أى مخالفات منذ قرار عودة المصلين، مؤكدا أن مديرية الأوقاف تبسط سلطانها على جميع المساجد والزوايا الحكومية والأهلية بمحافظة أسيوط، منوها إلى السيطرة الكاملة على المنابر وعدم السماح لغير المختص بصعود المنبر، موضحا الدور المجتمعى لمديرية الأوقاف بدعم الأسر الفقيرة من خلال إدارة البر ومشروع صكوك الأضاحى، ومواجهة بعض العادات السيئة مثل «قضايا الثأر» بمحافظة أسيوط، وإلى تفاصيل الحــوار:
■ أولا ماذا عن الالتزام بالضوابط والإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا داخل المساجد بعد قرار فتحها للمصلين؟
- منذ أن أصدر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، قرار فتح المساجد وفقا للقواعد والضوابط المنظمة وأهمها عدم فتح دورات المياه نهائيًّا، وغلقها غلقًا تامًا، وعدم فتح دور المناسبات نهائيًّا وعدم السماح بدخول الجنائز أو صلاة الجنازة، أو عقد القران أو أى مناسبات اجتماعية، عدم فتح أى أضرحة أو مقامات نهائيًّا أو فتح الأبواب المؤدية إليها، عدم إقامة أى دروس أو ندوات أو مقارئ أو أنشطة (سوى أداء الصلوات الخمس فقط)، تواجد الإمام أو المسؤول عن المسجد فى جميع الصلوات، وعدم ترك مفاتيح المسجد مع أى شخص كان من غير العاملين بالأوقاف، فتح المسجد قبل موعد الأذان بعشر دقائق فقط، وتكون الإقامة عقب الأذان مباشرة، ويتم غلق المسجد بعد الصلاة بعشر دقائق وبما لا يجاوز نصف ساعة على الأكثر بعد الأذان فى جميع الصلوات، وتم فتح 4085 مسجد بمحافظة أسيوط، وعدد 40 زاوية فى المناطق التى لا يوجد بها مساجد، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية واهمها ضرورة ارتداء المصلين للكمامة اصطحاب المصلِّى للمصلَّى الشخصى (سجادة صلاة شخصية)، وضع علامات التباعد بين المصلين والالتزام بها، مع المتابعة المستمرة لأعمال التطهير والتعقيم، وتم عقد غرفة عمليات تعمل على مدار اليوم طبقا لتعليمات وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار لمتابعة المساجد وفى الحقيقة حتى هذه اللحظة لم نرصد أى مخالفة من قبل المصلين والقائمين على المساجد بمحافظة أسيوط ما يدل على وعى واستجابة المواطنين بجميع القرى والنجوع.
■ ماذا عن الضوابط الخاصة بصلاة الجنازة داخل المساجد فى ظل أزمة كورونا؟
- طبعا توجد ضوابط خاصة بصلاة الجنازة داخل المساجد فى ظل الظروف الراهنة التى يمر بها العالم من انتشار فيروس كورونا أسأل الله العلى القدير ان يعجل برفع الوباء والبلاء عن البلاد والعباد، وبناءً على ما قررته لجنة إدارة أزمة كورونا بمجلس الوزراء فإن الوزارة تحت قيادة الوزير الدكتور محمد مختار قامت بوضع خطة للسماح بصلاة الجنازة بالمساجد الكبرى التى بها ساحات مفتوحة أو صحن مفتوح فى غير أوقات الصلوات الخمس أو الجمعة، وبالتنسيق مع القائمين على المسجد لفتحه فى غير أوقات الصلوات الخمس وغير وقت أى صلاة، وتتضمن هذه الضوابط: عدم إحضار الجنازة إلى المسجد أثناء الصلوات الخمس أو قبلها أو أثناء صلاة الجمعة أو قبلها، وتركها للصلاة عليها بعد الصلاة، وعدم السماح بذلك، وتشمل أيضا مدة فتح المسجد لصلاة الجنازة من تاريخ فتح المسجد إلى غلقه ما لا يزيد على خمس عشرة دقيقة على الإطلاق، ولن يسمح لها بأى انتظار، حيث تتم الصلاة فور دخول الجنازة ثم يتم الانصراف، كما تشمل أيضا عدم