السوق العربية المشتركة | السفير محمد العرابى: الإمارات وضعت نفسها في صدارة المسئولية للدفاع عن الحق الفلسطيني

مصر في عهد السيسى تتقدم بخطي ثابته في منطقة مضطربة يجب ممارسة ضغط دولي مستمر علي اثيوبيا لوقف سلوكها

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 ديسمبر 2024 - 08:23
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

السفير محمد العرابى: الإمارات وضعت نفسها في صدارة المسئولية للدفاع عن الحق الفلسطيني

•    مصر في عهد السيسى تتقدم بخطي ثابته في منطقة مضطربة



•    يجب ممارسة ضغط دولي مستمر علي اثيوبيا لوقف سلوكها العدواني

•    مصر اظهرت رصانه وجلد في مفاوضات سد النهضة

•    السياسة الخارجية لمصر احرزت نجاح كبير في القضايا الإقليمية والدولية

•    نشاط الحوثيين محاولة ايرانية لتعزيز تدخلها في المنطقة العربية

•    الاستقرار الداخلي لمصر اضاف قوة دفع لسياستها الخارجية 

 

شهدت الساحة الخارجية فى الفترة الأخيرة عدة قضايا خلقت نوعا من التوتر فى المنطقة الاقليمية والدولية ورغم ظروف ازمة كورونا إلا ان مصر اثبتت نجحها فى حل العديد من الملفات الخارجية المختلفة كما كان لها مواقفها الثابتة والداعمة للسلام فى المنطقة ..السوق العربية المشتركة حاورت السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق فى هذا الشأن للكشف عن تداعيات الأحدث الخارجية التى تشهدها المنطقة ومن أهمها اتفاق السلام الإماراتى والمفاوضات المصرية الإثيوبية الخاصة بملف سد النهضة.

فى البداية لو تحدثنا عن السفير محمد العرابى نجده رجل دولة من الطراز الاول يمتلك تاريخ بلوماسى عريق فقد تولى العرابى مهامه وزيرًا للخارجية خلفًا لنبيل العربى الذى انتخب فى 15 مايو أمينًا عامًا للجامعة العربية. يعده كثيرون رائد العصر الذهبى للعلاقات المصرية الألمانية.. كما شغل منصب سفير سابق فى ألمانيا وعمل فى سفارات مصر فى الكويت ولندن وواشنطن وتل أبيب.. وشغل محمد العرابى منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية قبل بلوغه سن التقاعد فى مارس 2011 كما تولى منصب وزارة الخارجية فى 6 يونيو، 2011، وقدم استقالته 16 يوليو، وصرح بأن سبب استقالته هو رفع الحرج عن رئيس الوزراء عصام شرف أثناء مشاوراته لتشكيل وزارة جديدة وبعد خروجه من وزارة الخارجية انضم لحزب المؤتمر الذى كان رئيسه حينها السيد عمرو موسى الأمين السابق لجامعة الدول العربية، وتولى العرابى رئاسة الحزب بعده حتى تقدم باستقالته من رئاسة الحزب فى 31 مايو 2014 وقد صرح وزير الخارجية الأسبق مسبقا بأنه لم يكن بالطالب الشاطر، موضحًا " فى اعلان لطيف بيظهر على التليفزيون وكل أب يقول أنا كنت بطلع الأول لكن أنا كنت طالب أقل من المتوسط". وأضاف السفير محمد العرابى فى احد حواراته بالتليفزيون المصرى أن أسرته كانت على علم أنه ليس طالبا متميزا، وكان طالبًا متعبًا للجميع. ولفت السفير محمد العرابى إلى أنه كان يحب السفر والقراءة، وأفراد أسرتى كانوا مستسلمين لما أقوم به حتى دخلت وزارة الخارجية، والجميع تأكد أننى أسير على الطريق الصحيح ".وأشار السفير محمد العرابى إلى أنه كان طفلا مدللا من أسرته، وكان أول ولد يأتى للأسرة بعد بنتين وبالنسبة لجده حسين باشا فريد أحد رؤساء أركان حرب الجيش المصرى فى العصر الملكى كان الولد الأول فى العائلة لـ أمه.. وأوضح السفير محمد العرابي، أنه كان يعانى من عدم التوازن عندما دخل جامعة القاهرة، لكونه طالبا أقل من المتوسط، وكان يذهب لممارسة لعبة الإسكواش. وتابع :" كنت لازم اعدى على الملعب الأول لمدة ساعتين، ووالدى كان على علم أننى فى المحاضرة".. وأوضح أنه التحق بوزارة الخارجية بعد تخرجه من كلية التجارة جامعة القاهرة، وبعد أن انتهى من الخدمة العسكرية، مؤكدًا " فى ثلاث سنوات امتحنت اختبارات الخارجية وانا فى الفترة الأخيرة فى الجيش وبعد الانتهاء من الخدمة العسكرية التحقت بوزارة الخارجية وقمت بخطبة زوجتى وفيما يلى تفاصيل الحوار مع السفير محمد العرابى وزير الخارجية الاسبق.