تفتح أى دورات مياه للوضوء أو خلافه ولن يسمح بدخول أى شخص لا يرتدى الكمامة، وإذا لم يلتزم الجميع بالكمامة لن يتم فتح المسجد، ويجب الالتزام بمراعاة علامات التباعد المحددة بالمسجد على النحو الذى يتم فى جميع الصلوات، ولن يسمح بدخول أى عدد زائد عن العدد الذى يسعه المسجد من خلال علامات التباعد الموجودة به، أما إذا كانت الصلاة فى صحن المسجد المكشوف فيتم إحضار مفرش بلاستيكى أو نحوه بمعرفة أهل المتوفى أو المتوفاة ليوضع تحت النعش، أما إن كانت الصلاة فى الساحة الخارجية للمسجد (خارج المسجد نهائيًّا) فيكتفى بمراعاة التباعد والالتزام بالكمامة لجميع المصلين، فى حال عدم وجود مسجد به ساحة أو صحن مكشوف تتم الصلاة على الجنازة عند القبر أو فى أى ساحة أو مكان مكشوف تتاح الصلاة به وفق ظروف كل منطقة على حدة فضلا على أن يكون للمسجد إمام وعامل معينان من الأوقاف، أو فى عهدة مفتش وعامل من الأوقاف أو رئيس قسم وعامل
■ ما الإجراءات القانونية التى يتم اتخاذها حال حدوث أى مخالفة؟
- فى حالة عدم التزام المصلين بالضوابط يتم غلق المسجد فورًا وعدم فتحه لحين انتهاء زوال فيروس كورونا، وفى حال ترك مفاتيح أى مسجد مع أى أحد من غير العاملين بالأوقاف، سيتم توقيع أقصى عقوبة على المتسبب، مع التحذير من مخالفة هذه التعليمات، وإحالة المخالف إلى لجنة القيم بالقطاع الدينى.
■ هل جميع المساجد والزوايا تخضع للرقابة والمتابعة من قبل مديرية الأوقاف بأسيوط؟
- نعم وزارة الأوقاف تبسط سلطانها على جميع المساجد والزوايا فلدينا بمحافظة أسيوط 5687 مسجدا حكوميا، و681 زاوية تابعة للأوقاف، ويوجد على مستوى المحافظة 1607 مساجد أهلية و94 زاوية أهلية تخضع جميعها لرقابة وإشراف مديرية الأوقاف ونحن لا نفرق بين مسجد أهلى أو حكومى جميع المساجد تابعة للأوقاف تبعية كاملة إداريا ودعويا ولم نسمح لأى دخيل إطلاقا ان يتعامل مع المنابر إلا بتصريح من الأوقاف.
■ حاول جماعة الشر بث بعض الصور عن هدم المساجد بأسيوط ما صحة ذلك؟
- أؤكد للجميع أن ما تبثه قنوات الفتنة وجماعات أهل الشر عن هدم المساجد أخبار مفبركة لا صحة لها وتفتقد أدنى درجات المصداقية، واستغلال هذه الصور جاء من باب التضليل الذى تربت عليها جماعات الظلام والضلال وأصحاب الأفكار الهدامة، ومصر راعية المساجد على مر التاريخ، وأسيوط فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الـ6 سنوات السابقة أقيم بها 316 مسجدا، وخلال العام الحالى 2020م تم إحلال وتجديد 102 مسجد بتكلفة تزيد على 100 مليون جنيه، وتم خلال الشهر الحالى افتتاح 28 مسجدا منها 15 مسجدًا تم ترميمه على نفقة وزارة الأوقاف، و13 مسجدًا بالجهود الذاتية، فضلا على إقامة 9 مساجد بمدينة أسيوط الجديدة.
■ فى الوقت الحالى من يعتلى منابر الجوامع والزوايا خاصة فى قرى محافظة أسيوط؟
- فى الحقيقة لعبت وزارة الأوقاف دور الفارس فى ميدان التصدى لجماعات التطرف والإرهاب وتم تحرير جميع المنابر من الدخلاء وغير الأزهريين ومنع صعود المنبر لغير الأزهرى وعدم إعطاء أى تصريح مكتوب لغير المتخصص بعد خضوعه لعدة اختبارات، ونجحت وزارة الأوقاف فى التصدى للفكر المتطرف نجاح يشهد له القاصى والدانى وتم السيطرة الكاملة من قبل الأوقاف على جميع المنابر ولم نرصد فى أسيوط أى مخالفة فى هذا الشأن وأصبحت المنابر خط أحمر.
■ فى رأيك هل ساعدت الخطبة الموحدة على التصدى للفكر المتطرف؟
- بالفعل أثرت الخطبة الموحدة بشكل كبير ولقيت استجابة قوية فى الشارع والواقع يؤكد ذلك، حيث إن الهدف من الخطبة الموحدة هو القضاء على الفكر المتطرف من خلال خطبة مكتوبة تسعى لصياغة مشروع فكرى مستنير يتفق مع مقتضيات العصر، وتعيد الخطاب الدينى المستنير المعتدل لمواجهة التطرف.
■ ماذا عن خطة النهوض برسالة المسجد الجامع ثقافيا ومجتمعيا بمحافظة أسيوط؟
- دور وزارة الأوقاف الرئيسى لن يقف أو يتوقف عند حدود عمارة المساجد بناء أو فرشا أو صيانة أو تجديدا، إنما يأتى ذلك تهيئة لمهمة أعظم وهى دور المسجد فى خدمة المجتمع روحيا وثقافيا ومجتمعيا، ليصبح المسجد قبلة حقيقية المجتمع، يجدون فى رحابه السكينة والطمأنينة والأمن المجتمعى، وهو ما تسير فيه الوزارة بقوة سواء من حيث تأسيس فكرة المسجد الجامع وتطبيقها على أرض الواقع من حيث إعداد الأئمة وحسن تأهيلهم وصقل مواهبهم للقيام بهذه المهمة خير قيام بإذن الله تعالى، ومديرية أوقاف أسيوط تسير مع نهج الوزارة فى هذا المجال.
■ حدثنا عن دور مديرية الأوقاف فى مواجهة العادات السيئة بمحافظة أسيوط وعلى رأسها قضايا الثأر؟
- طبعا الأوقاف لها دور مجتمعى مهم جدا بدءا من نشر الوعى والفكر الوسطى المستنير، الى جانب التصدى لبعض المشكلات السيئة داخل المجتمع الأسيوطى، ومديرية أوقاف أسيوط تبذل قصارى الجهد للتصدى لكثير من المشكلات داخل المجتمع، حيث أطلقت مبادرة بعنوان «أسيوط بلا ثأر» للتصدى لمشكلة الثأر بالمحافظة، وتم بحمد الله إتمام 140 مصالحة ثأرية بالتنسيق مع مديرية الأمن وبيت العائلة، ولجان المصالحات وقيادات المجتمع المدنى ومستمرين فى عقد وإتمام المصالحات للقضاء على هذه المشكلة والعادة السيئة داخل المجتمع الأسيوطى.
ماذا عن دور مديرية الأوقاف فى دعم الأسر الأكثر احتياجا بمحافظة أسيوط؟
- فى الحقيقة وزارة الأوقاف قدمت الكثير ولعبت دورًا دعويا وسياسيا واجتماعيا خلال الفترة السابقة، وخلال أزمة كورونا قدمت مديرية أوقاف اسيوط دعما ماليا بقيمة 500 جنيه للعديد من الأسر المتضررة من هذه الأزمة بالتنسيق مع اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، وساهمت المديرية فى تأهيل بعض المنازل خلال المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» وقدمنا دعمًا لعدد كبير من الأسر الأكثر احتياجا بمحافظة أسيوط من خلال المشروع الاجتماعى الرائع وهو «صكوك الأضحية» الذى بادر بإطلاقه وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة وتم تفعيله بمحافظة أسيوط منذ ثلاث سنوات، حيث يتم توزيع لحوم الأضاحى على الأسر الفقيرة وتم خلال العام بدعم محافظة أسيوط بكميات كبيرة من لحوم الأضاحى تم توزيعها بالقرى الأكثر احتياجا.
■ أخيرا فى ظل عودة قوة الدولة هل عادت لأوقاف أسيوط ممتلكات مغتصبة؟
- هذا من اختصاص هيئة الأوقاف المصرية، ولكن أستطيع ان اقول لك ان مديرية أوقاف أسيوط تبسط سلطانها على جميع الملحقات التابعة للمساجد والأراضى التابعة لوزارة الأوقاف، ولم تترك الوزارة شبرا من ممتلكاتها إلا أن تسترده.