فى البداية تحدثنا عن للاتفاق السلام الإمارتى الإسرائيلى مؤكدا أن اتفاق التطبيع الاماراتى الاسرائيلى خطوة جريئة فى بداية طريق طويل والمهم أن ترتقى إسرائيل إلى مستوى خطوة الإمارات الشجاعة وتعمل فى اطار محددات المنطقة التى تتمسك بالوصول إلى سلام شامل وحقوق فلسطينية كاملة، وكان قد أعلن السفير محمد العرابى سابقا موقفه من زيارة الوفد الأمريكى الإسرائيلى للإمارات وقد أكد أنها تمثل قفزة استراتيجية كبيرة فى المنطقة وبداية لطريق طويل، ومن الصعب من الآن التكهن بمسار هذه البداية، وماذا ستكون نتائجها بالنسبة للمنطقة، وهل ستكون مرضية خاصة فى ظل المشاكل والتحديات فى المنطقة، ومنها التحدى الإسرائيلى نفسه، لأن المنطقة مكبلة بقوى إقليمية متربصة ومنها إسرائيل، ولا يمكن وضع إسرائيل فى مصاف الدول التى ترى أهمية التعامل مع المنطقة بشكل ندى..وأشار إلى أن إسرائيل وتركيا وإيران وإثيوبيا هى دول إقليمية مجاورة للإقليم وهى دول قوية ولها أهدافها وأطماعها، مشيرًا إلى أنه يرى أنه بالفعل بمثل هذه الاتفاقيات يتم اجتياز حواجز كثيرة ونقفز قفزات استراتيجية قد تكون مفيدة للمنطقة ولكن صعب جدا التكهن بمسار هذه القفزة.. وأوضح العرابى، أن نجاح اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل مرتبط بالتزام تل أبيب بمحددات المنطقة، لأن المحددات فى المنطقة معروفة ومتفق عليها، ومنها محدد هام جدا وهو حقوق الشعب الفلسطينى، ولا يمكن التحرك بمعزل عن هذا الحق لأنه أمر هام جدا بالنسبة للاستقرار والسلام وحتى بالنسبة لاستقرار وأمن إسرائيل نفسها، مشيرا إلى أن إعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه أحد العوامل الهامة والرصيد المهم للأمن فى المنطقة بأثرها.

واكد انه قد يكون هناك بعض الآثار السلبية، لكن دولة الامارات لديها دبلوماسية حيوية نشطة، والقرار الاماراتى قرار سيادى وأكدت على تمسكها بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية فمن الصعب استنتاج النتائج الآن لأننا لم نحصل على المخرجات التى لازالت محل نقاش.. الجانب الاسرائيلى عليه مسئولية كبيرة ودولة الإمارات وضعت نفسها فى صدارة المسئولية للدفاع عن الحق الفلسطينى كما أن سرائيل حققت خطوة استراتيجية وإذا لم تحافظ عليها هتكون مسئولة عن إهدار هذه القفزة، وهى قد تكون معتادة على ذلك وقد صرح وزير الخارجية الأسبق، مسبقا بأن الخطوة التى قامت بها الإمارات باتفاق السلام مع إسرائيل خطوة جريئة، ولكن نجاح هذه الخطوة يرتبط بمدى التزام إسرائيل بالمحددات وهل هى ستتجاوب مع هذه المحددات أم ستأخذ الخطوة وتعتقد أنها مجرد مغنم لها وتبنى عليها سياسيات من الممكن أن تكون مخالفة إلى حد ما لهذه المحددات، وبالتالى يجب رصد التزام إسرائيل بهذه المحددات، والوقوف بجانب الإمارات فى هذه الخطوة وعدم مهاجمتها فى المرحلة الحالية، والنظر إليها بنظرة بها قدر من التفاؤل الحذر، مع إعطاء الولايات المتحدة كل المحددات التى نرغب فى أن تسير عليها المنطقة.. وأشار العرابى إلى أنه غير مرحب برئاسة جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط للوفد الإسرائيلى الذى يزور الإمارات، لأنه يعيد للأذهان المبادرة الأمريكية التى لم تبدأ بعد نتيجة أنها أخفقت فى التعامل مع طموحات الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن تواجد كوشنر على رأس الوفد أضاف بعض الشكوك فى المسار الخاص بتطبيق المبادرة الأمريكية الأخيرة، التى لم تظهر إلى الوجود نتيجة المعارضة الموجدة لها، خاصة أنها لا تلبى الحد الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني، ووجوده لم يضيف الكثير، وكان من الممكن أن يتواجد وزير الخارجية الأمريكى أو أى شخص آخر، وتأخذ الأمور مجراها الطبيعى.

والمنطقة حافلة بالتوترات والتحالفات السريعة واحيانا غير متوقعة وعلينا جميعا العمل على خفض التوترات وقد أعلن العرابى مسبقا رفضه أن يدخل حدث زيارة أول وفد إسرائيلى إلى الإمارات فى أسلوب تزايد الانقسام بين الدول العربية، مشيرا إلى أن دولة الإمارات هى دولة ذات سيادة اتخذت خطوة ترى فيها أن لها فائدة كبيرة لها ولأمن منطقة الخليج والقضية الفلسطينية، وعلينا الوقوف بجانبها، وتوجيه النصائح أو التحذيرات، مشيرًا إلى أنه عند زيارة الرئيس السادات للقدس فى القرن الماضى كان سفير لمصر فى الكويت، وتم اتهامنا بالخاينة من الدول العربية وخلافه، موضحا أنه يرفض هذا النهج، خاصة وأن دولة الإمارات جديرة بالمساندة خلال هذه الفترة، ويجب الوقوف معهم كعالم عربي، ولا نزيد الانقسام أو الفرقة والتجاذبات.

وقد أعلن السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، خلال ندوة مكافحة الإرهاب والتطرف بالعالم العربي، التى أقامتها سفارة الامارات بالقاهرة أن النظرة الإماراتية لمكافحة الإرهاب تعد نظرة شاملة، فى ظل أنها لا تقف عند اعتباره عملا مسلحا فقط، مشيرا إلى أنه فى عام ٢٠١١ أكد ولى عهد الإمارات ضرورة وجود مكافحة الإرهاب فى التعليم، عن طريق دراسة المناهج المهمة التى تواجه الفكر الإرهابي، وهو ما يشير إلى أن الإمارات كانت تشعر بأن مواجهة الفكر الإرهابى وحامليه، هى الحل لاستئصالهم ومنعهم من تلويث أدمغة النشء.. وشدد العرابى على أن المشاركة الفعالة للدول ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية لا سيما تنظيم داعش الإرهابي، ضرورة أدرك أن الجيش الإماراتى الذى يتعامل بحرفية مع هذا الأمر على المستوى العسكري.. ودعا، وزير الخارجية الأسبق المجتمع الدولى إلى تعامل شامل فى مواجهة ظاهرة الإرهاب.. وقال فى كلمته خلال الندوة إن مكافحة الإرهاب يجب أن تمتد إلى جميع الجوانب المتعلقة بتلك القضية، فكريا واجتماعيا وسياسيا السفير محمد العربى تركيا بأنها مثال فج للدول الداعمة للإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن أطماع أنقرة فى ليبيا، ونقلها للعناصر الإرهابية إلى هناك، لتحقيق هذه الأطماع أمر لا يجب السكوت عنه، مشددا على أن الوجود التركى فى ليبيا وسوريا ودعمها لجماعة الإخوان الإرهابية، وتحالفها مع الحوثى فى اليمن، واستهداف تونس عن طريق حركة النهضة الإخوانية، كلها أمور تهدد مستقبل هذه الدول، وتهدد أيضا أمن منطقة الدول العربية وإفريقيا

وعن رؤيته لانتهاكات الميليشيات الحوثية فى السعوديه؟ -نشاط الحوثيين جزء من محاولات زعزعة استقرار المنطقة ويمثل محاولة إيرانية لتعزيز تدخلها فى المنطقة العربية، والواضح أن الشعب اليمنى هو الذى دفع الثمن وان محاولات تهديد امن السعودية لم يحرز أى نتيجة، والنتيجة ان اعتداءات الحوثيين لا طائل منها ولن تحقق أى شىء إلا مزيد من الشقاء لشعب اليمن هذا و يستمر التحالف العربى الذى تقوده المملكة العربية السعودية فى إفساد مخططات الحوثيين فى استهداف المملكة.

وقد حدثنا عن قضية سد النهضة مؤكدا انه لا يوجد حل عسكرى لمشكلة سد النهضه، ومصر اظهرت رصانة وجلدًا فى المفاوضات الطويلة، ويجب ممارسة ضغط دولى مستمر على إثيوبيا لوقف سلوكها العدوانى وقد صرح مسبقا بأن سياسة مصر فى التعامل مع سد النهضة سوف تدرس فى المستقبل دبلوماسيا عن كيفية خوض المفاوضات الصعبة، فإثيوبيا خرجت من إطار الحرص والتعاون على مصالح الدول الأفريقية، وتعمل بعيدا عن روح التعاون، وعليهم أن يراجعوا سياستهم مرة أخرى، وأن يكونوا أكثر التزما بميثاق الاتحاد الأفريقى الذى تستضيفه حاليا على أرضها.. ومصر ما زالت تعمل فى إطار إيجاد الحلول الدبلوماسية، وصرحت وزارة الخارجية من قبل بأنه مازال لديها الكثير من الخطوات الدبلوماسية التى تهدف إلى تنسيق التعاون وتحقيق المصلحة العامة للجميع.

كما قيم الجهود الكبير لإعادة العالقين فى أزمة كورونا قائلا مصر أخذت خطوة تقدمت بها على دول كثيرة فى إعادة مواطنيها، بالرغم من أن الموضوع كان فى منتهى الصعوبة ورغم الظروف الاقتصادية التى تعانى مصر، إلا أنها نجحت فى التعامل بشكل ممتاز فى إعادة العالقين وأثبتت أنها تتحمل مسؤولية تأمين المصريين سواء فى الداخل أو فى الخارج.

وعن العلاقات المصرية الخارجية فى عهد الرئيس السيسى أكد السياسة الخارجية لمصر فى عهد الرئيس السياسى احرزت نجاح كبير ولم تخفق فى أى من القضايا الإقليمية أو الدولية.. مصر أصبح لها صوت مؤثر ومسموع والاستقرار الداخلى فى مصر اضاف قوة دفع لسياسة مصر الخارجية، الدبلوماسية الرئاسية كانت العامل الرئيسى لنجاح سياسة مصر الخارجية فهى تسير فى الطريق الصحيح وتتقدم بخطى ثابتة فى منطقة مضطربة وقد صرح العرابى خلال تصريحات تليفزيونية أن العلاقات الخارجية فى عهد الرئيس السيسى تخدم التنمية الاقتصادية وتخدم هموم المواطن المصرى، مؤكدًا أن الدبلوماسية المصرية ليست بعيدة عن المشاكل المصرية لكنها تعد إحدى الأدوات التى تؤدى إلى حلها. وقال العرابي، إن مصر استخدمت الدبلوماسية استخدامًا جيدًا ورفيعا بهدف توسيط الدبلوماسية مع دول كثيرة وإنشاء علاقات اقتصادية متنوعة متعددة الجوانب نستطيع الحصول على الجوانب الجيدة من كل دولة مما يؤدى إلى تعزيز القدرة الاقتصادية المصرية وتقدم مصر فى التنمية المستدامة لفترة مقبلة.. وفى سياق متصل تحصد السوق العربيه اهم النجاحات التى حققتها الخارجية المصرية فمنذ تولى الرئيس السيسى الحكم حرصت مصر على إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا.. وعززت روابط عميقة مع مختلف البلدان سواء مع الدول العربية والأفريقية الشقيقة، أو مع القوى الكبرى، وفى مقدمتها الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، والانفتاح على قوى أخرى؛ مثل: روسيا والصين. ومن هذا المنطلق جاءت الزيارات الخارجية التى قام بها الرئيس السيسي، وحرصه على المشاركة فى القمم والمحافل الإقليمية والدولية بخلاف زياراته الثنائية لدول العالم لتصب فى مصلحة مصر سياسيًا واقتصاديًا.. وبدت فى هذا الإطار المواقف الثابتة التى تتبناها مصر، خاصةً حيال القضايا الإقليمية فى الشرق الأوسط وعلى رأسها الأزمة السورية وليبيا واليمن والعراق.. فيما تظل القضية الفلسطينية تحتل مكانتها على رأس الأولويات المصرية، حيث نظمت مصر بالتعاون مع الحكومة النرويجية "مؤتمر القاهرة حول فلسطين: إعادة إعمار غزة" فى (12 أكتوبر 2014م)؛ لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى وإزالة آثار العدوان، حيث تمكّن المؤتمر من حصد نحو 5.4 مليار دولار كمساعدات دولية لفلسطين.. جاءت التحديات التى فرضتها تطورات الأزمة السورية واتصالها الوثيق بالأمن القومى المصرى والعربى لتدفع بالقضية السورية لصدارة أولويات تحركات السياسة الخارجية المصرية، وبذلت مصر جهودًا حثيثة لوقف نزيف الدم السوري، وتمّ عقد "مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية" فى يناير 2015م، ثم عُقد مؤتمر ثانٍ موسّع بالقاهرة فى يونيو 2015م؛ صدرت عنه وثيقتا "خارطة الطريق" و"الميثاق الوطنى السوري".كما شاركت مصر فى اجتماعات اللجنة المصغرة الدولية المعنية بسوريا على المستويين الوزارى وكبار المسئولين، مع تواصل مساعيها الرامية إلى حثِّ القوى الدولية والأطراف السورية على دفع المسار السياسي. وتواصل مصر جهودها فى استضافة اللاجئين السوريين الذين تُقدّر أعدادهم بحوالى نصف مليون شخص، وتقدم كافة أوجه الدعم والامتيازات لحصولهم على الخدمات الأساسية فى مختلف المجالات، وخاصةً التعليم والصحة شأنهم شأن المواطنين المصريين. كما دعت مصر لاجتماع طارى لمجلس وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية لبحث العدوان التركى على الأراضى السورية فى أكتوبر 2019م، حيث أدان الاجتماع الاعتداء التركى على سوريا. تأتى الأزمة الليبية فى مقدمة أولويات السياسة الخارجية المصرية، وهو ما أكدته مصر من خلال مبادرتها التى سبق وأن أطلقتها وعبّرت فيها عن موقفها الثابت من تطورات الأوضاع فى ليبيا، والتى ارتكزت على ثلاثة مبادى تكمن فى "احترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لليبيا، والحفاظ على استقلالها السياسي"، علاوة على الالتزام بالحوار الشامل ونبذ العنف.استضافت مصر وعقدت العديد من الاجتماعات مع مختلف الأطراف الليبية، وخاصةً البرلمانيين الليبيين، وكذا القوى الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة فى ليبيا، فضلًا عن المشاركة بالمؤتمرات الإقليمية والدولية حول ليبيا.. وتواصل مصر دعمها للشعب الليبى الشقيق وتعمل على استعادة الاستقرار والحفاظ على وحدة الأراضى الليبية فى مواجهة التدخلات والأطماع، وهو ما عكسته مبادرة "إعلان القاهرة" والتى أُطلقت فى 6 يونيو 2020م من مصر برعاية الرئيس السيسى لوقف إطلاق النار فى ليبيا ولاقت ترحيبًا دوليًا كبيرًا.- وبالنسبة للوضع فى اليمن، أكدت مصر دومًا مساندتها للشرعية اليمنية، وارتكز الموقف المصرى دائمًا على دعم وحدة الأراضى اليمنية والترحيب بقرارات الأمم المتحدة كافةً ومجلس الأمن الصادرة بشأن الوضع فى اليمن، فضلًا عن تأييد التسوية السلمية وإجراء حوار وطنى من أجل التوصل لحل توافقي. على مستوى العلاقات المصرية مع الدول العربية ودول الجوار: شهد عام 2019م تدشين آلية التعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن عبر عقد القمة الأولى لزعماء الدول الثلاث بمشاركة الرئيس السيسى بالقاهرة فى 24 مارس 2019م، والتى تم الاتفاق خلالها على دفع التعاون والتنسيق والتكامل بين الدول الثلاث فى مختلف المجالات.. فيما عُقدت القمة الثلاثية الثانية بمشاركة الرئيس السيسى على هامش افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك فى 22 سبتمبر 2019م. ويظل الانتماء المصرى للقارة الأفريقية فى صدارة دوائر السياسية الخارجية؛ بل ويشكل أحد المعالم الرئيسة فى تاريخ مصر، فمنذ تولى الرئيس السيسى المسئولية سعت مصر إلى لعب دور فاعل فى مختلف آليات العمل الأفريقى المشترك، من خلال تنشيط التعاون بين مصر والأشقاء الأفارقة فى كافة المجالات، وهو الأمر الذى انعكس فى القيام بالعديد من الزيارات واستقبال المسئولين الأفارقة فى مصر، وما شهدته تلك الزيارات من توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية بين مصر والدول الأفريقية بهدف دعم التعاون الاقتصادي.- تشهد العلاقات بين مصر وشركائها فى آسيا زخمًا كبيرًا يقوم على أساس تبادل المصالح، وكانت الدائرة الآسيوية محط اهتمام الرئيس السيسي، حيث تمّ فتح علاقات جديدة بدول آسيوية لم يزرها أى رئيس مصري، وكذلك عودة الزيارات التى انقطعت لدول آسيوية عظمى، وتجسّد ذلك فى جولات الرئيس الآسيوية وزياراته الرسمية إلى كل من سنغافورة والصين وإندونيسيا ودول كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام، والتى استهدفت الاستفادة جميعها من خبرات وتجارب هذه الدول فى المجالات التنموية والتعليم والصناعة وتنمية الاقتصاد المصرى وجذب الاستثمارات، وأثمرت توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم فى هذه المجالات.. شهدت العلاقات المصرية الأوروبية دفعة قوية، سواء على المستوى الثنائى من خلال زيارات الرئيس لكل من ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والمجر والبرتغال أو متعددة الأطراف من بينها آلية التعاون الثلاثى مع اليونان وقبرص أو تطوير العلاقات إلى مستوى الشراكة مع دول "فيشجراد" من خلال المشاركة الأولى لمصر فى أعمال هذه القمة. شهدت العلاقات المصرية الأمريكية طفرة كبيرة، حيث إن التنسيق المصرى الأمريكي، يمثل جزءًا مهمًا فى استراتيجية التعاون مع القضايا والملفات، خاصةً فيما يتعلق بالملف الأهم والأكبر فى المنطقة، وهو الإرهاب الدولي، والتنظيمات الإرهابية، والأفكار المتطرفة التى تطورت بدورها فى الصراعات، حيث تمتلك مصر رؤية شاملة فى التعامل مع هذه الظواهر التى تتعلق بالإرهاب التى تقوم على التعامل من منصوص شامل ومواجهة عسكرية وأمنية وثقافية وتنموية، وتجفيف منابع الإرهاب، واتخاذ مواقف رادعة تجاه الدول التى تحتضن وتمول الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، والتعاون بين الدول الكبرى فى منع تسلل العناصر الإرهابية ومنع تدفق الأموال عبر الإنترنت. و، تواصل الدبلوماسية المصرية جهودها من أجل رفعة الوطن وحماية مصالحه.

فقد مرت العلاقات الخارجية المصرية بصعوبات لا حصر لها قبيل اندلاع ثورة 30 يونيو، التى جاءت تحقيقًا لإرادة الشعب المصرى لتصحيح المسار، ولكن فى أعقاب الثورة نجحت الخارجية المصرية فى احتواء الموقف. وتبنى الرئيس عبد الفتاح السيسى فور توليه الحكم قضية تحسين سياسة مصر الخارجية مع دول العالم، من خلال تبادل الزيارات مع رؤساء وملوك الدول لبحث العلاقات الثنائية وتوطيدها، وحضور المؤتمرات والفعاليات الدولية، التى أصبح لمصر بها دورًا مؤثرًا، بالإضافة لجهود الخارجية فى تعزيز العلاقات مع دول العالم.